أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أميمة أحمد - إلى روح الإعلامية السورية سلوى الأسطواني














المزيد.....

إلى روح الإعلامية السورية سلوى الأسطواني


أميمة أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1633 - 2006 / 8 / 5 - 11:14
المحور: الصحافة والاعلام
    


كنت وسلوى الأسطواني زميلتين في إذاعة القسم العربي من هيئة الإذاعة البريطانية-بي بي سي- وفي موقع إسلام انلاين. لم ألتق سلوى وجها لوجه، ولكن نشأت بيننا صداقة عبر الإنترنت خلال السنوات الثلاث الماضية. كانت سلوى رقيقة المشاعر، لطيفة الحديث، مهذبة التعبير. وكانت سلوى محبة للحياة بشكل منقطع النظير.

تواعدنا في دردشاتنا الإلكترونية أن نلتقي في دمشق بعد عودتي من الجزائر، ووعدتني بأن تكون أول المستقبلين لي في المطار. قالت بضحكتها المغردة سنتعرف على بعضنا في المطار. قلت لها "ستكون أول فرحة لي بعد اغتراب عن سوريا دام حتى اليوم ستة وعشرين عاما. لقد اشتقت للبلد وأهلي وأصدقائي."

عاجلتني بلهفة كمن يضمد جرحا وسألت: "هل تريدين أن أسعى لك مع أصدقاء لي لتعودي معززة مكرمة؟" فقلت لها "مشكورة يا عزيزتي على مشاعرك الطيبة، لكن دعي الأمر للأيام، ولا بد أن نلتقي، المهم الآن أن تهتمي بصحتك، وتعالجي أعراض الغدة الدرقية، فالضغط النفسي أحد أسباب هذه الأعراض المؤلمة التي تشعرين بها."

كم من الضغوط تعرضت لها يا جميلة دمشق؟ كانت تفضفض عن نفسها في أحاديثنا، وقالت لي يوما: "أنت صديقتي الوحيدة رغم أننا لم نلتق. وأشعر بالارتياح معك لأنك تشعرين بما أعاني. الضغط علي من كل جهة: الصحة، العمل، وكلما عملت مع وسيلة إعلام لاحقتني أجهزة الأمن لانتزاعها مني وإعطائها لغيري. سيارتي حطمتها المخابرات بجرافة، وهي مرمية الآن أمام منزلي، والسبب أنني غطيت نشاطات المعارضة السورية في المنتديات التي أغلقتها السلطة بعد شهور قليلة من السماح لها بالظهور." كنت أشعر بمعاناتها، فأسري عنها ببعض النكات، ثم أطمئن عندما أسمع ضحكتها، ونتواعد على اللقاء ثانية.

سلوى الأسطواني من مواليد عام 1938، وقد فقدت ابنة لها كانت في العاشرة من العمر، ولها ابن في الثلاثينات من العمر. دخلت سلوى ميدان الإعلام قبل أربعين سنة، عملت خلالها مع العديد من المؤسسات الإعلامية، فكانت بحق صحفية مخضرمة. وكانت على مدى سنوات عديدة المراسلة المعتمدة في دمشق لهيئة الإذاعة البريطيانية-القسم العربي. وعرفها مستمعو القسم بتوقيعها في نهاية رسائلها الصوتية بـ "سلوى اسطواني دمشق."

غابت سلوى عن الإنترنت في الآونة الأخيرة. فسرت غيابها بمشروعها السفر إلى دبي لتعمل صحفية، وكانت قد حدثتني عن ضجرها من الحياة بدمشق التي "تغير الناس فيها كثيرا، وأصبح كل واحد ينهش الآخر، ويدوس عليه لمصلحته، والضغط الأمني يقطع الأنفاس." وبعد نحو أسبوعين من غيابها وصلتني رسالة إلكترونية تتحدث عن مرض العزيزة سلوى، وتعرضها لجلطة دماغية، وهي في غيبوبة. صعقني الخبر. لم أصدق. اتصلت بهواتفها لعل أحدا من أسرتها يجيبني وأعرف وضعها الصحي، ولكن لا مجيب. ولم يبق لي سوى الدعاء لها بالشفاء.

يمر في خاطري شريط الذكريات خلال الثلاث سنوات الماضية، وأسمع صوتها يقول "مشتاقة لك كثيرا، شو أخبارك؟ أنا أخباري زي الزفت، الآن عدت من عند الطبيب. لم أعد أثق بالأطباء." مرت الأيام على مدى ثلاث سنوات نتعشم اللقاء، ونبني الأحلام. وكنت أحذرها: "سلوى ممنوع الخيانة، يجب أن نلتقي،" فتؤكد الوعد باللقاء واستقبالها لي في المطار. لكن جاء قاتل الذات ومفرق الجماعات، جاء الموت وحرمني من لقائها.



#أميمة_أحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفاظا على لبنان وسورية نقول
- عفواً سيادة الرئيس الأسد الابن
- هل النظام السوري جاد في التحول الديمقراطي؟


المزيد.....




- -مستحيل-.. الشرع يرد على مطالب تقسيم سوريا و-الاستقواء- بإسر ...
- لاريجاني: اختراق إسرائيل لإيران موضوع جدي وتجب مواجهته
- عاجل | مصدر بمستشفى المعمداني: 7 شهداء في قصف من مسيرة إسرائ ...
- ميلانيا ترامب تكتب رسالة إلى بوتين.. ماذا جاء فيها؟
- مسؤول أمريكي لـCNN: ترامب دعا عددًا من القادة الأوروبيين لحض ...
- خطة ماكرون الجديدة في أفريقيا
- نائب رئيس الحكومة اللبنانية للجزيرة: علينا تجنب التخوين والت ...
- هل تغير موقف ترامب بعد قمة ألاسكا؟
- انفجار عبوة ناسفة في سيارة قديمة بدمشق دون إصابات
- ليست حربا للانتقام بل للإبادة


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أميمة أحمد - إلى روح الإعلامية السورية سلوى الأسطواني