أميمة أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 3385 - 2011 / 6 / 3 - 19:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما يبكي الرجال يكون الأمر جللا ، لأن الرجل لايبكي إلا في الحالات القصوى التي تستدعي البكاء، عندما سمعت أحمد حسين يبكي بمرارة تعجز الكلمات عن وصفها وهو ينقل صورة الموت في مستشفى الحوراني بمدينة حماه الباسلة ، التي سبق لها وأن قلب نظام الأسد الأب عاليها واطيها، وغير معالم المدينة بقصف بالدبابات والطيران في عام 1982 على يد أخيه رفعت الأسد الذي كان يقود سرايا الدفاع، اليوم حماه مرة أخرى على موعد مع الموت في عهد الوريث وعلى يد أخيه ماهر الذي يقود الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة . قال حسين بصوت متقطع بالدموع أن أكثر من 60 شهيدا في مشافي حماه ، وهو أمام مشفى الحوراني شاهد بالداخل المئات من الجرحى بالأرض ، لن أنسى الصوت المتحشرج بالدموع والغصة المخنوقة ليطلع العالم عما يجري من مجازر في مدينة حماه، ويقول " هذا النظام لايستوعب لماذا حماه لاتريده ، خرج 130 ألف متظاهر ، أذهلته الجموع فراح يقتل بالرصاص الحي " .
وقبله بساعة كان أبو محمد من تل بيسة هو الآخر يتحدث عن حصار المدينة، وأطلق استغاثة للعالم " نرى أطفالنا يموتون أمام أعيننا لعدم وجود الحليب والدواء للأطفال الرضع ، أغيثونا " أي نظام هذا الذي يقتل الرضيع والجنين ويمثل في جثث الأطفال؟ وفي دير الزور سقط عشرات القتلى برصاص قوات الأمن لتفريق المتظاهرين ،وفي مدينة الرستن شهدت مجزرة مروعة راح فيها عشرات القتلى ومئات الجرحى ، والمشهد متشابه في كافة المدن والبلدات السورية . هذا يؤكد أمرا واحدا وهو أن الشعب اتخذ قرارا حاسما بعدم العودة إلى الوراء ولا حتى التوقف حيث هم الآن ، بل هم ماضون حتى إسقاط النظام ، لذا لم ينطل عليه " العفو العام" الذي أعلنه الرئيس بشار الأسد ، لأنه بالوقت الذي كان التلفزيون يعلن العفو العام كان القتلى يسقطون ، ومئات الأشخاص تعتقلهم قوات الأمن ،والمضحك المبكي أنه "شكل هيئة للحوار " ، أي حوار هذا الذي يعلنه النظام والدبابات تحاصر الشعب السوري؟ أي حوار في ظل قمع المتظاهرين بالرصاص الحي والقناصة ؟
لقد انقطعت الشعرة الباقية مع النظام الأسدي ، ولم يبق أمامه سوى الرحيل .
#أميمة_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟