أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالغني بريش اللايمى - لماذا يبكي السودان اسامة بن لادن ؟















المزيد.....

لماذا يبكي السودان اسامة بن لادن ؟


عبدالغني بريش اللايمى

الحوار المتمدن-العدد: 3361 - 2011 / 5 / 10 - 08:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا يبكي السودان اسامة بن لادن ؟
عبدالغني بريش اللايمى// الولايات المتحدة الأمريكية
عندما انتشر نبأ مقتل زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي الدولي اسامة بن لادن في الإذاعات والتلفزة العالمية والاقليمية والمحلية على يد قوات امريكية خاصة تابعة للبحرية بتاريخ الاحد 1 مايو 2011 ، توالت ردود الفعل الشعبية والرسمية على مقتله .. وجاءت المواقف الرسمية حيث أبدت دول عالمية كثيرة ارتياحها لمقتله ، وعدّ بعضها انتصارا للديمقراطية وقيم التسامح والإنسانية .. اما المواقف غير الرسمية جاءت من خلال خروج مسيرات شعبية ضخمة في عدد من الدول الاسلامية بعد ثلاثة ايام من مقتله - كالسودان مثلا - منددة باغتياله (( وأقام مئات السودانيين الثلاثاء بالخرطوم صلاة الغائب على روح زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن واعتبروا موته شهادة في سبيل الدين وحقوق المسلمين المضطهدين في الأرض حسب وصفهم ، وهتف المصلون عقب فراغهم من الدعاء لبن لادن بالموت لأميركا وأوروبا، ودعوا في الوقت ذاته إلى الانتقام لمقتل من أطلقوا عليه اسم الشهيد القائد ، وأعلن المتجمعون الذين مثلوا عددا من الجماعات السلفية رغم تباين أفكارها ، عن بداية لتسجيل تنظيم يحمل اسم أسامة بن لادن .
واعتبر المصلون ، الذين تقدمهم عضو الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان الشيخ عبد الحي يوسف، ورئيس منبر السلام العادل الطيب مصطفى، وزعيم جماعة أنصار السنة الشيخ أبو زيد محمد حمزة، أن مقتل بن لادن لن يوقف " سيلا جهاديا " بدأه زعيم تنظيم القاعدة .. وأضافوا أن وقفة الجماعة التي صلت صلاة الغائب على بن لادن تأتي لإغاظة الكفار والمنافقين ، كما نوه بما شعر به المسلمون من ألم حينما علموا أنه لن يدفن كما يدفن البشر)) .
اعلاها هي صورة حقيقية للحدث الارهابي في العاصمة السودانية الخرطوم بعد مقتل بن لادن . والسؤال هو هل يستحق من أرهب وأفزع العالم الاسلامي والمسيحي واليهودي وغير الديني لأكثر من عشرين عاما ! دموع وبكاء هؤلاء المساكين السودانيين الذين تدافعوا للصلاة على روح الإرهابي رقم ( 1 ) في العالم ؟ .
طبعا نعرف ان جدلا كبيرا يدور في أوساط المثقفين والسياسيين في العالم العربي حول تنظيم اسامة بن لادن ، وما اذا كانت أيدلوجية تنظيم القاعدة نتاج طبيعي للمنهج السلفي ؟ أم أنها نتاج تفاعل بين الفكر السلفي وأشياء أخرى غير معروفة . وبغض النظر عن هذا وذاك فإن هناك ما يؤكد عمالة التنظيم لأمريكا بدءا من الحرب الروسية الأفغانية في الثمنينيات من القرن الماضي . فالتنظيم أعدته أمريكا للخلاص من عدوها اللدود الاتحاد السوفيتي بتمويل مالي وتخطيط عسكري ؛؛ ومع ذلك يخرج من يقول ان اسامة بن لادن كان مجاهدا عظيما كرس حياته وماله من أجل اعلاء كلمة الله ! . لكن أليس لهؤلاء الغوغائية عقول ؟ كيف يكون عميل أمريكا مجاهدا وشهيدا ؟ .
لنرى ماذا قدم تنظيم القاعدة منذ نهاية القرن الماضي للعالم الاسلامي وللدين الاسلامي بصفة خاصة ، حتى تصلي الناس على روح قائده بن لادن ؟
من أعماله الشريرة :
* في عام 1993 محاولة تفجير مركز التجارة العالمي .
* في عام 1998 تفجيرات السفارتين الامريكية في كل من كينيا وتنزانيا .
* 2000 تفجير المدمرة الأمريكية " كول " وقتل 17 امريكيا .
* 2001 احداث 11 سبتمبر التي راح ضحيتها قرابة 3 الف امريكي من جميع الديانات .
* الأحزمة الناسفة في عدد من دول الشرق أوسطية .
* السيارات المفخخة .
* ذبح ونحر أبناء الطائفة الشيعية في العراق .
* تفجيرات شرم الشيخ .
* ........................ الخ .
هذه هي فقط أمثلة قليلة من الأعمال الاجرامية التي ارتكبها اسامة بن لادن بإسم الجهاد ، ومحاربة الكُفار والنصارى واليهود كما يزعم تنظيمه . ويلاحظ ان أكثر ضحايا العمليات التي قادتها القاعدة حول العالم كانوا من المسلمين ، معظمهم في العراق وباكستان والجزائر والسعودية . فهل يستحق من زهق الأرواح البريئة ، الصلاة على روحه ؟ سيما أنه من الضرورات الخمس التي أجمعت عليه أمم الأرض وشعوبها منذ ان خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة ، حفظ الأنفس وعدم الاعتداء عليها ، وشدد في عقاب من قتل نفساً بغير حق في الدنيا والآخرة ؟ .
ومعنى ما تقدم هو أنه لا يحل للمسلم أو غير مسلم أن يقتل إنسانا بغير حق ، تحت أي مسوغ كان ، كما لا يجوز الأذى والترويع لآخر بحجة عدم اعتناقه للإسلام أو غيره .. وعليه نرفض رفضا قاطعا ، ما قام به تنظيم القاعدة في البلدان الإسلامية وغير الإسلامية . ولا نعتقد ان من يخاف الله ورسوله واليوم الآخر يرتكب من الجرائم ما ارتكبها اسامة بن لادن . إنه اعتقد ان أنفس ضحاياه ملكا له ، ونسى انها ملك لله تعالى ! ؟ .
أما أصحاب الأحزمة الناسفة والعمليات الانتحارية التي اخترعها اسامة بن لادن .. فيقول النبي صلى الله عليه وسلم عنهم : (من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ) صحيح مسلم من حديث أبي هريرة .
لماذا لا ينزع هؤلاء المساكين السوادنة الذين تدافعوا للصلاة على روح بن لادن ، الأوهام الجهادية ، ويعملوا العقل بربط الأمور والأحداث مع بعضها البعض .. وأن الله سبحانه وتعالى يعلم كيف ينصر دينه ، ولا يحتاج إلى من يرهب ويرعب ويفزع العالم لنشر الدين بإسمه ؟ .
لم يطلب منا الله سبحانه وتعالى في أي من الديانات السماوية أن نقتل أنفسنا خشية إملاق ، بل نهانا عن ذلك نهياً قاطعاً .. وحثنا على العلم والإجتهاد قبل الجهاد ، فجهاد النفس وهو أكبر درجات الجهاد الذي لم يقوم به المقتول اسامة بن لادن ومن يسمون أنفسهم اليوم بالجهاديين والاستشهاديين والتكفيريين ! .
إن هؤلاء الغوغائية السوادنة خرجوا بلا وعي ، وتعاطفوا بلا وعي ، وفعلوا بلا وعي ، وتظاهروا بلا وعي ، وأيدوا بن لادن بلا وعي ، وهاجموا أمريكا بلا وعي .. جميعهم سائرون بلا وعي ، وهذه هي النقطة الحاسمة التي يجب عليهم ايجاد حل لها .
وبينما اسامة بن لادن يحرض ويحث اتباعه على اتباع حياة التقشف ، قُتل وهو يعيش في ملجأ قصري مجهز بكل متطلبات العصر من تلفزيون وستالايت واجهزة كمبيوتر . وبينما يمنع شرب الكوكاكولا والبيبسي على اتباعه بحجة احتواءها على مواد خنزيرية محرمة ، فالتقارير الواردة حسب جيران المخبأ الذي قُتل فيه في باكستان تقول ان صنادقا من الكوكاكولا والبيبسي كانت تصل أسبوعياً إلى قصره من جهة ما . فبينما يرسل هو الشباب إلى العراق والسعودية واليمن وأمريكا للقيام بالعمليات التفجيرية والانتحارية .. كان يعيش حياة الرفاه معه زوجتين وعدد من حراسه الشخصيين لحمايته .
إذن اسامة بن لادن هو ذلك المليونير السعودي المدلل ، والعميل الأمريكي الذي عاش في السودان ثم طار الى افغانستان ليعلن الجهاد ضد اسياده القدامى .. وهو ليس شهيداً أو شيخاً ، إنما هو متخصص في قطع رؤوس الأبرياء وعرض صورهم ومشاهدهم على العالم .. فبأي منطق وحق يصلي الناس على روحه ؟ .
هل نسى هؤلاء الغوغائية ان اسامة بن لادن في فترة من الفترات نسف فنادق عمان على رؤوس العرسان ؟ ونسف الأسواق الشعبية مرارا وتكرارا في بغداد بروادها من الرجال والنساء والاطفال ؟ . وهل يعلمون ان بن لادن الذي ادعى الجهاد ضد اسرائيل لم يطلق طلقة واحدة ضدها حتى مماته ؟ هل يعلمون ان اسامة بن لادن اعترف بكل جرائمه الوحشية البربرية ضد الأبرياء ، وتباهى بها على فضائية الجزيرة نت وغيرها ؟ .
اذا كان هؤلاء الغوغائية معجبين باسامة بن لادن وبفكر تنظيم القاعدة الى هذا الحد .. فلماذا لا يطيرون الى باكستان لمواصلة المشوار الذي بدأه المقتول ؟ ولماذا لا يتبنون فكره صراحةً ويعلنون الحرب على أمريكا والغرب عموما واسرائيل ليروا ماذا يكون مصائرهم ؟
قتل بن لادن يا أيها الغوغائية ينسجم تماما مع الحق والمنطق والقانون وجميع الشرائع السماوية ، ومع القانون الإسلامي طبقا لقول سبحانه وتعالى :

(( وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ)) المائدة 45 .
اليمن دولة ميلاد بن لادن لم تصلي على روحه الغائبة الملطخة بدماء الأبرياء .. السعودية الدولة التي جعلت منه مليونيرا مدلعا لم تبكيه .. الاردن التي تنتمي اليها احدى زوجاته لم تبكيه .. العرب جميعا لم يبكوه ، ولم يحزنوا على مقتله . فما الذي يجعل غربان السودان يحزنون على موته ويصلون على روحه الارهابية الغائبة ؟ .



#عبدالغني_بريش_اللايمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفتيت السودان يتحمل مسئوليته العروبيين والإسلاميين !!
- عمر البشير - في وثائق ويكيليكس المسربة !!
- اللغة العربية بديلاً لكل اللغات والإسلام ديناً وحيداً للسودا ...
- من يستطع منع النوبة من حق تقرير مصيرها بعد الجنوب ؟
- إرهاب الدولة السودانية تجاه النساء إلى متى ؟
- لم ولن يصبح النوبة جنوبيين جدد يا علي عثمان محمد طه ؟
- العُروبة ليست مجرد تُهمة إنما جريمة كبيرة يا - هاني رسلان - ...
- سبحان الله !! حتى ليبيا الشقيقة رفضت استقبال - عمر البشير -
- دعوة القس - تيري جونز - لحرق القرآن وأفعال العرب والمسلمين ا ...
- أين مليار ونصف المليار مسلم ومليارديرات العرب من كارثة باكست ...
- عفواً حلايب مصرية يا سيادة الرئيس - والدليل هو !! ؟
- فوز البشير ب 6مليون صوت هزيمة نكراء له 0
- الصادق المهدي والسقوط المُهين !!
- انها صفقة سياسية قذرة يا خليل ابراهيم !! 00
- لقاء الديكتاتوريان السوداني والتشادي في الخرطوم
- بإلله عليكم قولوا لنا كيف أصبح عمر البشير رمزاً وطنياً !!؟
- انتخاب عمر البشير كرئيس للسودان في هذا الوقت خطر عظيم !!
- هل ستحتفل أُمة الحذاء براشق البشير كما احتفلت براشق جورج بوش ...
- أين الضمير الإسلامي والعربي من مأساة - هاييتي - ؟
- يا أيها العِربان هل تقبلون بكشف عوراتكم في المطارات الأمريكي ...


المزيد.....




- شاهد تطورات المكياج وتسريحات الشعر على مدى الـ100 عام الماضي ...
- من دبي إلى تكساس.. السيارات المائية الفارهة تصل إلى أمريكا
- بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل: ما هي الدول المنخرطة؟
- السفارة الروسية: طهران وعدت بإتاحة التواصل مع مواطن روسي في ...
- شجار في برلمان جورجيا بسبب مشروع قانون - العملاء الأجانب- (ف ...
- -بوليتيكو-: شولتس ونيهمر انتقدا بوريل بسبب تصريحاته المناهضة ...
- من بينها جسر غولدن غيت.. محتجون مؤيدون لفلسطين يعرقلون المرو ...
- عبر خمس طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني
- هاري وميغان في منتجع ليلته بـ8 آلاف دولار


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالغني بريش اللايمى - لماذا يبكي السودان اسامة بن لادن ؟