أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - علام هذا الصمت المطبق؟؟؟















المزيد.....

علام هذا الصمت المطبق؟؟؟


عادل حبه

الحوار المتمدن-العدد: 3364 - 2011 / 5 / 13 - 13:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



خلال موجة الاحتجاجات المطالبة بالحريات العامة والديمقراطية والتصدي للنهب والفساد التي عمت البلدان العربية، علت أصوات العراقيين في المدن العراقية أيضاً مطالبين بحقوقهم ومعالجة القضايا الخطيرة التي تعصف بالبلاد إلى جانب تضامنهم مع أشقائهم العرب. وهنا لم يخلو الداء الطائفي الذي ينخر بجسد العراق من التعبير عن نفسه خلال هذه الفعاليات. فرأينا بعض التيارات الإسلامية العراقية تتخذ موقفاً يتسم بالإزدواجية، فهي تتضامن مع الشعب البحريني على سبيل المثال وتطالب بتعطيل جلسات مجلس النواب وتعطل الدروس في الحوزة العلمية، ولكنها لا تدين وحتى لا تناشد و تلتزم الصمت ازاء انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في بلدان مجاورة حسب الوصفة الطائفية. هذا الموقف لا يعبر عن مصداقية في الدفاع عن المظلومين والمضطهدين وانصار الحرية والديمقراطية في عالمنا، بل هو تشويه للحركات المطالبة للحريات وحرفها عن مسارها المشروع ويوجه ضربة لها، مما يسهل على الجبابرة خنق وقمع هذه الحركات بذريعة طائفيتها. ولعل أبرز مثال لذلك ما تعرض له الشعب البحريني الشقيق من تعسف، حيث استغلت الحكومة شر استغلال حملات "التضامن" الطائفي المفتعل مع الشعب البحريني من قبل الحركات الطائفية ومن ضمنها في العراق، من أجل توجيه ألة قمعها ضد الحركة الشعبية المطالبة بالاصلاح والديمقراطية والحريات العامة بذريعة طائفيتها. وأصبح هذا "التضامن الطائفي " وبالاً ونقمة على البحرانيين بدلاً من أن يكون نعمة وعون لهم.
ولا يقتصر هذا الموقف الطائفي والكيل بمكيالين على مثال البحرين، بل هناك ما هو أدهى من ذلك في موقف الحركات الطائفية من الأحداث الضخمة التي جرت وتجري في جارتنا إيران أو غيرها، وما يكابده الإيرانيون من نير وجور على يد طغاة الإستبداد الديني. إن المشهد هنا يبدو صارخاً حيث لوحظ الصمت المطبق من قبل التيارات الطائفية ازاء الانتهاكات وأعمال القتل وملاحقة المعارضين للإستبداد الديني في هذا البلد الجار، مما يثير التساؤل والإستغراب عن مدى مصداقية هذه التيارات في تبني قضية الدفاع عن المظلومين وحماية حقوق الإنسان وحريته. فمنذ أشهر والضحايا وحملة الإعدامات مستمرة والسجون تحتضن خيرة أبناء وبنات الشعب الإيراني وخاصة إثر الانتخابات المزورة التي جرت في إيران، حيث فرض على الشعب الإيراني تنصيب أحمدي نجاد رئيساً لإيران (بالمناسبة هو الآن ربما قيد الإقامة الجبرية لخلافه مع خامنئي)، ولكننا لم نسمع أية مناشدة للسلطات الإيرانية لوقف هذه الإجراءات و بالكف عن هذا الإستبداد والجور، مجرد مناشدة دون ضجيج ودون تعطيل جلسات مجلس النواب العراقي ولا تعطيل الدراسة في المدارس الدينية، ، وكأن الذين يتعرضون إلى هذا الجور هم من الكفرة وليسوا من أبناء نفس المذهب الذي تنتمي إليه التيارات الطائفية في العراق.
إن آخر ممارسات الإستبداد الديني في إيران هو ما أقدمت عليه الحكومة في الخامس من أيار 2011 بتنفيذ حكم إلإعدام شنقاً بعدد من الشبان العرب الإيرانيين في ميدان حميديه في الأهواز بذريعة المشاركة في المظاهرات الاحتجاجية للسكان العرب في نيسان الماضي ضد الظلم والتمييز القومي ومن أجل الحريات العامة، والتي قتل خلالها العشرات من أهالي الأهواز. ونفذ الحكم وعلى الملأ العام لزرع الرعب في نفوس المواطنين في ثلاثة أشقاء وهم كل من علي حيدري (25 سنة) وجاسم حيدري (23 سنة) وناصر حيدري (21 سنة). كما تم شنق ستة آخرين في سجن كارون في الأهواز وهم كل من أمير معاوي وعلي نعامي وأمير بدوي وأحمد ناصري (23) وشاب قاصر لم يتجاوز عمره ستة عشر سنة وهو هاشم حميدي (16 سنة) الذي أنفصل رأسه عن جسده أثناء الشنق.
إن سجل الظلم والتصفيات الجسدية والقمع للسلطات الحاكمة الإيرانية يفوق كل سجلات الإجرام القذافي وأقرانه العرب ويوازي سجل طاغيتنا صدام حسين، ولكن أنصار الحرية والدفاع عن المظلومين في التيارات المذهبية لا يرف لهم جفن على ضحايا القهر والظلم في إيران، وهم الذين يكررون كلمات الإمام علي بن أبي طالب ومنها قوله :"الساكت عن الحق شيطان أخرس" دون تطبيقها إلا بمقاسات طائفية. وقد فضح أخيراً مهدي محموديان أحد الإعلاميين الإيرانيين المعتقل في سجن مدينة "رجائي" في رسالة مفتوحة وجهها إلى علي خامنئي يكشف فيها عن حجم الكارثة التي تواجه المجتمع الإيراني والسجون والسجناء السياسيين في إيران. وقد بدأها بالآية القرآنية:" ولتكن منكم أمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون"!!. وشتان بين ما تعلنه هذه الآية وبين حملات الإعدام بالجملة وملاحقة الأطفال والنساء التي يتميز بها حكم التشدد الديني الطائفي في إيران. لقد أورد محموديان في رسالته سرداً طويلاً من الانتهاكات التي لمسها هذا الإعلامي السجين في سجون ولاية الفقيه، تتراوح بين انتشار المخدرات وتوزيعها بين السجناء بحرية في حين تمنع زيارات العوائل عن السجناء ويمنع دخول الكتب إلى السجن، وبين أمثلة مقرفة عن تعاطي اللواط بحيث تم التجاوز على فتى سبعة مرات في ليلة واحدة. وهذا ما أشاع أمراضاً خطيرة كالأيدز والأمراض التناسلية. هذا ناهيك عن حالات التعذيب والانتهاكات الففجة ضد السجناء في سجن هذه المدينة.
والحديث يطول لو عرضنا ملفات كاملة عن أفعال القتل في داخل إيران وخارجها. ولكن ما نود أن نشير إليه هو هذا الصمت الغريب من قبل التيارات المذهبية و بعض الواجهات الدينية في العراق على أفعال تتعارض مع القيم الإنسانية ومع الدين يرتكبها حكام التطرف الديني في أيران، أو الكيل بمكيالين حيث يتم إدانة بعض الحكام والسكوت عن آخرون من نفس القماش الطائفي. إن غالبية هذه التيارات الدينية العراقية تدين ليل نهار الطائفية وتلعنها، وتردد نقمة الشعب العراقي على ما جرته الطائفية من كوارث على العراقيين. ولكن عندما يحين اتخاذ الموقف يبرز الموقف الطائفي الضار سواء في الشأن الداخلي أو في الشأن الإقليمي والخارجي. إن أصحاب هذه النزعة لا يعون ما يجره هذا الموقف من نتائج سلبية على استقرار الوضع في العراق وانعكاساته الإقليمية على العراق ونتائجه الخطيرة.فأي موقف طائفي داخلياً كان أو خارجياً. فهذا النهج لا يؤدي إلاّ إلى تشرذم المجتمع واشتداد الاحتقان والنزاع الطائفي والسير ببناء الدولة على النمط الطائفي والمحاصصة الطائفية، الذي فاقم من مشاكل العراق خلال السبع سنوات، حيث مازال البلد يراوح في مكانه ويئن أبنائه من نتائج هذا الخيار الطائفي المدمر.
إن أية خطوة في اتجاه الاستقرار في العراق تتطلب أولاً التخلي عملياً وليس لفظياً عن هوس الطائفية، عن طريق فصل الدين عن الدولة مع احترام وحماية حرية العقيدة والدين، واصدار قانون للأحزاب يمنع قيام الأحزاب على أسس دينية. فكل حزب يؤسس على أساس ديني في ظروف العراق، مهما رفع من شعارات حول التسامح الديني أو الأخوة في الدين ، هو حزب طائفي كامل العيار يشتت ويدمر المواطنة ولا يوحد العراقيين. فالمعيار الطائفي خلال السنوات السابقة لم يجلب لنا إلا المسؤول الأمي والفاشل والفاسد، في حين أن ما يحتاجه العراق هو المسؤول النزيه والماهر الذي يلتزم بالهوية الوطنية الشاملة وليس هوية طائفية لا تتناسب مع قيم وبناء الدولة العصرية والقيم الإنسانية العامة والديمقراطية. إذا أرادت الأحزاب الدينية الإستقرار وبناء بلدنا المهدم فما عليها إلا اللجوء إلى خيار يتماشى مع روح العصر، خيار تشكيل أحزاب ببرامج اجتماعية وتتبنى خططاً اقتصادية تنشل العراق من دائرة التخلف والفساد والفوضى، ووضعه على سكة الفضاء الحضاري الرحب، ويفتح الطريق أمام العراقيين للحاق بالدول المتقدمة والديمقراطية.
12/5/2011



#عادل_حبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جاسم العبودي .. وصفحات منسية من تأريخ المسرح العراقي
- سقوط رامسيس الثالث وأحمد عز
- مقالة مختارة من الصحف المغربية
- ثورة مصر: نسيم الديمقراطية والحرية المنعش يهب على مصر والعال ...
- على هدى الانتفاضة التونسية
- عودة مدانة إلى ممارسةمدانة لانتهاك الحريات العامة
- حسني مبارك ينصح بديكتاتور عادل للعراقيين!!
- علام هذا الاصرار على خرق الدستور وهدر المال العام
- زوج من الجوارب
- محاولة انقلابية فاشلة في مجلس النواب العراقي
- -سيرك- البصرة يشكل تهديداً -للشريعة-!!!!
- ماذا جنى السياسيون العراقيون من جولاتهم في دول الجوار؟
- في الذكرى الثلاثين لاندلاع لهيب الحرب العراقية الاإيرانية
- اتحاد للأدباء والكتاب العرب أم شعبة من دوائر الرقابة والممنو ...
- إيران: جولة في باطن أمبراطورية الحرس
- علام استمرار هذا الضيم والقهر على البصرة وأهلها
- لقد بدأنا منذ عقود، فلماذا نبدأ من جديد؟
- لناخب البريطاني يحذو حذو الناخب العراقي في الانتخابات البرلم ...
- خطوة مهمة على طريق الاستقرار والسلام
- معزوفة -إبعاد العراق عن محيطه العربي-!!!


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - علام هذا الصمت المطبق؟؟؟