أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - خالد عايد - الثورة/ الثورات العربية ليست لقيطة ليتبناها العم سام والجدة أوروبا















المزيد.....

الثورة/ الثورات العربية ليست لقيطة ليتبناها العم سام والجدة أوروبا


خالد عايد

الحوار المتمدن-العدد: 3391 - 2011 / 6 / 9 - 17:49
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


مشهد الشارع العربي في ثوراته الشعبية الآن مشهد شديد التركيب والتعقيد والتشابك. إذ كثيرا ما "يختلط الحابل بالنابل" فيه، وتتراوح المواجهات " بين كرّ وفرّ "، وتسرح " الطيقة الوسطى" في جنباته وتمرح بفضل علاقاتها الخارجية وقدراتها التنظيمية وإمكاناتها المالية ( خلافاً للفئات والطبقات الشعبية صاحبة المصلحة الحقيقية في الثورة والتغيير).وبالاجمال فإن دخان الشارع ينجلي حتى الآن عن ثورات غير مكتملة، وأنصاف أو شبه ثورات، أو أخرى مهددة بالغدر بفعل تسلل شرائح من النظام القديم الى صفوفها.

ومما يزيد الصورة قتامة هو الدور السافر( بل السافل) الذي تتنطع للقيام به قوى الامبريالية العالمية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية. فمع أنه من البدهي ألآّ تقف هذه القوى مكتوفة الأيدي أمام المد الجماهيري الثوري الذي يجتاح المنطقة، خاصة بعد صدمتها بالانتصار " السريع والنسبي" الذي تحقق في "الفصل الأول" من ثورتي تونس ومصر، فإن المجريات التي شهدتها الساحات الأخرى صدمت وأحبطت الكثيرين، لا سيما من بين مثقفي الأبراج العاجية، الذين يقرأون عن الثورات أكثر كثيرا مما يساهمون في صنعها. وقد هالتهم هذه " الفوضى" الخارجة عن نصوص الكتب وعن مألوف تفكيرهم المهزوم الضيق الأفق، الى حد " الكفر" بالثورة ووضعها في سياق مؤامرة" الفوضى الخلاّقة" الأمريكية الصنع.
*****
لقد سيق أن تناولنا بعض أوجه هذه المسألة في مقالات سابقة. لكننا سنركز في هذا المقال على المقولة التالية:
إن الثورة / الثورات العربية لا يمكن أن تخرج من أدراج أي قوة امبريالية مهما علا شأنها وبلغ جبروتها( وإن كانت القوى الامبريالية تسعى جاهدة وبالأظافر والمخالب لإعادة تصنيع مخرجات الحراك الشعبي الثوري). إنها بالأحرى تتمخض في رحم شروطها هي، وتفع في سياقها الخاص، وهي الابنة الشرعية لتراث ثوري لعهود طويلة من المقاومة والانتفاض والنضالات الجماهيرية الاجتماعية والديمقراطية والوطنية والقومية.

أولاً: تأتي هذه الثورة / الثورات في ظل نضج الشروط الموصوعية( وليس الذاتية بالضرورة) للثورة، إثر عقود من الاستبداد والاستغلال والاستعباد والفساد والفقر والبطالة والمهانة والتجزئة والتبعية للمراكز الامبريالية والاستسلام للعدو الصهيوني. وكان أن بلغ السيل الزبى وتراكم البخار المحبوس في المرجل الى حد الانفجار.

ثانياً: إن هذه الثورة / الثورات امتداد لأفضل التقاليد الثورية وأكثر اللحظات إشراقاً التي شهدتها الأمة في الأمس القريب: صمود بيروت المنقطع النظير في وجه جحافل الغزو الصهيوني سنة 1982؛ المقاومة اللبنانية( الوطنية والاسلامية) التي تكللت بالنجاح في دحرها الاحتلال الصهيوني سنة 1999، ثم معركة تموز/ يوليو 2006 المجيدة التي خاضها حزب الله يدعم لوجستي وسياسي سوري-إيراني ؛ الانتفاضات الفلسطينية المتواصلة من انتفاضة الحجارة سنة 1987 وصولاً الى الصمود الأسطوري لقطاع غزة الصغير في مساحته العظيم في إرادته أمام آلة الحرب " الاسرائيلية-الأمريكية" ؛ تحركات طلبة مصر وعمالها ومثقفيها الثوريين منذ أوائل السيعينات مروراً بانتفاضة 18 و 19 يناير 1977، وصولاً الى التحركات العمالية والشعبية التي لا تحصى في مصر، وفي مفدمتها تحركات عمال الغزل والنسيج في المحلة الكبرى وغيرها؛ وكذلك انتفاضات " الجوع والخبز" التي شهدتها أقطار المغرب العربي ( في الدار البيضاء وصفاقص وسوسة وغيرها).

ثالثاً: إن الثورة / الثورات العربية جاءت أيضاً في مناخ عالمي محفّز على الثورة، في ظل عهد العولمة الرأسمالية المتوحشة التي حاولت بكل قواها بسط سيطرتها الكاملة على العالم منذ سنة 1990. فقد شهدنا في هذا السياق : التحركات الشبابيةالاحتجاجية داخل المعسكر الامبريالي نفسه، ممثلاً في رمزه الجديد المنتدى الاقتصادي العالمي/مؤتمر دافوس؛ الحركات الاجتماعية المناهضة لآثار العولمة وبرامجها " التقشفية" كما كان الحال في عدد من الدول الأوروبية( فرنسا، بريطانيا، وجارتينا المتوسطيتين اليونان واسبانيا وغيرها)؛ انفكاك عدد من دول أمريكا اللاتينية من ربقة التبعية للعم سام والسعي لإقامة أنظمة أكثر عدالة وتحررا ومساواة ولبناء بيت لاتيني في" الساحة الخلفية" الجنوبية لقلعة الغطرسة الأمريكية الغاشمة.

في ظل هذا المناخ الثوري المستجد، لا شك أن المراكز الامبريالية تبذل قصارى جهودها من أجل "احتواء" الثورة / الثورات العربية وسواها من مظاهر الحراك الشامل. ومن السذاجة القاتلة التفكير لحظة واحدة أنها ستتركنا " في حالنا"، وأن تتنازل طواعية عن مصالحها الهائلة في المنطقة كرمى لسواد عيون " الحرية والديمقراطية" ! بل إن أسلحة/ شعارات " الحرية والديمقراطية" هي من بين أمضى وأبشع وأمكر الأسلحة التي توجهها الى صدور الثورات والثوار. فهي ترى في هذه الشعارات إكسير الحياة لمصالحها، وللأنظمة التابعة التي تخدم هذه المصالح. لم تنفع وصفات" الاصلاح الهيكلي" الأمريكية طيلة عقدين ونيّف في إعادة الشباب الى الأنظمة التابعة التي شاخت وزكمت رائحة عفنها وفسادها الأنوف، بل بدأ الوضع يفرّخ ثورات واحتجاجات وانتفاضات.
...فكان لا بد من التدخل الامبريالي استباقا للتطورات الثورية واحتواء للحراك الشعبي.
*****
تدخلت المراكز الامبريالية، خاصة الولايات المتحدة، في مصر لكبح مسار الثورة وتطورها الى ثورة اجتماعية "تقلب الطاولة"، وتلبي حقاً تطلعات العمال والفلاحين وسائر الفئات الشعبية. وتدخلت في البحرين من خلال تابعيها الخُلّص في مجلس التعاون الخليجي وقوات " درع الجزيرة" التي نظمتها ودربتها وسلحتها. وكذلك في اليمن، من خلال وساطة لمجلس التعاون إياه تنقذ النظام وإن كانت الضحية شخص رأس الدولة. كما تدخلت عسكريا في ليبيا، خدمة لمصالحها النفطية، وتنشيطا لصناعاتها العسكرية، واسترضاء للمجلس الانتقالي، المولود جزئيا من رحم نظام معمر القذافي.
أما في سورية، وبعد الفشل الامبريالي ( الأمريكي والفرنسي )لفترة طويلة في إعادة " احتواء" النظام من خلال " قانون محاسبة سورية" وفرض الحصار عليها، وبعد إخراج الجيش السوري من لبنان بزعم ضلوع النظام في اغتيال "صديقها" رفيق الحريري، فإنها لجأت مؤخراً، تحت قبعة وقفطان الثورة الشعبية، الى استغلال التحركات والاحتجاجات والمطالب الشعبية المحقة والمشروعة والسلمية. وركب بعض المعارضة- من "مؤسسات مجتمع مدني" وإسلاميين وليبراليين ذوي شبكة العلاقات مع المراكز الامبريالية- الموجة الجديدة ونفخوا في نيرانها، بعد أن تمرغوا طويلاً على أكثر من عتبة وباب : بدءا من نظام الدكتاتور صدام حسين في أوائل الثمانينات، وبعض القوى الطائفية الرجعية في لبنان وغيره من الجيران، الى أن حلّوا ضيوفا معززين مكرمين في المدن الأمريكية والأوروبية.

برسم هذا البعض من" المعارضة" السورية نسأل: لماذا تتركز " المعارضة" المسلحة في المناطق الحدودية ، لا الداخل السوري؟ لماذا تُحرق الأعلام الايرانية والصينية والروسية ويجري التطاول على حزب الله بكل ما يمثل، ولا يُحرق العلم الصهيوني( لن نسأل عن العلم الأمريكي، طبعاً!!) ؟ أين منكم أساطين الحرس القديم في النظام، وأكثر رموزه قمعية وفسادا( من رفعت الأسد الى عبد الحليم خدام) ؟ وأين أنتم منهم ؟ وما هذه التغطية الإعلامية الدافقة التي لا تخلو من مبالغة وتضليل، مكشوفيْن أحياناً ؟؟
*****
أجل، ثمة تدخل امبريالي متعدد الوجوه في الثورات العربية بهدف احتوائها وتطويعها وحرفها عن مسارها التاريخي. لكن هذا التدخل اليشع ينبغي ألاّ بطمس الجوانب الجميلة، الأصيلة والنبيلة في هذه الثورات والاّ ينزعها من سياقها الطبيعي. فواقع الحال – كما أشرنا أعلاه – هو أن هذه الثورات – على علتها واعتلالاتها- أجنّة شرعية يتمخض بها تاريخ أرحام الشعوب، سواء جاء الوليد طبيعياً أو " سباعياً" أو منغوليا، أو حتى جهيضاً. وهي ليست بأي حال نبتاً شيطانياٍ تزرعه المؤامرة الامبريالية المُحكمة التخطيط والتنفيذ، ولا لقيطاً ليتبناه العم سام والجدة أوروبا
إن الشعوب لم تعد قطيعاً من الخراف يساق الى المسلخ بدون وعي منه. ولم تعد أمريكا( ومعها أوروبا) القدر الإلهي المحتوم الذي لا مناص منه ولا ملاذ.

ثورة مستمرة....
..... وإن طال السفر، وزادت المشقة، وأوحشت الطريق.

د. خالد عايد



#خالد_عايد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة الحراك الثوري الراهن في المنطقة العربية
- الثورة الشعبية في الأردن وفلسطين أمام تحدّيات الخصوصية والاس ...
- يحيا شعب مصر: على طريق الثورة الدائمة
- حبيبتي الثورة
- المهام الانتقالية في الثورة التونسية نداء رقم 3


المزيد.....




- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - خالد عايد - الثورة/ الثورات العربية ليست لقيطة ليتبناها العم سام والجدة أوروبا