أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد عادل زكى - فنزويلا: التاريخ والجغرافيا والإقتصاد















المزيد.....



فنزويلا: التاريخ والجغرافيا والإقتصاد


محمد عادل زكى

الحوار المتمدن-العدد: 3367 - 2011 / 5 / 16 - 03:08
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


إن تعرضنا للتاريخ، لا يصدر بناءًً على ذلك الخلط الشائع ما بين ما هو تاريخ، وبين ما هو تاريخى فى حقل الإقتصاد السياسى، وإنى لا أسعى لإدخال قطيعة من أى نوع، تاريخية كانت أم حضارية،كُُل ما هنالك أننى أنشغل بفهم وتحليل الظاهرة الإجتماعية التى تشكلت على أرض الواقع بردها إلى الكُُل الذى تنتمى إليه مباشرة إبتداءًً من تبلورها فى سياق نمط الإنتاج الرأسمالى وهو نمط تجاوز الخمسمائة سنة بقليل.
ومن ثم فلن ننشغل، كباحثين فى الإقتصاد السياسى، بتلك الجهود النظرية التى أنفقها الباحثون كى يفسروا السكون فى الأرض الفنزويلية منذ التاريخ البعيد جداًً والذى إمتد بالبعض من الباحثين إلى 1000 سنة قبل الميلاد. إن ما يهمنا هو دور التراكم الأولى لرأس المال فى أوروبا، والذى إستلزم التوسع فى بحار العالم ومحيطاته وقاراته من أجل الثروة. حتى حلت سفن كولومبس شواطىء السلفادور فى العام 1492.
ففى القرن الخامس عشر، توجهت الرحلات البحرية فى حركة كشوف إستعمارية كانت تعنى مع كُُل خطوة المزيد من الثروة والسلطة، على حين كانت تعنى الخراب والنهب والإبادة الجماعية على الجانب الأخر.
فما أن وصلت سفن كولومبس شواطىء خليج باريا، إلا وبدأت حركة واسعة من الكشف على نطاق متسع جداًً، وكانت فنزويلا، التى تعنى فينسيا الصغرى باللغة الإسبانية، ضمن الأقاليم التى غزاها كولومبس، من خلال البعثات التى أرسلها تباعاًً بقيادة ألونسو دى جيدا فى العام 1449، حتى تم تأسيس دى سانتا آنا دى كورو فى العام 1527 لكى تُُُصبح المركز الرئيسى للتوسع فى داخل فنزويلا نفسها، ونقطة إنطلاق للمزيد من فرض الكاثوليكية، كما يتردد فى بعض المراجع التاريخية، واللغة الأسبانية، والقنص البشرى والإبادة الجماعية للسكان الأصليين، وبصفة خاصة فى البيرو، الذين حاولوا قدر الطاقة الحفاظ على ثقافاتهم ودياناتهم ووجودهم الإجتماعى ذاته أمام تكنولوجيا حربية مدمرة لم تكن معهودة فى ذلك الوقت من التاريخ.
ولقد كانت فنزويلا، وكذا البرازيل، البلدين الوحيدين اللذين لم يتملكهما الأسبان منذ البداية؛ فقد منح كارلوس الخامس فنزويلا إلى مؤسسة آل فيلزر، التجارية الألمانية، بينما نشط البرتغاليون على الأرض البرازيلية بعد سنوات طويلة نسبياًً من إكتشافها.
لاوريت سيجورنه، الثقافات الأمريكية اللاتينية القديمة، ترجمة: صالح علمانى، المشروع القومى للترجمة بالتعاون مع وزارة الثقافة، دمشق، 2005
قام الإستعمار الأسبانى بتقسيم فنزويلا إلى مقاطعات ولكُُُل مقاطعة حاكم، ويرأس حكام المقاطعات حاكم عام، وعلى أساس من إحكام القبضة الإستعمارية على الإقليم الفنزويلى، تأسس إقتصاد إستعمارى يستخرج المعادن وينتج المحاصيل لصالح التاج الأسبانى فقط. وكان للتجارة، رأس المال التجارى(ن - س - Δ ن) الدور الأكبر فى التراكم، وكان الذهب والمعادن النفيسة الأخرى من أهم الدعامات التى عملت على ترسيخ دورة رأس المال التجارى فى تلك المرحلة من التاريخ الفنزويلى.
وخلال القرن السادس عشر والقرن السابع عشر، لم تتوقف الحركات التحررية الرافضة للوجود الإستعمارى الأسبانى، الذى تفنن فى القمع وأساليب الإستعباد. وظهر فى تلك الفترة ثوار عظام مثل بوليفار، وفرانسيسكو ميرندا. حتى تمكن الشعب الفنزويلى بقيادة هؤلاء الثوار، بعد حروب طاحنة، من التحرر من نير الإستعمار الأسبانى فى العام 1811، ولكى يتم تشكيل الجمهورية الأولى(1811-1812) والجمهورية الثانية (1813-1814) والجمهورية الثالثة (1817- 1819) والجمهورية الرابعة(1819- 1830) ولكى يؤسس هوجو تشافيز، بعد ما يقترب من المائتى عام، الجمهورية الخامسة( )
وإذ يخرج المستعمِر الأسبانى ظاهرياًًً من أراضى فنزويلا؛ فإنه يُُُبقى نائباًً عنه، لكنه من الشعب الفنزويلى نفسه، إذ يتكون فى ركاب الإستعمار دومأًً طبقة إجتماعية ترتبط مصالحها بمصلحة المستعمِر، فتلك الطبقة تنشغل بالأساس بالحفاظ على الوضع الإجتماعى الإستعمارى الراهن والذى يصب فى صالحها، دونما أى إلتفات لباقى طبقات الشعب المستضعف فى الأرض. فلقد كرس الإستقلال فى بداية القرن التاسع عشر تحويل السلطة إلى أيدى الملاك العقاريين، والبورجوازية الكمبرادورية، عقب ذلك إستمر التحويل وتدعيمه على أمتداد القرن مع تكثيف التبادل غير المتكافىء مع المتروبول الجديد، بريطانيا العظمى. والذى سيترك الساحة بعد فترة تاريخية قصيرة لرأس المال الأمريكى.
جمهورية فنزويلا البوليفارية
نسبة إلى"سيمون جوان فيسنتى دى بوليفار"، المولود فى فنزويلا فى 24/7/1783 لأحد الأسر الغنية المنتمية إلى العرق الأسبانى، تعلم على يد الثورى "كارينو". طالع مؤلفات "روسو" والإلياذة والأوديسا، وسير العظماء، كما قرأ "لسيبونزا" ، و"جون لوك"، وعشق كتابات "فولتير"، "ومونتسكيو"، وأحب كثيراًً رواية "دون كيشوت"، التى أعاد قرائتها فى الأسابيع الأخيرة من حياته. يمكن القول بأن مجرى حياته قد تغير تماماًً بوفاة زوجته فى عام 1803 اثر حمى خبيثة أصابتها ولم يكن قد مضى على زواجهما عشرة أشهر.
سافر بوليفار إلى أسبانيا وفرنسا، وشاهد تتويج "نابليون بونابرت"، كما سافر إلى إيطاليا وإنجلترا والقسطنطينية فى الفترة من 1799 حتى 1807ولكى يعود إلى كاراكاس، حتى تشغل جهوده رقعة من العالم مترامية الأطراف؛ فقد قاد معاك عديدة فى فنزويلا، وبيرو، وشيلى، وبوليفيا، والأرجنتين فى سبيل التحرير من الحكم الإستعمارى الأسبانى. حيكت له الدسائس ودبرت له المؤامرات فى معظم عواصم أوروبا وبخاصة: لندن وباريس ومدريد. يرى البعض، كوديع الضبع، أن هناك لطخة سوداء فى جبينه لن يغسلها الزمن، وهى تسليمه لصديقه وقائده "فرانسيسكو ميرندا" إلى الأعداء، كانت أولى إنتصاراته تحرير كولومبيا عام 1819، حيث صار رئيساًً لها، ثم تحرير فنزويلا والإكوادور عام 1821. مات "سيمون بوليفار" يوم 17/12/1830، قبل تحقيق حلمه بتوحيد أمريكا اللاتينية، نُُقل رفاته عام 1842 فى موكب مهيب إلى كاراكاس حيث أقيم ضريح لذكراه، كما أقيم له فى سنة 1846 تمثالاًًً فى بوجوتا الكولومبية.
الجغرافيا
تقع جمهورية فنزويلا البوليفارية التى إستقلت رسمياًً عن أسبانيا فى 5/7/1811 فى الشمال من قارة أمريكا الجنوبية، يحدها شرقاًً جياناًً وغرباًًً كولومبيا وشمالاًًً تطل على البحر الكاريبى والمحيط الأطلنطى بواجهة بحرية تبلغ 1750 ميلا بحريا، ومن الجنوب البرازيل، وذلك على مساحة(912،150) كيلو متر مربع، وتنقسم فنزويلا، طبيعياًً، إلى أربعة أقاليم متميزة، وتُُسهم الجغرافية السياسية الخاصة بكل أقليم فى ترسيخ قواعد التشكيلات السكانية، ومظاهر النشاط الإقتصادى:
أولاًًً: إقليم جبال فنزويلا:
وتشكل هذه الجبال قوساًًً كبيراًً من الأراضى المرتفعة فى الشمال تعرف بإسم المرتفعات الشمالية، وتمثل هذه المرتفعات نحو 25% من المساحة الإجمالية لفنزويلا، كما يتركز فيها نحو 70% من السكان وبخاصة فى منطقة حوض فالنسيا ووادى كاراكاس. وتعتبر الزراعة الحرفة الأساسية لسكان هذا الإقليم؛ على الرغم من الطفرة التاريخية التى لحقت بكاراكاس وماراكاى وفالنسيا، حيث يزرع، وإنما إبتداءً من طلب السوق العالمى، البن منذ عام 1876، على سفوح مرتفعات سيرانيفادا دى مريدا، ومرتفعات سيجوفيا، ويجمع الإنتاج فى سان كريستوبال فى الجنوب. كما يزرع الكاكاو، إبتداءًً من طلب السوق العالمى كذلك، وبلا أى مشاركة حقيقية فى التجارة الدولية(تمويل، تسويق، توزيع، تصنيع) وعلى حساب إبادة الغابات المطيرة، كما يزرع القطن وقصب السكر والتبغ.
ويُُمارس جزء من سكان هذا الإقليم حرفة الرعى. يضم الإقليم "كاراكاس" التى تقع فى الوادى الذى يحمل نفس الإسم على إرتفاع 3000 قدم فى حوض صغير يبلغ طوله حوالى 15 ميلا(يحتل سكان"مدن الصفيح" المنحدرات الشديدة التى تقع فى قلب كاراكاس، على حين يُُمثل سكان الطبقة البورجوازية حاجزاًً بين ضواحى طبقة كبار الرأسماليين وكبار الملاك العقاريين فى الشرق، وبين المساكن الحكومية فى المدينة القديمة). وعلى بعد 60 ميلاًًً من كاراكاس يقع حوض نهر فالنسيا الكبير الذى يضم مدينتين مهمتين: فالنسيا، وماراكاى، كأكبر مدينتين صناعيتين بعد كاراكاس العاصمة. ويعكس هذا الإقليم بشكل واضح جل مظاهر تعميق الإنفصال التاريخى بين الريف وبين المدينة، مع تكريس هيمنة نمط الإنتاج الرأسمالى على الإنتاج الزراعى المتخلف.
ثانياًً: إقليم الأراضى المنخفضة :
وهى حول خليج فنزويلا وإمتداده جنوباًً حول بحيرة ماراكيبو، والسهل الساحلى الشمالى ودلتا نهر الأورنيكو، التى لا تكاد تنفصل عن حوض الأورنيكو ذاته نتيجة لإقتراب تلال اللانوس وهضبة جيانا من بعضيهما بحيث لا يوجد سوى فجوة ضيقة ينطلق منها النهر كى ينهى دورته فى مياه الكاريبى. ولقد أفضى الكشف النفطى إلى إعادة صياغة شكل الحياة الإجتماعية وعلاقاتها الجدلية، فبعد أن كان الإقليم فقيراًً مهملاًً قبل إكتشاف النفط عام 1917، فقد صارت سواحل بحيرته بل والبحيرة ذاتها بمثابة غابة من أبراج النفط تنمو بصفة مستمرة. الأمر الذى إستصحب إدخال التعديل على الهياكل الإجتماعية للقرى المبعثرة، ذات الإقتصاد المعاشى، فى الأعم، بتحويلها إلى قرى نفطية.
وتتركز حقول النفط على طول الشواطىء الشمالية الشرقية للبحيرة، مع وجود بعض الحقول فى الغرب والجنوب الغربى، وعلى طول الأراضى المنخفضة الساحلية لخليج فنزويلا.
ثالثاًً: إقليم سهول الأورنيكو:
والتى تعرف باسم سهول اللانوس، ويشكل هذا الإقليم ثلث مساحة فنزويلا، وتحيط بهذه السهول المرتفعات الانديزية من الشمال ومن الغرب، وهضبة جيانا من الجنوب.ويمثل الإقليم منطقة رعى رئيسية؛ حيث تربى الماشية، التى تمثل، تاريخياًً، نشاطاًًً رئيسياًًً للسكان منذ أن أدخل الأسبان الماشية إلى هذا الأقليم مع بدايات الحركة الإستعمارية. وبفعل النمو غير المتوازن، كخصيصة رئيسية للرأسمالية، منذ الإندماج فى منظومة الفائض، فإن الإقليم يتسم بالخلخلة السكانية، حيث يعيش السكان فى مجموعات مبعثرة على جوانب النهر، من حول المراكز الرئيسية لكل من المزارع الحيوانية، ومناطق التعدين النامية. يُُذكر أن رافائيل راميريز، وزير الطاقة كان قد صرح فى 13/4/2010، بأن فنزويلا ستستثمر 120 مليار دولار فى حزام أورنيكو النفطى شرقى البلاد على مدى السنوات السبع المقبلة، وقال راميريز إن إستثمارات واسعة النطاق فى الشرق سوف تجعل" من الممكن إنتاج ما يقرب من ثلاثة ملايين برميل يومياًً فى منطقة حوض أورينوكو وحدها" .
ووفقاًً لتصريحات "راميريز" كذلك فأن الحكومة قد إستثمرت حتى الآن نحو 80 مليار دولار فى المنطقة الشرقية، كما وافقت فنزويلا على عرض للتنقيب لتحالفين أحدهما بقيادة شركة شيفرون الأمريكية، ومجموعة أخرى تضم ريبسول الاسبانية، وبتروناس الماليزية، وشركة أو جى سى الهندية، وبتلك المثابة تكون فنزويلا قد منحت أكبر إستثمارات فى قطاع النفط، فى عهد تشافيز لتحالف يضم شركات شركات أجنبية منها شيفرون الأمريكية لتطوير حزام أورنيكو النفطى الذى يحتوى على إحتياطات هائلة. ولقد فازت شركة ريبسول وشركة بتروناس، وثلاث شركات هندية بعرض كارابوبو(1) وهى منطقة واسعة، مع إحتياطات تقدر بنحو 235 مليار برميل من النفط الثقيل. فى حين تم الإتفاق مع شيفرون على إستغلال كارابوبو (3) مع إمبكس و ميتسوبيشى اليابانيتين، ولم يمنح حقل كارابوبو (2) لأى من الشركات. ولقد كان نصيب الشركة الوطنية الفنزويلية من كل تلك التعاقدات ما يفوق 2,5 مليار دولار.
رابعاًً: إقليم هضبة جيانا:
وتحتل تلك الهضبة جنوب شرق فنزويلا إلى الجنوب من نهر الأورنيكو، وإذ ما إستثنينا إنتاج الذهب المحدود والذى يُُعدن فى منطق الكالاو، وإذ ما إستثنينا كذلك الماس والذى يُُعدن من التكوينات الرسوبية لوادى نهر كارونى، فإن الإقليم قليل الأهمية، ويُُعتبر من أقل مناطق فنزويلا سكاناًًً وأكثرها تدهوراًًً.
ويمكن القول بأن فنزويلا لا تزال تعتمد اعتماداًً كبيراًًً على عائدات النفط التى تشكل نحو 90 % من عائدات التصدير، وحوالى 50 % من إيرادات الميزانية الإتحادية، وحوالى 30 % من الناتج المحلى الإجمالى. وكان للإضراب الذى إستمر من ديسمبر 2002 وحتى 2003 عواقب إقتصادية بعيدة المدى، إذ إنخفض الناتج المحلى الإجمالى الحقيقى بنسبة حوالى 9 % فى عام 2002 و 8 % فى عام 2003 ، ولكن تعافى الناتج الاقتصادى بشدة منذ ذلك الحين. سجل ساعد الإنفاق الحكومى بدافع من إرتفاع أسعار النفط، لزيادة الناتج المحلي الإجمالى 10 % فى عام 2006 ، و 8 % فى عام 2007 ، وما يقرب من 5 % فى عام 2008 ، قبل فترة الركود العالمى الذى أدى إلى إنكماش فى عام 2009. والجدول التالى يوضح أهم البيانات، إلا أنه من الأفضل، وقبل مطالعة الجدول، السماع إلى جاليانو وهو يحكى لنا حكاية فنزويلا:
حكاية فنزويلا
يقول إدواردو جاليانو :" . . . ومن فنزويلا يأتى نصف الأرباح التى تجنيها رؤوس الأموال تُُحقق أعلى دخل للفرد فى أمريكا اللاتينية، وتمتلك أكمل وأحدث شبكة طرق، وبالنسبة لعدد السكان، ليس هناك بلد فى العالم يشرب كُُل هذه الكمية من الويسكى الأسكتلندى . . . لقد إستخرجت الحفارات خلال نصف قرن، أرباحاًً بترولية هائلة بحيث تعادل ضغف موارد خطة مارشال لتعمير أوروبا، ومنذ أن تفجرت أول بئر بترولية بشلالات من البترول، تضاعف عدد السكان ثلاث مرات وتضاعفت الميزانية القومية مائة مرة، لكن جزءًً كبيراًً من السكان، الذين يتنازعون فضلات الأقلية المسيطرة، لا يتغذى أفضل ما كان يفعل خلال الحقبة التى كانت تعتمد فيها على الكاكاو والبن. . . لقد كبرت كاراكاس، العاصمة، سبع مرات خلال ثلاثين عاما، المدينة البطريركية ذات الأفنية الرطبة، والميدان الرئيسى والكاتدرائية الصامتة، أخذت تنبت فيها ناطحات السحاب كلما نمت أبراج البترول فى بحيرة ماراكايبو، وهى الآن كابوس ذو هواء مكيف، كابوس صاخب أسرع من الصوت، أحد مراكز ثقافة البترول التى تفضل الإستهلاك على الخلق. . . إن كاراكاس تنام بصعوبة، إذ لا يمكن إطفاء نهم الكسب والشراء والإستهلاك والإنفاق. نهم تملك كل شىء، ومن منحدرات التلال يتأمل الملايين من المنسيين، من عششهم الصفيح المكدسة بالقمامة، يتأملون تبديد الآخرين، وتبرق الألاف والألاف من السيارات من آخر طراز فى شوارع العاصمة الذهبية. . . كانت النشوة قد إنبعثت من سنوات طويلة، فحوالى عام 1917، كان البترول يوجد جنباًًً إلى جنب مع اللاتيفونديات القديمة، حيث يُراقب أصحاب الضياع إنتاج قوة العمل بجلد الأجراء ودفنهم أحياء حتى الخصر. وفى أواخر عام 1922. . . هبت العاصفة البترولية. . . نبتت الحفارات والروافع فى بحيرة ماراكايبو. . . وتدفق الفلاحون واستقروا فوق الأرض التى تغلى بين الألواح وعلب الزيت. . . ورنت لهجات أوكلاهما وتكساس لأول مرة فى السهول والغابات، وفى لحظة ظهرت ثلاث وسبعون شركة، وكان مالك الكرنفال هو الديكتاتور جوميز. . . وحينما أُُسقط خيمينيز عام 1958 كانت فنزويلا بئر بترول كبيرة تحيطها السجون وغرف التعذيب، وتستورد كل شىء من الولايات المتحدة : السيارات والثلاجات واللبن المركز والبيض والخس، والقوانين والمراسيم. . ."
بوجه عام، لقد قامت شركات النفط الإحتكارية، بل وقبل تفجر النفط من باطن الأراضى الفنزويلية بعدة ممارسات فى جوهرها لا تختلف بشكل أو بآخر عن ممارساتها الطبيعية، إبتداءًً من تدمير البيئة ونهب الأرض، ومروراًًً بإستغلال قوة العمل على نحو عبودى، وإنتهاءًًً بفرض هيمنتها على مؤسسة الحكم بما يحقق مصالحها، ودوماًًً ما تكون الحكومات القمعية الديكتاتورية هى أنسب الحلفاء وأكثرهم إخلاصاًً.ً

الناتج المحلى الإجمالى
تعادل القوة الشرائية
معدل النمو الحقيقى
سعر الصرف الرسمى
للفرد بالألف دولار
بالبليون دولار 3493 -3,3 (أرقام 2009) 3373 13000
المصدر: تقارير وكالة الإستخبارات الأمريكية، مقارنة ببيانات البنك الدولى ومنظمات الأمم المتحدة.
الناتج المحلى الإجمالى
حسب القطاع زراعة صناعة خدمات
% (أرقام 2009) 4 36,8 59,2
المصدر: تقارير وكالة الإستخبارات الأمريكية، مقارنة ببيانات البنك الدولى ومنظمات الأمم المتحدة.
القوى العاملة (4) زراعة صناعة خدمات
% (أرقام 1997) 13 23 64
المصدر: تقارير وكالة الإستخبارات الأمريكية، مقارنة ببيانات البنك الدولى ومنظمات الأمم المتحدة.
إجمالى القوى العاملة/ بالمليون معدل البطالة % سكان يعيشون تحت خط الفقر
1293 7,9 37,9
المصدر : تقارير وكالة الإستخبارات الأمريكية، مقارنة ببيانات البنك الدولى ومنظمات الأمم المتحدة.
الإستثمار % من الناتج الإجمالى الميزانية/ بالبليون دولار معدل التضخم (أسعار الإستهلاك)
22,1 الإيراد النفقة
6637 8647
27,1

المصدر : تقارير وكالة الإستخبارات الأمريكية، مقارنة ببيانات البنك الدولى ومنظمات الأمم المتحدة.
النفط الإنتاج الإستهلاك الصادرات الواردات الإحتياطيات
بالمليون برميل 2472 740 ألف برميل/يوم 2180 0 142,2
مليار برميل
المصدر : تقارير وكالة الإستخبارات الأمريكية، مقارنة ببيانات البنك الدولى ومنظمات الأمم المتحدة.
الغاز الطبيعى الإنتاج الإستهلاك الصادرات الواردات الإحتياطيات
بالمليون
متر مكعب 3306
2486 0 1800 49830
المصدر : تقارير وكالة الإستخبارات الأمريكية، مقارنة ببيانات البنك الدولى ومنظمات الأمم المتحدة.
الصادرات بالبليون دولار (2010) الواردات بالبليون دولار (2010) الديون الخارجية بالبليون دولار
64,7 31,7 55,6
المصدر: تقارير وكالة الإستخبارات الأمريكية، مقارنة ببيانات البنك الدولى ومنظمات الأمم المتحدة.
ولقد بدأت الطفرة النفطية فى عام 1914، ومع ذلك يمكن القول بأن نشاط الحفر والتنقيب قد بدأ قبل ذلك بسبع سنوات كاملة. ففى أوائل القرن العشرين عندما أخذت شركات النفط فى التوسع على نطاق عالمى؛ بالتزامن مع صعود الإقتصاديات الرأسمالية الكبرى: الولايات المتحدة، وبريطانيا، والمانيا، وفرنسا، فقد إقتحمت شركاتا النفط: ستاندرد أويل كومبانى، وشركة النفط الهولندية الملكية، وهما من الشركات الإحتكارية دولية النشاط، ومن خلال كونسرتيوم شرعت الشركتان فى ترسيخ تواجدهما والعمل بدأب منذ 1907، ولم يأت عام 1964 حتى صارت هناك 64 شركة تنهب النفط وعمال النفط.
تاريخ ديكتاتورية النفط
وفى أغسطس 1905، أصدر "كاسترو سيبريانو"، قانون التعدين الجديد، وبموجبه تم منح الشركات العاملة فى قطاع النفط إمتيازات لمدة خمسين عاماًً، ومع توتر العلاقات فيما بين كاسترو سيبريانو، وبين القوى العظمى آنذاك وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ومع وصول خوان فيسنتى جوميز الى السلطة عام 1908، فقد بدأت فترة تاريخية جديدة، هى فترة الحكم الديكتاتورى، التى إمتدت حتى 1935، ومن ثم بدأت حقبة ديكتاتورية النفط.
ففى عهد الحكم الديكتاتورى الذى حكم به "جوميز"، فنزويلا قرابة الأربعين عاماًًً، تمتعت الشركات النفطية الإحتكارية(وعلى رأسها شركة شل، وشركة ستاندرد أويل أوف نيو جيرسى، إكسون فيما بعد) بنفوذ كبير، فشُرِِعت القوانين إبتداءًً من رغبة الكونسرتيوم الإحتكارى ومصالحه، دون أى إعتبار لمصالح الشعب المسحوق الذى أذاقه "جوميز" ضرائب وإتاوات لا تطاق.
وفى عهد"فيسنتى جوميز"،كذلك،عَرفت فنزويلا تدفقاًً غير عادى من الإستثمارات الإجنبية (والأمريكية على وجه التحديد) التى كان يجب عليها البحث عن المكان القريب والمناسب من أجل تفريغ التراكم الرأسمالى، وكانت فنزويلا فى عهد الديكتاتور جوميز أفضل، وأقرب مكان يستقبل رأس المال الإمبريالى، وبخاصة قطاع النفط، الذى صار قطاعاًً مفتوحاًًً بلا قيود، لرأس المال الإحتكارى. وبحلول عام 1935، وفى 17 ديسمبر على وجه التحديد كان يجب على لوبيز كونتريراس العازار (1935-1941) كرئيس للدولة، خلفاًًً "لجوميز"، أن يواجه إضرابات شاملة فى أهم القطاعات وهى قطاع النفط، بالمطالبة بعلاقات تعاقدية أكثر عدلاًً وأقل إستغلالاًًً.
وبإنتهاء الحرب العالمية الثانية كانت فنزويلا دولة بلا نفقات أو إيرادات، مُتجِهة إلى الإفلاس، وهو الحال الذى تزامن مع قصف بيرل هاربور، التى كانت أحد المعاقل التى تتغذى على النفط الفنزويلى.
إنقلابات بنكهة فنزويلية
ولم تمض فترة طويلة حتى يقود مجموعة من المدنيين والعسكريين(الإتحاد العسكرى الوطنى)فى 18 أكتوبر 1945، حركة من أعنف حركات التمرد ضد الحكومة، وإقامة حكومة ثورية يرأسها بيتانكور رومولو، وعلى الرغم من عدم إستمرار تلك الحكومة لفترة طويلة إلا أن فترة حكمها شهدت مجموعة مهمة من الإجراءات الإصلاحية، فمن بين تلك الإنجازات التى حققتها الحكومة الثورية فى هذه الفترة المضطربة فى تاريخ فنزويلا، إصلاح النفط فى عام 1945، وإنشاء شركة تنقيب وطنية، مع إعادة النظر فى اللوائح الانتخابية عام 1946، وصدور الدستور 1947. وبموجب المرسوم رقم 112، من 31 ديسمبر 1945، فقد تم إعادة النظر كذلك فى الضرائب المفروضة وبخاصة على الدخول، وخفضها إلى الحدود التى تتماشى مع الأوضاع والأحوال الإقتصادية السائدة.
إلا أن العام 1948 قد شهد الإنقلاب على حكم روملو، وإستعادة الحكومة السابقة للسلطه بقيادة جاليجوس 1948 والذى لم تر طموحاته النور، من تحسين الطرق والمواصلات ووضع خطط جديدة لتعظيم عوائد النفط، إذ قامت حكومة المجلس العسكرى بالإنقلاب الذي أطاح بالرئيس رومولو جاليجوس، فى 24 نوفمبر 1948، وجاء الانقلاب بالكولونيل ماركوس بيريز جيمينر الى السلطة والذى مارس مهامه، فى النهب والقمع وإعتقال المعارضين، فعلياًً إبتداءًً من 1953 وبقى فيها الى أن أُُقصى عام 1958، بتولى رومولو بيتانكور جاليجو، الحكم إبتداءًًً من 1958، فى تلك الفترة بلغت مساحة الأراضى التى يتم فيها الحفر والتنقيب نحو 7% من إجمالى الأرض الفنزويلية، وكان للولايات المتحدة الأمريكية نصيب العنقاء. وفى عهد تلك الحكومة التى لم تستمر إلى أكثر من 1963، تم إنشاء الشركة الوطنية للنفط.
ولقد عاشت فنزويلا ردحاًًً من الزمن تحت الأحكام الديكتاتورية من عهد الإستقلال حتى نهاية الخمسينيات. وإتسمت الفترة التى أنتخب فيها مرشح حزب العمل الديمقراطى رومولو بيتانكور بالإستقرار السياسى وبداية عهد التعددية الحزبية فى فنزويلا، وساهم فى إرساء الإستقرار السياسى وجود عائدات النفط إلى جانب الإتفاق بين الأحزاب السياسية الرئيسية.
تدفقت الأموال إلى البلاد، فخلال الفترة الواقعة بين عامى 1973 و 1983 فقط؛ جنت فنزويلا من صادراتها النفطية أكثر من 150 مليار دولار، وهو رقم مذهل بالنسبة إلى بلد يبلغ عدد سكانه ستة عشر مليون نسمة، لكن على الرغم من الإرتفاع الكبير الذى شهدته الأسعار فى سبعينات ومستهل ثمانينات القرن العشرين، لم تصل هذه الأموال إلى عامة الشعب.
يمكن القول ان فنزويلا لم تخرج من قبضة الحاكم الفرد، إلا لتدخل فى عهد الهيمنة الحزبية، حيث سيطر على السلطة حزب العمل الديمقراطى، والحزب الاجتماعى المسيحى، لمدة أربعة عقود. وقد أسفرت إنتخابات عام 1983 عن فوز الدكتور خاييم لوزنسى، حيث أعلن أن الحكومة ستقود حرباًًً وطنية ضد الفساد ومعارضة أي تدخل أجنبى فى أمريكا الوسطى. تم تنصيب الرئيس كارلوس أندرياس بيريز، من حزب العمل الديمقراطى رئيساًًً للجمهورية،للفترة (1989-1994) وأولت حكومته إهتماماًًً خاصاًًً بقضية النزاع القائم بين فنزويلا وجاراتها «كولومبيا، البرازيل، جوايانا» على الحدود المشتركة.
تشافيز رئيساًً للجمهورية البوليفارية
وفى 1992 قامت مجموعة من العسكريين يقودهم "هوجو تشافيز" بمحاولة إنقلاب فاشلة، وألقى القبض على "تشافيز" وأُُُدخل السجن، وفى عام 1994 خرج "تشافيز" من السجن، كما سنرى بعد قليل، بعد أن تولى رافائيل كالديرا السلطة. وفى عام 1997 ترأس تشافيز حزب حركة الجمهورية الخامسة الذى أسسه "لويس ماكالينا" حيث تسلم وزارة الداخلية ثم تحول بعدها إلى المعارضة بسبب بعض الخلافات وحظى تشافيز بمساندة اليساريين والطبقات الفقيرة.
أمضى "تشافيز"، بعد خروجه من السجن، عدة سنوات يجوب البلد طولاًً وعرضاًً، فى مهمة يمكن القول بأنه لم يكن حتى هو متأكداًً من غايتها النهائية، معتمداًً على أصدقائه ومناصريه، وفى تلك الأثناء خفت، ظاهريا، بريق "هوجو" الإعلامى، إذ فقدت وسائل الإعلام اهتمامها به، بيد أن هوجو لم يكن ساكناًً أو متوقفة تحركاته الثورية بين مؤيديه. لقد كان تشافيز، فى الواقع، يُُخطط فى الخفاء لمحاولة إنقلابية أخرى فى فنزويلا؛ والتى كانت الولايات المتحدة، آنذاك، تَعتبرها، ومََن يدور فى فلكها، دولة ديموقراطية نموذجية، بإعتبارها جزيرة مستقرة خلال حقبة الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضى فى وقت كانت الحروب الأهلية، والأنظمة السياسية الديكتاتورية وحروب الإبادة هى السمات المميزة لتلك الحقبة؛ بيد أن تشافيز كان له رأياًً مختلفاًً، فقد كان مقتنعاًً بأن تلك الديموقراطية النموذجية لم تكن فى الحقيقة سوى ديموقراطية مزيفة تُُهيمن عليها طبقة حاكمة فاسدة لن تسمح لشخص ثورى مثله بالوصول إلى السلطة عبر الإنتخابات.
بيد أن هوجو، غيَّر رأيه فى العام 1997، بعد فوز زميله فى قيادة الإنقلاب "فرانشيسكو أرياس كارديناس"، بمنصب المحافظ فى ولاية زوليا الغنية بالنفط، فشرع فى الإعداد لحملة تقوده إلى مقعد الرئاسة، وكانت معظم التوقعات و تقارير إستطلاع الرأى، تكشف عن ضعف موقف تشافيز؛ فهو أولاًً: قائد الإنقلاب الفاشل، ثم أن،ثانياًً، معظم الإهتمام كان منصباًً على منافسته، الشقراء الفاتنة، ملكة جمال العالم السابقة، آيرين ساييز، ولكونها رئيسة بلدية ناجحة فى العاصمة الثرية، كاراكاس، فقد تصدرت منافسته آيرين إستطلاعات الرأى.
لكن حظوظ المنافسة بين الحسناء والوحش، كما كانت تُُعرف تلك الحملة، تغيرت كثيراًً عندما كشفت تصريحات ملكة جمال العالم عن خواء مثير للقلق، فى الوقت نفسه الذى ألهبت فيه خطب منافسها الثورى "هوجو تشافيز"، مشاعر الملايين من قاطنى مدن الأكواخ والصفيح، والغاضبين بسبب الفجوة غير المعقولة بين الفقراء وبين الأغنياء.
وفى عام 1998 خاض تشافيز الإنتخابات الرئاسية وقدم وعوداًًً لمساعدة الفقراء وإستخدم أسلوباًًً خطابياًًً نارياًًًً ألهب حماسة الناخبين خاصة الطبقات الفقيرة والعاملة، فحصل على نسبة 2ر56%من الأصوات، مقابل 40% لآيرين ساييز، وبذلك ظهر هوجو على الساحة من جديد منهياًًً بذلك هيمنة دامت ثلاثين عاماً لحزب العمل الديمقراطى والحزب الاجتماعى المسيحى، وأدى "تشافيز" اليمين الدستورية رئيساً للجمهورية فى شباط عام 1999.
بدأ "تشافيز" رئاسته، كما رأينا، بمحاولة السيطرة على شركة النفط الحكومية العملاقة، بتروليوس دو فنزويلا، التى وصفها بأنها" دولة مستقلة بداخل الدولة" ،كما ذكرنا، تخدم مصالح النُُخب الحاكمة والثرية. كما لعب دوراًً ريادياًً فى إعادة إحياء منظمة الدول المصدرة للنفط(أوبك) الميتة إكلينيكياًً، وذلك من خلال إستضافة أول قمة لقادة دول الأوبك خلال خمسة وعشرين عاماًً. وبفضل مساعدته فى رفع أسعار النفط العالمية من أدنى مستوياتها، عندما تولى الرئاسة، إلى مستويات قياسية، رفع تشافيز الدخل القومى الفنزويلى من 14 مليار دولار فى 1998 إلى 40 مليار دولار فى 2006.
وفى سنة رئاسته الأولى، دعا "تشافيز" لعقد إجتماع دستورى وساعد بنفسه فى إعادة كتابة الدستور، والذى سيصوت عليه 72% بالموافقة مقابل 28% بالرفض. وفى نفس اليوم، يوم الإستفتاء، أدت موجه هائلة من الأعاصير الجارفة، والعواصف الجامحة إلى مسح مئات القرى المنتشرة فى المنحدرات الجبلية الكاريبية من على الخريطة، دافنة معها آلاف الفنزويليين(الأكثر فقراًً ومرضاًً وجوعاًً) و لقد عُدت تلك الكارثة كأكبر كارثة طبيعية تحدث فى فنزويلا خلال مئة عام على الأقل.
وفى 2000 جرت إنتخابات الجمعية الوطنية، وإختار تشافيز أن يطرح نفسه لإنتخاب جديد مرافق لتلك الإنتخابات، لتأكيد شعبيته، ومن ثم ترسيخ وجوده كرئيس شرعى مُُنتََخب ديموقراطياًً، فأحرز 60% من الأصوات لمصلحته وتمت إعادة إنتخابه. وفى نيسان 2002 وقع انقلاب فاشل ضد الرئيس تشافيز رتبته طبقة رجال الأعمال وزعماء النقابات العمالية القدامى الذين فقدوا إمتيازاتهم بسقوط الأحزاب السياسية المرتبطة بالخارج، إلا أن هذا الانقلاب لم يدم أكثر من 48 ساعة. وفى 2004 نشأت أزمة إستطاعت بفضلها المعارضة، ووفقاًًً للدستور إجراء إستفتاءًً رئاسى صوّت فيه 59% من الناخبين لمصلحة بقاء تشافيز فى السلطة.
وبتاريخ 3/12/2006 جرت انتخابات رئاسية فى فنزويلا، حيث فاز تشافيز مجدداًًً بمنصب رئيس الجمهورية، وعقب فوزه بالإنتخابات أعلن حل حزب حركة الجمهورية الخامسة وتأسيس الحزب الإشتراكي الفنزويلى الموحد الذى سيقوم بتطبيق نظام اجتماعى قائم على المساواة والعدالة الإجتماعية فى إطار نظام اشتراكى خاص بالفنزويليين ويتناسب مع متطلباتهم فى القرن الحادى والعشرين، وأكد تشافيز على حرية إنضمام الأحزاب الموالية له إلى الحزب الاشتراكى الجديد.
وبتاريخ 8/1/2007 أدى الرئيس تشافيز القسم، وأعلن عن عدد من الإصلاحات الإقتصادية والسياسية ضمن حملة التطهير التى يقوم بها ولاسيما بعد تأكيده على تحطيم الدولة البورجوازية. وبتاريخ 9/1/2007 قرر تشافيز تشكيل حكومة فنزويلية جديدة مع تغيير أسماء كافة الوزارات الفنزويلية، مضيفاًًً عبارة السلطة الشعبية إلى عبارة الوزارة.
مَن هو تشافيز؟
نشأة فقيرة فى كوخ الجدة
وُُلد " هوجو تشافيز" فى 28يوليو (تموز) 1954 فى الكوخ الطينى الذى تسكن فيه جدته "روزا إنياس تشافيز"، والتى إنفصلت عن زوجها قبل أن تصبح أرملة لاحقاًً، ويقع كوخ "روزا" فى واحدة من مئات القرى الريفية الفقيرة المعدمة، فى بلد يعوم فى بحيرة من النفط.
ولد "تشافيز" فى هذا الكوخ الذى يقع فى قرية سابانيتا التابعة لولاية باريناس، وهى قرية منسية يعيش فيها نحو ألف إنسان، ويقطعها بضع طرقات ترابية، لم يكن أمام السكان سوى رشها بالماء فى فصل الصيف إتقاءًً لعواصفها، أما فى الشتاء فكانت بحوراًً من الأوحال.
تقع سابانيتا فى لوس لانوس، وهى منطقة شاسعة من المستنقعات المعشوشبة التى تعيش فيها أعداد قليلة ومتناثرة من السكان، وهى بحال أو بآخر منطقة نائية وفقيرة ومتخلفة، محاذية للحدود الكولومبية، وتشغل تقريباًً ثلث مساحة فنزويلا.
أما والدا "تشافيز"، "هوجو دى رييز تشافيز"، و"إيلينا فرياس دى تشافيز"، اللذان يعملان كمدرسين، فقد كانا يعيشان فى قرية تدعى لوس راستروجوس، وهى لا تقل حرماناًً وفقراًً من سابانيتا؛ بما يعنى أن وجود أطباء ومستشفيات فى حكم النادر المستحيل، مما جعل إيلينا، حينما كانت على وشك الولادة، تقطع مسافة غير هينة إلى سابانيتا، فهناك على الأقل توجد الجدة روزا، ومن الممكن العثور على قابلة تساعد إيلينا على ولادة طفلها، وبالفعل أنجبت إيلينا، أدان، ومن بعده هوجو، ولم يكن من غير المألوف آنذاك أن يعهد بالأولاد الأكبر سناًً فى العائلات الكبيرة الفقيرة إلى أجدادهم للمساعدة فى تربيتهم ورعايتهم، وبما أن "روزا إنياس" كان هجرها زوجها منذ فترة طويلة، كما ذكرنا، فإنها كانت تملك الوقت كله والحب الأمومى لمنحهما لحفيديها.
كانت الجدة، التى ستحتضن "هوجو"، و"أدان"، تعيش بمفردها فى كوخ بسيط جداًً حالها حال كل الأكواخ المنتشرة فى مثل تلك المنطقة البائسة تماماًً. كانت الجدران مصنوعة من الطين والقش، وسقفه من أوراق النخيل، وأرضه مفروشة بالتراب، الامر الذى يعنى أن هطول الأمطار، إنما يعنى تحول منزل الجدة "روزا" إلى شبه مستنقع، علاوة على ذلك لم يكن فى كوخ روزا ثلاجة أو مروحة أو مياه جارية، أو حمام داخلى؛ وإذا حصلت على بضع ساعات من الكهرباء من مولد الطاقة الكهربائية الصغير الذى يعمل على الوقود فى القرية فعندئذ كانت تشعر روزا بأنها محظوظة، فلقد كانت روزا تطهو طعامها على نار من الحطب، وتجلب المياه من بئر فى القرية، وتقضى حاجتها فى الخلاء. ولم تكن تملك من أدوات الترفيه سوى مذياع صغير متهالك يعمل من خلال البطاريات.
لم تتعامل "روزا إنياس" مع "أدان" و"هوجو"، بعد أن أصبحا فى منزلها كجدة لهما بل كبديل حقيقى لأمهما، حيث كرست لهما من الوقت والإهتمام والرعاية ما لم يستطع أبوهما أن يكرساه لهما، واللذان كانا يأتيان إلى سابانيتا فى عطل نهاية الاسبوع كلما سنحت لهما الفرصة.
عندما بدأ "هوجو" و"أدان" النطق، لم يكونا يدعوان "روزا" بجدتى بل ماما "روزا"، أما هى فقد كانت تدعوهما ولدىََّّ، وكان "هوجو" فى كثير من الأمور أقرب إلى روزا منه إلى أمه ففى حضنها تعلم المشى والقراءة والكتابة قبل أن يدخل صفه الأول.
فى اليوم الأول لهوجو فى مدرسة "جوليان بينو" الإبتدائية التى تقع فى نهاية الشارع الذى يضم منزلهم، دخل "هوجو" منتعلاًً حذاءًً مهترئاًً، الأمر الذى أثار سخرية معظم التلاميذ الآخرين الذين كانوا ينتعلون الأحذية. فعاد "هوجو" إلى الكوخ والدموع تنهمر من عينيه دافعاًً "روزا" للبكاء بحرقة من شدة إحساسها بالذل والإحباط. لكنها لم تستسلم، بل بذلت جهدها إلى أن تمكنت بمساعدة الأصدقاء من جمع المال الكافى لشراء حذاء جديد "لهوجو".
وبسبب شح المال كانت "روزا" مضطرة للإعتماد على الصبيين من أجل الإنفاق على المنزل؛ فلجأت إلى بيع السكاكر والفاكهة الإستوائية التى كانت تزرع البعض منها، وكانت حلوى العناكب المغطاه بالسكر (Aranas) منتجها المميز، حيث كانت تعدها بتقطيع فاكهة البابايا إلى شرائح رقيقة ثم تطهوها فى مقلاة وبعد ذلك تغطيها بالسكر، وفى النهاية تشكلها على شكل عناكب.
كان هوجو يأخذ علبة من منتجات "روزا"، المشهورة، يومياًً إلى المدرسة ليبيعها لزملائه خلال فترات الإستراحة، وبعد المدرسة وفى عطل نهاية الأسبوع كان يجول القرية ويبيعها للسكان، لقد تركت تلك السنوات، دون أدنى شك، أثراًً لا يُُمحى فى نفس "تشافيز".
ومن الملف للنظر فى سيرة"تشافيز" ولعه بالفن، وعلى وجه الدقة فن الرسم والشعر، وظل على حبه للشعر تحديداًً حتى بعد أن صار رئيساًً للبلاد، فحينما ماتت "روزا" وهى التى أحسنت تربيته وتعليمه وبصفة خاصة تعليمه تاريخ الثوار الأوائل فى فنزويلا والقارة اللاتينية بوجه عام ، مثل "بوليفار" و"زامورا" و"ردريجيز"، و"فرانسيسكو دى ميرندا" وغيرهم من الثوار الذين كانت سيرهم وأمجادهم محل حكى دائم الجدة "روزا". نقول حينما ماتت "روزا" نعاها "تشافيز" بأبيات شعرية تقول:
ربما فى يوم ما
يا جدتى العزيزة
سوف أوجه خطاى
نحو قبرك
عندئذ فقط
فى نهاية حياتى
يا أمى روزا
سأصل إلى القبر
وسأرويه بالدماء والدموع
وسأجد الراحو
فى حبك الأمومى
وسأخبرك عن خيبات أملى
بين الأحياء
وبعدها
سوف تفتحين ذراعيك
وتعانقينى
مثلما كنت تفعلين عندما كنت طفلاًً
وستعيدين السكينة إلىّ
بأغنيتك العذبة
وستأخذينى
لأماكن أخرى
كى أطلق صرخة لا تتوقف.

لولا البسبول ما كان تشافيز:
مثل الكثيرين من أطفال القرية، كان هوجو مهووساًً بكرة القاعدة(البسبول) وهى الرياضة التى قدمت إلى فنزويلا، فى العشرينات من القرن الماضى، مع عمال النفط الأمريكيين، الذين تدفقوا مع أول تدفق لأول أبار النفط الكبيرة.
ومع هذا الهوس بتلك الرياضة الذى إنتاب "تشافيز" فقد كانت المشكلة تكمن فى أنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل إعلانه عن موهبته فى تلك الرياضة وهو فى قاع المجتمع المهمش، إذ كان بحاجة إلى التواجد فى مكان الضوء. كاراكاس. كى يعلن عن نفسه، ولذلك ومع إقتراب نهاية دراسته الثانوية فكر فى الإنضمام إلى أخيه"آدان" فى جامعة الإنديز فى ميريدا كى يدرس الرياضيات والفيزياء، لكنه أسقط الفكرة من رأسه حينما علم أن ميريدا ليس لديها فريقاًً للبيسبول يمكنه الإنضمام إليه.
وعلى الرغم من أن"تشافيز" لم يكن من المهتمين بالجيش الإهتمام الذى يجعله يستكمل دراسته بالإنضمام إلى الأكاديمية العسكرية، إلا أن الأكاديمية فى كاراكاس، وكاراكاس لديها فريق من أهم الفرق فى تلك الرياضة، وهذا الفريق يتولى تدريبه وإدارته مجموعة من أعظم اللاعبين خلال تاريخ اللعبة فى فنزويلا، فلا بأس من الإنضمام إلى الأكاديمية لعام أو عامين، كى يستطيع تحقيق حلمه بأن يكون لاعباًً للبيسبول، تلك اللعبة التى عشقها وأحبها إلى حد الهوس.
الأكاديمية العسكرية
تصادف دخول "هوجو تشافيز" إلى الأكاديمية العسكرية فى 1971، وهو فى سن السابعة عشرة، مع إعادة هيكلة جذرية للمدرسة على يد مجموعة من الضباط الوطنيين، الذين أرادوا إعادة النظر فى كل ما يدرس للطلبة، وتوسعة حدود المعرفة الإنسانية التى لم تكن فى يوم من الأيام محل دراسة فى أى فرقة من فرق الدراسة بالأكاديمية، إذ إقتصرت المناهج على العلوم العسكرية ليس إلا، الأمر الذى يجعلنا نقول أن تلك التغيرات كانت بمثابة ثورة تعليمية فى المؤسسة المسئولة عن تخريج ضباط القوات المسلحة فى فنزويلا، وهم ،كما رأينا، من أصحاب الأدوار الرئيسية فى الإنقلابات والإطاحة بالحكام.
أطلق على برنامج إعادة هيكلة الأكاديمية العسكرية إسم خطة"أندرياس بيللو" تيمناًً باسم شاعر فنزويلى عاش فى القرن التاسع عشر. وهكذا، ولأول مرة فى تاريخ الأكاديمية العسكرية الفنزويلية، سوف يدرس الطلاب العلوم الإنسانية المختلفة من علم الإجتماع إلى علم السياسة إلى علم الإقتصاد، إلى علم التاريخ الفنزويلى، إلى علم القانون .... إلخ ، وأصبح من الضرورى أن يقوم الطلبة كذلك بدراسة متعمقة لبيان الحزب الشيوعى، ومعظم المؤلفات الماركسية، لا رغبة فى تعليم الطلاب مبادىء الشيوعية. وإنما لمكافحتها بعد أن باتت خطراًً يهدد عروش العديد من الأنظمة الحاكمة فى أمريكا اللاتينية والتى أصبحت تعانى من المد الشيوعى فى تلك الفترة من ستينات وسبعينات القرن الماضى.
غمس "تشافيز" نفسه فى الجيش بعد أن تخرج من الأكاديمية فى 1975، وكان ترتيبه السابع على دفعته المكونة من 375 طالباًً، وأخذ حبه للحياة العسكرية يزداد يوما بعد يوم، إلا إن أنه لم ينس حبه الأول للبيسبول، بيد أن الأحداث كانت أصعب من أن تترك له حرية لعب معشوقته، فبدأ الحس الثورى يرشده فى تصرفاته بداخل المؤسسة العسكرية، وفى الوقت الذى كان فيه يشرع فى إثبات وجوده بداخل المؤسسة العسكرية كانت الطبقة الغنية المرتبطة بجنرالات النفط وبحماية مؤسسة الحكم تمارس أعمال النهب الرسمى لموارد البلاد من النفط، وفى نفس الوقت الذى أعلن فيه الشعب حركة تمرد هائلة قام "تشافيز" والذى كان من المفترض أن يتصدى لتلك الحركة، بتأسيس حركة عسكرية سرية أطلق عليها جيش تحرير الشعب الفنزويلى (ELPV)
ومن هنا أخذ "تشافيز" يدعم حركته الجديدة ليس بداخل المؤسسة العسكرية فقط وإنما على صعيد المجتمع المدنى، وقام بتكوين علاقات قوية وواسعة مع مجموعة من الأحزاب الشيوعية والراديكالية، وإننى أعتقد أن تكوين تشافيز لتلك الحركة. حركة جيش تحرير الشعب الفنزويلى، راجعة إلى أن "تشافيز" قد أصبح فى ضيق شديد من هذا التناقض الذى يعيشه، فنشأته البائسة وإحساسه بالفقر وإنه ينتمى، بحكم تلك النشأة، إلى هؤلاء الألاف من المتمردين الجوعى، وفى نفس الوقت فهو ينتمى، بحكم مهنته، إلى تلك المؤسسة العسكرية المنوط بها القضاء على تلك الحركات التمردية، الأمر الذى يعنى ببساطة قتل الشعب الذى هو أحد أفراده التعساء. فلذا كان من الطبيعى،برأيى، أن يبدأ "تشافيز" هو نفسه بالتمرد على الوضع القائم، فأخذ فى تكوين الخلايا الإنقلابية السرية بدأ بجيش تحرير المجتمع الفنزويلى، ومروراًً بالحركة الثورية البوليفارية، وإنتهاءً بحركة الجمهورية الخامسة، حينما باتت الأمور تشير إلى إمكانية المنافسة غير العسكرية على السلطة.



#محمد_عادل_زكى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع العالمى على الزيت
- الموجز فى تاريخ السودان الحديث
- نقد موضوع الإقتصاد السياسى عند محمد دويدار
- إعادة طرح موضوع الإقتصاد السياسى كعلم إجتماعى
- التسرب فى دول النفط
- أزمة دارفور. كيف يراها رجال مؤسسة الحكم فى الخرطوم؟
- كارل ماركس (العظيم الآخير)
- لماذا إنفصل جنوب السودان؟
- الإقتصاد السياسى للمشروع الإستعمارى الإستيطانى الإسرائيلى
- المختصر فى العمل المأجور والرأسمال
- معالم الإقتصاد السياسى لدى روزا لوكسمبورج
- موجز نظرية القيمة لدى كارل ماركس
- ثم اما قبل!!
- مقدمة الطبعة الثانية من كتاب (الإقتصاد السياسى للتخلف)
- النيوكلاسيك
- التطور الرأسمالى وتعميق التخلف
- جذور التخلف الإجتماعى والإقتصادى فى مصر
- كيف تنظر النظرية الرسمية إلى التخلف
- (فى التناقض) لماو تسى تونج
- أمثلة على أزمة فهم الأزمة


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد عادل زكى - فنزويلا: التاريخ والجغرافيا والإقتصاد