أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - طبول الحرب الامريكية تفاقم مأزق الاسلام السياسي















المزيد.....

طبول الحرب الامريكية تفاقم مأزق الاسلام السياسي


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2910 - 2010 / 2 / 7 - 20:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لانحسار هوامش الحركة ، ورعب السير على حواف الهاوية والرمال المتحركة ، القادرة على ابتلاع المغامرين ، وفاقدي الاتجاه ، في المشهد السياسي الشرق اوسطي ، فعل " رياح الخريف " و " التجوية والتعرية " في الظواهر الطبيعية.

ففي ظهور مؤشرات احداث كبرى ، كالحرب التي تقرع طبولها في المنطقة ، وتتباين وجهات النظر حول سيناريوهاتها ، وادواتها ، واتساع رقعتها الجغرافية ، وافرازاتها المحتملة ، فرص البحث عن مخارج لتجاوز كوارث حقيقية .

ومن الطبيعي ان تأخذ عملية البحث المطلوبة عدة اتجاهات ، بينها اتباع ساسة وسياسيي المنطقة طريقة مختلفة في التفكير ، لا تخلو من الشعور بالمسؤولية تجاه الضحايا المحتملين للكوارث ، والابتعاد قدر الامكان عن المغامرة ، واخذ موازين القوى الحقيقية بعين الاعتبار .

فقد اثبتت التجارب ان في الحسابات الخاطئة ، واضاعة الفرص لدى الاقتراب من المنعطفات ، والاستهانة بمصير الشعوب ، وصفات للدمار والحروب الخاسرة .

لكن اصحاب الظواهر الصوتية ، المسكونين بشعور عظمة ، يفتقر للمرتكزات ، لا يعيرون اهتماما كبيرا لهذه التجارب ، في غمرة اندفاعاتهم وراء شعاراتهم ، التي تحولت الى منطق للتفكير ، ولغة للمخاطبة .

ولا يخلو اندفاعهم من قلق فقدان القدرة على مخاطبة جمهور ادمن مورفين الشعارات .

تطورات التعاطي الايراني مع ازمة الملف النووي احد مظاهر عجز التخلي عن خطاب الشعارات .

فلم تحظ العبارات التي استخدمها الرئيس محمود احمدي نجاد في اعلان قبوله تبادل اليورانيوم المخصب بثقة المجتمع الدولي الذي ظهر الحذر واضحا على ردود فعله الاولية .

ويخفي الحذر الذي عبرت عنه المواقف الغربية اكثر من غيرها ـ بين ما يخفيه ـ ادراكا لطريقة صنع القرار الايراني .

فالواضح من تصريح نجاد ـ الذي لم يشذ عن قاعدة تضارب تصريحات المسؤولين الايرانيين خلال الاشهر الماضية ـ قلقه من ضربة امريكية وربما اسرائيلية بعد نشر منظومة الصواريخ في عدد من البلدان الخليجية تحت يافطة منع ردود ايرانية محتملة على العقوبات الجديدة .

لكن حسابات طهران لا تقف عند كيفية اتقاء ضربات محتملة كما يفترض في مثل هذه الحالات .

فهناك حسابات الداخل الايراني التي لم تغب عن ذهن جناح المرشد الاعلى علي خامنئي ـ يضم نجاد والحرس الثوري ـ وهم يستعدون للاحتفال بذكرى الثورة الايرانية الدائمة ، التي وصفها الاصلاحي مير حسين موسوي بعد 30 عاما على اندلاعها بانها عاجزة عن تحقيق اهدافها .

وتكمن هذه الحسابات ، في البحث عن خطاب جديد ، يتوجه به اركان هذا الجناح ، الى جمهورهم المعبأ بثقافة مواجهة المجتمع الدولي ، والحصول على السلاح النووي رغما عن انفه .

فلا يوجد متغيرات بين رفض تبادل اليورانيوم المخصب وقبوله سوى نشر الصواريخ الاميركية وخطوات الدول الكبرى المتسارعة لفرض العقوبات الجديدة الامر الذي يقود رجل الشارع الايراني الى وضع التراجع عن لغة الشعارات الرنانة في خانة الاذعان للضغوطات وطبول الحرب الاميركية .

والتراجع في مثل هذه الحالات ـ دون ايجاد التعويض النفسي ـ لجمهور المرشد والرئيس ، بمثابة الاعلان عن فشل الطروحات المتشددة .

لذلك حرص جناح المرشد على تزامن اعلان قبول تبادل اليورانيوم المخصب مع اطلاق القمر الصناعي المحمل بكائنات حية .

لكن مزاوجة اعلان القبول واطلاق القمر الصناعي جاءت بنتائج عكسية ، مع انعكاساتها على ما تبقى من مصداقية نجاد لدى جمهوره ، وثقة الدول الكبرى المهزوزة اصلا بجدية طهران في تبادل اليورانيوم المخصب .

تجليات تفنن الآخر في قراءة الوضع الداخلي ـ لدى دقه طبول الحرب ـ لم تقف عند طريقة تعاطي المجتمع الدولي مع النظام الايراني .

فقد انعكست بصورة مفاجئة على اقرب حلفاء طهران في المنطقة مع التلويح الاسرائيلي بشن حرب على سورية .

ومالم يقله باراك حين حذر من حرب شاملة اذا لم يتم التوصل الى اتفاق مع سوريا قاله ليبرمان باشارته العابرة الى الوضع الداخلي السوري .

فالنظام السوري ـ في المرآة الاسرائيلية ـ غير مؤهل للبقاء في السلطة اذا اندلعت الحرب الشاملة .

ورغم الاهداف الاسرائيلية التي تقف وراء نبش الملف السوري ، والتي تتمثل في الضغط على الخاصرة الايرانية ، والهرب من استحقاقات المسار التفاوضي الفلسطيني ، لا يخلو الامر من ادراك اسرائيلي لازمة العلاقة بين السلطة السورية ومكونات المجتمع المدني السوري .

فلم تنجح الاشارات الخجولة التي ترسلها دمشق ـ من بينها دعوات الرئيس بشار الاسد لتركيا الى تحسين علاقاتها مع اسرائيل لكي تكون مقبولة كوسيط مع الجانب الاسرائيلي ـ في تغيير وجهة النظر الاسرائيلية ببنية النظام السوري وعوامل استقراره وقدرته على الاستمرار دون خطابه السياسي الراهن.

التأثيرات المباشرة لطبول الحرب ، التي تقرع في المنطقة ، على الملف الفلسطيني الداخلي ، ظهرت باوضح اشكالها في مناورات حركة حماس ، للافلات من اية نتائج ، قد تترتب عليها ، اذا تعرض الحليف الايراني ـ الاخذ وضعه الداخلي في التآكل ـ لضربة عسكرية اميركية .

ويمكن التقاط ظواهر هذه المناورات من خلال التغير اللفظي في موقف قيادة حركة حماس من المصالحة الوطنية .

فقد طرات على المشهد الفلسطيني دعوات حمساوية الى توفير ضمانات لتنفيذ ما جاء في الورقة المصرية والحصول على توضيحات لبعض ما جاء فيها دون الاشارة الى التراجع عن المطالبة بادخال تغييرات ، الامر الذي تعاملت معه القاهرة بحذر وهي تجدد موقفها الرافض لاعادة الخوض في محتويات الوثيقة .

وفي اول محاولة قامت بها حركة فتح ، للبناء على التغير الشكلي في التصريحات الحمساوية ، انكشف وهم انتقال حركة الاسلام السياسي الفلسطيني الاولى ، من موقع الى اخر ، بعودة نبيل شعث من زيارته الاولى لغزة ، منذ انقلاب حماس على السلطة ، خالي الوفاض .

كما ترنح الخطاب الحمساوي بين محاولات التأكيد على عروبة اجندة الحركة واظهار حسن النوايا للجانب الايراني .

وبذلك اخفقت محاولة حماس الحصول على سلال بديلة في الوقت الذي تحتفظ ببيضها في السلة الايرانية .

في العراق لم تدرك القوى المتحالفة مع طهران ان دورة الاحداث تعدت محاولات اسقاط التجربة الايرانية على الواقع العراقي ، من خلال قرارات هيئة المساءلة والعدالة ، التي تعد في احسن احوالها ، نسخة عراقية مشوهة لمصلحة تشخيص النظام الايرانية.

لذلك لم تستطع هذه القوى استيعاب فشلها في حرمان شخصيات وطنية تمثل شرائح واسعة في المجتمع ـ لمجرد تقديمها بدائل للمشروع الطائفي ـ من احد حقوق المواطنة .

فلم يكن صعبا تقصي اثر الصدمة التي لحقت بالقوى العراقية المرتبطة بايران ـ اثر قرار القضاء الذي شل توصيات هيئةالمساءلة والعدالة ـ في تصريحات قادة التيار الصدري والمجلس الاسلامي الاعلى وحزب الدعوة .

نتيجة للصدمة الناجمة عن اغفال القوى الطائفية العراقية للمتغيرات المحلية والاقليمية اتجهت المؤشرات نحو مواجهة بين السلطتين القضائية والتنفيذية مع محاولة استقطاب السلطة التشريعية .

وبين ما يكشف عنه اللجوء الى مثل هذه المواجهة عدم احترام السلطة التنفيذية التي تهيمن عليها القوى الطائفية للسلطة القضائية وطبيعة العلاقة بين المؤسسات في النظم الديمقراطية .

ولا يخلو مثل هذا الكشف من مؤشرات دوران عقارب ساعة القوى المتحالفة مع ايران الى الوراء .

في سياق التطورات المتسارعة ظهر ما يوحي بانحسار طموحات تصدير الفتنة الحوثية الى الاراضي السعودية .

فقد استثنى الحوثيون شرط التوقف عن العبث بالامن السعودي لدى اعلانهم قبول شروط السلطة المركزية اليمنية لوقف اطلاق النار .

ويكشف هذا الاستثناء عن مسألة في غاية الاهمية تتعلق باولويات حركة التمرد الحوثي .

فالتفسير الوحيد لابقاء السعودية هدفا للحوثيين بعد وقف المواجهات مع السلطة اليمنية يعني ان النيل من الاستقرار السعودي كان الغاية الحوثية التي تتجاوز تعقيدات الوضع اليمني الداخلي .

الا ان هذه الغاية اصطدمت بعوامل عديدة من بينها الازمات الداخلية والخارجية التي يمر بها حليف الحوثيين الاول وادراك القيادة السعودية للخطر الذي يمثله الخطر الحوثي على الوضع الداخلي السعودي واصرار الحكومة المركزية في صنعاء على استعادة هيبة الدولة .

تهاوي منطق الشعارات ، وانكشاف هشاشته ، و خداعه البصري، مع تفاقم الازمات الايرانية ، يتيح للموهومين بالبلاغة اللغوية ، واصحاب النوايا الحسنة المتناثرة على جانبي الطريق المؤدي الى جهنم ، فرصا اوفر لرؤية اكثر وضوحا .

ومن بين مفردات هذه الرؤية ، اهمية استقرار الدولة العربية ، لتجاوز المأزق الراهن ، وبناء مؤسسات حقيقية ، والحفاظ على المؤسسات الموجودة وتفعيلها ، وضرورة التقاط روح العصر ، بدلا من الانجرار الى منطق وقيم العصور الوسطى .

كما يظهر انكفاء الشعارات ان النظام الرسمي العربي بكل ثغراته وضعفه وعيوبه الاصيلة والمستحدثة اكثر عقلانية من قوى الفهلوة السياسية وان ما يحتاجه الواقع العربي قوى عقلانية ترشد العملية السياسية ، وتقلص حضور التفكير الغيبي والفهلوي ، وشعاراته التدميرية ، وليس الانقلاب على ما هو موجود .



# جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صخرة سيزيف الفلسطينية


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - طبول الحرب الامريكية تفاقم مأزق الاسلام السياسي