أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - روشن قاسم - دول في غفلة من الشرعية..النظام السوري نموذجا















المزيد.....

دول في غفلة من الشرعية..النظام السوري نموذجا


روشن قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3355 - 2011 / 5 / 4 - 00:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد احتلال العراق في 2003 من قبل الولايات المتحدة الامريكية، الكثيرون راهنوا على وجوب اعادة النظر من قبل انظمة بالمنطقة في حساباتها، ليس انطلاقا، من احتلال بلد كما يحلو للبعض تسميتها اوتدخلا في الشان الداخلي او مؤامرة، او اطماع خارجية، خاصة ان هذه التوصيفات لم تكن على مر عقود حكم تلك الانظمة بمواقف جديدة، بل بات يشكل رد فعل تلقائي، اسماع الشارع العربي مستعدة لتمريره دون حواجز، بعد كم الجراعات الهائلة من وخز ادمغتهم بالخطر الذي يقف على ابواب اوطانهم، وتتربص بامنها وبكينونيتها.
وماكان غريبا ان مشاهد سقوط تمثال صدام حسين لم يشكل ادنى تصور لدى تلك الانظمة عما يؤول اليه الرمز بعد سقوط قناع التسلط، وفقدانه استحقاق الرمزية التي اعتمدت على كم الافواه واحتكار الوطن، ماركة مسجلة باسمه، ومنة تتصبح الشعوب وتمسي على تحمل تبيعاتها، من وجوب الامتتان الحمد والشكر...، في المساجد والكنائس، وعلى الارصفة في المقاهي والازقة، في كل بقعة من خارطة الوطن، يجب ان يكون هناك امتتان على نعمة وجود القائد الفلان، الذي بدونه يفقد الوطن معناه، ويدخل في متاهة الفوضى، ويغدو الوطن بلا كرامة منتهكا .
وجوه بشعة ومثيرة للاشمئزاز، تظهر على الملئ فبعد سقوط كل طاغية وهو الشيئ الشرعي الوحيد في اوطاننا، سؤال يثار في لحظة المفارقة، لدى استجداء القائد...، تارة مذكرا شعبه بانتصاراته، واقناعهم تارة اخرى بانه يرغب بالاصلاح، وتارة يحذرهم من سوء المصير، واخيرا يفصح عن عدم رغبته في ترك المنصب، مشاهد مقززة تتالت في موسم ربيع الثورات، والتي تثير التهكم على تاريخ ومرحلة وحقبة انظمة بطولها وعرضها فاقدة الشرعية، وكيف كانت هذه الشعوب تهاب وتخاف من هذه الوجوه؟
وان ما حدث لصدام هو ارحم الف مرة، من مامرت وتمر به الانظمة العربية من مهازل، مؤخرا، فتكثيف الزمن بين المتتاليات من الانظمة المهددة بالانقراض، سلطت الضوء على هيستريا التحكم والتسلط، وفتحت مجالا واسعا للسيسيولوجين ليطلعوا عن قرب على نماذج هيستيرية قرؤوا عنها فقط في كتب التاريخ .
وفي سوريا المشاطرة لليبيا في قسوة الحقيقة، وتجلياتها تظهر في ارتفاع عدد الضحايا، ومرارة واقع غياب الجيش كمعنى في مجريات المشهد الاحتجاجي الشعبي، واثباته انه لم يخرج من رحم الوطن، ولايمت بترابه بصلة، الا ان سوريا انفردت عن سواها في استهلال المؤامرة بكل اريحية، بعيدة عن كونها حالة اضطرارية لجأت اليها انظمة سبقته في السقوط، مجددة اللعب في الوقت نفسه على اوتار المقاومة، ولكن ماغاب عن النظام السوري ان مااعتاد على ذكره مبررا لمدى عقود على الحكم الممنهج القمعي، قد يفيده في اطالة مسافة السقوط لاغير، خاصة بعد لجؤوه الى ترويج نظرية مغايرة للنهج الاسدي في سوريا، والذي اعتمد على الصراع العربي- الاسرائيلي، وابتعد كل البعد عن التعددية، حتى باعتبارها واقع حال سوري، فمجرد خوض الاعلام السوري ،الان، في وجود فتنة طائفية، دليل على انسداد شريان الصمود والمقاومة، أمام شعارات غابت عنها ذكر امريكا واسرائيل واقتصرت على مطالبات بالكرامة مشروطة مسبقا بتحقيق نظام ديمقراطي.
وفي الجانب الاخر، ففي الوقت الذي تعلو فيه اصوات مكررة على اسماع السوريين -الصمة - كلمة "المؤامرة"، تمتلئ نفوسهم بنشوة هذه المؤامرة، وحتى مشاهد ضحايا شعار "يسقط النظام"، تعيد لواقع الحال مصداقيته لاول مرة، وانه كم كانت مسكينة هذه الشعوب وهي تهلل لعدو داخل حدود وطنها طيلة سنوات مهلوسة، لم تتمكن اصوات مثقفين ومفكرين ومتنورين في معادتهم الفكرية انظمة الحكم، اعادة الاعتبار للارادة و ان الانظمة ليست قضاء وقدرا تقضي الارتضاء، والابدية ليست من صفات الانظمة.
وفي الانموذج السوري على مستوى المواطن فان ، كسر حاجز الخوف لدى الرعية- المواطن- او الاغلبية المسحوقة، في زمن اصبح ينذر بقدان الرموز بريقها بعد تراكم غبار الشعارات على اقنعتها، و طول موسم شح الانتصارات، التي طال انتظار السوريين لها، واهلكتهم ضرائب الانتصار الموعود المدفوعة سلفا، من قمع واستبداد تحت مسمى الشعارات المتصدأة من الممانعة والمواجهة والصمود والتصدي، ليعنون ربيع الثورة في سوريا بكسر حاجز الخوف.
الا ان قراءة السلطة لم تكن في محلها في فهم كسر حاجز الخوف وهي تعتمد الترهيب، في محاولة للاحتفاظ بالقلة المتبقية من من لم يجهر بعد بارتداده عن نهج النظام البعثي، الذي تناسى في محاولة فاشلة اجترار صلاحية، ومشاهد، العراقين الذين مزقوا صور من كان بالامس يفتدونه بالروح والدم، ليتهافتوا بعد منتصف طريق سقوط النظام، للنيل من بقايا صور وتماثيل تعود لعهد حكم صدام حسين، لتمزيقيها وتفتيتها، واعادة الاعتبار للشعب الذي لطالما كان غائبا عن اخذه لاي اعتبار من قبله.
اما من راهن على صلاحية النظام، انطلاقا من رؤية هرمة تتبنى ايدولوجيا معينة وتتهيب من ايديولوجيات مضادة، قد تتربع على موجة الثورات وتقودها وفقا لاجنداتها، اكثرت من التنظيرات والتأويلات والتحليلات والقراءات المستفيضة الى حد الملل، لتحذير من فوضى ما بعد الثورة، ولكنها اخفقت بعد ان صدحت حناجر المتظاهرين في جمعات ربيع الثورة وتشيعات شهدائها، بشعارات لها نفس المضمون، وهي المطالبة باسقاط النظام لاغير.
اما الخيارين الذين اعتمدتهما السلطة السورية كما اتبعتها انظمة اخرى مشابه ، بوضع شعوبها بين فكيه، وهما اما ان تكون مع النظام او خائنا وعميلا ، لم يعد مجديا، امام موجة الاحتجاجات، ورزمة ملفات الفساد الاداري والمالي للانظمة، وهذا جعل النظام السوري يقدم مجبرا على اطلاق وعود بالقيام باصلاحات، ولكن بشكل مماطل، تبدأ بتقطيرها بعد ان تكون مواجهاتها مع مطالب رافعي راية ربيع الثورة، حصدت مئات او الاف الضحايا واهدرت الدماء، هذه الاصلاحات تبدو رخيصة امام النضج العالي لحركة الثورة واصرارها على عدم العودة للخلف، فالنظام السوري يمر في نفق السقوط وهو امام مفترق طرق، اخطأ الاختيار، ليس صدفة او سوء طالع، انما نهاية حتمية لنظام ترك للسوريين ماسي كثيرة، وموروثات من الفساد و نتيجة حتمية امام استحقاقات مرحلية، والاصلاحات المتاخرة انما هي مواد تجميل رخيصة، لن تتمكن من اخفاء ترهلات وتجاعيد من يحكمون سوريا، كما ان عدم استيعابهم لدروس لقنتها الشعوب لاقرانهم في القمع والاستبداد، دليل واضح على خرف البعث السوري وعدم اهليته ووجوب الحجر عليه ومكاشفته بعجزه على المضي.



#روشن_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة الاصلاح في اقليم كردستان
- هكذا انتخبت كردستان.. زمن الصامتين ولّى
- الحمى الانتخابية في السليمانية .. شارع سالم:مرصد المعركة
- -موزاييك- كركوك .. العلامة الفارقة في المعركة
- واشنطن على خط التسوية .. انخفاض منسوب التوتر بين بغداد وأربي ...
- الحكيم في كردستان.. تحالفات ما بعد المعركة
- الاقليم في المعركة ..اختبار جديد للأوزان السياسية
- حصاد عام سياسي ..الاقليم 2009 حسن الختام
- رهانات برهم صالح
- خامنئي من ال-قم- الى القمع
- لبنان مابعد الانتخابات اجترار للاجندات
- حل أزمة لبنان مرهون بحل أزمات المنطقة
- الحلم الضائع التركي في وادي الأكراد
- لا لإعلامي استبدل قلمه بفردة حذاء
- في نوروز.. استنكار خجول.. وممارسات بعثية فاحشة ...ودم كردي ي ...
- تجليات وهم الوصاية في ظل ترهلات المبررات السورية
- دعاء حالة لاتقبل الزحزحة أو التجاوز
- الادمغة السلفية قنبلة موقوتة تهدد مفهوم الوطن والمواطنة
- إستجلاءات الحرب على لبنان...!؟.
- استحقاقات تستوجب النظر للمعادلة السياسية الكردية في سوريا


المزيد.....




- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...
- جميع الإصابات -مباشرة-..-حزب الله- اللبناني ينشر ملخص عمليات ...
- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- -بوليتيكو-: شي جين بينغ سيقوم بأول زيارة له لفرنسا بعد -كوفي ...
- كيم جونغ أون يشرف بشكل شخصي على تدريب رماية باستخدام منصات ص ...
- دمشق: دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي استهدف ريف دمشق
- هبوط اضطراري لطائرة مسيرة أمريكية في بولندا بعد فقدان الاتصا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - روشن قاسم - دول في غفلة من الشرعية..النظام السوري نموذجا