أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن خضر - كم من الكيلومترات يمشي نداء الحرية في اليوم..!!














المزيد.....

كم من الكيلومترات يمشي نداء الحرية في اليوم..!!


حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)


الحوار المتمدن-العدد: 3313 - 2011 / 3 / 22 - 07:52
المحور: حقوق الانسان
    


أوّل الكلام: ثمة ما يشبه الرائحة الآن. فلا معنى لربيع العرب بلا رائحة الياسمين الدمشقي. مرحى لما كان وما سوف يكون.
أما بعد، كان من المُفترض أن تكون هذه المقالة تكملة لما جاء في مقالة الثلاثاء الماضي عن ربيع الشعوب العربية، لكن الأحداث المتلاحقة تبرر ملاحقة ما حدث على مدار أسبوع مضى، على أمل العودة إلى التحليل التاريخي والاجتماعي والسياسي في وقت لاحق.
ليبيا، والبحرين، واليمن، وسوريا، هي العناوين التي تفرض نفسها الآن.
في ليبيا تدخّل المجتمع الدولي لإنقاذ الشعب من الحاكم. وفي البحرين تدخل مجلس التعاون الخليجي لإنقاذ الحاكم من الشعب. وفي اليمن يمكن للجيش أن ينقذ الشعب، إذا لم ينقسم. وفي سوريا لم يتضح الأمر بعد.
الجامع بين هذه العناوين أن عدوى التحوّلات التونسية والمصرية انتشرت على نطاق واسع في العالم العربي أولاً، وأن النجاح السريع للثورة التونسية، والمخاض القصير للثورة المصرية، لن يتكررا بالطريقة نفسها ثانياً، وأن الخصوصيات المحلية هنا أو هناك هي التي تحكم وتتحكم بطبيعة المجابهة بين الأنظمة وشعوبها ثالثاً، وأن جبهة للمقاومة والممانعة تضم النخب الحاكمة تشكلت بالفعل لصد التحوّلات الثورية رابعاً، وأن ربيع الشعوب العربية سيكون مبللا بالدم خامساً، وأن نتيجة تلك التحوّلات لن تكون مضمونة ومتشابهة في جميع البلدان العربية سادساً.
يبرر هذه الخلاصات ما حدث على مدار أسبوع مضى. ففي ليبيا كان التدخل الخارجي بمثابة الحل الوحيد والمنطقي والإنساني للحيلولة دون فتك العقيد بمعارضيه. لذلك، فإن كل ما يُقال في منابر عربية مختلفة عن رفض التدخل الأجنبي، يخدم في حقيقة الأمر النخب الحاكمة المذعورة، التي تحاول التقاط الأنفاس، وامتصاص الصدمة الأولى، وبلورة استراتيجيات سياسية وثقافية واقتصادية للبقاء في سدة الحكم.
وقد تجلى الذعر في البحرين، عندما استقوى الحاكم بقوات سعودية على المعارضة. فالعائلات الحاكمة لدول مجلس التعاون الخليجي ستخوض متضامنة وموّحدة الصفوف حرب الدفاع عن النفس في معركة المصير.
إن اتهام المعارضة البحرينية بالانخراط في مؤامرة إيرانية يشبه اتهام القذافي لمعارضيه بالانتماء إلى القاعدة، وتعاطي حبوب الهلوسة. في الحالتين افتراء على الحقيقة. مع ضرورة التذكير بأن الحكّام الإيرانيين يستحقون مصيرا مشابها لمصير الطغاة العرب. والحاكم اليمني من جهته كرر التهمة نفسها ولكن بمفردات مختلفة، عندما تكلّم عن فتنة تستهدف تمزيق العرب، وتخريب بلدانهم.
تحيل هذه الاتهامات مجتمعة إلى مرافعة أيديولوجية سخيفة تحتل مكان الصدارة في العالم العربي، ومفادها أن لا شيء يحدث في الداخل إلا إذا حركته أصابع خارجية. وغالباً ما تتموضع هذه المرافعة في سياق نظرة قوموية (زادتها الأصولية الدينية تطرفاً ومجافاة للمنطق) تمتاز بالتمركز على الذات، والتوجس من الغريب (حتى وإن كان عربيا من بلد آخر)، والحذر الدائم من مؤامرات الغرب اللئيمة.
لذلك، اتهم القذافي ـ بعد الكلام عن محاولة غربية للاستيلاء على النفط الليبي ـ عناصر مصرية وتونسية بإشعال نار الفتنة في بلاده، كما اتهمت العائلات الحاكمة في الخليج إيران بتحريض الشيعة في البحرين والسعودية. ومن المؤكد أن الكثير من هذا الكلام سيقال في سوريا، أيضاً، مع تبرئة إيران، ووضع إسرائيل والولايات المتحدة على رأس قائمة المحرّضين على الفتنة.
هل تحتاج أشياء من نوع التوريث، ونهب المال العام، والبقاء في سدة الحكم مدى الحياة، وانعدام الحريات العامة، وحكم المخابرات، وانتهاك أبسط حقوق الإنسان، وغياب مبدأ وضمانات المواطنة، إلى مؤامرات خارجية؟ وما علاقة إسرائيل والغرب بهذا كله؟
الصحيح أن التحوّلات الراديكالية في العالم العربي، واحتمالات الديمقراطية الوليدة، تجرّد الإسرائيليين من حق الكلام عن الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. والصحيح، أيضا، أن الولايات المتحدة والغرب كانوا، دائما، أفضل حليف لأنظمة لا تقيم وزنا للحريات العامة، أو حقوق الإنسان.
بيد أن التحوّلات الثورية، وإن كانت قد فتحت أفقاً حقيقيا للديمقراطية، إلا أن التعامل معها بالجملة لا يصح. ففي الحالة الليبية ينفتح الأفق على احتمالات كثيرة. القذافي انتهى، لكن حجم الدمار الذي ألحقه بالمجتمع الليبي، على امتداد أربعة عقود، لن ينتهي في وقت قريب.
وبالقدر نفسه، فإن فرص الحاكم اليمني أصبحت ضئيلة للغاية، ومع ذلك من السابق لأوانه القول إن مشاكل اليمن الداخلية، الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ستنتهي مع انتهاء النظام القائم. ومع ذلك، يجدر القول إن انهيار النظام سيضخ الكثير من الأدرينالين في أوردة ما لا يحصى من الحالمين بالحرية في شبه الجزيرة العربية.
أخيراً، وكما بدأنا بالياسمين الدمشقي نعود إليه. الرهانات كبيرة وخطيرة في الحالة السورية. فهنا نجد نظاماً يختزل في تاريخه، ومؤسساته، وبنيته، ولغته، وعلاقته بمواطنيه، كل ما تمرّد عليه المتظاهرون في بلدان عربية هبّت عليها رياح الثورة. تبلغ المسافة بين درعا ودمشق حوالي مائة كيلومتر، ولا أحد يعرف كم من الكيلومترات يمشي نداء الحرية في اليوم.



#حسن_خضر (هاشتاغ)       Hassan_Khader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربيع الشعوب العربية: 1- السنوات العجاف..!!
- ما الذي سيبقى من العقيد..!!
- الله، ومعمّر، وليبيا وبس..!!
- مصر قامت والقيامة الآن..!!
- عَمَارْ يا مصر..!!
- الشعب يريد إسقاط الرئيس..!!
- تحيا تونس..!!
- لا أحد يحب العرب هناك..!!
- إذا نجت مصر نجونا..!!
- مجرد سؤال في مشهد يطل على كارثة..!!
- نعم، الجواب: نعم..!!
- الفشل في استثمار الفوز..!!
- قبل تأشيرة الدخول إلى دبي وبعدها..!!
- الثقافة والسياسة والسلطة..!!
- فكر الحداثة في فلسطين..!!
- من المفيد الكلام عن أشياء أخرى..!!
- دولة إسماعيل..!!
- يوسا وحرب نهاية العالم..!!
- مديح الأدب القاسي ..!!
- ظاهرة جديدة ومُفرحة..!!


المزيد.....




- تعذيب وتنكيل وحرق حتى الموت.. فيديو صادم يظهر ميليشيا موالية ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليون شخص في غزة يواجهون انعدام الأمن ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليون غزي يواجهون انعدام الأمن الغذائ ...
- زاخاروفا تضيف سؤالا خامسا على أسئلة أربعة وضعتها برلين شرطا ...
- مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلس ...
- الأردنيون يتظاهرون لليوم الرابع قرب سفارة إسرائيل ومسيرات بم ...
- أكاديمي أميركي: المجاعة في غزة قد تتسبب بإدانة إسرائيل بالإب ...
- حرية الصحافة في أوروبا.. بين القرارات البرلمانية والتطبيق عل ...
- اعتقال 3 أشخاص بعد اكتشاف مخبأ أسلحة في مرآب سيارات في شمال ...
- إصابات.. الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة والقدس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن خضر - كم من الكيلومترات يمشي نداء الحرية في اليوم..!!