أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منهل السراج - صعوبات التواصل بين الشعب ورئيس ممثليه














المزيد.....

صعوبات التواصل بين الشعب ورئيس ممثليه


منهل السراج

الحوار المتمدن-العدد: 3322 - 2011 / 3 / 31 - 23:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتقدم الرئيس إلى منبر مجلس الشعب، فيستقبله أعضاء مجلس الشعب، بالتصفيق والتهليل، كلهم، مئة بالمئة، ثم يهتفون: بالروح بالدم نفديك يابشار.

يتوجه الرئيس بالمقدمة الاعتيادية لتحية الحاضرين، فينتفض أحد أعضاء مجلس الشعب بقصيدة حماسية ويتعالى التصفيق من الأعضاء الحاضرين جميعاً مرة ثانية.

يقرر الرئيس بأن حديثه على كل الأحوال لن يكون إنشائياً لإراحة الشعب، بل.. فيعاود أحدهم مقاطعته بأن ينادي: لبيك لبيك، النداء الإسلامي للرب أثناء أداء مراسم الحج، ويتعالى التصفيق أيضاً.

يشير الرئيس في كلامه إلى المتآمرين وأصحاب الفتنة بعمومية وسرعة. كمتابعة عن نفسي، حتى الآن، لم أفهم من هم هؤلاء المتآمرين، ولا أدري متى يوضحون لنا هذه المعضلة التي تحدق بمصائر السوريين، الفتنة والمؤامرة الخارجية، التي بذات المفردات خرج بها بن علي تونس ومبارك مصر والقذافي الآن في ليبيا ومعظم زعماء العرب وأظن أن كثيراً من شعوبهم لم يفهموها.

يقول بشار الأسد، إنهم تمكنوا، بعد محنة وتحديات كبيرة، من وضع سوريا في المحور. مامعنى أن سوريا في المحور؟ ومن يقرر بأن البلاد في حال مجد وانتصار؟

يقول إنه يخاطب سوريا العظيمة، سوريا الكرامة بأمجادها.. فإن كان يحاول دعم المواطن نفسياً، فإن المنطق يقول إن هذا المواطن الخائف والفقير لن تخطر بباله أمجاده، ولن تستطيع هذه الأمجاد التي أخبره عنها رئيسه، أن ترد عنه المهانة والتهديد بالاعتقال من شعبة الأمن أو تسكت لهفته للعيش بكرامة، حاضراً وليس ماضياً.

مامعنى وعد الرئيس، بإعادة الاستقرار؟ وهل تزعزع الاستقرار منذ أربعين عاماً؟ هم، حتى حين ارتكبوا مجازر حماة، كانت المدينة بأهلها مستقرة في أقبية بيوتها، والموقف السوري القومي مستقر، ومازال الشعب السوري على حاله مستقراً في مكانه.

هناك مفردات باتت حين تُذكر، يصيب السوري تشاؤم ويأس، منها مفردتا، ضمان الاستقرار، دلالة هذا، أن النظام سيسعى بكل جهده لاستقرار الحكم، والذي يعني في ذاكرة الناس أنه سيبقى وضعهم على ماهو عليه. الوضع منذ سنين عديدة، يوجد جهات، تسمى جهات أمنية، تتحكم بمصيره، تقتل وتعتقل وتضطهد، والشعب خاضع لهذه الجهات، وليس مُهدَداً من غيرها، كما لا يوجد لأي جهة لا قضاء ولا حتى لجمعية حقوقية منفذ لإنقاذه من براثن هذه الجهات، القضاة والحقوقيون أنفسهم مهددون من قبل هذه الجهات.

ويؤهّل بشار الأسد ويسهّل بالمعركة، في خطاب يذكّر، بقول أبيه حافظ الأسد في الثمانينات، سنضرب بيد من حديد. اللغة تطورت إلى استسهال ويسر الدخول بالمعركة، إذ إن الترحيب بالمعركة يعني أنهم سيحافظون على هذا الشعب حصنأ بشرياً يقضي عمره كله في حال استنفار، ليلبي نداء النظام.

يتناول موضوع الفساد ويشير تلميحاً إلى قلة فاسدة.. من هي هذه القلة الفاسدة، التي يعرفها أعضاء مجلس الشعب ولا أحد من الشعب يعرفها؟ كأن الرئيس يغمز للحاضرين، وكل السوريين بملايينهم يجب أن يفهموا تلميحه، أم أن الخطاب كان بين أعضاء مجلس الشعب ورئيسهم! يعرف بعضهم بعضاً ويفهم بعضهم بعضاً، وتفاهمهم وتعارفهم هذا يكفي، والشعب ليس بسوية الاتفاق خاصتهم!

بعد الاستماع، يفكر المرء أنه ربما بالقراءة يتضح الخطاب أكثر، سلباً أو إيجاباً، لكن ماحدث أنه وكل ماحاولت ان أقرأ ماقاله، أجد نفسي أمر سريعاً فوق السطور، كمن يقرأ كلاماً معروفاً ويبحث لعله يعثر على الزبدة، من دون فائدة، ليس فقط لأن الخطاب تقليدي، إنما أيضاً لأنه يخلو من أي حرارة تُنتظر من رئيس البلاد بعد سقوط الشهداء واعتقال الأطفال وتعذيبهم واعتقال محتجين وبعد جرعة أمل داعبت المحاصرين في سوريا والمبعدين عنها والمعتقلين والمغيبين وذويهم الملهوفين منذ سنين طويلة.

تصفيق الحاضرين من أعضاء مجلس الشعب، وانتشاء رئيسهم واكتفاؤه بهكذا مشجعين، هو مختصر الواقع السوري، الذي يتفاخر زعيمه وآله منذ سنين طويلة باستقراره.

أغلب المتابعين توقعوا، أن خطابه سيأتي كوجبة رئيسية للجائع، بعد المقبلات التي قدمتها بثينة شعبان والتزيينات التي قدمها الشرع، وأن هذه الوجبة، انتظروا، ستكون الإسعاف الأخير لهذا الشعب المصاب.

ولم يخطر ببال أحد أن هذا الخطاب، أملهم الأخير، سيأتي ليسحب المشهيات من أمامهم، وفوق هذا، يتسبب بفقدان شهية لكل السوريين، بخطاب يمكن وصفه فقط أنه خال من الطعم.



#منهل_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدل أن يخافك الشعب، اجعله مرة واحدة يثق بك يحترمك
- موطن ليس قوياً ولاضعيفاً، إنه موجود
- الوطنية والعقيدة.. وجع البطن المزمن
- كيف يمكن تحويل معتقداتنا إلى طقوس تبهج الجميع؟
- أما من وصفة لحماية ذاكرتنا المسلمة!
- حزب المنتقبات ومنع النقاب تعجرفاً
- الفرز هو الأمر الواقع من خندق إلى آخر
- زيارة السجين في سوريا
- اليساري الإسلامي حين يعانيان آلام ابن الست وآلام ابن الجارية
- تثقيف السجين أم تخريب السجين
- بين العقلانية والفجاجة شعرة..
- لمن يسبح بحمد بلاد الغرب!
- حماة شباط، فبراير 1982 ألا من مرهم للذاكرة؟
- شباط 1982
- عن مروى الشربيني أماً وليست ضحية للحجاب
- حسين الشيخ يحاور منهل السراج
- أطفال حماة أيضاً كانوا يستحقون الصورة
- واهجم على الدبابة بخنجر
- آخر العنقود وعروسه
- على درجات المئذنة


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منهل السراج - صعوبات التواصل بين الشعب ورئيس ممثليه