أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد عادل زكى - كيف يرى دويدار عملية قتل إبن لادن؟ الجزء الثانى















المزيد.....

كيف يرى دويدار عملية قتل إبن لادن؟ الجزء الثانى


محمد عادل زكى

الحوار المتمدن-العدد: 3371 - 2011 / 5 / 20 - 01:43
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


بقلم الدكتور محمد دويدار
أستاذ الإقتصاد السياسى
كلية الحقوق، جامعة الإسكندرية
5- مكان الضربة: يتحدد مكان الضربة بمكان يمكن أن يشير إليه ادعاء السلطة الأمريكية غير المبرهن الذي يسند حدث سبتمبر إلى جماعة يرأسها شخص. لكنه يتحدد حقيقة بأولويات إستراتيجية رأس المال الأمريكية بالنسبة لمحاولة السيطرة على العالم اقتصادياًًً وسياسياًًً بعد أن أبرزت السنوات العشر الماضية التى استفردت فيها الرأسمالية بالبشرية محدودية قدرة القوة الأمريكية على ذلك.
فالمكان الحقيقى الذي إختاره رأس المال الأمريكي للضربة هو السوق الدولية بالتركيز فيها على السلع الإستراتيجية (وتتمثل فى المرحلة الحالية للتطور الرأسمالي فى الطاقة والسلاح والتكنولوجيا كسلعة)، وإنما السوق الدولية كما تظهر فى هذه اللحظة إبتداء من وسط آسيا، حيث الحلقة الوحيدة فى الإنتاج العالمى للطاقة التى لم يسيطر عليها رأس المال الأمريكي بعد.
وحيث يوجد المنتوج التاريخى لرأس المال الأمريكي: التعبير العقائدى الخاص الذى يمكن أن يقدمه للعالم "كقميص يوسف" وهو يشن حملته الحربية لترويع شعوب العالم. . . . .هذا المنتوج التاريخي إبن الثمانينات رباه رأس المال الأمريكى على التعصب العقائدى وحرص على أن يأتى له بأمير من الأراضى المقدسة ليجنده فى حربه الباردة مع الاتحاد السوفيتي ثم فى خلخلة الأنظمة السياسية فى الوطن العربى بقصد إضعاف هذه الأنظمة عبر حركات العنف المسلح "للعرب الأفغان" التي امتدت إلى خارج أفغانستان لتعم كل العالم العربى تقريباً من شرقه الأسيوي إلى كل بلدانه فى أفريقيا، فى عملية واسعة تقودها قيادات تمركزت فى عواصم الغرب الرأسمالي فى جوقة شبه متناغمة العزف بفضل أداء المايسترو الأمريكي الذي يمسك بنهاية الخيط.
وذلك لكي يتمكن رأس المال الأمريكي فى النهاية من ضرب المكنات الحقيقية لشعوب المنطقة تأكيداً للسيطرة، خاصة بعد حرب الخليج الثانية، بذاته وعبر المشروع الصهيوني. فإذا تحددت السوق الدولية فى هذه اللحظة بوسط آسيا، يكون مكان البدء فى أفغانستان، النقطة الأضعف التي يمكن للولايات المتحدة أن تستعرض فى مواجهتها عضلاتها العسكرية وتحقق نجاحات عسكرية، على الأقل فى مرحلة أولى، يمكن معها أن تكون الضربة الأفغانستانية النموذج الرادع لكل من تخوله نفسه مواجهة المشروع الأمريكي للسيطرة. ومزيد من تدقيق النظر يمكننا من التعرف على مجموعة العوامل التي تحدد اختيار مكان الضربة. وهي عوامل اقتصادية وسياسية وإستراتيجية :

إقتصادياً، تتبدى أهمية وسط أسيا أساساًً فى نفط بحر قزوين وغازه الطبيعي وفى الذهب وقد أمنت الولايات المتحدة الأمريكية فى فترة غرسها لنظام طالبان فى أفغانستان حصول الشركات الأمريكية على إمتياز إستغلال هذا الغاز(1)وبدأت فى ترتيب تغيير مساره. والمطلوب ألا تمر الطاقة المستخرجة من المنطقة لابروسيا، كما كان الحال فى ظل الاتحاد السوفيتى، ليصل إلى أوروبا، وألا تمر كذلك عبر إيران، خاصة وهي محل للعقوبات الإقتصادية التى تفرضها عليها الولايات المتحدة. وقد أغلق خط أنابيب باكو - روسيا الذي كان ينقل غاز أزربيجان فى يونيو 1999.
وبالنسبة لتركمنستان توقف استخدام تصدير الغاز عبر خط أنابيب روسيا فى 1997. أما كازاخستان فقد تزايدت صعوبات تصدير غازها الطبيعي عبر خط الأنابيب الروسى. وبدأت فى بناء خط يصل إلى البحر الأسود (طوله 1580 كيلو متر) فى مايو 1999. وقد وقعت البلدان الثلاثة اتفاقاًً مع تركيا فى 18 نوفمبر 1999، هيئت له وأنجزته الولايات المتحدة التي ستقوم شركاتها بنائه، لبناء خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من أماكن إستخراجه حتى ميناء "جيهان" على شاطئ البحر الأبيض التركى، المفروض أن ينتهي نباؤه في 2002.
ورغم أن هذا الخط يمثل السبيل الأطول والأكثر تكلفة لنقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا فقد إعتبرته الولايات المتحدة نصراًًً استراتيجياً لها لحرصها على أن تحتفظ بهذه البلدان في مدار الغرب الرأسمالي مع إدماجها فى الاقتصاد الدولي. وبناء هذا الخط يغلق السبيل أمام الخط الذي بني من تركمنستان نحو إيران الذي يعاني من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، كما أنه يحكم بالموت على مشروع "النهر الأزرق" The Blue Steam المتمثل فى بناء خط أنابيب تحت البحر الأسود لنقل غاز روسيا إلى تركيا.
وإزاء ارتفاع تكلفة نقل غاز منطقة بحر قزوين عبر خط الأنابيب الذي يصل إلى شواطئ البحر الأبيض التركية برزت أخيراًًً فكرة إقامة خط أنابيب ينقل هذا الغاز عبر أفغانستان وباكستان إلى بحر عمان (حيث ستكون تكلفة النقل أقل). إذا ما تحقق ذلك تكون الولايات المتحدة قد استكملت سيطرتها على مناطق إنتاج الطاقة فى العالم وضمنت للغاز الطبيعي المستخرج من منطقة بحر قزوين إرباحية معقولة.
فإذا ما تعلق الأمر بالنفط والغاز الطبيعي في آسيا الوسطى يمكن أن تتشابك المصالح بين بيوتات تكساس والسعودية وشركات الطاقة الأمريكية. وتؤمن الأجهزة الاستخباراتية لقاءات الأطراف. وهكذا تتكاتف هذه المصالح في مرحلة أولى تحت لواء العقيدة لإزاحة عدو الحرب الباردة المشتركة، ويجري التكاتف في مرحلة ثانية، في ضوء مشاعل الغاز الطبيعي، تحت لواء الاستثمارات في الطاقة. هل يمكن أن يختلف الشركاء في لحظة اقتسم الثمار؟ التساؤل يتعلق بمجرد إمكانية!
سياسياًًً، نحن بصدد منطقية تمتد في الواقع حتى البحر المتوسط تحتوي العراق وسوريا وفلسطين وتركيا وبلدان شبه الجزيرة العربية، كما تمتد عبر الصين وروسيا حتى المحيط الهادي. وفي قلب المنطقة توجد آسيا الوسطى، التي تسعى الولايات المتحدة إلى إزالة النفوذ الروسي منها (ومن القوقاز) وهي منطقة لم تعد أهميتها تمثل في ثروتها من الطاقة، وإنما قد يكون بقدر أكبر، في ضرورة احتوائها على قواعد جوية وخدمات استخبارية وقوات عسكرية. في الوقت الذي تتراجع فيه قدرة الولايات المتحدة على الاعتماد على حلفائها السابقين من هذه الناحية، كإيران بعد الثورة 1979، والسعودية، بتأزم الوضع في الشرق العربي بما فيه الخليج العربي، وباكستان في صراعها المستمر مع الهند التي بدأت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في مغازلة الدول الرأسمالية المتقدمة وإسرائيل. وقد لعبت تركيا دوراً مساعداً كبيراً طوال التسعينات لتمكين أمريكا من وسط آسيا.
ورغم ذلك أبرزت السنوات العشر الماضية أن دول المنطقة (بما فيها الصين وروسيا وإيران) تحرص على أن يكون مكانها خارج بيت الطاعة الأمريكي. وقد فشلت الولايات المتحدة في تمرير نظام العقوبات "الذكي" الذي أرادت فرضه على العراق، سواء في مجلس الأمن، في وجود معارضة (روسية وصينية) أو في دول المنطقة وخاصة الدول العربية وعلى الأخص سوريا. والمطلوب سياسياً هو إدخال دول المنطقة التسعة إلى بيت الطاعة الأمريكي. والسيطرة المأمولة على أفغانستان قد تمكن ليس فقط من تحقيق هذا الهدف وإنما كذلك من ضمان وجود عسكري أمريكي فيما بين الصين وإيران وروسيا.
إستراتيجياً، يوجد بهذه المنطقة المتسعة ما بين البحر المتوسط والمحيط الهادي دول كبيرة تمتلك السلاح النووي (روسيا والصين والهند) ودول متوسطة وصغيرة تمتلك هذا السلاح (الباكستان وبعض جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق). كما توجد دول"مارقة" وفقاً للتعبير الأمريكي، توشك أن تمتلك هذا السلاح (مثل إيران وكوريا الشمالية). المطلوب احتواء هذه الدول لضبط إيقاع امتلاك هذا السلاح وإمكانية وكيفية استخدامه إذا ما أرادت الولايات المتحدة أن تكون القوة العسكرية الأقوى خاصة في إطار مشروعها لإقامة شبكة الردع النووي.
تلك هي العوامل الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية التي يمكن أن تعنينا في تحديد الهدف الحقيقي للضربة العسكرية التي تنزلها الولايات المتحدة الأمريكية ابتداءً من أفغانستان تحت راية "محاربة الإرهاب". بهدف استراتيجي كبير هو الحيلولة دون إعادة صياغة نمط الهيمنة على حساب هيمنة الولايات المتحدة، أي بهدف إخضاع العالم للسطوة الأمريكية عبر عسكرة الحياة الدولية، وهل تقوى الولايات المتحدة على تحقيق هذا الهدف؟



#محمد_عادل_زكى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يرى محمد دويدار عملية قتل إبن لادن؟
- الموجز فى التكوينات القبلية فى السودان
- هوجو تشافيز والنفط وأوبك
- فنزويلا: التاريخ والجغرافيا والإقتصاد
- الصراع العالمى على الزيت
- الموجز فى تاريخ السودان الحديث
- نقد موضوع الإقتصاد السياسى عند محمد دويدار
- إعادة طرح موضوع الإقتصاد السياسى كعلم إجتماعى
- التسرب فى دول النفط
- أزمة دارفور. كيف يراها رجال مؤسسة الحكم فى الخرطوم؟
- كارل ماركس (العظيم الآخير)
- لماذا إنفصل جنوب السودان؟
- الإقتصاد السياسى للمشروع الإستعمارى الإستيطانى الإسرائيلى
- المختصر فى العمل المأجور والرأسمال
- معالم الإقتصاد السياسى لدى روزا لوكسمبورج
- موجز نظرية القيمة لدى كارل ماركس
- ثم اما قبل!!
- مقدمة الطبعة الثانية من كتاب (الإقتصاد السياسى للتخلف)
- النيوكلاسيك
- التطور الرأسمالى وتعميق التخلف


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد عادل زكى - كيف يرى دويدار عملية قتل إبن لادن؟ الجزء الثانى