أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الجوع .. والفقر.. وحكاية عصام العباسي














المزيد.....

الجوع .. والفقر.. وحكاية عصام العباسي


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3365 - 2011 / 5 / 14 - 13:36
المحور: الادب والفن
    


عصام العباسي شاعر وطني فلسطيني وعاشق في سمفونية الشعر الفلسطيني السياسي الملتزم. لم يأخذ حقه ونصيبه الوافر من النقاد والباحثين والدارسين، اللهم الا شذرات ونتف صغيرة هنا وهناك.
قضى عصام عمره فقيراً صامداً صابراً مكابراً مكافحاً ومنافحاً عن حق شعبه، وحق الانسان في الحرية والحياة الشريفة والكريمة.
نظم الشعر وكتب المقال الأدبي والسياسي وعمل في الصحافة، واتصف بالدماثة والطيبة وخفة الدم وروح الدعابة والفكاهة ونظافة اليد والنقاء الثوري.
امتزج بتراب الوطن، وعانق ربى الجليل والكرمل وبحر حيفا ، وهتف للروابي الخضراء ، وداعب اغصان الزيتون والسنديان والزعتر البري وبرتقال يافا الحزين.
حين كان يعمل في مؤسسة "البيادر" المقدسية ويكتب الكلمة الأخيرة لمجلة "البيادر" الأدبية ، التي كان لها شأن في العملية الثقافية والابداعية الفلسطينية والحراك الأدبي في المناطق المحتلة ، روى عصام العباسي الحكاية التالية:" تعرفت في حياتي الصحفية على رجل أصبح في عالم الغيب، وأدهشتني موهبته الصحافية التي يتمتع بها مع انه لا يعمل في الصحافة بل في مهنة بعيدة عن الصحافة والأدب والفكر، وعرفت منه انه منذ طفولته عشق الصحافة وتمنى العمل فيها حتى تمكن من الانخراط في احدى الصحف الوطنية حيث أبدى مهاراته وتأكد البعض ممن اطلعوا على عمله من انه يبشر بمستقبل باهر ، ولكن اجور الصحفيين ورواتبهم ولا سيما المبتدئين منهم كانت ضئيلة ، فذهب الى صاحب الجريدة يشرح له وضعه ويطالب بتحسين وضعه ورفع راتبه ، فلم يكن من صاحب الجريدة الا أن القى عليه محاضرة قيمة ملخصها ان الكاتب لا يجود ويجيد ويبدع الا اذا تضور جوعاً وشقى وعانى .. فنهض صاحبي رحمة الله عليه من امام صاحب الجريدة ، حقاً لقد صدق المثل اعطي الجوز لم ليس له اسنان .. وترك الصحافة الى غير رجعة مفضلاً أن يتعلم مهنة .. تقيه التضور جوعاً والشقاء والمعاناة".
صدق صاحب عصام العباسي ، وحسناً ما فعل ، وكان على حق وصواب حين قرر اعتزال الكتابة وترك الصحافة ، التي لا تطعم ولا تسمن أو تغني عن جوع .
فكم من صاحب قلم لا يعتاش من قلمه وفكره وابداعه؟ وكم من كاتب لا يجد في جيبه ثمن فاتورة الكهرباء ؟ وكم من صحفي لم يتقاض معاشه الشهري منذ فترة، او يتسول على أبواب المؤسسات الاعلامية ودور الصحافة باحثاً عن فتات وعمل يعود عليه بالمنفعة المادية ليتمكن من اعالة عائلته ، التي تصحو باكراً ولا تجد ما يكفيها لسد الرمق ، ومن احتياجات يومية ضرورية..!
قديماً قالت العرب :"من لا يأكل لا يفكر" و"لا تسألوا من ليس في بيته دقيق فان عقله زائل".
تذكرت حكاية عصام العباسي عندما التقيت بأحد المعارف القدامى ، وكنت عائداً الى بيتي مشياً على الأقدام وبيدي اكياساً ثقيلة ملأتها بالمواد التموينية ، فقال وهو يبتسم: كل هذا سببه انك كاتب وتتعاطى الكتابة.
وعلى الفور بادلته الابتسامة ووافقته الرأي.
ويظل السؤال الذي يلح دائماً : الى متى يظل الكاتب يعطي ويكتب ويعاني الفقر ويتضور جوعاً ولا يتقاضى أجراً لقاء كتاباته؟!.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحداث امبابة والكارثة التي تهدد المجتمع المصري
- نقطة ضوء على دور النشر الفلسطينية في بدايات الاحتلال
- مظف النوّاب يعود الى عرينه..!!
- أهلا ب-أبو عرب- صوت الثورة وشاعرالحنين الفلسطيني
- الوحدة الوطنية الفلسطينية ضمانة للمستقبل..!
- امرأتان ومهمتان وتحديان..!
- مفكر عربي آخر يغيب:خلدون النقيب، رجل المبادئ وصوت العقل ..!
- في العدد الجديد من مجلة (الإصلاح) الثقافية : ملف خاص عن شهيد ...
- نحتاج مجلة أدبية شاملة..!
- أيار والشعر
- ايار الكفاح والعمال
- بشرى اتفاق المصالحة الوطنية بين حركتي (فتح) و(حماس)
- من ابن رشد حتي اريغوني الأيدي واحدة ..!
- المكرّمون الثلاثة
- الثورة السورية في اطارها الصحيح ..!
- في المرآة.. القاص الفلسطيني محمد ايوب
- ارفعوا أيديكم عن بيت محمد مهدي الجواهري ..!
- قراءة عاجلة في أدب السجون
- في ذكرى ميلاد فلاديمير ايليتش لينين
- عن نيسان الفلسطيني ويوم الأسير


المزيد.....




- هوس الاغتراب الداخلي
- عُشَّاقٌ بَيْنَ نَهْرٍ. . . وَبَحْر
- مظهر نزار: لوحات بألوان صنعاء تروي حكايات التراث والثقافة با ...
- في حضرةِ الألم
- وزير الداخلية الفرنسي يقدّم شكوى ضدّ ممثل كوميدي لتشببيه الش ...
- -بائع الكتب في غزة-.. رواية جديدة تصدر في غزة
- البابا يؤكد أن السينما توجد -الرجاء وسط مآسي العنف والحروب- ...
- -الممثل-.. جوائز نقابة ممثلي الشاشة SAG تُطلق اسمًا جديدًا و ...
- كيف حوّل زهران ممداني التعدد اللغوي إلى فعل سياسي فاز بنيويو ...
- تأهل 45 فيلما من 99 دولة لمهرجان فجر السينمائي الدولي


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الجوع .. والفقر.. وحكاية عصام العباسي