أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حنان محمد السعيد - هموم نسائية














المزيد.....

هموم نسائية


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 3377 - 2011 / 5 / 26 - 21:06
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في آستراحة العمل تجد النساء العاملات الفرصة مُهيٌئة لبث شجونهن ومتاعبهن وما يلاقينه من مشاكل يومية.

تتراوح أعمارهن ما بين العشرين والأربعين وتتفاوت أعمار أطفالهن ما بين رضيع ومراهق ، تختلف ألوانهن وحظوظهن من الجمال والمنصب ، تختلف جنسياتهن العربية ومستوياتهن الإجتماعية والمادية ولكن .. تتشابه شكاواهن وحكاياتهن فما يحملنه من أعباء يؤثر فيهن ويسبب لهن الكثير من القلق والحزن، فبالرغم من مجهودات المنظمات المدافعة عن حقوق النساء العربيات لسنوات وعقود وبالرغم من التغيرات التي لا يمكن إنكارها والتي طرأت على تفكير المرأة وثقافتها في العصر الحالي وأرتقاء مستواها التعليمي والوظيفي ، إلا أن ذلك لم يصحبه تغير إيجابي حقيقي في شخصية الرجل العربي وموروثاته والحقوق التي يدٌعيها ويقرٌه عليها المجتمع من حوله ، والنتيجة أن تضاعفت مسؤوليات المرأة مقابل حصول الرجل على حريات أكبر ومسؤوليات أقل ، وأصابته درجة من الإزدواجية في تصرفاته ومفاهيمه تحتاج لدراسة وعلاج، فبينما هو لا يجد أي غضاضة في تقبل ما تنفقه زوجته على المنزل بل يجد أن ذلك شئ طبيعي وأنها تعمل ومن واجبها أن تنفق من دخلها حتى لو كان دخله غير كافي لإحتياجات المنزل والأسرة وكان عملها هذا ضروري لإستمرار الحياة وليس مجرد شغلا لوقت فراغها، تجده يشعر بالضيق الشديد في حالة تعرض لموقف يتضح فيه للأخرين أن الزوجة تتحمل العبئ المادي الأكبر وتجده يتعالى على المهام والأعمال المنزلية ويعتبرها تنتقص من رجولته ، وقد يرفض الكثير منهم المساعدة في رعاية الأبناء بحجة أن هذه أعمال نسائية بحتة لا يجب أن يتورط هو فيها.

باختصار تنازل أدم عن مسؤولياته ولم يتنازل عن حقوقه ، وتقبلت حواء المزيد من المسؤوليات ودفعت الثمن من راحتها وأعصابها وحياتها ، وبينما ترتفع طموحاتها وتزداد تطلعاتها لحياة أفضل لها ولأبنائها تزداد لامبالاته وتقتصر أحلامه على الحصول على أكبر درجات الراحة والرفاهية الشخصية ، فهو يريدها عاملة صباحا تتحمل الأعباء المادية ، وربة منزل في المساء تقوم برعاية المنزل والأطفال وحبيبة ليلا لتدليله وتنفيذ رغباته ، ودون أن تحصل هي على أدني تقدير أو تفهٌم لإحتياجتها أو الشعور بما تتحمله وتكنه من أحاسيس تؤرٌقها وترهقها.

ولأن عملي يفرض على متابعة أزواج من كافة الجنسيات ، أجد نفسي لا أستطيع تجنب عقد مقارنة ما بين الزوج الغربي والزوج الشرقي في تعاطفه مع زوجته ورعايته لها ، فبينما يشد الغربي على يد زوجته ولا يفارقها في كافة مراحل الحمل ويصر على التواجد إلى جوارها وقت الوضع ، تجد الشرقي لا يهتم إلا بنوع المولود وحساب المستشفى ، ولا أنسي سيدة كانت بحاجة للدماء وطلبت من زوجها التبرع لها فتعلل بأنه سيذهب للعمل لأخذ الإذن بالتواجد الى جوار زوجته ، بينما هي أمسكت يدي وهمست لي .."لن يأتي لا تتعبي نفسك" ولم يخيب هو ظنها فلم نراه مرة أخرى وحتى خروجها سالمة من المستشفى!

فهل يمكن أن يتخلص الشرقي من أنانيته ويتحمل مسؤولياته قبل أن يطفح الكيل بحواء؟



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلامنا الذي لم تصله الثورة
- الجريمة والعقاب
- الإنكار
- نحو انتخابات نزيهة
- السباق الأخير
- الرئيس المزمن
- ألحان ثورية
- لأنه رجل
- أسلحة قمعية
- متعصبون
- أسلحة دمار شامل
- تعديل أم تغيير ؟
- تسونامي 2011 Tsunami
- ثائرة
- الثقة


المزيد.....




- أول امرأة ترأس شبكة DW - انتخاب باربارا ماسينغ مديرة عامة جد ...
- اليوم العالمي للاجئين: سودانيات بين الاغتصاب والاستغلال في ل ...
- علماء يعيدون تشكيل وجه امرأة عمرها 10500 عام باستخدام الحمض ...
- كانت على عمق 30 مترًا.. هكذا تم إنقاذ امرأة فُقدت لأيام في و ...
- اعتذار متأخر لأمي: عن البؤس كيف يصير وصمة عار
- ليس مجرد مشكلة إنجابية!.. العقم لدى النساء قد يكون جرس إنذار ...
- قانون العمل الجديد واتفاقية 190 .. هل يمهد القانون الطريق لل ...
- ترامب يحرج لاعبي يوفنتوس بسؤال غريب عن النساء (فيديو)
- المرأة الفلسطينية تحت النار.. انتهاكات ممنهجة وجرائم ضد الإن ...
- دراسة: النساء العاملات ليلا أكثر عرضة للإصابة بمرض مزمن


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حنان محمد السعيد - هموم نسائية