أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد محمد الموسوي - الكاتم السياسي














المزيد.....

الكاتم السياسي


أحمد محمد الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3326 - 2011 / 4 / 4 - 16:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القتل بالمسدسات الكاتمة ليست مشكلة أمنية بحتة بقدر ما هي مشكلة ذات أبعاد وجذور سياسية في العمق تتجلى في وجود قوى وأحزاب بأجنحة مسلحة ، منها من يشترك بالعملية السياسية ـ في السلطة وخارجها ـ ومنها من هو خارج العملية السياسية ـ يؤمن أو لا يؤمن بها ـ .. هذه القوى والأحزاب التي تعايشت على مضض مع واقع تداول السلطة بالانتخابات وبشكل سلمي لم تستطع أن تتكيف من داخلها مع هذا الواقع ، وأصبحت تعيش ازدواجية حركية ، فهي تسير مع العمل السياسي السلمي بقدم ، فيما تتحرك مع كواتم الصوت والعنف بقدم آخر ، ليتسنى لها في النهاية وحسب اعتقادها السيطرة بشكل كامل على السلطة ، فهي لازالت إلى الآن تؤمن إيماناً قطعياً بشمولية الحكم ، وتبحث دائماً عن فرصة سانحة لبسط نفوذها على كامل قطاعات الدولة والحياة .. وهذا لا يعني بأن كل الحوادث هي سياسية في أسبابها المباشرة ، ولكنه يؤشر إلى أن معظم ما نشهده من فقدان للأمن الاجتماعي هو بمحتوى سياسي .. وهذا يوضح بدوره سبب عدم تراجع هذه الظاهرة بالرغم من تراجع بقية الظواهر العنفية من تفجيرات وغيرها ، بل هي تكاد أن تتناسب عكسياً مع مثيلاتها السالفات فتؤشر ازديادَ معدلاتها مع تراجع معدلات مظاهر العنف والإرهاب الأخرى .. وفي هذا المجال ربما يكون من المفيد أن يصدر قانون الأحزاب بنسخة ديمقراطية يمنع فيها وجود فصائل وأجنحة مسلحة للأحزاب ويحصر السلاح بيد الدولة فقط وبشكل عملي .. ولكن السؤال المحرج: من وما الذي سيضمن أن يطبق هذا القانون؟ ، حتى وإن ضمنا صدوره متوافقاً مع روح الديمقراطية (الحقيقية)؟!!..
للأسف أجدني لا أستطيع الإجابة بشكل قاطع على هذا التساؤل ، وأعتقد أن السبب يعود إلى ذلك الغموض الذي لازال يلف العملية السياسية عندنا ، فنحن غير قادرين ـ وأقصد بـ نحن نخباً ومتخصصين ـ لحد الآن من أن نرسم ـ ولو خيالاً ـ صورة لآفاق العمل السياسي في العراق ، فلا ندري هل نحن سائرون باتجاه دولة مدنية ديمقراطية؟ أم أننا على طريق بناء دولة كانتونات طائفية وجماعات عرقية؟ أم نحن بصدد استكمال دولة شمولية ذات طابع ديني؟ أو....؟ أو.....؟ ، وباب الاحتمالات في الأسئلة مفتوح على مصراعيه سيما وأن النخب السياسية الحاكمة لم تستطع بعد أن تؤسس لبناء دولة مؤسسات مستقلة وخارجة عن هيمنة الأحزاب الحاكمة. فجميع مفاصل الدولة مصطبغة بلون إداراتها السياسية ، ابتداءً من المديريات العامة إلى الوزارات ، وهي تغير ألوانها بتغير إداراتها .. أما عن السياسات العامة للبلاد فهي تكاد تكون معدومة اللون والطعم والرائحة ـ ويتجلى ذلك في السياسات الخارجية ، وفي علاقة المركز مع الإقليم ، وفي السياسات الاقتصادية والثقافية...الخ ـ بسبب أن مؤسسات الإدارة العامة (مجلس النواب ورئاسة الجمهورية والوزراء) هي مؤسسات يشترك فيها الجميع ـ أقول يشترك ولا أقول يشارك ـ وهذا الجميع ليس على فكرة واحدة ولا يستطيع أن يتوافق على كلمة واحدة لأن الأصل في اشتراكه هو الاستئثار ولهذا فهي لا تستطيع أن تعبر عن استئثارها في السياسة العامة لصعوبة الأمر فتذهب لحصتها في الإدارات الفرعية من الوزارات نزولاً لتحاول أن تفرض هيمنتها هناك.
وإذا عدنا إلى صلب الموضوع (كواتم الصوت) , نستطيع أن نقول بأن جوهر الصراع داخل إدارات الدولة قائم على أساس بسط النفوذ والهيمنة مما لا يسمح به دستور البلاد (التوافقي) ولا قوانينه (التوافقية) ، مضاف له ما يلعبه الفساد ومافياته المتغولة داخل بنية الدولة العراقية ، إن هذين السببين الجوهريين البنيويين يلعبان الدور الأبرز في ظهور وتضخيم مشكلة المسدسات الكاتمة .. وعليه فإن العلاج ربما يجب أن يبدأ سياسياً وإدارياً قبل أن يستكمل دورته في أروقة الأجهزة الأمنية .. وهذا لا يعني إخلاء سبيل هذه الأجهزة وعدم الإشارة إليها بالتقصير ، ولكنه يوضح أن العمل الأمني لوحده سوف لن يجفف منابع الظاهرة من أصولها وجذورها الحقيقية وسوف يجعل من عمل رجال المؤسسات الأمنية يأخذ طابعاً سيزيفياً عبثياً ، والأجدى طبعاً أن نذهب إلى رأس المشكلة/الأفعى لنقطعه ونستريح.



#أحمد_محمد_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيادة العراقية في بئر الفكة
- كاتمٌ لرصاصهم .. ودويٌّ لحناجرنا


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد محمد الموسوي - الكاتم السياسي