أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - أحداث امبابة والكارثة التي تهدد المجتمع المصري














المزيد.....

أحداث امبابة والكارثة التي تهدد المجتمع المصري


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3363 - 2011 / 5 / 12 - 21:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تابعت كغيري احداث تفجير كنيسة (امبابة) المصرية وما تلاها من اشتباكات وصدامات دموية وتألمت كثيراً لما لهذه الأحداث من انعكاسات سلبية وآثار ضارّة ومدمرة على النسيج الاجتماعي وعلى العلاقات بين الأطياف والأديان . انها أحداث تنذر بحريق كبير وهائل سيحرق الأخضر واليابس ويدمر المجتمع المصري ويذكي نار الفتنة الطائفية القاتلة.
وفي حقيقة الأمر ان ما يجري في مصر من احراق الكنائس في الاسكندرية وطنطا وتفجير كنيسة امبابة ، ليس صراعاً بين المسلمين والمسيحيين ، بل هو صراع فكري بين توجهين وتياريين فكريين على طرفي نقيض ، الأول الفكر العلماني التنوري والتقدمي المعني بالحضارة والتقدم ومواكبة العصر والعلم والمساواة في المجتمع ، والذي يرى في الدين عقيدة ورحابة صدر وسماحة وعدالة ورأفة ورحمة ومحبة بين الناس وانفتاح على الديانات السماوية والثقافات المعاصرة المختلفة ، ويدعو الى الاجتهاد والجدل و"فصل الدين عن الدولة".والآخر هو الفكر السلفي الظلامي الرجعي الاخواني المتعصب ، الذي تتبناه الجماعات الأصولية المتأسلمة وتيارات "الاسلام السياسي" التي ترى في الدين ايديولوجيا وتعمل على تسييسه وتستغله لخدمة اهدافها المبيتة ، وترفع السيوف وتطلق الرصاص في وجه كل من يخالفها الرأي والايمان والعقيدة ، وترمي أي معارض ومناهض لتوجهاتها وأفكارها بالكفر والالحاد والمروق . كما تعتدي على الحريات وتقمع الفكر والوعي النقدي وتحرّم الاجتهاد وتحرق المسارح وتصادر الكتب وتحجب أهداب النور ، وتغتال أصحاب الفكر العلماني الحر مثلما فعلت مع فرج فودة ،الذي كان يحذر بشدة من اشتعال الفتنة الطائفية والدينية ، وخاض المعارك الفكرية الشرسة والعنيفة ضد هذه القوى، التي تهدد المجتمع المصري والعربي وتشكل خطراً داهماً على مستقبل مصر والوطن العربي.
ورغم ان مصر مرّت في أكثر من مائة وعشرين عاماً من التنوير ، لكن الواقع الثقافي والفكري فيها مختلف ومتخلّف عما كان عليه قبل نصف قرن ونيّف . فالأسئلة التي طرحت أمام أئمة النهضة ورواد الفكر الاصلاحي التنويري النقدي والعقلاني في عصر النهضة ووضعوا الأجوبة عنها ،لا تزال تطرح من جديد وعلى المستوى نفسه . وعليه فان مصر اليوم تحتاج لطرح سعد زغلول الذي بلوره بخصوص الوحدة الوطنية أن "الدين لله والوطن للجميع" دون أن يمس ذلك المشاعر الدينية . وبحاجة الى فكر الاصلاح والتجديد والاجتهاد الديني المتنور كما جاء في فكر وطروحات وأدبيات الشيخ محمد عبده وزملائه . وأيضاً بحاجة الى قاسم امين لتحرير المرأة ، دون الدخول في متاهات وسفسطات فقهية أو فلسفية او فكرية.
وغني عن القول، ان ممارسات ومسلكيات القوى الدينية السلفية المتطرفة والمتشددة ، تشوه جوهر الدين الاسلامي الحقيقي وصورته الزاهية . وهذه القوى لا تقدم برنامجاً أو مشروعاً اجتماعياً واقتصادياً حين تطرح تطبيق الشريعة واقامة الدولة الدينية على أساس "الاسلام هو الحل" . وانه يجب عدم المزج بين الدين والسياسة حتى لا تتحول العقيدة الى أيديولوجيا ، فالاصلاح الحقيقي والاحياء الفعال لروح الاسلام يبدأ بالفصل بين الدين والسياسة . والسبيل للحياة المشتركة بين جميع الأديان والطوائف هي تأسيس دولة مدنية عصرية وحضارية وديمقراطية ، تحترم التعددية وتنتصر للعقلانية والعدالة الاجتماعية .
وفي الاجمال ، اننا أمام اتجاهين وخطين وطرحين متناقضين ، ومن حق كل اتجاه أو طرف أن يطرح ما يشاء من مواقف ورؤى وأفكار واجتهادات وأحلام وأوهام ، لكن بدون ارهاب فكري قمعي بالسكين والرصاصة وفوهة البندقية ، وانما بالسجال والجدل الحضاري ، واحترام وجهات النظر المغايرة ، وحرية الفكر والخلاف والاختلاف والتنوع والمعتقد الديني . وواجب كل المتنورين والتقدميين والعقلانيين والمثقفين النخبويين في المجتمع المصري الوقوف في وجه الطائفية واخمادها ووأدها وهي في المهد ، ولعن الله مشعلي الفتن وهي نائمة.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقطة ضوء على دور النشر الفلسطينية في بدايات الاحتلال
- مظف النوّاب يعود الى عرينه..!!
- أهلا ب-أبو عرب- صوت الثورة وشاعرالحنين الفلسطيني
- الوحدة الوطنية الفلسطينية ضمانة للمستقبل..!
- امرأتان ومهمتان وتحديان..!
- مفكر عربي آخر يغيب:خلدون النقيب، رجل المبادئ وصوت العقل ..!
- في العدد الجديد من مجلة (الإصلاح) الثقافية : ملف خاص عن شهيد ...
- نحتاج مجلة أدبية شاملة..!
- أيار والشعر
- ايار الكفاح والعمال
- بشرى اتفاق المصالحة الوطنية بين حركتي (فتح) و(حماس)
- من ابن رشد حتي اريغوني الأيدي واحدة ..!
- المكرّمون الثلاثة
- الثورة السورية في اطارها الصحيح ..!
- في المرآة.. القاص الفلسطيني محمد ايوب
- ارفعوا أيديكم عن بيت محمد مهدي الجواهري ..!
- قراءة عاجلة في أدب السجون
- في ذكرى ميلاد فلاديمير ايليتش لينين
- عن نيسان الفلسطيني ويوم الأسير
- -جزاء سنمار-


المزيد.....




- هل يعيد تاريخ الصين نفسه ولكن في الولايات المتحدة؟.. وما علا ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يناقش مشروع قانون ترامب للإنفاق وسط انق ...
- محكمة إسرائيلية توافق على تأجيل جلسات محاكمة نتانياهو في قضا ...
- يضم معارضين سياسيين ومواطنين أجانب... القصف الإسرائيلي يلحق ...
- فرنسا تعتزم أداء -دور محوري- في مفاوضات النووي وطهران تبدي - ...
- مشاهد للجزيرة توثق قصف مسيّرة للاحتلال فلسطينيا يحمل كيسا من ...
- ماذا تعرف عن إنفلونزا العيون؟
- الفساد يطيح بوزير يوناني و3 نواب
- غزة تنزف منذ 630 يوما.. إبادة ممنهجة ومعاناة لا تنتهي في ظل ...
- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - أحداث امبابة والكارثة التي تهدد المجتمع المصري