|
مولد ابن لادن
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 3355 - 2011 / 5 / 4 - 08:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
1ـ طبقا لشرع الله جل وعلا فإن ابن لادن وكل أبناء لادن يجب تطبيق عقوبة الحرابة عليهم ، وهى قوله جل وعلا ( إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ( المائدة 33 ). هناك مجرم قاتل قتل نفسا بريئة ، هو مستحق للقتل قصاصا . وهناك مجرم أشد إجراما قتل أنفسا بشرية بريئة . هو مستحق للقتل بالتأكيد . وهناك حاكم مستبد يقتل الألوف من الابرياء على فترات ليزرع الرعب فى شعبه ، فإذا ثاروا عليه أخذ يقتلهم بكل ما لديه من سلاح وعتاد كما يفعل القذافى وكما كان يأمل أن يفعله مبارك وبن على . أولئك المستبدون يجب قتلهم بالتأكيد . ولكن يظل أولئك القتلة أقل إجراما من الارهابيين من قبيلة ابن لادن . قبيلة ابناء لادن لا يظلمون فقط الناس ولكن يظلمون ايضا رب الناس جل وعلا . هولاكو و مبارك وهتلر وموسولينى و ستالين والقذافى وكل السفاحين من المستبدين وغيرهم لم ينسب جريمته للتشريع الالهى ، ولم يجعل جريمته جهادا فى سبيل الله جل وعلا ، ولم يستحل قتل الناس باسم رب الناس . أما أبناء لادن فلم يحاربوا الناس فقط بل حاربوا أيضا رب الناس مباشرة وظلموه جل وعلا حين نسبوا أوزارهم وجرائمهم الى التشريع الالهى فأصبح الاسلام العظيم ـ وهو دين السلام والاحسان والتسامح والعدل والحرية ـ متهما فى العالم بأنه دين الارهاب والقتل العشوائى للأبرياء . وكل صيحاتنا فى سبيل تبرئة الاسلام العظيم ضاعت وسط ضجيج الجرائم الارهابية لابناء لادن ما ظهر منهم وما بطن ، فلا يزال العالم الساذج يطلق عليهم لقب ( الاسلاميين )!! .
2 ـ قبيلة ابناء لادن من مجرمى الارهاب على نوعين : الجناح المدنى من الشيوخ المحرضين على الارهاب بفتاويهم ودعاويهم ، وهم فاعل أصيل فى الجريمة . ويدخل فى هذا الصنف آلاف العلماء الوهابيين ومن تبعهم فى ضلالهم الى يوم الدين ، ثم الجناح العسكرى الذى ينفذ الجرائم بالحديد والنار . والتعاون مستمر و مستقر بين الصنفين ، تبدأ الحرب الفكرية بالتكفير واللعن و التخوين والافتاء بالخروج عن الاسلام ، وبهذا الضوء (الأحمر ) يتم تنفيذ الجريمة ، بعدها يأتى شيوخ السوء من الجناح المدنى للارهاب ليتوضأوا بدم الضحايا وهم يتحدثون عن سماحة الاسلام يستنكرون فى نفاق لزج ما حدث من سفك الدماء .!! بين هؤلاء وأولاء توجد نوعية أشد خطرا تجمع بين الصنفين معا فى سبيل الشيطان ، يحمل الواحد منهم المدفع و المصحف . منهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذى شارك مع رفيقه محمد بن سعود فى إقامة الدولة السعودية الأولى وقاد لها الجيوش ، ثم قتله السعوديون حتى لا يستأثر دونهم بالأمر. وهذا تاريخ مسجل وموثق . ومنهم عبد الله عزام وتلميذه ابن لادن . عليهم جميعا لعنة الله جل وعلا والملائكة والناس أجمعين بما ارتكبوه فى حق الاسلام والمسلمين .
3 ـ مقتل ابن لادن أقام ما يمكن تسميته بمولد ابن لادن . شأن أى مولد صوفى ترى فيه (الوجد ) أى العاطفة الدينية المتأججة ، كما ترى فيه الرقص ،أو ( الذكر ) على طريقة الصوفية ، وترى فيه (الانشاد ) الدينى . وفى كل هذا النشاز ترى العجائب ، منها الذى يبكى (حزنا) على ( شيخ المجاهدين ) ، ومنهم من يتململ (حرجا ) مما ذاع وشاع عن معيشة ابن لادن الفخمة فى قصر منيف و اتخاذه عند الخطر إمرأة درعا بشريا يحتمى به بينما المرأة تواجه المسلحين بصدرها دفاعا عنه ..يا للعار ..!..ومنهم من كتم الغيظ فهاجم الأمريكيين لأنهم قتلوا متهما . ونسى أولئك أن ابن لادن لم يكن متهما بل أقرّ بجرائمه مفتخرا بها ، وأن الله جل وعلا جعل لأهل القتيل سلطانا يأخذون به ثأرهم من القاتل . وأمريكا لم تتعامل مع ابن لادن كمتهم بل تعاملت معه كما أراد هو لنفسه فاعل أصيلا فى تفجير ومذابح السفارتين الأمريكيتين فى أفريقيا ، ومذبحة برجى نيويورك . وبعضهم بلغت به السذاجة الى حد انتقاد امريكا لأنهم لم يقوموا بدفنه فى مكان معلوم بل ألقوه فى البحر . ونسى الشيخ أن هناك من ضحايا ابن لادن الأبرياء ما انصهرت أجسادهم وذابت تحت أنقاض برجى نيويورك ..وأنه قبل العويل على التوافه مثل دفنه فى الأرض أو فى البحر يجب أن نعرف أننا نتحدث عن سفاح قاتل لآلاف الأبرياء الذين لا ذنب لهم وليس لهم علم أصلا بمن هو ابن لادن ولا شأن لهم بمشاريعه واحلامه . ولكن الخاسر الأكبر فى مولد ابن لادن هم ما ستتكشف عنهم أنباء الغد القريب حين يفرغ خبراء الأجهزة الأمريكية من فحص و كشف و تفريغ و تحليل منجم المعلومات السرية المسجلة فى أشرطة و سيديهات وأوراق ابن لادن . عندها سينكشف المستور ، ونعلم لماذا عاشت إمارات ومشيخات فى رغد وأمن تتمتع برضى ومباركة ابن لادن مقابل دفع المعلوم له ، وربما ستظهر وقائع امبراطورية أخرى لابن لادن تقوم على مافيا المخدرات انتاجا وتسويقا ..نحن على موعد مع أخبار مفزعة ستطيح بصدقية شخصيات كبيرة احترفت اللعب على الحبال .
4 ـ لن ينتهى مولد ابن لادن بمقتله ، فالأسئلة مطروحة حول بقاء القاعدة من بعده ، ومن سيتولى بعده ، هل هو الظواهرى أم سيظهر شخص مجهول ؟ فى تصورى أن القاعدة كتنظيم فقدت الكثير من توهجها بعد سقوط طالبان ودخولها فى شرنقة الاختفاء بين تورا بورا و باكستان وافغانستان . ولكن القاعدة كثقافة ارهاب سيتعاظم دورها بعد مقتل ابن لادن حيث تضخم وسيتضخم اكثر التيار السلفى بعد سقوط أنظمة الحكم الاستبدادية الحالية ، وسيتم تجنيد الكثيرين من السلفيين لانتاج مئات الألوف من نسخة ابن لادن ، وستظهر تنظيمات مقاتلة ارهابية تحمل اسمه والثار له على مثال كتائب القسّام فى غزة .. وسيظل مولد لادن منعقدا فقد قتلوا الشخص وتركوا الفكر ، والفكر الوهابى لا يوقفه السلاح بل يزيده انتشارا . وانتظروا المزيد من الضحايا ..
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ف1 خامسا : جهود البدوي فى المرحلة الأولى ( 637- 658 هجرية)
-
بولس الراهب الحبيس
-
تعديل قانونى بسيط ينقذ مصر من خطر محيط
-
ف 1 : رابعا قبيل جهودالبدوي فى الدعوة السرية
-
حوار لم تنشره جريدة ( المصرى اليوم )
-
ف1 : الحركة الشيعية السرية فى القرنين السادس والسابع قبل الب
...
-
حقيقة البدوى كداعية شيعى سرى : الفصل الأول
-
كتاب (السيد البدوى بين الحقيقة والخرافة) فكرة عن هذا الكتاب:
-
الى متى يستمر نهب الآثار المصرية ؟!!
-
السلفية : الجذور .. والشرور .!
-
الثورات العربية الحقوقية ونهاية عصر الايدلوجية
-
مبارك مع الاقامة وعلى زين العابدين والأمويين
-
حق المرأة فى رئاسة الدولة الإسلامية ( 6 ) ثالثا : المرأة تتص
...
-
حق المرأة فى رئاسة الدولة الإسلامية( 5 ) . ثانيا : المرأة تح
...
-
حق المرأة فى رئاسة الدولة الإسلامية (4 )
-
من علوم القرآن : القرآن والواقع الاجتماعى ( 17 ) ابن الزيات
...
-
حق المرأة فى رئاسة الدولة الإسلامية فى لمحة اصولية تاريخية :
...
-
أمن الدولة في مصر .. بين الألغاء والأبقاء
-
حق المرأة فى رئاسة الدولة الإسلامية (2 ) الرد على الاعتراضات
-
( وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ )
المزيد.....
-
الاحتلال يطرح 6 عطاءات لبناء 4 آلاف وحدة استيطانية في سلفيت
...
-
الاحتلال يطرح 6 عطاءات لبناء نحو 4 آلاف وحدة استعمارية في سل
...
-
لبنان: تفكيك مخيم تدريبي لحركة حماس والجماعة الإسلامية
-
مصر.. ساويرس يترحّم على القيادي الإخواني عصام العريان ويتفاج
...
-
الاحتلال يطرح 6 عطاءات لبناء أكثر من 4 آلاف وحدة استعمارية ف
...
-
نصرة الفلسطينيين فريضة لا يجوز التهاون فيها.. ما هي توصيات م
...
-
لماذا انتقد الداعية الكويتي سالم الطويل المذهب الإباضي ومفتي
...
-
واشنطن تضيق الخناق.. -الإخوان- في مرمى التصنيف الإرهابي
-
سالم الطويل.. فصل الداعية الكويتي بعد تهجمه على المذهب الإبا
...
-
سفير إسرائيل في بروكسل: التكتل سيخسر إذا عاقبنا بسبب غزة ولم
...
المزيد.....
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
المزيد.....
|