أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل الخطيب - المنافسة على كسب الذلّ في الجبل...














المزيد.....

المنافسة على كسب الذلّ في الجبل...


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 3396 - 2011 / 6 / 14 - 08:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المنافسة على كسب الذلّ في الجبل...
(تقضي الرجولة أن نمد جسومنا، جسراً فقل لرفاقنا أن يعبروا).. كانوا الجسر الذي صنعوه في نضالهم من أجل الحرية، الحرية التي اغتصبها لاحقاً الحزب الواحد، الحزب الذي اختطفه لاحقاً الطاغية الأسد. الرجولة ضعفت كثيراً وضاع جلّها –إن لم أقل أنها ضاعت على أعتاب قصر الوريث، وفي جيوب مخابراته التي قحطت القيم والأخلاق في الجبل..
أعتقد أن المسئولية الأخلاقية على الدرك الذي نحن فيه الآن تقع على بعض رجال الدين الذين يتفرجون أو يباركون القتلة. أعتقد أن الجبل مقبل على تغيير أخلاقي جذري، سيلفظ المتواطئين على قيم الإنسانية والكرامة. أعتقد أنه سيسقط "وجهاء" كثيرون وسيصبحون مع مخابرات النظام وعملائه صفحة بائسة واضحة واحدة.. مسئولية مثقفي الجبل مضاعفة، وحتى الآن غالبيتهم متفرجة أو متواطئة.. سيكون الثمن غالياً داخل الجبل وعلى مستوى سوريا كلها، الثمن مادياً وإجتماعياً. مع الأسف ثمن التخاذل أكبر من مكاسب الصمت..
الجريمة الكبرى التي ارتكبها النظام هي تشويه كل جميل، حتى الروح، حتى المحبة.. أن يسحب منك محبة الأهل، أن يسحب من الأهل محبة الإبن، أن يستبدل دمعة الحزن والفجيعة بفرح الجريمة، أن تصبح أم الشهيد محبة لقاتل ابنها.. لا أعرف حجم الجريمة الأخلاقية التي عملوها، ولا أعرف حجم العهر "الجبلي" الجبان الذي يشارك فيه بعض رجال الدين و"وجهاء" وزعران ومتفرجين محسوبين على الجبل. أي عهرٍ وصلوا إليه! أي سقف للخيانة الوجدانية والروحية والنفسية والمذهبية يساهمون في صنعها وتجذيرها!. كيف يقف المجرم زغرودة بين الدمعة والدم؟..
نقلت وسائل إعلام تابعة للنظام (وقفت السيدة فرنجية شميط والدة الشهيد خلدون شرف بين الجموع المحتشدة لوداع الشهيد وزغردت، ثم حملت صورة الرئيس بشار الأسد وبدأت تهتف بالروح بالدم نفديك يا بشار). وقال ما يُشبه هذا الكلام أخته وأخوه وزوجته وأبوه وجيرانه!. لا أتمنى تلك الوقفة لبؤساء الجبل، لا أتمنى لهم هذا "الكبرياء" البائس المريض، لا أتمنى لهم ولا لغيرهم هذه الزلغوطة!
كيف يمكن تفسير ذلك من وجهة نظر علم النفس؟ لا حاجة إلى طبيب نفسي حتى نرى حجم التشويه الذي فعلوه في النفوس، حتى أجبروا الأم الثكلى أن تزغرد فرحاً والأخت والأب والزوجة كذلك يفرحون بفجيعتهم/ن، وكل ذلك فداءً للطاغية وتزكية لجرائمه!..
كم أنتم مجرمون! كم تتمنى أمهات وأخوات وزوجات الشهداء أن تزغرد أم بشار وماهر الأسد وأخته وزوجته فرحاً بقتلهم! كم أنتم مجرمون! حتى دمعة أمٍ ثكلى اغتصبتموها وجعلتم منها زغاريد فرح! تعرفون كيف تستطيع العيش غداً وما سيدور في نفس أم وأخت خلدون وأكثر من 1500 خلدون حتى الآن؟ وكيف ستعود تصنع من زغاريدكم حقداً لا يُمكن استئصاله في "سبعة أجيال"؟! مجرمون أنتم أيضاً يا بعض أبناء الجبل الذين تباركون وتساهمون بتحويل الدمع والدم إلى زغاريد فرح للوريث. هل صارت صلاة الجنازة هتافات لبشار؟ هل صارت بعض عمائم الدين طاقيات طلائع؟ هل عباءة عبد الله الأطرش تحمل شيئاً من تراث سلطان؟.. كان الثوار يبيعون طحين خبز أطفالهم من أجل شراء خرطوش أيام ثورة الاستقلال الأولى، واليوم بعض أحفادهم وأبناءهم يستجدون ويستعطون العلف من القصر. ومازالوا يرددون الجوفيات.. أيها العقل، ويا إله العقل، من رآك؟!..
الويل لكم من أطفال اليوم عندما يكبرون ويقفون غداً أمامكم يسألون، أو على قبوركم يلعنون التراب الذي ضمّ بقايا العظام المتواطئة. بئس الحليب والعلف، العلف الذي وراءه تركضون، وبه تُرتشون وتسكتون..
من يستطيع الحفاظ على بقايا روحه الجبلية صار في عهد الأسد بطولة!. لقد سرقوا منا حتى أرواحنا وحتى الأحلام، ولم يتركوا غير الكوابيس وزغاريد الجنائز!.
هل تكفينا وتحمينا أخلاقياً شعارات وهتافات الرخص المخابراتي في زمن الكرامة والحرية؟ هل تكفينا وتحمينا أخلاقياً وتشبعنا روحياً أكياس العلف وهوبرات السفهاء الراقصين على أصوات نحيب الأمهات الثكالى؟ هل تكفينا وتحمينا أخلاقياً مبررات الكذب البائس عن البديل الأسوأ وهي اسطوانة مشروخة بائسة كاذبة لإعلام النظام البائس؟ أي شجاعة حين تحتمي شوارب الرجال بجزمات رجال المخابرات؟ تكذبون على كل العالم، لكنكم لا تستطيعون الكذب على أنفسكم!
يبدو أن بعض أزلام النظام ومخابراته في الجبل سبقوا أكثر المتشددين تشدداً سلفياً. شطارة وبؤس ورائحة المخابرات على أحدهم وبعض صحبه تصرخ عن نفسها، حيث يكتب/ون باسم مستعار عن قرب عهد الخلافة الإسلامية. يغرف هذا المتستر -المعروف وصحبه من كنز خلافة الوريث الأسدي. اقترح عليه/م مسلّة أخرى للخيطان المهترئة، لأنه حتى أكثر المتشددين الإسلاميين في سورية لا يطرحون مثل تلك الأفكار. الشيء الأكيد أن عصر التوريث قد ولّى وإلى الأبد..
كان الرجال يتنافسون على الكرامة وعزة النفس، وأنتم تتنافسون على الذلّ والإذلال والولاء لأكبر مجرمي وطننا! إنها مرحلة امتحان حقيقي للرجال، وقريباً سيقرأ كل امرئ نتيجة درجة علاماته في عيون الأطفال والأمهات الثكالى، في دفاتر تلاميذه وطلابه، سيجدها على جذوع تفاح الجبل، وبين دوالي العنب، سيقرأها عبق الحبق الحزين محل لافتات وصور الذين فرّطوا بالأرض وشوّهوا وسلبوا القيم، سيقرأوها بين فناجين القهوة المرة، وعلى بازلت الجبل الصامت خجلاً حتى اليوم...
أكررها: أيها العقل، ويا إله العقل، من رآك؟!..



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -أشرف- يحكي وعاقل يفهم...
- إيديولوجية -مطرح ما يدوس يبوسوا- للأحذية المستعملة...
- هل صار الأسد مثل النبي شعيب؟...
- أسرانا يهزّون العرش..
- الجذور العظيمة الطيبة تنزف دماءً في النيل العظيم...
- عائلة الأسد تُحب سوريا وتكره السوريين...
- هواجس -أقلّية- على ضفاف الثورة السورية...
- الدين لله والوطن للجميع ليس شعار انتفاضة سوريا فقط بل نهجها
- صوتٌ وصمتٌ بين الوهم والواقع...
- شقيقي التوأم نسيَ أن يحتفل بعيد ميلادي...
- من المناسف للمناشف!..
- النقاط التي يجب أن تُكتب وتُلفظ
- مطّاط الوجوه المستعارة...
- وحدة الهدوء والصمت..
- اندلاع الثور/ي/ة وزخمهم...
- إن البازلتَ قليلُ. في الحَتّ والتعرية..!
- آخر البؤساء..
- وَقفة وردّ غطاها..
- فضة الكلام وذهبُ السكون/ت، خوش/نعم..
- الشِبريّة فوق البنفسجية وتحت الحمراء...


المزيد.....




- زفاف -ملكي- لحفيدة شاه إيران الراحل و-شيرين بيوتي- و-أوسي- ي ...
- رواج فيديو لـ-حطام طائرات إسرائيلية- على هامش النزاع مع إيرا ...
- -نستهدف برنامجًا نوويًا يهدد العالم-.. هرتسوغ يبرر الضربة ال ...
- إجلاء واسع للإسرائيليين و-الحيوانات- من بيتح تكفا بعد الهجوم ...
- رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجد ...
- -سرايا القدس-: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم شمال خان يو ...
- إسرائيل - إيران: في أي اتجاه تسير الحرب وإلى متى؟
- نتانياهو: قتل خامنئي -سيضع حدا للنزاع- وإسرائيل -تغير وجه ال ...
- كيف تتخلصين من -كابوس- البثور العميقة في الوجه؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل الخطيب - المنافسة على كسب الذلّ في الجبل...