أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزيف شفيق - من سيربح الثوره














المزيد.....

من سيربح الثوره


جوزيف شفيق

الحوار المتمدن-العدد: 3394 - 2011 / 6 / 12 - 09:23
المحور: الادب والفن
    


من ميدان التحرير بدأ مقدم البرنامج بشرح قواعد اللعبه " أمامك خمسة عشر سؤالاً لتكسب الكرسى الذهبى وبعد كل خمسة أسئلة ستجتاز مرحله: الأولى هى فراغ الكرسى من شاغره والثانيه هى إعادة نجارة وتنجيد الكرسى ليتوائم معك والثالثه ستحصل فى نهايتها على الكرسى الذهبى " كانت الحلقه الماضيه من تونس و إجتاز صديقى التونسى " بو عزيزى " المرحله الأولى بنجاح فإنطلقت فى داخل كل المتسابقين قشعريرة الفوز تيمناً بفوز صديقنا التونسى وكم كنت أتمنى أن لا أتجاوز صديقى الليبى و لكن إجابتى فى سؤال السرعه تجاوزته ببضع ثوان.

أخيراً وجدت سياره أوصلتنى بالقرب من دار القضاء العالى حيث ستبدأ المظاهره و سنسير حتى ميدان التحرير , رفعت اليافطات التى كتبتها .. كان عدد المتظاهرين أكثر من أى مظاهره شاركت بها وسمعنا أن هناك مظاهره أمام جامع الفتح وأخرى قريبه أمام نقابة الصحفيين وكلاهما قرر السير نحو ميدان التحرير فقررنا أن نلتحق بالمظاهرتين فى الميدان
أعداد هائله من عساكر الأمن المركزى تحيط بنا فى دائره من صفين خلف بعضهما فاتفقنا على الضغط والهجوم على نقطه بعينها لإختراق الدائره الحديديه وفى اللحظه الحاسمه دوى صوت كمال " تغيير .. حريه .. عداله إجتماعيه " فإخترقنا عساكر الأمن ثم الحواجز الحديديه لتنطلق فوق رؤوسنا قنابل الغاز المسيل للدموع ويخفت هتافنا فيعلو صوت نفس الهتاف من مظاهرة جامع الفتح التى إقتربت من موقعنا.

كانت أسئلة المرحله الأولى صعبة على غير المعتاد مما إضطرنى للإستعانه بصديق أعلم مدى ثقافته و علمه ببواطن الأوامر و بالطبع أجاب الإجابه الصحيحه على آخر أسئلة المرحله الأولى ولكن على الرغم من مساعدة هذا الصديق إلا أننى لا أعلم هل مساعدته مجانيه أم أنه سيقتسم الجائزه معى أم سيدعى ظلماً أنه السبب فى فوزى بالكرسى الذهبى ولولاه لما إستطعت الوصول للكرسى أو حتى إجتياز المرحله الأولى.

بعد يوم تاريخى من المظاهرات المتواصله والتى ضُربنا فيها بكل الوسائل من الغاز المسيل للدموع وحتى الرصاص الحى وصلنا إلى ميدان التحرير وإستمرت المعارك حتى إنسحبت الشرطه وأُعلنت التلفزيون الحكومى ليلة الجمعه 28 يناير سيطرة الجيش المصرى على مداخل ومخارج ميدان التحرير و كل المنشآت الهامه و إنتشرت المدرعات و الدبابات والعربات المصفحه من حولنا تحمل الجنود المدججين بالأسلحه.

إجتزت المرحلة الأولى بنجاح منقطع النظير وفى وقت قصير نسبياً فصفق كل من فى الاستديو لى بما فيهم مقدم البرنامج ودقت الموسيقى التى توحى بالخطر منذرة ببدأ المرحله الثانيه.

فى الحادى عشر من فبراير تخلى الرئيس عن منصبه .. لحظتها لم أشعر بنفسى إلا فى الهواء قافزاً وممسكاً بيد رجل لا أعرفه لكنه إحتضننى فور أن لمست قدمى الأرض مما أشعرنى أنه أقرب لى من صديقى على الجانب الآخر ثم بثت شاشات العرض التلفزيونى فى الميدان التهانى من كل قادة دول العالم وإنبهارهم بثورتنا وفى الصباح شاركت فى تنظيف الميدان و تلوين الأرصفه.

بدأت المرحله الثانيه بسؤال عن الدستور لم أفهمه فأنا لست ضليعاً فى القانون و أخاف أن أُخمن الإجابه فأخرج خارج المسابقه وأخسر الكرسى مكتفياً بالمرحله الأولى فقط, فقررت إستخدام ثانى وسيله من الوسائل المساعده وهى أخذ رأى الجمهور الموجود فى الإستديو , نظرت نظره خاطفه إلى الجمهور فبدا لى أن جميعهم مختلف اللون والجنس و العرق و الطائفه والسؤال يميل أن يكون سؤال رأى أكثر منه حقيقه تاريخيه، فجأه إنتبهت على صوت مقدم البرنامج وهو يعلن النتيجه التى أخافتنى كثيراً ولا أعلم مدى صحتها من عدمه فهل إجابتهم ستلقى بى خارج السباق أم سأستمر ؟؟

فى أواخر شهر مارس الماضى أثناء عودتى من عملى مررت بميدان التحرير وفى طريقى نظرت إلى التلفاز فى أحد المقاهى " أقر مجلس الوزراء برئاسة الدكتور عصام شرف قانون منع التظاهر والتجمهر..." فنظرت إلى الميدان فى الناحيه الأخرى فترقرقت عيناى بالدموع ثم أجهشت بالبكاء .



#جوزيف_شفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب المصرى إتقرطس
- مصر وأحوالها على تويتر ؟؟
- كيف فازت تونس على مصر بضربات الترجيح
- التعديلات الدستوريه إستفتاء على الرئيس القادم
- لا تخف من المستقبل فأنت موجود لتصنعه
- أنتم الذين تصنعون ثورتكم المضاده
- ماذا يريد الشعب بعد إسقاط الرئيس؟؟
- تسريبات جوكيليكس عن التعديلات الدستوريه و البحرين
- كلمات متقاطعه عن الثوره المصريه
- البقيه تأتى
- إحنا الثوار : سيناريو نجاح الثوره المصريه
- نهر النيل ينبع من البوسنه !!
- بالأسواق: الثوره بتاعة زمان بالخلطه التونسيه


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزيف شفيق - من سيربح الثوره