(المبارك) ميناء كويتي مقابل ميناء الفاو (اللامبارك)

عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3366 - 2011 / 5 / 15 - 21:42
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

كان للكويت الشقيقة موقفا متميزا؟ في إنها هي التي كانت ممرا لقوات الاحتلال الأمريكي بإسقاط نظام صدام دون كل دول الطوق ولا أريد الخوض في موضوعية قبولها الدور ولكن بعد سقوط النظام المدوي زارت الكويت وفود ووفود عراقية من كل التيارات السياسية والمذهبية والقومية العراقية كلها كانت تُقابل بأسمى عبارات الود والمحبة والأخوة واللغة والتاريخ المشترك والدم والديانة والمصاهرة والبسمات التي كانت كسيل الزُبى! ولكن لم تتقدم الكويت الشقيقة مع ترحابها وقُبلاتها لكل ساستنا ،خطوة واحدة قيد أنملة! نحو إطفاء الديون التي سببتها كارثية الحرب المجنونة ضدها!! بل وكانت قاسية جدا جدا بمواقفها الدبلوماسية وعلاقاتها الدولية معنا لطوى صفحة الفصل السابع النصل القاصم لظهر كل عراقي! مع ذلك كانت سياستها المعلنة الرسمية، داعمة لكل الحكومات وكل الخطوات الانتخابية وأدانت أعمال العنف وقامت بالمواقف المشرفة إعلاميا بما لايُشّق له غبار! أما فلوس التعويضات؟ فكإنما تحتاجها الكويت التي وصلت بها حد الإفلاس! آهلا بكم ياساسة العراق جميعا! ولكن لاتناقشونا بالديون أدفعوها فإنها تتراكم بالفوائد! الفصل القاصم السابع جبلا يربض فوق علاقتنا بكم..أوفوا بالعهود المالية!
على مضض كنا نتوقع كل العرب يقصمون ظهر الديون لا ظهر حامليها العراقيين ولكن دون جدوى.. واليوم نقولها نعم تأخرنا خطوات وخطوات نحو البناء ونحو الرقي ونحو الحياة الآمنة بكوننا ثاني اوثالث احتياطي نفطي في المعمورة لنفكر ببناء ميناء على مدينة يعرفها كل عراقي كم شهدت كل بقعة منها من سيول الدم العراقي الطاهر الطهور كلينينغراد أسميناه ميناء الفاو الكبير منفذنا الوحيد المُطّل على الخليج الباسم بأهله ،القاتم نحونا! فوضعنا له حجر الأساس في 5 نيسان 2010 وهو حلم للإطلالة العراقية نحو العالم بحريا وبوابة شرق آسيا وبلدان البحر المتوسط بعد ان ظل المشروع حبيس الأدراج لسنوات لان هناك من يتآمر لا مهرب من سردها على عرقلة إنشائه! لنتفا جيء بقيام السلطات الكويتية الشقيقة بالإعلان عن إقامة ميناء مبارك الصباح الكبير على جزيرة بوبيان وبعد سنة كاملة من إعلاننا إنشاء ميناء الفاو! وهذا الموقع البحري لوحده ..خانق – حارق- سارق لتطلعاتنا بمرور بواخر ذات سعات استيعابية كبرى تلج لميناء الفاو فتحاصرها قلة المساحة المائية كغصّة في حلق الطريق! لهذا طلب العراق ليس إلغاء الميناء المنوي إنشائه كويتيا بل بالتراجع فقط 3 كيلومترات عن خط حجر الأساس!! يارخص العشگ من ينشره وينباع! والسبب لضمان مرور السفن التي تحتاج لأعماق مائية تعتمد على الأوزان بالمفهوم البحري المجهول عندي كل تفاصيله!بل إن الكويت ليست مثلنا!! تنتظر المستثمرين والتصاميم التي ستتأخر لنهاية العام الحالي! بل بدأ هدير آلياتها! ومعداتها الإنشائية الثقيلة ودقت الركائز والأجراس لنا! وأنشئت الطرق والسداد الترابية وشيدت المسطحات المائية في جزيرة بوبيان غير الماهولة لتقطع! الارزاق العراقية المحتملة! والممر الملاحي الوحيد المؤدي لموقع مينائي ام قصر وخور الزبير!! بل سيكون مشروعها على اربع مراحل تنتهي في عام 2016 ويشمل إنشاء أرصفة للحاويات بطول كيلومتر ونصف، وعشرات المراسي، ومنطقة حرة للتبادل التجاري، ومجمع سكني متكامل، وخط للسكك الحديدية يربط بين طرفي الجزيرة التي كلنا نعرف ان صدام طلب إيجارها مع وربة من الكويت!
هل نبدا خطواتنا الدبلوماسية السلحفاتية كما قرأت؟ حيث سيعقد إجتماع تبويس الذقون حتما للجنة المشتركة بين البلدين الجارين الشقيقين الشهر القادم حزيران ولكن الالم! أن هناك لجنة شكلها مجلس وزرائنا الموقر لبحث الموقف والموقع وتأثيره على الاقتصاد العراقي الناهض!! برئاسة السيد وزير الخارجية وعضوية بعض الوزراء ولكن اللجنة لم تجتمع لحد الآن!!! السبب؟ اعتقد تنتظر إكمال المرحلة الاولى من بناء ميناء مبارك الصباح!! ليتم الإحتجاج الدبلوماسي الرقيق الرشيق الانيق!
قيل سابقا في الثمانينات.. السياسة الدولية ثلاثة: الامريكية والسوفيتية والكويتية!
ولكم تحيات كل مواطن عراق حريص على علاقته بالاشقاء الذين استكثروا عليه إطفاء التعويضات والديون وباغتوه بميناء خانق للوطن المخنوق أصلا!
عزيز الحافظ

#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل