أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - الرهانات الخاسرة والمعايير المزدوجة














المزيد.....

الرهانات الخاسرة والمعايير المزدوجة


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 3336 - 2011 / 4 / 14 - 17:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحتاج الى تعريف جديد للضمير ، يتجاوز المعايير التقليدية ، التي كرستها الثقافات منذ بدء الخليقة ، وارتقى بها انسان القرن الواحد والعشرين ، عن ثقافة هابيل وقابيل .
تعريف لا يعود معه الالم الانساني ، وسفك الدماء ، ومنع الغذاء والدواء عن العزل ، مستفزا لحواس البشر ، علنا نستطيع استيعاب ردود فعل مبالغ في تواضعها ، على اقتحام مخيم لاجئين عزل في وضح النهار ، دون ان يرف جفن لمتخذ القرار .
ففي تفاصيل اقتحام قوات نوري المالكي لمخيم اللاجئين الايرانيين عبر لا تتسع لها معادلات الصراع بين عاصمة اقليمية وجهة معارضة ينتمي لها سكان مخيم يفترض انهم يتمتعون بحماية دولية .
وتتسع دلالات الاستهانة بارواح هؤلاء المجردين من كل شئ سوى ايمانهم بقضيتهم ، لتتجاوز حالة ارتهان الحكومة العراقية لمعادلات داخلية ، يمسك باطراف خيوطها الولي الفقيه ، الذي لم يتوقف منذ استيلائه على السلطة في ايران ، عن اشعال النيران في مناطق مختلفة من العالم ، لتصدير ازمته البنيوية .
تضيق بفعل اقتحام المخيم ايضا الفوضى غير الخلاقة التي تعصف باولويات التفكير السياسي الغربي الى حد المساومة على قيم الحضارة والتمدن التي تتمثلها قوى التنوير في منطقتنا .
فهناك رمزية لحدث اقتحام مخيم اشرف تمنحه قدرا من الاختلاف عن الممارسات الدموية التي تتعرض لها شعوب المنطقة المطالبة بالتغيير بدءا بقصف القذافي للاحياء ومرورا بالمجازر اليومية التي تطال قوى التغيير والاصلاح في سوريا واليمن .
تكمن هذه الرمزية ، في ان اللاجئين الايرانيين المتواجدين في مخيم اشرف ، من اوائل المتمردين على دكتاتوريات المنطقة ، بمعني ان ريادتهم في حمل مشاعل الحرية ، ورفضهم للحكم الثيوقراطي ، قيمة يصعب تجاهلها .
وتستحق الحياة الداخلية للنظام الذي اضطروا لمغادرة بلادهم هربا من قمعه ان تكون شاهدا حيا على مناخات انتهاك حرية الانسان وكرامته .
كما استطاع سكان المخيم ورفاقهم في الداخل الايراني والمنافي البعيدة الحفاظ على شمعة الحرية متقدة في مناخات الاستبداد التي تعيشها المنطقة .
وفي اقتحام اشرف ما ينشط الذاكرة للعودة الى منتصف ثمانينات القرن الماضي حين شنت قوات حركة امل مدعومة من النظامين السوري والليبي حربا شعواء على اللاجئين الفلسطينيين العزل في مخيمات لبنان .
يعيد الى الاذهان ايضا توغل آلة الحرب الاسرائيلية في مخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة .
الابتعاد عن رمزية اقتحام مخيم اللاجئين الايرانيين في العراق نحو العموميات لا يقلل من وقع الكارثة ، لان اللاجئ الاعزل في منطقتنا الحلقة الاضعف للانظمة المجردة من الاخلاق ، يتم الاعتداء عليه بلا حسيب او رقيب ، ويدفع ثمن التوافقات والتقاطعات السياسية ، وتحول الحسابات الاقليمية والدولية دون الانتصار لقضياه ، رغم عدالتها .
وحراك الايرانيين للتخلص من نظامهم العابث بامن واستقرار شعوب المنطقة جزء اصيل من الحراك الاوسع الذي تشهده المنطقة للحاق بروح العصر وقيمه بما في ذلك حركات الاحتجاج العربية .
لذلك لا يمكن وضع اقتحام مخيم اشرف ، وقمع المتظاهرين العراقيين المطالبين بالاصلاح ، خارج سياقات محاولات اعاقة التغيير في المنطقة ، وخطوات الشد العكسي ، مما يتطلب تحركا دوليا ، يوازي ما حدث في التعامل مع الملف الليبي , فمن غير المنطقي تكامل رهانات الملالي والمالكي والاسد وصالح على الامساك بحركة الزمن مع معايير الغرب المزدوجة ، التي تتحكم فيها المصالح الضيقة .



# جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوهام الزمن الاسدي
- على المحك السوري...
- طبول الحرب الامريكية تفاقم مأزق الاسلام السياسي
- صخرة سيزيف الفلسطينية


المزيد.....




- هذه الأطباق تثبت أن الخضروات ليست مملة.. إليك 7 من أشهى سلطا ...
- منها دول عربية.. قائمة الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب
- -وسط الرعب هناك أمل-.. جراح أوكراني يجازف بحياته أثناء هجوم ...
- إسبانيا: إصابة خمسة أشخاص في مواجهات بين عناصر يمينية متطرفة ...
- دون استقلال تام.. فرنسا تتفق مع كاليدونيا الجديدة على منحها ...
- ما هي الدول التي تمتلك الأسلحة النووية؟ وكيف حصلت عليها؟
- قصف إسرائيلي يدمّر نقطة مياه في النصيرات ويُسقط عشرات الضحاي ...
- إسرائيل تتوغل في القنيطرة وتحرق أراضٍ زراعية بمحاذاة الجولان ...
- خريطة إعادة التموضع.. إسرائيل تخطط لغيتو برفح يشبه معسكرات ا ...
- الجزيرة ترصد الأوضاع بعد مجزرة مخيم الشاطئ


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - الرهانات الخاسرة والمعايير المزدوجة