أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي الاخرس - ثورة اليمن ثورة ورود وفل وياسمين














المزيد.....

ثورة اليمن ثورة ورود وفل وياسمين


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 3327 - 2011 / 4 / 5 - 09:10
المحور: المجتمع المدني
    


اليمن ثورة الورد والفل والياسمين
لم اشأ الكتابة عن اليمن، وما يحدث في اليمن، رغم إنني كنت شاهداً مباشراً لما يحدث في اليمن، وليس لسبب إلاّ لإنني فلسطيني، رأيت في اليمن حباً ما لم آراه في غيرها، حياً وليس عطفاً لكل ما هو فلسطيني، وللقضية الفلسطينية، وهذا الحب عليه إجماع من النظام السياسي اليمني الحاكم، والمعارضة اليمنية، والشعب اليمني عامة، حُب مشفوع بدفء وحرص، وخوف، وقدسية لكل من يحمل إسم فلسطين، وتسهيلاً لكل العقبات التي تواجه الفلسطيني، سواء عقبات على المستوى الشخصي أو العام، يقابلك رجل الأمن بإبتسامة، ولا يتوانِ لحظة في تسهيل مهامك، وكذلك الحال برجل الشرطة ورجل الجيش، ولكي أكون موضوعياً وصادقاً وقبل الولوج بما سأكتب عنه سأسرد حقيقة حدثت معي شخصياً، حيث كان يوم دامي من ايام الثورة اليمنية؟، شهد سقوط أكثر من (56) شهيداً في صنعاء، وأثناء استقلالي لسيارة اعترض طريقنا حاجز للجيش اليمني يقوم بمهام التفتيش والتدقيق، ولمجرد تحدث معي وعرف إنني فلسطيني إبتسم غبتسامه عريضة وأذن لنا بالمرور قائلاً" أنتم على رؤوسنا".
هذا الحب لا يقتصر فقط على الجهات الرسمية اليمنية، بل على قوى وأحزاب المعارضة اليمنية التي تبدي عشقاً للفلسطيني وقضيته، وكذلك الشعب اليمني الرائع العظيم بكل فئاته وشرائحه ومشاربه القبلية والعشائرية.
من هذه الحقيقة وهذا الواقع نحيت بنفسي عن تناول اليمن بالكتابة وعن أحداث اليمن(أو ثورة اليمن)، التي لا زالت حتى راهن اللحظة تقود سميرتها بالورود والعطور، بالرغم من طبيعة المجتمع اليمني وتركيبته العشائرية والقبلية، واحتفاظ كل يمني بقطعة سلاح في منزله، إلاّ أن الشباب اليمني بل والمجتمع اليمني عامة قد خالف كل توقعاتنا ومخاوفنا التي كانت سبباً في مغاردتنا لليمن في هذه الظروف، وكذلك الواقع الأمني المعقد في اليمن، ولكن أثبت الشباب اليمني أن حركتهم وثورتهم تستحق لقب النبالة، وثورة الورود والعطور فعلاً، والنموذج الأنبل حتى راهن اللحظة بالمنطقة وما يحدث بالمنطقة العربية.
مقالي هذا جاء بعد مشهدين الأول الإلحاح من صديقي اليمني ذو القلب النابض بالحب والوفاء، رغم تفهمه لفلسطينيتي، والآخر مشهد الطفلة اليمنية التي كانت تصرخ إرحل إرحل وإنهارت باكية، وهو المشهد الذي أذرفت الدمع بحرقة عليه، وحباً وخوفاً على اليمن، وليس حزناً على أوضاع اليمن.
وجه لي صديقي العزيز سؤالاً هل أنت مع ثورة اليمن؟
الإجابة الطبيعية التي لا تقبل القسمة على أثنين، نعم أنا مع الثورة اليمنية قلباً وقالباً، في مطالبها الاجتماعية الشرعية والعادلة، وفي نهجها السلمي المحافظ على يمن واحد موحد، نعم معها بحدود وآليات التفاهم مع النظام القائم في البحث عن مخرج سلمي يحافظ على يمن واحد، ويقود اليمن لعملية إصلاح شاملة تضع اليمن في مصاف دول المنطقة، وتسير فيه للتطور والتقدم لأن اليمن يستحق أكثر بكثير مما هو عليه الآن.
فثورة اليمن تستحق منا أن نوقد لها شمعة من نور تنير الدرب صوب الإصلاح في القضايا الإجتماعية خاصة، حيث تنتشر باليمن مظاهر لا يمكن الصمت عليها،لأنها تفترس المجتمع اليمني رغم قمدراته السياسية والإقتصادية، ومن أهم هذه القضايا.
الفقر المدقع والمخيف الذي يجتاح اليمن، والذي يعيش فيه أغلب أبناء اليمن، والبطالة المفرتسة التي تفتك بالشباب اليمني، والرشوة والمحسوبية التي تنهش لحم وعرض المؤسسات اليمنية الرسمية وغير الرسمية، والإنهيار المرعب في العملية التعليمية بكل مستوياتها، والأمية وظواهر مخيفة مثل التشرد لدى ألأطفال، ومرتادي الشوارع والمتسولين من كل الفئات والشرائح.
هذه قضايا ملحة تتطلب ثورة اجتماعية حقيقية ضدها، وثورة بناء تقوم على أسس ومبادئ المواطنة المدنية وليس المواطنة القبلية السائدة حالياً في النمط الاجتماعي اليمني.
وهناك جانب آخر مناقض لهذه القضايا وهو ما يتعلق بحرية التعبير والرأي، والذي يمكن لمسه باليمن أكثر من العديد من الدول العربية الأخرى في المنطقة، ولكن هذه الحرية تحتاج لتأصيل وترسيخ وتدعيم، دون المزج ما بين الحرية التعبيرية الديمقراطية، والانفلات التعبيري الهادم.
إذن فالصورة مكتملة في اليمن، هناك نظام سياسي يُدرك حجم الواقع اليمني، ولكنه لا زال متمسك بالسلطة نتيجة قيم ومفاهيم خاصة بالمجتمع التقليدي اليمني، وثورة شباب ومجتمع يطالب بمطاليب شرعية وعادلة برؤية ونظرة ومنهج راقي ورائع يستحق أن يُدرس لما نجحت فيه من خلال المزج بين النموذج المصري والنموذج اليمني المستوحى من طبيعة وفهم اليمنيين لواقعهم، لتنتج ثورة ذات واقع ونمط وهوية معينة.
المشهد في ساحات التغيير والحرية كما يطلق عليه الإخوة اليمنيين، مشهد يدعو للتأمل والتروي في الحكم على فرص نجاحه التي تتنامى يوماً تلو يوم، وتزيد من فرص النجاح، والتي قطت شوطاً كبيراً في خلق حالة من المراجعة الفعلية لسياسات وسلوك النظام في معظم القضايا الاجتماعية، ولكن الثورة رفعت سقف مطالبها لرحيل النظام، وهو ما يحتاج مزيداً من الوقت والمثابرة والصبر في ظل اليمن التقليدي.
كما على الشباب المعتصم والثائر في ساحات التغيير والحرية أن يحذروا من بعض الفئات والشخصيات التي تحاول التسلق والتطفل على ثورتهم أو محاولات التحريض لتشويه المشهد الرائع في ساحة الورود والعطور التي ينسجها الشباب اليمني.



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق والثورة المتوقعة
- الحراك الشعبي الشبابي الفلسطيني فِعل أم تصريف للفِعل؟
- لم نولد اذلاء يا مصر بل ولدنا احرار ثوار
- الفلسطيني مطية أبوهم
- ثوار بغطاء غربي ونيران أمريكية
- الأم الفلسطينية تحتفل بعيدها في حظيرة مطار القاهرة برعاية ال ...
- في ليبيا ثورة فقدت بريقها الوطني والشعبي
- ليبيا واللعب ع المكشوف
- الولايات المتحدة الأمريكية وديمقراطيتها نحو العرب
- إرحل ....... خشية الرحيل
- حذاري من تأطير واحتواء ثورة الشباب
- رؤية وافدة لليمن
- مشاعري بين الإنسان والسياسي أمام مصر
- المشهد المصري الحالي ما بين الثورة والأزمة
- مصر انتصارات لن تنتهي
- هل تتحول تونس لنموذج للشعوب العربية؟!
- هل تصبح تونس نموذجاً للشعوب العربية؟!
- ثورة(الكفره) في تونس
- ازدواجية الوظائف في الجامعات الفلسطينية لمصلحة من؟
- في غزة الحكومتان وشركة الطاقة تنهبان الموظف


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي الاخرس - ثورة اليمن ثورة ورود وفل وياسمين