أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - القتل دفاعا عن -شرف العائلة- يقتل العائلة..!














المزيد.....

القتل دفاعا عن -شرف العائلة- يقتل العائلة..!


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 3366 - 2011 / 5 / 15 - 19:38
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الجريمة المروعة التي ذهبت ضحيتها الفتاة " آية برادعية" من صوريف، وذلك على يد عمها الذي قتلها على خلفية ما يسمى "بشرف العائلة" تعتبر جريمة نكراء لا تمت الى الشرف بأي صلة، والقاتل مجرد من كل القيم بما فيها قيمة الشرف والشجاعة والانسانية والمروءة.
قتلها وألقى بها في البئر، ومن ثم هرب بفعلته على غير عادة أمثاله من القتلة من مدعي الدفاع عن الشرف. فهذا الصنف من جرائم القتل يطيل عادة رقبة القاتل ويرفع رأسه، لذلك لا يلجأ المجرم غالبا الى انكار جريمته لأنه وفقا لعقليته المريضة قد قام بغسل العار مدافعا عن "شرف العائلة"، حيث جرت العادة أيضا أن يقوم معظم مرتكبي هذا النوع من الجرائم، فور اجهازهم على الضحية، ووفقا لتخطيط مسبق بتسليم أنفسهم الى الشرطة مستفيدين من العذر المخفف مطمئنين الى اطلاق سراحهم بعد مدة قصيرة مكللين بالغار " كأجدع الناس"
جرائم "الشرف" من المصطلحات الملتبسة والمضللة، فالقاتل الذي يقتل مستفيدا من مصطلح " الشرف" يمتلك المبرر اللازم بشكل مسبق لتبرئته من جريمته، وفي الوقت ذاته يحمل المصطلح الدليل الدامغ على إدانة الضحية كمبرر للقتل غير قابل النقاش. ولا يقتصر التضليل الذي يذهب به المصطلح الى معنى الادانة والمبرر، بل يتعداه الى أن يجعل الشرف ملكا للرجل المعزز بالقوة والنفوذ بامتلاكه لجسد الضحية، تلك الملكية التي تخوله منحها الحياة أو قبضها.
ويخلق مصطلح "جرائم الشرف" كذلك المفارقات، ففي الوقت الذي تعتبر فيه المنظومة الاجتماعية بأن المرأة غير مسؤولة عن تصرفاتها وقراراتها بحكم ضعفها، تقوم ذات المنظومة بإسناد مهمة حمل مسؤولية " الشرف" الى المرأة الضعيفة وتعفي الرجل الذي يتمتع بالقوة والبأس في العائلة من عبئه، وتحيل له مهمة السهر للدفاع عن مسؤولية المرأة في حمله والحفاظ عليه متحذا قرار موتها ان شك في تقصيرها بحمل االمسئولية ..
ضحية صوريف ليست الجريمة الاولى ولن تكون الأخيرة، فمنذ بداية العام سمعنا عن حالات قتل عديدة على ذات الخلفية، علما بأن الأرقام الرسمية غير دقيقة بسبب عدم التبليغ عنها في بعض الحالات.. أو بسبب فقد أثر البعض الآخر؛ كما وقع مع ضحية صوريف التي اختفت آثارها مدة عام كامل قبل أن يكتشف مصيرها دون إغفال أن بعض حالات القتل كانت تُمرر كحوادث انتحار أو كوفيات اعتيادية.
السؤال المطروح من قبل الجميع الآن يدور حول رزمة الاجراءات المتنوعة المطلوب الشروع بشكل جدي للعمل بها من أجل التصدي لمشكلة قتل الفتيات.. فقد بات من المؤكد ان التدخلات المطلوبة تبدأ من اشتقاق آليات للتواصل مع كل المجتمع بنمط من التثقيف المتجاوز لخيار التثقيف النخبوي والموسمي والمناسباتي لشريحة محدودة من الاناث، تثقيف يوقع طلاقا بائنا بينونة كبرى بين مدلول هذه الجرائم التي تربط بالشرف وبين المعنى الدخيل والمضلل للشرف، فالقتل جريمة لا يمكن تبريرها أو تخفيف عقوبتها، وجريمة أن يُقلب عقاب القاتل الى ثواب يكافأ عليه.
من جانب آخر، مطلوب خطة منهجية تلحظ دور الاعلام الرسمي في كشف الغطاء عن هذه الجرائم بوضوح وجرأة، اعلام يساهم في عزل ونبذ وفضح مرتكبي جرائم قتل الاناث وبما يؤدي الى ردع كل من تسول له نفسه ارتكاب جرائم شبيهة أو من يحمل فكرا يبررها ويدافع عتها، حتى لو أدى الردع الى عرض هذه النماذج المنحرفة على الرأي العام بهدف التعجيل بصنع ثقافة بديلة لثقافة القتل.. اعلام يلحظ تطور ويقدم دوران عجلة أدوار المرأة راسما معالم المستقبل بنصوص حقوق الانسان والمرأة جزء منها.
لقد تعطل وتأخر صدور قانون العقوبات الفلسطيني لأسباب كثيرة آخرها ارتهانه للانقسام بانقطاع المجلس التشريعي عن الانعقاد والقيام بمسئولياته. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن بقوة في ظل استعادة الوحدة الوطنية والشروع باعادة الحياة للمؤسسات الوطنية ومنها المجلس التشريعي عن امكانية صدور القانون الذي أصبحت مسودته جاهزة بعد ان بذلت جهود جبارة على صياغته وبما يتلاءم مع المجتمع الفلسطيني وخصوصياته ومتوائما مع منظومة حقوق الانسان.. والتساؤل عن مدى قدرة المعادلة الجديدة في أعقاب الاتفاق وبداية مرحلة جديدة، عن امكانية ان يراعي القانون المنشود الواقع الوطني الجديد للمصالح الديمقراطية للمجتمع بديلا للمصالح السياسية، وعن مدى الالتزام بالمرجعيات الوطنية المقرة ومع اتفاقيات حقوق الانسان..!
في آخر الكلام، لا بد من مصارحة الذات بأن كل هذه الجرائم التي ترتكب بحجة الدفاع عن شرف العائلة.. كانت بالنتيجة لعنة على العائلة بقتلها وتدميرها...



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمزية حضور المرأة في مشهد المصالحة
- حركة التضامن الدولية مستمرة في فلسطين
- أهمية قيام حركة اجتماعية للنساء الفلسطينيات
- لقاء رئيس الوزراء مع ممثلات من قطاع المرأة الفلسطينية
- الشعب يريد إنهاء الانقسام والاحتلال-
- المرأة المصرية جزء أصيل من ثورة التغيير في مصر العربية
- أرى.. لا أسمع.. ولا أتكلم
- 52% من عضوات المجالس المحلية الفلسطينية لا يرغبن في الترشيح ...
- احياء يوم الشهيد في بلعين
- قرار محكمة العدل العليا الفلسطينية: الكرة في ملعب الحكومة
- يحيا العدل..
- المرأة والحريات العامة والشخصية في غزة
- ابو عمار.. باقٍ معنا وفينا
- حملة 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة الفلسطينية
- شباب فلسطين: غائبون أم مغيبون
- رسالة من المرأة الفلسطينية الى الامين العام للأمم المتحدة في ...
- حملة - اكتب رسالة لأسير-
- على أبواب الذكرى العاشرة للقرار 1325 ومأزق قرارات الأمم المت ...
- الحدود أولا
- بعض الأسئلة المشروعة


المزيد.....




- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - القتل دفاعا عن -شرف العائلة- يقتل العائلة..!