أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - -سيرك- البصرة يشكل تهديداً -للشريعة-!!!!















المزيد.....

-سيرك- البصرة يشكل تهديداً -للشريعة-!!!!


عادل حبه

الحوار المتمدن-العدد: 3179 - 2010 / 11 / 8 - 18:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



سيرك مونت كارلو أثناء تقديم عروضه في مدينة البصرة
إن المهمة الاساس للمتطرفين الدينيين في كل العهود ومن مختلف المذاهب هو وضع المواطن ، وخاصة المرأة ، في خيمة الجهل وفرض وترديد تعويذات مفعمة بالبكاء والنكد، وابقاء الشعب مشلولاً وغير فعالاً لإصلاح حياته، وحرمانه بفتاوى وتخريفات من كل ما هو جميل وبهيج في طبيعتنا وكوكبنا الرائع، ومن ما أبدعته قرائح الإنسان من قيم جمالية وفنية وإرث حضاري على مختلف الأجيال. ولعل السنوات السبع الماضية في عراقنا الجريح الذي استباحته قوى الظلام من إرهابيين وفلول الحكم المنهار وحملتهم الإيمانية الشائنة أو من أدعياء الدين من المتطرفين والميليشيات الدينية المتطرفة الذين انتشروا على الساحة العراقية بعد التاسع من نيسان عام 2003 هي خير شاهد على ما يكنه التطرف الديني من جهالة وتخلف للعراق وللعراقيين.
إن هذه الزمر المتطرفة ومن شتى المذاهب لا يهمها بناء البلد ورفع المستوى المعاشي والثقافي للشعب، ولا رفع الظلم والحرمان عن ما تعرض له المواطن العراقي خلال العقود العجاف لحكم البعث، بقدر ما تسعى إلى فرض الجهالة والظلامية على المواطن العراقي كي يتسنى لهذه الزمر المتسترة بستر دينية أن تفرض سطوتها على العراقيين وتنفيذ مشروعها الاستبدادي والرجعي المتخلف وتكريس هيمنتها على البلاد. وهكذا شاهدنا كيف عاثت الزمر الإرهابية التي عبرت الحدود وضمن أجندات إقليمية مشبوهة وراحت تفرض فتاوى عجيبة وغريبة على العراقيين وتنفذ أبشع الجرائم من دق الأعناق وتفجير العراقيين وهدم مساكنهم وأماكن عبادتهم وكل المرافق الخدمية والإقتصادية تحت واجهة كاذبة من المقاومة المزعومة. كما إثارت هذه الزمر المشبوهة النعرات الطائفية والمواجهات بين الأديان بهدف أن يخلو لها الجو لتكريس سطوتها وإستبدادها الديني وإرجاع عجلة الزمان إلى الوراء. ولم يتردد كل أرباب التطرف الديني من كل الألوان عن هذا المسلك الشائن.
فشهد العراقيون خلال هذه السنوات الدموية العجائب من تصرف التيارات الدينية المتطرفة واندفاع رجال التطرف الديني نحو السلطة والنفوذ والتحكم بالشارع العراقي والتغلغل في أجهزة الدولة وتهديد العراقيين حول سلوكهم ولباسهم ووسائل لهوهم وأفراحهم وبشكل يتعارض مع ما حدده الدستور للعراقيين من حق التمتع بالحريات الفردية، ولقيت المرأة العراقية حصة الأسد من هذه الممارسات المدانة. لقد نصبت هذه الزمر من رجال الدين المتطرفين نفسها كوكلاء للخالق يحق لهم حتى تنفيذ ما حرمه ربهم من إيذاء عباد الله و قتلهم بشتى الذرائع. إن القانون والدستور العراقي ليس له قيمة عند هؤلاء، بل لهم قوانينهم التي ينفذونها عبر التهديد واستخدام السلاح أو الحيل والمؤامرات التي لا تخفي على أحد.
لقد كان آخر مبتكرات هذه الزمر المتطرفة هو السعي الخطير لتنفيذ القتل الجماعي والإبادة الجماعية على غرار ما سلكه النظام المنهار. وتشكل المجزرة التي أرتكبت بحق العراقيين المسيحيين في كنيسة سيدة النجاة في الكرادة والتفجيرات التي طالت بغداد في اليوم التالي أوج ممارسة الإجرام والإبادة الجماعية للعراقيين. هذه الأفعال أماطت اللثام عن جوهر هذه النفوس المريضة المشبعة بالكراهية للإنسان والتي لا تريد أن يخيم السلام والمحبة والمودة على ربوع العراق، ولا أن تعلو الفرحة والبسمة على شفاه العراقيين. إن هذه النزعة السوداوية الشيطانية التي يبرع ويتنافس عليها أنصار التطرف الديني هي التي وقفت وراء عرقلة مهرجان بابل قبل أشهر، وهي التي منعت العديد من الفعاليات الثقافية وفتح دور السينما والمسرح في مختلف مناطق العراق. فقوائم المحرمات تزداد كل يوم وأصبح كل شئ محرم في إذهان هؤلاء ، ولا يحلل إلا الوجوم والبكائيات واللطم وضرب الزناجيل وكأن العراقي لا يسعى إلى الفرحة واستشراف الأمل والحلم بما هو جميل لبلده العزيز.
لقد كان آخر إبداعات التيار الديني المتطرف الذي يحارب الفرحة واللهو البرئ خلال السنوات السابقة في البصرة، هو الهجوم على مكان عرض السيرك الدولي وتطويقه ومنع إجراء مشاهده بذريعة أن الأرض التي قامت عليها هذه الفعالية تعود إلى الوقف الشيعي!!. وبين مدير الوقف الشيعي في البصرة محمد المطوري في حديث لـ"الشرق الأوسط" أن "الأرض التي أقام سيرك مونتي كارلو فعالياته عليها هي وقف حسيني ولا يجوز استخدامها بطريقة مخالفة "للشريعة"!!!!. ولا ندري أية شريعة هذه التي تهاب "السيرك". لقد أضحت هذه الشريعة الملتبسة كالمطاط يسحبوه ويقلصوه حسب هوى هؤلاء المتطرفين.
إن المشكلة لا تكمن في الأرض وعائديتها بقدر ما أن هناك مسعى حثيث ومبرمج من المتطرفين في البصرة وغيرها لفرض نمط رجعي متخلف من السلوك والحياة على العراقيين، وفرض نظام ثيوقراطي لا يقل شراً عن أنظمة الطلبان والوهابيين وولاية الفقيه. وكما كشف مصدر مقرب من ديوان محافظة البصرة، رفض الكشف عن هويته، في حديث لـ"الشرق الأوسط" أن "هناك ضغوطا مورست على المحافظة وديوان الوقف الشيعي تهدف لوقف عروض السيرك في البصرة". وتابع المصدر أن "شخصيات دينية وأحزابا إسلامية كانت تقوم بتلك الضغوط، ومنها من أصدر بيانات تندد بإقامة فعاليات السيرك على أرض تابعة للوقف الشيعي".
لنفترض أن هذه الأرض تعود إلى الوقف الشيعي، فهل أن الوقف الشيعي مؤسسة تقوم على منع النشاطات الثقافية للأطفال والكبار وتفتي بحرمان الترويح عن خواطر عباد الله كي يبتعدوا وينسوا ولو لبضع دقائق الجرائم والأحداث المؤلمة التي يرتكبها أقرانهم الإرهابيين القادمين من خارج الحدود والتي تسفك دماءالعراقيين. ألم يكن من الأجدر بالوقف الشيعي أن يشجع مثل هذه الفعاليات البريئة ويقدم كل امكاناته لنجاحها كي يبتعد الناس عن أجواء الرعب والتوتر والعنف والإنحراف. أوليس من الأجدر بالوقف الشيعي أن يوظف كل الموارد الهائلة التي يحصل عليها والتي تصرف بدون أية رقابة شعبية، من أجل بناء مؤسسات للترفيه عن هذا الانسان البصري الذي نكب بالحروب والبطش وبالحرمان وهو يعيش على بحيرة نفطية؟ أليس من الأجدر بالوقف الشيعي في البصرة، بدلاً من غلق السيرك " هذا المرفق الخطير" بنظرهم، أن يشجع الناس ويصرف ما عنده من موارد مالية ضخمة للمساعدة على نظافة مدينة البصرة، و"النظافة من الإيمان" كما يردد الدين؟ وأليس من الأجدر بالوقف هذا أن يسعى لبناء المدارس لوضع حد للمدارس الطينية والمدراس المزدحة بدلاً من إنزال غضبه وتكفيره لسيرك بسيط تحمّل أفراده المخاطر بالقدوم إلى العراق من أجل رسم البسمة على أطفال البصرة الأبرياء. يبدو إن هؤلاء لا يريدون إلاّ أن ينشئوا عبيداً وجيلاً جاهلاً لا يعرف ما يجري في عالمنا من تطورات كي يسهل زجه في مناورات المتطرفين والمتعصبين من شتى الألوان. إن كل ممارسات أقطاب التطرف الديني منصب فقط على التفنن في تسطير المحرمات ومطاردة العراقيين في لهوهم البرئ وملاحقة المرأة العراقية وتهميشها وتحويلها إلى جارية في أروقتهم ومواطن من الدرجة المتدنية. أما بناء البلد وحل المشاكل العويصة التي خلفها النظام السابق ومعالجة نتائجها الاجتماعية الخطيرة والتوجه لحل مشاكل اليتامى ، على غرار ما تقوم به جمعيات خيرية دينية في دول أخرى، فهي ليس من صلب مهماتهم. إن على رجال الدين المتنورين أن يتصدوا لهذه المظاهر الخطيرة وردع تلك القوى المتطرفة الدينية كي تتخلى عن نزعة الوصاية على سلوك الناس وانتهاك الحريات الفردية وإثارة الفتن. فالإكراه مرفوض عقلياً ودينياً، والسعي للنفوذ والسلطة والتجبر ليس من شيم الدين الذي يسعى للرحمة والرأفة بين الناس كما يقال.
8/11/2010



#عادل_حبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا جنى السياسيون العراقيون من جولاتهم في دول الجوار؟
- في الذكرى الثلاثين لاندلاع لهيب الحرب العراقية الاإيرانية
- اتحاد للأدباء والكتاب العرب أم شعبة من دوائر الرقابة والممنو ...
- إيران: جولة في باطن أمبراطورية الحرس
- علام استمرار هذا الضيم والقهر على البصرة وأهلها
- لقد بدأنا منذ عقود، فلماذا نبدأ من جديد؟
- لناخب البريطاني يحذو حذو الناخب العراقي في الانتخابات البرلم ...
- خطوة مهمة على طريق الاستقرار والسلام
- معزوفة -إبعاد العراق عن محيطه العربي-!!!
- كي لا يعض الناخب العراقي من جحر مرتين
- ضحايا انقلاب 8 شباط 1963، عراقيون وطنيون يجب إعادة الاعتبار ...
- ورطة ظافر العاني وتداعياتها
- طابت ذكراك أيها الشيخ الجليل
- هوس إيران النووي و-الفكة- وتفجيرات بغداد
- إصدار جديد - لكي لا ننسى - تأليف السيدة بشرى برتو
- أساليب بالية لا تُنقذ حكام إيران من مأزقهم
- الإيرانيون ينهضون لاستعادة ثورتهم المنهوبة
- بمناسبة الذكرى 51 لثورة 14 تموز المجيدة - آن الأوان لإنصاف ا ...
- على هامش انتخابات الرئاسة الايرانية انتخابات أم انقلاب عسكري ...
- مرة أخرى نؤكد - بدون قانون للأحزاب لا يمكن إجراء انتخابات نز ...


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - -سيرك- البصرة يشكل تهديداً -للشريعة-!!!!