أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - مجرد سؤال في مشهد يطل على كارثة..!!














المزيد.....

مجرد سؤال في مشهد يطل على كارثة..!!


حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)


الحوار المتمدن-العدد: 3229 - 2010 / 12 / 28 - 12:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتردد في الأخبار كلام عن حملة عسكرية إسرائيلية جديدة على غزة. ولا تستهدف هذه المقالة تحليل احتمالات أن تقع الحملة أو لا تقع. وبالقدر نفسه، لا تستهدف تحليل الدوافع الإسرائيلية. نُشر العشرات، وربما المئات من التحليلات "الطازجة" في الأسبوعين الماضيين، إضافة إلى ما تبثه الفضائيات من مقابلات وتصريحات. وكلها تغني وتزيد.
كل ما في الأمر أن ثمة ما يشبه النص الغائب، والمسكوت عنه، في الكلام عن غزة.
يحضر الغائب والمسكوت عنه إذا طرحنا سؤالا من نوع:
هل كان ما حدث في غزة، ولغزة، بعد الانسحاب الإسرائيلي، وتفكيك المستوطنات قبل خمس سنوات، قدرا لا فكاك منه، أم نجم عن عمى البصر والبصيرة؟
ما حدث في غزة، ولغزة، منذ ذلك التاريخ نجم عن عمى بصر الفلسطينيين وبصيرتهم. فقد كان الخيار الأمثل في اليوم التالي للانسحاب تجريد الميليشيات من السلاح، مع الحفاظ على سلاح الشرطة فقط، والانخراط في مشروع للبناء والتعمير لترميم حيوات خرّبتها سنوات الاحتلال الطويلة، وتقديم نموذج للعالم مفاده أن لدى الفلسطينيين القدرة على ترميم حياتهم، والاستثمار في التعليم والصحة والبنية التحتية، وحكم أنفسهم بأنفسهم، حتى لو خرج الاحتلال من غزة وحاصر مخارجها ومداخلها.
لو حدث ذلك لما احتاج الفلسطينيون في غزة للأنفاق، ولفقد الإسرائيليون ذرائع حقيقية لتضييق الخناق عليها. وفوق هذا وذاك، لو حدث ذلك لما وقع الاحتراب الأهلي والانقلاب.
ولو حدث ذلك، وقال الفلسطينيون في اليوم التالي للانسحاب الإسرائيلي: فزنا في غزة بالنقاط (وقد كان تفكيك المستوطنات وإخراج المستوطنين لحظة فارقة في تاريخ الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي) وعلينا الآن نقل الحرب إلى الضفة الغربية، لكان ذلك القول مقبولا ومفهوما، ولكانت حرب الضفة أكثر كفاءة.
لكن ذلك كله لم يحدث، وبدلا منه انطلقت الصواريخ (بصرف النظر عن فاعليتها وجدواها) في اتجاه البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع، دون أن يتوقف أحد لبرهة من الوقت للإجابة على أسئلة من نوع:
ما هي القيمة الإستراتيجية لصواريخ غزة في السياق العام للمجابهة الفلسطينية ـ الإسرائيلية، وكيف تخدم مشروع دحر الاحتلال في الضفة الغربية، وبماذا تعود على غزة؟
بمعنى آخر: هل تحصل غزة مقابل ما تدفع من دمها ودموعها على ما يبرر الثمن؟
لكل هذه الأسئلة إجابات بلاغية جاهزة تبدأ من: "تلقين العدو درسا لن ينساه" لتصل إلى تحرير فلسطين من النهر إلى البحر. والمأساوي في الأمر، أننا أضعنا الدرس الحقيقي الوحيد الذي نجحنا في تلقينه للعدو، عندما أرغمناه على تفكيك المستوطنات وإخراج المستوطنين، وأننا أضعنا فرصة تمكين غزة من ترميم حياتها.
ستجد، طبعا، ما لا يحصى من الردود، التي يستهدف أصحابها (على اختلاف مبرراتهم الدينية والقومية) تعليمك حقيقة أن فلسطين تستحق أكثر. والمفارقة أن أحدا لن يتوقف أمام حقائق "قليلة الشأن" من نوع:
أننا نخوض قتالا تراجعيا منذ ستة عقود، وأن كل عام يأتي يكون أسوأ مما سبقه، وأننا كلما نجحنا في تحقيق إنجاز ولو كان متواضعا ننجح أكثر في عدم الاستفادة منه والبناء عليه، وأن فلسطين التي تستحق أكثر لا تُقاس بالبلاغة والبيانات، ولا بالتضحية والتضحيات، بل بكل متر مرّبع نتمكن من تثبيت وجودنا عليه.
ولكن، وما قيمة هذا الكلام بأثر رجعي، طالما أن كل ما لا ينبغي أن يقع وقع؟
ولا قيمة حقيقية لهذا الكلام، إلا بقدر ما تكون للفكر النقدي قيمة في زمان ومكان محددين. ولا قيمة في الوقت الحاضر للفكر النقدي في فلسطين والعالم العربي، إذا كان المقصود قدرته على تغيير الواقع، أو التأثير فيه وعليه بطريقة ملموسة. ثمة محاولات نقدية قليلة العدد ومبعثرة هنا وهناك، لكن الأغلبية في واد والأقلية في واد آخر.
ولا علاقة لنتيجة كهذه بالتفاؤل أو التشاؤم، بل بالقراءة الموضوعية للواقع، التي ينبغي ألا تكون مشروطة بما تسفر عنه من نتائج مفرحة أو مخيّبة للآمال، وإلا أصبحت نوعا من التفكير الرغبي. كل ما في الأمر أن للمراحل التاريخية منطقها، وأن حرق المراحل غير ممكن.
وطالما أن لا قيمة حقيقية للكلام بأثر رجعي، فما ضرورة استرجاعه؟
وعلى سبيل الجواب ربما نفكر في أشياء من نوع:
أن ثمة، دائما، أكثر من خيار أمام بني البشر، وأن تعددية الخيارات مصدر الحكم لهم أو عليهم، وأن المسؤولية الأخلاقية تنجم عن تعددية الخيارات، وأن الحكمة السياسية هي الاسم البديل لمهارة الموازنة بين الخيارات، وأن الاقتصاد في الدم والبلاغة خيار، أيضا.
فأين نحن من هذا كله؟
مجرّد سؤال في مشهد يُطل على كارثة.



#حسن_خضر (هاشتاغ)       Hassan_Khader#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم، الجواب: نعم..!!
- الفشل في استثمار الفوز..!!
- قبل تأشيرة الدخول إلى دبي وبعدها..!!
- الثقافة والسياسة والسلطة..!!
- فكر الحداثة في فلسطين..!!
- من المفيد الكلام عن أشياء أخرى..!!
- دولة إسماعيل..!!
- يوسا وحرب نهاية العالم..!!
- مديح الأدب القاسي ..!!
- ظاهرة جديدة ومُفرحة..!!
- ليلنا طويل والنجوم قليلة..!!
- ماذا حدث للمصريين؟
- كتاب البطر في أخبار قطر..!!
- أما في السياسة فحدّث عن المآسي ولا حرج..!!
- محمود درويش يحتاجنا لأن بلادنا تحتاجنا..!!
- عن النرجيلة والملابس الداخلية للنساء!
- مديح الشيوعيين..!!
- العلمانية في فلسطين


المزيد.....




- لماذا جعلتنا الموضة غاضبين إلى هذا الحد خلال العام 2025؟
- روسيا تُقيم حفل إعادة افتتاح باهر في موقع جريمة بشعة بدونيتس ...
- حادث سير.. سيارة -كورفيت- خارجة عن السيطرة تقتحم فناء منزل و ...
- بينهم حمد بن جاسم وناصف ساويرس..كم بلغت خسائر ومكاسب 4 من أك ...
- الأردن يشيد بحكمة قيادتي السعودية والإمارات في معالجة أوضاع ...
- إسرائيل تطالب ترامب باستبعاد أردوغان من -مجلس السلام- وترفض ...
- الديمقراطيون يتحركون ضد ترامب بسبب -تغريدات عنصرية-
- إدارة ترامب تعتزم تقييد الهجرة.. ما تأثير ذلك على مواطني الد ...
- مثلها مثل البشر.. الفئران -تلجأ- إلى القنب لتخفيف التوتر
- إدارة ترامب تسعى لتجريد ذوي أصول صومالية من الجنسية الأمريكي ...


المزيد.....

- صفحاتٌ لا تُطوى: أفكار حُرة في السياسة والحياة / محمد حسين النجفي
- الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح ... / علي طبله
- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - مجرد سؤال في مشهد يطل على كارثة..!!