أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - راندا شوقى الحمامصى - خطوة نحو إقتصاد عالمى أفضل --ليس الفخر لمن يحب الوطن بل لمن يحب العالم -1-3















المزيد.....


خطوة نحو إقتصاد عالمى أفضل --ليس الفخر لمن يحب الوطن بل لمن يحب العالم -1-3


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 3329 - 2011 / 4 / 7 - 17:14
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


" ان وجه الأرض عباره عن شبر واحد ووطن واحد " (كلمات فردوسيه)

أصبح العالم اليوم فى حاجة مُلحَّة إلى التآلف ولديه شعوراً دفاقاً بتكوين جامعة عالمية فقد حان الوقت للاتحاد على المستوى السياسى والفكرى والروحى والاقتصادى والجنسى واللغوى.
نحن الان امام عصر جديد فى تاريخ البشريه يصح تسميته بعصر اتحاد الجنس البشرى وبالفعل فقد ارتبطت القارات كقارة واحده مع تطور وسائل المواصلات المختلفه التى كانت تكاد مستحيله من قبل ولكن الارتباط يجب ان يأتى من داخل النفس البشريه لكى يكون ارتباطا حقيقيا ، أى لابد من وجود قوه عظيمه تؤسس ذلك الاتحاد دون القوه السياسيه والقوانين الوضعيه وقد ثبت عدم جدواها فلا مفر ولابديل بالطبع للجوء إلى القوه الالهيه وحتما سيأتى ذلك اليوم المرتقب فى ظل يوم الله . " إن وحدة الجنس كما صورها حضرة بهاء الله تتضمن تأسيس رابطة شعوب تتوحد فيها كل الأمم والأجناس والعقائد والطبقات في اتحاد دائم متماسك بدقة والذي تتمتع فيه بالحكم الذاتي والحرية الشخصية وحق يجيز مبادرة الأفراد بطلب سن القانون أو تعديله علي نحو محدد مصون ومحمي بصورة تامة وكاملة . وفي مجتمع عالمى كهذا حيث يتوافق العلم والدين وهما أعظم قوتين فعالتين في عالم البشر يتوافقان ويتعاونان معا ويتطوران بانسجام وتناسق فسوف تنظم موارد العالم الاقتصادية وسوف يتم بذل وإرسال المواد الخام وسحبها من الأرض ليستفاد منها بصورة كاملة وسوف يتم تنسيق متساو بين الأسواق مع تطويرها ويتم تنظيم توزيعها بعدالة وإنصاف وسوف تتوقف المنافسات والبغض والكراهية والمكائد والتآمر والخداع وسوف تحل الصداقة والتفاهم والتعاون بين الأجناس محل العداء والحقد والغضب . ليستفاد منها بصورة كاملة وسوف يتم تنسيق متساو بين الأسواق مع تطويرها ويتم تنظيم توزيعها بعدالة وأنصاف , وسوف تتوقف المنافسات والبغض والكراهية والمكائد والتآمر والخداع وسوف تحل الصداقة والتفاهم والتعاون بين الأجناس محل العداء والحقد والغضب . ويسود التفاهم والتعاون بين الأجناس وسوف تزال بصفة دائمة أسباب النزاعات الدينية وسوف تلغي تماما كل العوائق والقيود الاقتصادية وسوف يمحي التميز الطبيعي المتطرف بين الطبقات وسوف يختفي الفقر المدقع والعوز من ناحية والتكدس الضخم للتملك من ناحية أخرى . أما الطاقات الضخمة للاتفاق ببذخ وإسراف وحماقة علي الحروب سواء اقتصادية أم سياسية سوف تكرس من أجل تحقيق الغايات والأهداف بحيث يمتد ويعزز الاتجاه في مجال المخترعات البشرية والتطور التقني لزيادة إنتاجية الجنس البشري للقضاء علي المرض وابادته واتساع البحث العلمي ورفع مستوي الصحة البدنية وليشحذ بشدة تقنية وصفاء العقل البشري ولاستغلال الموارد المتراكمة بغير استعمال والتي لا شك في وجودها علي هذا الكوكب إطالة عمر الإنسان وتعزيز وتأييد أية هيئة أخرى تستطيع أن تحفز وتنشط الحياة الفكرية والأخلاقية والروحية للجنس البشري , وسوف يمارس النظام الفيدرالي الاتحادي العالمي المتحكم والمسيطر علي الكرة الأرضية كلها سلطة لا اعتراض عليها ولا علي اختصاصها ولا علي مواردها الشاسعة التي تفوق الخيال والتي تمزج وتؤلف وتجد المفاهيم المثالية لكل من الشرق والغرب المتحررة من لعنة الحرب وتعاستها وبؤسها وتصمم علي استغلال كل موارد الطاقة المتاحة علي سطح كوكبنا الأرضي وعلي نظام تبذل فيه القوة لخدمة العدالة والتي يساند وجودها ويؤازرها الاعتراف العالمي بإله واحد والولاء والإخلاص للمظهر الإلهي عموما لأنه هكذا يكون الهدف نحو ما تدفع إليه الإنسانية وتتحرك بقوي الحياة الموحدة "
نظرة البهائية للاقتصاد العالمي
الاقتصاد هو إنتاج و توزيع مصادر الطبيعة و الخدمات . ويستلزم لقيام أي نشاط اقتصادي أربعة دعائم :
1)القوى البشرية (المنتجة و المستهلكة)
2) مستلزمات الإنتاج
3) رأس المال
4) الأرض .
تلك العناصر تعد دعائم لكلا النظامين الفارق هو أن النظام الرأسمالي يكون الاهتمام بإرضاء الاحتياجات الفردية مسقطا الميول الجماعية و أن دور الدولة لها دور أقل في النظام الرأسمالي مبرزين دور القطاع الخاص و الفردي .
أما النظام الاشتراكي يكون الاهتمام بإرضاء الاحتياجات الجماعية مسقطا الميول الفردية و تعاظم دور الدولة و محدودبة القطاع الخاص و الفرد .
و بعد سقوط النظام الاقتصادي الاشتراكي و تداعي النظام الاقتصادي الرأسمالي بسبب التطوير التكنولوجي تم الإتجاه نحو الاهتمام بالباعث الأخلاقي في الفكر الرأسمالي المعاصر و العمل علي عموميته وشموله و الاقتصاد في الفكر و المبادئ البهائية تتكأ علي عمودين هما :
الخدمه و التعاون : معتبرة أن الباعث الأصلي للإنتاج لدى الفرد هو الخدمة بدلا من توفير الميول الاستهلاكية المتزايدة لدى الأفراد في النظام الرأسمالي أو توفير الميول الإستهلاكيه المتزايده للمجتمع في النظام الاشتراكي .
ويشترط الفكر البهائي في الباعث الاصلي للانتاج هو الخدمة من أجل التعاون لا التنافس .
وعليه فقط يتهم الاقتصاديين الفكر البهائي بالمثالية التي تتنافى مع الطبيعة البشرية التي تميل إلى الأنانية وحب الذات وباعثها الكامن هو الاستهلاك المتزايد .إلا أننا نرى نحن البهائيون أن المادية قد أثرت بشكل غير محسوس بل وبطريقه مدمره على البناء الفلسفي والعملي للنظام الاقتصادي ، فقد أثرت على جميع نواحي الحياة ، فقد أدت الى اختلال في العلاقات الأسرية ويعد ذلك أكبر شاهد على انهزام المادية .بل إن الفكر الاقتصادي العالمي الحالي بدأ في الأخذ بمفهوم سامي روحاني ويمكن تلمس هذا السمو الروحاني مع باقي جوانب الحياة ، وعلى الرغم من أن الفكر الاقتصادي الرأسمالي قائم على أساس أن التنافس هو أساس التقدم ومؤيدا أن البقاء للأصلح ، إلا أن معيار البقاء للأصلح قد تغير مع مراحل التكامل الاقتصادي ونجد أن عالم اليوم يتقارب بعضه البعض بسرعة عجيبة وليس أمامه سوى التعاون من أجل البقاء ، إلا أننا لا ننكر أن التنافس كان يعد مرحله من مراحل التكامل ، والتي أصبحت الآن عائقا للتقدم .
فالتكامل الاقتصادي فرض على العالم ضرورة التعاون . وعليه يجب أن ندرك أن الفكر البهائي قائم على أن مفهوم التعاون والخدمة لا يمكن أن يحققا شيء وحدهما ولكن يجب أن يكونا تحت نظام كلي شامل ألا وهو النظم العالمي لبهاء الله .

1)تعاليم أساسية لنظم حضرة بهاء الله في حل مشاكل العالم الاقتصادية
على مستوى الأفراد:
من أهم أوامر حضرة بهاء الله الخاصّة بالمشكلة الاقتصاديّة أمره بوجوب اشتغال كلّ فرد بعمل نافع، فلا يبقى يعسوب في الخليّة الاجتماعيّة، ولا يبقى طُفيليّ يعيش عالّة على الهيئة الاجتماعيّة. فيقول في لوح البشارات بالنّص:-
"قد وجب على كلّ واحد منكم الاشتغال بأمر من الأمور من الصّنائع والاقتراف وأمثالها وجعلنا اشتغالكم بها نفس العبادة لله الحقّ، تفكّروا يا قوم في رحمة الله وألطافه ثمّ اشكروه في العشيّ والإشراق".
"لا تضّيعوا أوقاتكم بالبطالة والكسالة، واشتغلوا بما تنتفع به أنفسكم وأنفس غيركم. كذلك قضي الأمر في هذا اللّوح الّذي لاحت من أفقه شمس الحكمة والبيان".
"أبغض النّاس عند الله من يقعد ويطلب، تمسّكوا بحبل الأسباب متوكّلين على الله مسبّب الأسباب"(لوح البشارات ص 115.)
فكم من المجهودات في عالم التّجارة تصرف اليوم على إفساد مجهودات الشّعوب الأخرى وإبطال أتعابها عن طرق المزاحمة الضّارة والحروب الوبيلة! وكم منها في طريق الضّياع بأساليب أشد خطرًا! ولو عمل جميع النّاس وكان عملهم الفكري أو اليدوي موجّهًا لنفع الإنسانيّة، كما يأمر بهاءالله، لكفّى ذلك مؤونة تجهيز احتياجات جميع البشر الضّروريّة لصّحتهم وراحتهم وحياتهم حياة نبيلة، ولما بقيت هناك أحياء قذرة تزدحم بالمساكن الوبيئة، ولما بقيت هناك مجاعات ولا فاقة ولا عبوديّة صناعيّة ولا كدح يستنزف صحّة الكادحين. (كتاب بهاء الله و العصر الجديد) ص 192-193)
أمّا بخصوص أرباح النّقود فقد كتب بهاء الله في لوح الإشراقات:-
"ويرى أكثر النّاس محتاجًا إلى هذه الفقرة، إذ لو لم يكن ربح متداول معمول به بين النّاس لتعطّلت الأمور وتأخّرت، وقلّما نجد من يوفّق بمراعاة بني جنسه وأبناء وطنه أو إخوانه ليقرضهم قرضًا حسنًا لذا فضلاً على العباد قرّرنا الرّبا كسائر المعاملات المتداولة بين النّاس أي ربح النّقود... وصار ربح النّقود حلالاً طيّبًا طاهرًا...".
"ولكنْ يجب أنْ يكون هذا الأمر بالاعتدال والإنصاف. وقد توقّف القلم الأعلى في تحديده حكمة من عنده ووسعة لعباده. ونوصي أولياء الله بالعدل والإنصاف وما يظهر به رحمة أحبائه وشفقتهم بينهم...".
"ولكنْ فوَّض إجراء هذه الأمور إلى رجال بيت العدل (المؤسسة العليا فى النظام الإدارى البهائى)، حتّى يعملوا بمقتضيات الوقت والحكمة" الاشراقات - الصفحة 106.).
و في لوح الحكمة لحضرة بهاء الله
فَضْلُ الإِنْسَانِ فِي الْخِدْمَةِ وَالْكَمَالِ لاَ فِي الزِّينَةِ وَالثَّرْوَةِ وَالْمَالِ.قُلْ لا تَصْرِفُوا نُقُودَ أَعْمَارِكُمُ النَّفِيسَةِ فِي الْمُشْتَهَيَاتِ النَّفْسِيَّةِ وَلاَ تَقْتَصِرُوا الأُمُورَ عَلَى مَنَافِعِكُمُ الشَّخْصِيَّةِ. أَنْفِقُوا إِذَا وَجَدْتُمْ وَاصْبِرُوا إِذَا فَقَدْتُمْ إِنَّ بَعْدَ كُلِّ شِدَّةٍ رَخَآءٌ وَمَعَ كُلِّ كَدَرٍ صَفَآءٌ. اجْتَنِبُوا التَّكَاهُلَ وَالتَّكَاسُلَ وَتَمَسَّكُوا بِمَا يَنْتَفِعُ بِهِ الْعَالَمُ مِنَ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ وَالشُّيُوخِ وَالأَرَامِلِ. (لوح الحكمة - الصفحة 118من من ألواح حضرة بهاء الله).

مبادئ النظم الاقتصادي الجديد :
الدعائم التي يرتكز عليها النظام الاقتصادي البهائي في حل المشاكل الاقتصادية المعاصرة :
* العدالة
* المشورة
* التعاون
*حماية الجميع (بما في ذلك الأقليات)
*الترابط البشري (ااتعاون بين مختلف فئات المجتمع)
والرؤيا البهائية الداعية لحل المشكلة الاقتصادية العالمية بالطريقة الروحانية تقوم على دعامتين :
الاولى : أن ماهية الانسان يمكن تغييرها وإصلاحها عن طريق التربية والتعليم والدين وبالتالي إمكانية إصلاح السلوك الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للفرد.
الثانية : أن المجتمع البشري العالمي لا مفر أمامه سوى أن يأخذ سبيله نحو التكامل.
إن بهاء الله لم يأتي فقط بنظام اقتصادي جامع وكامل إنما جاء أيضا بأصول وقوانين تعد أعمدة للنظم الاقتصادي العالمي .
ومن الصعوبة بمكان تجزئة المسائل الاقتصادية في الأمر البهائي عن باقي التعاليم الأمرية بمعنى أننا لا يمكن أن نطبق النظام الاقتصادي البهائي إلا في حالة تطبيق تعاليم بهاءالله ككل .
ولإيضاح ذلك نقوم بتجزئة الاصول البهائية الى مستويات مختلفة ، وهي عبارة عن اجزاء وعناصر لنظام واحد لا يمكن أخذ كل جزء على حدة ولكن لتسهيل مهمة التعرف على النظام نلجأ إلى هذا التقسيم .
اولا : الأصول المتعلقة بالمستوى العالمي :
1-تأسيس دوله عالمية فيدرالية
" أي تشكيل دولة من اتحاد ولايات أو دول مستقلة " تكون لهذه الدولة قوة تنفيذية وتشريعية وقضائية وقوة امنية لحفظ السلام ولديها محكمة عدل دولية وذلك من أجل حل أو البت في المشاكل العالمية والمنازعات الدولية .
يتفضل حضرة عبد البهاء في الرسالة المدنية: (مترجم):
"نعم ان راية المدنية الحقيقية لن ترفرف على قطب العالم إلا حينما يخطو عدد من الملوك العظام أولي العزم والهمة والغيرة والحمية والحرص على خير البشرية وسعادتها خطوات عزم ثابت ورأي راسخ ويطرحون على بساط البحث مسألة الصلح العام ويتشبثون بكل الوسائل ، ويعقدون مؤتمرا دوليا ، ويؤسسون معاهدة قوية وميثاقا وشروطا محكمة ثابتة ، ويعلنوها ويشفعونها بمصادقة عموم الهيئة الاجتماعية البشرية التي تؤكد وتصادق على هذا الأمر الاتم الأقوى الذي هو في الحقيقة سبب راحة الخلائق وعلى جميع سكان الأرض … وعلى جميع قوى العالم أن تنتبه الى بقاء هذا العهد الأعظم سالما ثابتا ، وفي هذه المعاهدة عليهم أن يعينوا حدود كل دولة وثغورها ويو ضحوا سلوك كل حكومة ومدى نفوذها ويعينوا جميع المعاهدات والمناسبات الدولية والروابط والضوابط التي تربط الهيئات الحاكمة البشرية ، ويخصصوا كذلك القوة الحربية لكل حكومة بمقدار معلوم، لان القدرة العسكرية والمعدات الحربية إذا ازدادت لدى دولة واحدة أدى ذلك إلى ظنون الدول الاخرى ، وخلاصة القول أن أساس هذا الميثاق المتين يبني على الأساس التالي : أن آية دولة من الدول تفسخ الشروط تقوم جميع دول العالم بل الهيئة الاجتماعية البشرية متحدة بكل قواها على تدمير تلك الحكومة ، فلو يتوفق جسم العالم المريض الى استعمال هذا الدواء الأعظم فانه ينال الاعتدال الكلي ويفوز بالشفاء الأبدي الدائم ."

2-وجود نظام مالي واحد تنعدم فيه تغيير اسعار قيمة العملات " المضاربة بالعملة " :
أي لا وجود لبورصات عالمية موحدة يكون استعمالها من قبل الجميع ، داعياً لتوفير الكثير من الوقت والاتعاب وتلافي خسائر جسيمة تأتي من جراء تحويل العملات المختلفة ذات المعايير والمقاييس المختلفة . وكذلك الاتفاق على مقاييس واوزان ومكاييل عالمية مقدرة تستعمل في التبادل الاقتصادي والتجاري وتؤدي بالضرورة إلى ازدهار التجارة والاقتصاد العالمي ورفاهية الشعوب .

3-نزع السلاح عالميا :
لانه بالحروب لا يمكن حل اية مشكلة وتقوم الدولة العالمية الفيدرالية بحماية الدول من الحروب باستخدام القوة الامنية لحفظ السلام . ويتفضل حضرة بهاء الله في كتاب الأقدس : " حرم عليكم حمل آلات الحرب إلا حين الضرورة " كما يتفضل حضرة عبد البهاء في كتاب بهاء الله والعصر الجديد " "..على جميع دول العالم أن تتفق على نزع السلاح وإذا ما ألقت دولة واحدة أسلحتها ولم تلقها الدول الأخرى فلن تكون لذلك أية ثمرة بل يجب أن تعقد أمم العالم متحدة ميثاقا غليظاً في هذا الأمر الخطير على أن تترك نهائيا آلات الحروب التي تهدم بنيان الإنسانية وما دامت احدى الأمم تزيد من قوتها العسكرية والبحرية فإن الدول الأخرى تضطر الى المنافسة المشؤومة هذه فتزيد من قوتها " .

4-تنظيم الحكومة العالمية الفيدرالية لعملية الاستفادة من مصادر الثروات الطبيعية في الكرة الأرضية سواء في الغابات و البحار والمحيطات والممرات المائية . فتلك الدولة العالمية المُمَثِلة لشعوب العالم مسؤولة عن تنظيم استغلال المصادر الطبيعية وتوزيعها على اعتبار أن هذه المصادر هي ميراث مشترك لكل البشر ولا يرجع حق الاستفادة منها لمنطقة دون الأخرى. و طبعاً ستعمل عدة مؤسسات عالمية بالتنسيق مع بعضهاالبعض فمن جهة تتعاون الحكومات المحلية مع الحكومة العالمية و يتم تغطية احتياجات كل منطقة من مناطق العالم من الثروات الطبيعية و البشرية عن طريق نظام تكاملي بحيث يحصل كل بلد في العالم على احتياجاته دون ظلم أو خصاص. و ستعمل البرلمانات المحلية و البرلمان العالمي على وضع التشريعات و القوانين التي تحمي حقوق المنتجين و المستهلكين و تحمي البيئة من أي استنزاف أو إخلال . و لا شك أن مؤسسات المجتمع المدني و المنظمات الدولية بمختلف تخصصاتها و فروعها سيكون لها دور بارز في بناء هذه المنظومة و النهوض بالمجتمعات.و في حالة وقوع مشاحنات أو خلافات حدودية أو نزاعات سياسية أو تجاوزات فإن الهيئات القضائية المستقلة المتخصصة و على رأسها محكمة العدل الدولية ستنظر في حل تلك المشاكل بحيث لن تكون أحكامها مجرد حبر على ورق بل أحكاماً ملزمة تلتزم بها الحكومات و مختلف المؤسسات الخاصة و العامة و الأفراد. و في أجواء كهذه لن تهدر الأموال في النفقات الأمنية و العسكرية بل ستستثمر في ما فيه المنفعة العامة للشعوب خاصة في مجالات التعليم و الصحة و العلوم و الفنون.
إلغاء الموانع والحدود الاقتصادية بين دول العالم:
تلك الحدود التي نتجت عن السياسات الدولية والتعصبات الوطنية لأن الحكومة العالمية يكون لها الاشراف على كل مناطق العالم بنظرة عادلة وغير متحيزه . و يتفضل حضرة بهاء الله في لوح مقصود " .. قد ارتفعت خيمة الاتحاد فلا تنظروا بعضكم بعضا كغرباء أنتم جميعا أثمار شجرة واحدة وأوراق غصن واحد .. ليس العالم إلا وطن واحد والبشر سكانه ." ويتفضل حضرة عبد البهاء في المكاتيب الجزء الاول " .. انظروا كيف يشرق نورة الآن على أفق العالم .. فالمصباح الأول هو الاتحاد في عالم السياسة وبوادر تلألئه يمكن مشاهدتها اليوم .. والمصباح الثاني هو الاتحاد الفكري وسيشاهد تمامه على مر الأيام.. والمصباح الثالث هو الإتحاد في الحرية وهذا سوف يتحقق بالتأكيد .. والمصباح الرابع هو الإتحاد في الدين وهو الحجر الاساسي وسوف يظهر بقدرة الله في أشد سطوع وضياء . المصباح الخامس هو وحدة العالم ، الوحدة سوف تتأسس بكل طمأنينه في هذا القرن وفيها يرى شعوب العالم كافة أنفسهم سكان وطن واحد ، المصباح السادس هو وحدة الأجناس وبه يصير كل من على الأرض شعوبا وقبائل لجنس واحد ."
5-اعتماد لغة عالمية واحدة :
إلى جانب اللغات القومية تعتمد لغة عالمية للتخاطب بين الشعوب في جميع دول العالم التي تعمل على إلغاء ومحو الموانع التعليمية والأدبية والحضارية والإقتصادية ، فيتفضل حضرة بهاء الله في الأقدس " .. يا أهل المجالس في البلدان أن أختاروا لغة من اللغات ليتكلم بها من على الأرض وكذلك من الخطوط ، أن الله يبين لكم ما ينفعكم ويغنيكم عن دونه أنه لهو الفضال العليم الخبير .." كما يتفضل حضرته مترجما من كتاب نفحات القدس " ..كم من نفوس صرفت أعمارها في تعلم اللغات المختلفة ومن الحيف أن يصرف الانسان عمره الذي هو أغلى الأشياء في العالم على أمثال هذه الأمور فلو عمل هؤلاء بما أنزلناه لوفروا على أنفسهم كل ذلك العناء .. وأن ما هو محبوب لدى العرش هو أن يتكلم جميع العالم باللغة العربية لأنها أعظم جميع اللغات بسطى ولو أطلع الناس على بسطة هذه اللغة الفصحى ووسعتها فلا شك انهم سينتخبونها واللغة الفارسية ولو انها عذبة جدا لكنها لا تملك بسطة اللغة العربية بل أن جميع لغات الارض محدودة اذا ما قورنت باللغة العربية وهذا هو مقام أفضليتها الذي من أجله ذكرناها .. ومقصودنا هو أن يختار أهل الأرض لغة واحدة ليتكلم بها عموم الناس .. فينتهي الأمر أخيرا إلى لغة واحدة وخط واحد وترى قارات الأرض قارة واحدة ".
ونتابع معكم في هذا المقال.....قادماً



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدة الجنس البشري
- رسالة مفتوحة إلى كلّ المصريّين
- الانقطاع2-2
- الانقطاع1-2
- معنى لقاء الله
- المرأة والرجل جناحا الإنسانية
- المرأة ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية- خطط قانونية لتعزيز ...
- الهدف الغائي من رسل الله
- بالتزاوج بين الماديات والروحانيات يولد طفل المدنية الإلهية
- القوة في الوحدة والاتحاد للعالم أجمع
- الغمام الإلهي-الخامس والأخير
- الغمام الإلهي-4
- الغمام الإلهي-3
- الغمام الإلهي-2
- الغمام الإلهي-1
- كُلّنا أثمار شجرة واحدة وأوراق غصن واحد
- دين الله واحد أما شرائعه فمختلفة -ماهو الدين البهائي (4-4)
- دين الله واحد أما شرائعه فمختلفة -ماهو الدين البهائي- (3-4)
- دين الله واحد أما شرائعه فمختلفة -ماهو الدين البهائي-(2-4)
- دين الله واحد أما شرائعه فمختلفة -ماهو الدين البهائي-(1-4)


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - راندا شوقى الحمامصى - خطوة نحو إقتصاد عالمى أفضل --ليس الفخر لمن يحب الوطن بل لمن يحب العالم -1-3