أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - الرهان الحقيقي على دمشق..!!














المزيد.....

الرهان الحقيقي على دمشق..!!


حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)


الحوار المتمدن-العدد: 3389 - 2011 / 6 / 7 - 14:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتصرت في العالم العربي ثورتان، وما تزال ثلاث ثورات على طريق إسقاط النظام. نتكلّم، هنا، عن مصر وتونس، وعن ليبيا، واليمن، وسوريا. وهذا الكلام، بقدر ما يمثل محاولة لتشخيص طبيعة ما يجري في البلدان المذكورة هذه الأيام، يندرج، أيضاً، في محاولة فهم ما جري.
فلنفكّر على النحو التالي: ماذا لو صمد بن علي، وقاتل حتى النهاية، كما يليق بطاغية كان قبل سقوطه بقليل كلي القدرة والجبروت؟
التفسير: الجيش رفض الانصياع لأوامر إطلاق النار على المتظاهرين. لكن هذا لا ينفي إمكانية الاستعانة بعناصر مسلحة، والصمود لبضعة أيام أخرى على الأقل، لخوض معركة نهائية وحاسمة.
هذا لم يحدث، فقد بن علي أعصابه، وفر. وربما ينبغي أن نشكر بن علي، ففي نصف اليوم الذي أنفقته الفضائيات، وأنفقه المشاهدون العرب من الماء إلى الماء، في البحث عنه، منذ انتشار خبر الهرب من تونس، وحتى تأكيد وصوله إلى السعودية، حُسم مصير أكثر من حاكم، وانتعشت آمال أكثر من ثورة في بلدان عربية أخرى.
كانت تلك لحظة فريدة في التاريخ العربي الحديث، غير مسبوقة، ولا متوّقعة: أن يهرب حاكم من الشعب. في تلك اللحظة تجلّت كل ملامح الزمن الميسيائي، حيث تبدو المعجزات في متناول اليد. لستُ معجباً بالخلاصيين، ولا بفكرة الخلاص الميسيائي، لكن توظيف هذا المفهوم في تحليل السياسة يسهم بنماذج إضافية في تعزيز فرع من علوم السياسة يُعنى بعلم نفس الجماهير، أو الحشود.
على أية حال، ثمة لحظة أخرى لا تقل عن الأولى أهمية ودلالة وتأثيراً، وأعني بذلك التحية العسكرية، التي أداها الجنرال المصري المتجهم، في أوّل بيان قرأه باسم المجلس العسكري، عندما ذكر الشهداء، أي شهداء الثورة في ميدان التحرير. ملايين من العرب تسمّروا أمام يد الجنرال المرفوعة تحية لمن اتهمتهم أجهزة الإعلام الرسمية بتهديد الأمن والنظام، وقتلتهم في الشوارع دفاعاً عن الأمن والنظام.
لم يسبق للعرب أن شاهدوا جنرالاً يرفع يده تحية لقتلى سقطوا برصاص نظام يشتغل في خدمته. ولم يسبق لهم أن رأوا حاكما عربياً يُعلن التخلي عن منصب رئيس الجمهورية. وتلك كانت لحظة فارقة جديدة.
وليس في استعادة مشهد كهذا ما يدعوني للاسترسال في دور الجيش، أو مستقبل الثورة في مصر، فهذا أمر آخر. المهم أن لحظة رفع الجنرال ليده، ولحظة ظهور عمر سليمان على شاش التلفزيون معلناً تخلي مبارك عن السلطة، حسمت مصير حكّام آخرين في العالم العربي، وأضافت عنصراً جديداً إلى مكوّنات زمن يتكوّن في الواقع، وعلى شاشة التلفزيون، حلم به البعض، ولم يتوّقع أن يتحقق في حياته. وهذه، أيضاً، سمة من سمات الأزمنة الميسيائية، مع كل التحفظ اللائق بفكرة الخلاص، والخلاصيين أفراداً وحركات وأيديولوجيا دينية أكانت أم علمانية.
بيد أن الآخرين، الذين حسمت الثورتان المصرية والتونسية، مصيرهم في طرابلس وصنعاء ودمشق، حاولوا امتصاص الصدمة، وقرروا القتال، وهذا ما يحدث الآن.
ولكن هل انتصرت الثورتان التونسية والمصرية بفعل الصدمة الأولى، فقط، وقبل استخلاص الدروس من جانب الحكّام في البلدين؟ هذه مسألة إشكالية، تماما مثلما حدث في حرب العام 1967 التي تمر ذكراها هذه الأيام، فقد كان في مقدور المصريين القتال على الأرض لأسابيع أو أشهر، حتى مع فقدان الغطاء الجوي، لكن ذلك لم يحدث.
هل صمد الحكّام في طرابلس وصنعاء ودمشق، حتى الآن، لأنهم استخلصوا الدروس، وقرروا القتال، أم لأن لمجتمعات تلك البلدان، وطبيعة النظام الحاكم هناك، خصوصيات تختلف عن المجتمعين والنظامين في مصر وتونس؟
في مصر وتونس كان في وسع النخب السائدة التضحية بفريق منها للحيلولة دون انهيار الدولة، لا النظام. لكن الفرق بين الدولة والنظام في ليبيا واليمن وسوريا غامض، وبدلاً من أن يكون النظام مديناً بوجوده للدولة، تبدو الدولة مدينة بوجودها للنظام. لذا، ينطوي إسقاط النظام على احتمال تقويض الدولة نفسها، كما تجلى في الحالة الليبية.
وبقدر ما يتعلّق الأمر بالنظامين القائمين في ليبيا وسوريا، فهما غير قابلين للإصلاح، المعادلة هناك: إما أن ينكسر النظام، أو ينكسر الشعب. وهذا ما يجعل ضريبة الثورة مروّعة. في هذا السياق يبدو قدر السوريين صعباً. في اليمن لا يجازف الحاكم بقدر غير محسوب من القمع نتيجة التوازنات القبلية، وفي ليبيا هدم المعبد على ما فيه ومَنْ فيه، لكن قدرته على البطش تتآكل، أما في سوريا فالنظام يشن حرباً مفتوحة على الشعب، وما يزال قادراً على البطش.
في الحالات الثلاث للنظام أنصار ومؤيدون، كما كان للنظام في مصر وتونس، فمن الحماقة التفكير أن تلك الأنظمة لا تستفيد من تمركزات اجتماعية مختلفة، ولا تحظى بقدر من التأييد في أوساط الشعب، حتى وإن كان ضئيلاً.
المسألة لا تكمن في مَنْ مع النظام ومَنْ ضده، بل في حقيقة أن مجرّد تظاهر الناس في الشارع، والرد عليهم بالنيران، ينتقص من شرعية النظام القائم، ويضعها موضع شك عميق، وهذا يعني أن عليه البحث عن مسوّغات جديدة للشرعية، من بينها الاحتكام العاجل إلى صناديق الاقتراع.
وبما أن صناديق الاقتراع كانت مجرد لعبة في الماضي (لم تكن موجودة أصلاً في بلد مثل ليبيا) يظل احتكام النظام إلى السلاح خياراً وحيداً على رأس جدول الأعمال، حتى ينكسر النظام نفسه أو الشعب.
الموجة الأولى لثورات الشعوب العربية انتهت بالفوز في مصر وتونس. للموجة الثانية مصائر مختلفة، بيد أن الرهان الحقيقي للثورة ـ في ظل خصوصيات ومصائر ليبية ويمنية لا يصعب التنبؤ بمسارها ـ يظل في وعلى دمشق.



#حسن_خضر (هاشتاغ)       Hassan_Khader#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجاهة القطرية، لماذا كل هذا؟
- مشهدان، وملاحظتان، وتعليق..!!
- سيناريو يوم القيامة في الجولان ولبنان..!!
- الصراع على هوية مصر..!!
- صورة جانبية لرجل اسمه حسني مُبارك..!!
- جول مير خميس: وقائع موت مُعلن..!!
- المخطوفان فلسطين والإسلام رهائن الثورة المضادة..!!
- دعوة للانخراط في المؤامرة ومبايعة للمتآمرين..!!
- كم من الكيلومترات يمشي نداء الحرية في اليوم..!!
- ربيع الشعوب العربية: 1- السنوات العجاف..!!
- ما الذي سيبقى من العقيد..!!
- الله، ومعمّر، وليبيا وبس..!!
- مصر قامت والقيامة الآن..!!
- عَمَارْ يا مصر..!!
- الشعب يريد إسقاط الرئيس..!!
- تحيا تونس..!!
- لا أحد يحب العرب هناك..!!
- إذا نجت مصر نجونا..!!
- مجرد سؤال في مشهد يطل على كارثة..!!
- نعم، الجواب: نعم..!!


المزيد.....




- جامعة ابن رشد في هولندا تصدر العدد التاسع و الخمسين من مجلة ...
- مكاتب متفحمة واستوديوهات مدمّرة.. مشاهد تُظهر الأضرار التي ل ...
- -أسطول الظل- الروسي تحت المجهر.. كارثة بيئية وشيكة في خليج ع ...
- ماذا تعرض موسكو لإنهاء المواجهة بين طهران وتل أبيب؟
- بعد تأجيل الزيارة مرات عدة: هل سيزور العاهل المغربي فرنسا قر ...
- إسبانيا: الإفراج المشروط عن شرطي إسباني في مدريد تسبب في وفا ...
- بعد تعثر رحلتها في ليبيا: قافلة الصمود المغاربية لكسر الحصار ...
- ما مدى اقتراب إيران من تطوير سلاح نووي؟
- تفاصيل بشأن مهلة ترامب لإيران وتأثيرها على مسار الحرب
- قد تستخدم لضرب -فوردو-.. تعرّف على خصائص قنبلة -جي بي يو 57- ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - الرهان الحقيقي على دمشق..!!