أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - صلاح بدرالدين - الانتفاضة السورية تتوج المصالحة الفلسطينية















المزيد.....

الانتفاضة السورية تتوج المصالحة الفلسطينية


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3356 - 2011 / 5 / 5 - 16:48
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


من حق شباب الانتفاضة الوطنية السورية من درعا الى القامشلي وبانياس ودمشق وحلب أن يفخروا بتحقيق أول انجاز ملموس لحراكهم وهوالتعجيل في عقد الاتفاق الفلسطيني بالقاهرة ولم تفتهم المشاركة في الفرحة كل في موقعه وهم يؤبنون المئات من شهدائهم ويواسون الآلاف من جرحاهم وينهمكون في تعداد الألوف من المعتقلين والمخطوفين والملاحقين ويستعدون لمواصلة احتجاجات التحدي وتكريم شهداء الحرية يوم الجمعة – غدا - في مختلف المناطق والمدن والبلدات السورية .
قد يقول قائل وما علاقة المصالحة بالانتفاضة ونجيب على الفور نعم ان الانتفاضة السورية المندلعة منذ أواسط آذار الفائت تقتصر أهدافها وشعاراتها على المسائل الوطنية الداخلية وفي المقدمة ازالة نظام الاستبداد واجراء التغيير الديموقراطي واعادة بناء الدولة السورية على أسس حديثة للشعب ومنه واليه ووضع دستور جديد وتقويم دور سوريا الوطني والقومي والاقليمي والدولي في خدمة التقدم والسلام والتعايش ونصرة قضايا الحرية في كل مكان من جهة أخرى تكاد القضية الفلسطينية بحكم عوامل التاريخ والجغرافيا والالتزامات المبدئية والتداخل البشري تشكل جزء – غير حكومي - من قضايانا الوطنية لم يغادر يوما المخيلة الشعبية السورية ولم يخلو المشروع الوطني السوري يوما من الأيام من هموم تلك القضية المركزية السامية هذا من حيث الجانب المبدئي الموضوعي أما في الجانب السياسي ومنذ تسلط حزب البعث على مقاليد الحكم في بلادنا قبل نحو أربعة عقود ونيف أراد نظامه بوعي وتخطيط أن يستثمر القضايا الوطنية والقومية أبشع استغلال ومن بينها حكاية المواجهة مع اسرائيل لحين اكتمال شروط التوازن الاستراتيجي ( التي لن تكتمل أبدا في ظل نظم الاستبداد ) وتحرير الأرض المحتلة ومقولات كل شيء من أجل المعركة والتفرغ للقضية المركزية ولاصوت يعلو فوق صوت المعركة وهي بالمناسبة كلمات جميلة لاغبار عليها ولكنها تعرضت للابتزاز والتزييف على أيدي الحكام المستبدين المتاجرين بقضايا الشعوب كما أن النظام الحاكم في بلادنا سلك طريق المخاتلة والتضليل ومارس أبشع صنوف القمع والاضطهاد والتنكيل تجاه الشعب السوري وحركته الوطنية الديموقراطية تحت ظل تلك الشعارات القوموية الى جانب حربه الشعواء على منظمة التحرير الفلسطينية من محاولات تقسيم وشق حركة فتح والهجوم العسكري في شمال لبنان أواسط الثمانينات وحرب الوكلاء من حركة أمل على المخيمات في بيروت ومحاربة السلطة الوطنية سياسيا ودبلوماسيا وكانت نتيجة حصاد سنوات كل هذه العقود : تحويل سوريا الى سجن كبير على رأسه نظام يقوم على تحالف – الأمن والسلطة والمال - فيه أكثر من ثمانية ملايين فقير معدم وأكثر من خمسة عشر جهاز أمني مختص بقمع الشعب قوامها يناهز الستمائة ألف عنصر وتسلط نظام الحزب الواحد والفئة الواحدة والعقيدة الواحدة والعائلة الواحدة والفرد الواحد وبقاء الجولان السوري في ظل الاحتلال الاسرائيلي والتنازل النهائي عن الاسكندرون السليب بموجب اتفاقية أضنة الأمنية عام 1998 أما قضية فلسطين فقد كادت أن تضيع جراء متاجرة واستغلال وتدخل ووصاية النظام السوري .
في ظل شعار – الممانعة – اللفظية ( للمؤامرات الامبريالية والصهيونية ) انسحب النظام " العلماني البعثي " من العمل العربي المشترك لينضم الى معسكر جمهورية ايران الاسلامية في تحالف ضم حزب الله اللبناني وجماعات الاسلام السياسي الأخرى مثل حركة حماس الفلسطينية بغية تشديد القبضة على القضية الفلسطينية والمضي في استثمارها لمصلحة الأجندة الايرانية – السورية وقد شهدت هذه الحقبة انقسام الصف الفلسطيني وانفصال قطاع غزة عن جسم الكيان الفلسطيني الوليد المعترف من المجتمع الدولي بادارة " السلطة الوطنية الفلسطينية " من رئاسة وحكومة التي انبثقت عن انتخابات نزيهة وذلك عبر انقلاب عسكري دام نفذتها حماس مما ألحق الأذى والضرر البالغ بالقضية الوطنية الفلسطينية كما خسرت أشكال الدعم والاسناد والتعاطف من جانب العديد من قوى الشعوب التقدمية والتحررية والديموقراطية التي كانت تناصر النضال الفلسطيني كونه ينبع من حركة تحرر وطني ينشد الخلاص والحرية ويواجه الظلم والعنصرية وليس كما تريدها جماعات الاسلام السياسي صراعا دينيا حضاريا يقوم على القتل واراقة الدماء وعلى قاعدة – الاسلام هو الحل - .
هناك العديد من العوامل الداخلية والخارجية التي لعبت أدوارا في تحقيق الحدث الفلسطيني ويبقى العامل السوري من أهمها فعلى ضوء المستجدات السورية باستمرارية الانتفاضة الشعبية المطالبة باسقاط النظام وتوسعها وانهماك النظام بكل مؤسساته الأمنية في مواجهتها وتصعيد المجتمع الدولي لمواقفه الرافضة للجرائم والانتهاكات الى درجة احتمال اصدار رزمة من العقوبات الدولية تشمل رأس النظام بدأ العد العكسي في قياس عمر نظام الأسد مما أرخى قبضته على الكثير من الملفات وفي المقدمة الملف الفلسطيني وليس سرا أن قيادة حماس المقيمة في دمشق قد وقفت الى جانب النظام في بداية الحراك الجماهيري وطلب منها ثني سماحة الشيخ يوسف القرضاوي عن موقفه الحاسم تجاه نظام الاستبداد وبعد أن شعرت بأن الحدث السوري ليس – مزحة – لم تشفعها اطلاق تصريحات حاولت أن تكون متوازنة ومحايدة ولاشك أن مالحق بالقيادة السورية من تراجع وعزلة قد يقودانه الى السقوط المحتم وجه ضربة مؤلمة الى نظام طهران وحزب الله والتيار المتشدد في حركة حماس الذي كان يفرمل الاندفاع الوحدوي وينسف المشاريع والمقترحات بما في ذلك الورقة المصرية التي تم التوقيع عليها الآن من دون زيادة أو نقصان بعد مماطلات بضغط سوري دامت حوالي أربعة أعوام والذي تراجع مفاعيله تحت ضربات الانتفاضة الوطنية السلمية الظافرة التي فكت أسر قيادة حماس التي كانت رهينة منظومة الاستبداد وكانت كلمة الرئيس الفلسطيني السيد – أبو مازن – معبرة بكل دقة عن تسلسل الأحداث الدافعة والمرافقة للمصالحة وفي منتهى الوضوح حول افساح المجال لعودة الانقساميين الى بيت الطاعة الفلسطيني والخارجين على الشرعية اليها مجددا مهددا بأن انتفاضة الشباب الفلسطيني بانتظار التصدي لمن يقف مع الانقسام داعيا الحركة السياسية الفلسطينية الى ابرام عقد جديد للعمل المشترك وفي خدمة الشعب للمرحلة المقبلة .
ان السوريين بكل أطيافهم ومكوناتهم القومية والاجتماعية والثقافية وقفوا دائما ويقفون الآن الى جانب النضال الفلسطيني من أجل حق تقرير المصير وهم على ثقة بأن تجارب الحركة الوطنية الفلسطينية المريرة مع الأنظمة العربية كفيلة باتخاذ دروس وعبر جديدة من أهمها صيانة " القرار الوطني الفلسطيني المستقل " الذي طال ما تمسك به الزعيم الراحل ياسر عرفات وأن الشعوب وليس الأنظمة هي الحليف الاستراتيجي الثابت والأمين لشعب فلسطين وقضيته العادلة وأن سوريا الشعب ستكون خير معين من أجل الحل السلمي العادل لقضية شعب شجاع يعاني الاضطهاد والاقتلاع منذ عقود وحتى الآن .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع في سوريا وليس عليها
- عيد العمال في زمن الانتفاضة
- - السيكوريتاتيا - السورية
- نداء الى السوريين في خارج الوطن
- الكرد في حقبة النظام - الأسدي - - 2
- مقترحات للمناقشة برسم شباب - الائتلاف الكردي -
- الكرد في حقبة النظام - الأسدي - - 1 -
- للانتفاضة السورية شباب يحمونها
- بدون - استغباء - السوريين يافخامة الوريث
- من جلاء المستعمر الى رحيل الاستبداد
- مابين الاصلاح والتغيير سر خطير
- مذكرات صلاح بدرالدين في ندوة مؤسسة كاوا
- من يستدعي الخارج : الانتفاضة أم النظام السوري
- كرد سوريا بين - المواطنة - - والتجنيس -
- الاتحاد في اطارانتفاضة الشباب
- شبابنا حماة الديار
- بوركتم ياشباب - قامشلو -
- نداء صلاح بدرالدين الى الشعب الكردي السوري
- النظام يختارطريق المواجهة والانتفاض هو الرد
- شكرا - لدرعا - شكرا - للاذقية -


المزيد.....




- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - صلاح بدرالدين - الانتفاضة السورية تتوج المصالحة الفلسطينية