أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال الصالح - وجهة نظر مغايرة لما يجري في ليبيا















المزيد.....

وجهة نظر مغايرة لما يجري في ليبيا


نضال الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 3342 - 2011 / 4 / 20 - 01:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يختلف إثنان، عاقلان يؤمنان بالحرية والديموقراطية على حقيقة أن عهد الخلفاء الراشدين وغير الراشدين الذي لا يزال يتحكم في رقابنا يجب أن ينتهي. لقد آن الأوان أن ينتهي عهد الحكم الأبدي والعائلي والطائفي وأن نفتح الأبواب على مصراعيها لحكم يسمح بلتبادل السلطة بناءا على صوت الجماهير وأن يكون هذا الصوت عاملا على كل المستويات من رئيس الدولة ورئيس الحكومة إلى ممثلي الشعب في جميع المستويات من المجلس التشريعي إلى مجالس المحافظات والبلديات وحتى ِالمجالس القروية وكل ما له علاقة بإدارة أمور الدولة والناس.
معمر القدافي ليس شخصية عادية. لقد جاء إلى الحكم في ليبيا بعد إنقلاب عسكري قام به مع مجموعة من الضباط في سبتمبر عام 1969 الذي أطاح بالملك إدريس الأول وأعلن قيام الجمهورية الليبية.منذ ذلك التاريخ يجلس معمر على سدة الحكم في ليبيا وتعد فترة حكمه أطول فترة حكم لفرد في التاريخ وهو أأقدم حاكم على وجه الأرض. كانت له في شبابه ميول قومية عربية وكان عاشقا لجمال عبد الناصر ومتمثلا به ولقد إتجه الى أكثر من دولة عربية لإعلان الوحدة كما حدث مع تونس ومصر وسوريا، إلا أن محاولاته جميعها بائت بالفشل مما أفقده الثقة بالحكام العرب. وسرعان ماتحول مشروعه القومي العربي الى مشروع أفريقي، ولقد لعب دورا فعالا في حل الخلافات بين الدول الفريقية وجمع كلمتهم في جبهة واحدة وهذا مادعاه الى إطلاق لقب "ملك ملوك أفريقيا" على نفسه.
طرح القدافي أفكارا لخصها في كتابه المدعو بالكتاب الأخضر يدعو فيه إلى فكر جماهيري للمشاركة بالسلطة، ولقد أثارت هذه الأفكار كثيرا من الجدل وصل حد الإستهجان من قبل الكثيرين داخل وخارج ليبيا. ولقد إعتبر بعض الثوريين اليساريين في أمريكا اللاتينية وروسيا وغيرها و حتى في أوروبا، أفكار القدافي أكثر ملائمة لظروف ليبيا والدول المماثلة من الديموقراطية البرلمانية الغربية. لقد إعتبروا إن إشراك الجماهير في قيادة أمورهم في مشروع القدافي لهو أكثر ديموقراطية من الديموقراطية الغربية التي تقوم على الإنتخابات البرلمانية يشارك فيها أحزاب ذات نفوذ تتجاهل المطالب الشعبية حالما تنجح في الإنتخابات البرلمانية وتجلس على سدة الحكم.
لكن الكثير من الليبيين وغيرهم إعتبروا نظام القدافي الجماهيري خليط غريب لا نظير له في العالم على الإطلاق، ليس بالجمهوري ولا الملكي، وإنما هو مزيج من أنظمة قديمة وحديثة، فهو يدعي أنه لا يحكم وإنما يقود ويتزعم، ولكن الواقع، حسب رأيهمن يشير إلى أنه يكرس كل الصلاحيات والمسؤوليات في يديه.
هناك كثير من المشككين في الثورة اليبية من مختلف البلدان الأفريقية وأمريكا اللاتينية وروسيا، وحتى في أروربا نفسها، يعتبر هؤلاء أن القدافي زعيم ثوري دعم الحركات التحررية في العالم وفي أفريقيا حتى وصفه الزعيم المعروف منديلا بأنه أكثر الزعماء ثورية. حكمه في رأيهم هو حكم رشيد حرر الشعب الليبي من قيود الملكية الفدوالية ومن التبعية الإستعمارية ورفع من مستواه الإقتصادي والإجتماعي حتى أن الصحفيين البريطانيين دافيد بلنتلي وأندري لايكت إعترفا بأن معدل مدخول الشباب الليبيين قد تجاوز مثيله في بريطانيا. لقد كانت ليبيا في عام 1951 أفقر دولة في العالم فأصبحت ، حسب تقارير هيئة الأمم المتحدة، أكثر الدول تقدما في أفريقيا واحتلت المركز الثالث والخمسين في العالم. لقد كانت نسبة الأمية تفوق التسعين بالمئة فأصبحت لا تتجاوز الخمسة عشر في المئة. في نظرهم أن نظرة متفحصة إلى المساعدات المالية و الإجتماعية التي يحصل عليها الفرد الليبي تظهر إهتمام الدولة بمواطنيها ومعيشتهم.
يحصل الليبي العاطل عن العمل 730 دولارا شهريا إلى أن يجد عملا مناسبا، كما تحصل العائلة على سبع آلاف دولار كمساعدة عند ولود طفل لها، و يحصل حديثي الزواج على قرض غير مرتجع قيمته 64000 دولارا من أجل تأسيس بيت. في حالة رغبة الليبي في تأسيس مصلحة تجارية يحصل على دعم حكومي مقداره 20000 دولارا. وفي نظرهم أن أسعار الضروريات في ليبيا مقبولة وهي متوفرة، فسعر البنزين مثلا يساوي 14 سنتا فقط. كما أن التعليم في ليبيا مجاني وكذلك الخدمات الطبية والأدوية ولقد قامت الدولة ببناء مستشفيات مجهزة بأحدث الأدوات الطبية وكذلك المدارس. وهناك محلات تجارية مدعومة من الدولة تقوم بتوفير الأغذية والملابس وغيرها بأسعار زهيدة للعائلات المحدودة الدخل. ويدعي هؤلاء أن جميع العائلات الليبية تملك البيوت التي تسكن فيها وتملك كل حاجات الراحة مثل السيارة والتلفزيون والتلفون وغيره. كل ذلك وغيره يدفع هؤلاء للقول بأن الوضع الإجتماعي في ليبيا أفضل بكثير من معظم الدول الأفريقية وكثير من الدول العربية بل وحتى من بعض الدول الأوروبية.
يشكك هؤلاء في الثورة في ليبيا وفي خلفية المجموعات المسلحة التي ثارت على القدافي ونظامه، فهم برأيهم يشكلون خليطا من القوى ذات الأيديوليجيات والمصالح المختلفه، وهم يشيرون بشكل خاص إلى المجموعات الإسلامية السلفية التي خرجت على القدافي من قبل وحاولت قتله بسبب تفسيره الخاص للقرآن، ويدعون أن هذه المجموعات السلفية لها علاقات وطيدة بالقاعدة. ثم هناك، حسب رأيهم، مجموعات من الثوار بلطجية وعنصرية مدفوعة من قبل قوى خارجية، وتقوم هذه المجموعات بترويع وقتل الأجانب وخاصة الأفريقيين منهم. وحسب تصريح لمدير مشروع بناء تركي فإن مجموعات من الثوار دخلت إلى داخل المشروع وإعتدت على العاملين في المشروع وقتلت ثمانين عاملا تشاديا بالبلطات، ولم تذكر أي جهة إعلامية هذه الحادثة وتتكلم فقط عن "جرائم جيش القذافي .
ما يدعم شكوك هؤلاء هو التدخل العسكري الأمريكي ومعه حلف الناتو في صالح الثوار والقيام بإلقاء أطنان من القنابل ( وفي بعض المصادراليورانيوم المخفض أيضا) قتلت كثيرا من المدنيين الأبرياء. هم يرفضون رفضا قاطعا هذا التدخل ويعتبرونه عدوانا إستعماريا على بلد مستقل عضو في هيئة المم المتحدة. ويبين هؤلاء إزدواجية المعايير في السياسة الغربية، ففي الوقت الذي تسكت فيه عن النظام الديكتاتوري القبلي في السعودية وبعض دول الخليج، تقوم بالتدخل العسكري في ليبيا لصالح قوى مشكوك خلفياتها وذلك تحت غطاء حماية المدنيين ومن أجل بناء نظام حر ديموقراطي.

إننا نعترف بأن هناك بعض من الحقيقة فيما يقوله هؤلاء المشككون ونحن معهم في رفض التدخل الأجنبي وخاصة العسكري في الشؤون الداخلية الليبية، كما نأخذ على الثوار الليبيين تكرار مطالبتهم بالعون العسكري الغربي. كما أننا بنفس الوقت وبغض النظر عن الخدمات التي قدمها القدافي أثناء حكمه للشعب الليبي فلقد أصبح من غير المعقول في القرن الواحد والعشرين إستمرار حكمه الذي تجاوز الأربعين سنة. لقد آن الأوان لإطلاق سراح الشعب الليبي وإعطاءه الفرصة لكي يختار بحرية نوع الحكم الذي يريده لنفسه. يجب على الثوار الليبيين أن يبقوا ثورتهم ليبية وعدم الإعتماد على مساعدة القوى الإستعمارية الغربية تحت أي ظرف وتحت أي سبب .
لقد آن الأوان لكي يعترف الحكام العرب بما فيهم القدافي أن عصر الخلفاء يجب أن ينته وأن يقوم بدلا منه عصر الحرية والديموقراطية والعدالة والمساواة وتداول السلطة حسب رغبة الشعب وتصويته.

د. نضال الصالح

المصادر :
1. جيرارد بيريرا_ ليبيراطور ماغازين
2. http://www.polemics.ru/articles/?articleID=16287&hideText=0&itemPage=1
3. الحرب الصليبية في ليبيا. مجلة إكسترا بلوس السلوفاكية، عدد أبريل
4. http://nstarikov.ru/blog/8569
5.
http://www.jetotak.sk/editorial/preco-nepodporujem-zasah-v-libyi



#نضال_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيرك العربي
- هل يمكن تطبيق الديموقراطية في ظل أسلمة الدولة؟ وهل الأخوان ا ...
- الرأسمالية المتوحشة والإرهاب الوظيفي
- قراءة سريعة في كتاب إبرهام بورغ: -لننتصر على هتلر
- يد غادرة و فكر ظلامي
- المرأة هي أيضا مسؤولة عن إنتهاك حقوقها
- سوريا، يا وجعا في القلب
- فضائية يسارية حلم كل العلمانيين واليساريين
- إنهيار الأيديولوجية الصهيونية
- كيف تعرفت على الخنزير
- حديث ليلي مع ممرضتي
- حانوت النصوص الدينية الجاهزة، حسب العرض والطلب
- إعرف عدوك قبل أن تلهث في طلب السلام معه
- إرتباك العقل الصهيوني وأزمة قلقه
- ديموقراطيتنا بين العيب والممنوع والحرام
- قراءة في تنزيل الوحي القرآني
- ملاحظات حول الإشتراكية العلمية والديموقراطية
- مشكلة الغجر في أوروبا
- شرع الله أم شرع البشر؟
- كرسي السلطة كالضوء يجذب الحشرات فإن أطفئ هجرته


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال الصالح - وجهة نظر مغايرة لما يجري في ليبيا