أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالغني بريش اللايمى - لقاء الديكتاتوريان السوداني والتشادي في الخرطوم














المزيد.....

لقاء الديكتاتوريان السوداني والتشادي في الخرطوم


عبدالغني بريش اللايمى

الحوار المتمدن-العدد: 2917 - 2010 / 2 / 14 - 08:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بسم الله الرحمن الرحيم 00
لقاء الديكتاتوريان السوداني والتشادي في الخرطوم 0
عبدالغني بريش اللايمى /أمريكا
وصل يوم الاثنين الثامن من فبراير 2010 ديكتاتور دولة تشاد المجاورة إدريس ديبي الى العاصمة السودانية الخرطوم للقاء زميله في الديكتاتورية والاستبداد المطلوب لدى العدالة الدولية الجنرال عمر البشير ، وهذه هي الزيارة الأولى من نوعها لإدريس دبي الى السودان منذ ست سنوات 0

شهدت علاقات البلدين منذ عام 2003 توترا شديدا كادت ان تؤدي في بعض الأحيان إلى نزاع عسكري بين الجانبين - لاتهام كل منهما الطرف الآخر بدعم ومساندة الجماعات المعارضة لنظام كل منهما 0 وفي خلال فترة الجذب والشد بين الرئيسين تدخل العقيد الليبي الأخضر " معمر القدافي " أكثر من مرة لإجراء صلح ومصالحة بينهما لمصلحة الشعبين الشقيقين ، واستطاع الزعيم الليبي فعلا في كل هذه المرات جمعهما والصلح بينهما ، غير ان هذه المصالحات والتصالحات كانت دائما تذهب أدراج الرياح - ليعودا مرة أخر إلى المربع الأول ونقطة الصفر 0

وقع الجانبان منذ نشوب الخلافات بين الطرفين عددا من الاتفاقيات والعهود والمواثيق - كإتفاق عدم الاعتداء الذي تم ابرامه بين الحكومتين في العاصمة السنغالية دكار في آذار / مارس 2008 - غير ان هذا الاتفاق كغيره من الاتفاقات كان مجرد حبر على ورق ، والسبب يرجع إلى طبيعة النظامين الديكتاتوريين اللذان لا يحترمان العهود والمواثيق 0
إن نقض العهود صفة من صفات نظام الانقاذ الحاكم في السودان - وما زال عمر البشير ينقض العهود والمواثيق مع خصومه السياسيين في الداخل ، وقلدهم في ذلك تلامذتهم في العاصمة التشادية أنجمينا الذين تخلقوا بهذا الخلق الذميم ، فأصبحوا لا يرعون ديناً ولا خلقاً ولا عرفاً ، وأصبحوا يستحلون نقض العهود والمواثيق بأتفه الحيل والأسباب - مما أدى إلى خلق الخلاف والشقاق ، وزرع العداوات والأحقاد ، بين الشعبين السوداني والتشادي 0
إننا أكيد مع اقامة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين الدولتين الجارتين ، وندعو ونتمنى استقرار تلك العلاقات لما فيها من فائدة للشعب الدارفوري في معسكراته وملاجئه الإجبارية على طول حدود البلدين ، واننا ندعم اي عملية تساهم في تحقيق سلام دائم في دارفور 0 غير ان السؤال الذي يطرح نفسه دائماً في أي لقاء يجمع بين عمر البشير وإدريس ديبي - هو - هل يستطيع هذان الديكتاتورين ان يلتزما بالإتفاقات المبرمة بينهما ؟ 0
الإجابة على هذا السؤال - بلا - ! وذلك للأتي :
* شمولية النظامين وطبيعتهما العسكرية والديكتاتورية 0
* ضعف النظامين وهشاشتهما داخلياً 0
* وجود معارضون وقوات معارضة لكل من النظامين في داخل حدود دولة النظام الآخر 0
* وقع البلدان عدة اتفاقات لتطبيع العلاقات بينهما غير انها ظلت حبرا على ورق 0
* انعدام الإرادة الحقيقية لدى النظامين لوضع مصالح الشعبين فوق مصلحتهما الخاصة 0
* 0000 الخ 0
نعم لا أحد من المتتبعين للشئون السودانية التشادية مقتنع بأن عمر البشير وإدريس ديبي سيلتزمان بالاتفاق الذي وقعهما يوم الاثنين الثامن من نوفمبر 2010 في العاصمة السودانية الخرطوم ، بل سيذهب ادراج الريح كغيره من الاتفاقات السابقة 0
أن ما تم الاتفاق عليه بين الديكتاتورين السوداني والتشادي ما هو إلآ مجرد نفاق سياسي الذي يعد من أخطر أشكال النفاق 0 ويجئ ممارسة هذا النفاق رغم احتكار النظامين المستبدين في كل من الخرطوم وانجمينا لمصادر القوة القهرية والمادية 00 وهذا سببه ضعف النظامين من حيث الأداء الحكومي ، وعدم رضا الناس في البلدين عنهما، وعدم قبولهم بهما 00 لعدم ارتكازهما لأي شرعية شعبية وجماهيرية وديمقراطية 0
النظامان رفضا طيلة وجودهما في الحكم ، على تحقيق التكافؤ في عدالة إعادة توزيع الثروة ، والتصدي لمشاكل المجتمع في بلديهما ، لكنهما خصصا موارد الدولتين لدعم الميزانية العسكرية التي تستهدف التصدي للمعارضة في كلا البلدين ، والانفاق بسخاء على الجماعات والتنظيمات السياسية القزمية التي لها استعداد للنفاق " كما في حالة الجماعات الجلابية في السودان مثلا " 0
زيارة الرئيس التشادي إدريس ديبي الى الخرطوم " مشبوهة " ، لأنها أتت في الوقت الذي يواجه فيه الجنرال عمر البشير تهمة جديدة تضاف إلى التهم السابقة الموجهة إليه من قبل الجنائية الدولية - وهي تهمة " الإبادة الجماعية " ، كما أنها تأتي في الوقت الذي يواجه فيه إدريس ديبي ضغوطاً كبيرة من قبل الجماعات التشادية المعارضة المتواجدة في الأراضي السودانية 00 غير ان المفاجأة كانت عندما خرج علينا أبواق النظامين ليتحدثوا بلهجة ظاهرها طئ الصفحات السوداء في علاقات الدولتين الجارتين ، وباطنها خبث ونفاق تجاوز كل الحدود ، حيث أصبح الكل في حالة دهشة ، وأكثر المتفائلين من المتتبعين للشئون السودانية التشادية باتوا يتوقعون مرحلة شؤم وبؤس ستمر بها علاقات البلدين في الأشهر القادمة 0
ان مثل هذه اللقاءات المزيفة بين البلدين بإسم الأُخوة وحسن الجوار كانت الستار الذي من وراءه مارس الديكتاتورين لعبة المصالح ومحاولة جني أرباح شعبية تعيد لهما وزنهما السياسي - سيما وان هناك انتخابات برلمانية ورئاسية قادمة في كل من البلدين في هذا العام 0 انها لقاءات عبثية لشراء الأصوات والمواقف بأبخس الأثمان وبالوعود بالمناصب والوظائف الكبيرة 00 أما الأهداف الوطنية لكل من النظامين اللاشرعيين فلم تعد جزءا من اهتمامهما 0
ان لقاء الخرطوم يوم الاثنين الثامن من فبراير 2010 الذي أيدته بعض الدول الإقليمية سيكون مصيره كغيره من اللقاءات السابقة لعدم إطمئنان أي من النظامين للآخر 00 وسيعود نظام ( ديبي + البشير ) الخطرين الحقيقين على مصالح الشعبين التشادي والسوداني إلى ممارسة عادتهما المحبوبة قريبا - وهي عادة نقض العهود والمواثيق وعدم احترام علاقات حسن الجوار - طالما هذه العادة القذرة تضمن لهما البقاء في كرسي السلطة لأطول فترة ممكنة 000000000
[email protected]



#عبدالغني_بريش_اللايمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بإلله عليكم قولوا لنا كيف أصبح عمر البشير رمزاً وطنياً !!؟
- انتخاب عمر البشير كرئيس للسودان في هذا الوقت خطر عظيم !!
- هل ستحتفل أُمة الحذاء براشق البشير كما احتفلت براشق جورج بوش ...
- أين الضمير الإسلامي والعربي من مأساة - هاييتي - ؟
- يا أيها العِربان هل تقبلون بكشف عوراتكم في المطارات الأمريكي ...
- تخريفات الصادق المهدي في عهد السودان الجديد
- طالما نال السودان استقلاله المزيف من داخل البرلمان فما الذي ...
- ضد تعديل المناهج التعليمية اليوغندية والكينية في ولاية جبال ...
- رجب طيب أوردغان الإسلامي ( بين الإعتراف بإبادة الأرمن والتشك ...
- إرهاب آخر بهوية عربية في ولاية تكساس الأمريكية
- نعم لتصريحات سلفاكير لأن عوامل الوحدة الحقيقية غير موجودة !
- السيد ثابو مبيكي بالله عليك قليلاً من الإنصاف والإحترام للدا ...
- العرب رفضوا مذكرة إعتقال البشير - لكنهم اليوم يتباكون على تق ...
- هزيمة فاروق حسني مؤامرة يهودية أمريكية أوروبية على الأمة الع ...
- هل ما حدث كان مؤتمراً للإعلاميين السودانيين أم مؤتمراً لأبوا ...
- رؤساء ديكتاتوريون يستقبلون ديكتاتوراً متهماً بإرتكاب جرائم ض ...


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالغني بريش اللايمى - لقاء الديكتاتوريان السوداني والتشادي في الخرطوم