أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائدة زقوت - مسافة سفر / قصة قصيرة














المزيد.....

مسافة سفر / قصة قصيرة


رائدة زقوت

الحوار المتمدن-العدد: 3308 - 2011 / 3 / 17 - 14:23
المحور: الادب والفن
    


مسافة سفر
ولكنه الحياة : قالت تحدث نفسها وهي تحاول أن تسوي جلستها في تلك الحافلة المكتظة بالمسافرين، أخذت مقعدها, وتركت لجسدها العنان ليعاشر تحركات الحافلة وتلك الهزهزة التي تحدثها وهي تسير بسرعة صوب طريقها المرسوم .
"لم تفلح أنثى في انتزاع قلبي مثلما فعلت، أنت وحدكِ ملكت مفاتيح الروح، وحولت ليلي لنهار تغشاه الشمس من كل حدب وصوب" قال لها في أول لقاء جمعهما وهي مأخوذة بهذا القدر الذي شق قلب الغرب ليزهر في دربها حباً من نوع خاص، حب ....كان يلوح لها في الحكايا والأساطير، هل كنت سأهرول راكضة صوبك لو لم تكن الحياة ؟! قالت تحدث نفسها في رد لا يسمعه غير خفقات تلوح بباطن صدرها المزروع بتنازع لا يعلمه غيرها وغير واحد من أولئك الساكنين عنوة بحكم قدر لا تملك معه غير أن تعيش على طرفي نقيض من حياة البشر، في غمرة الصمت وأنينه، وما بين حديث النفس وحمى الهذيان التي تتأجج بداخلها، تمتزج المشاعر و يجرفها الشرق وذلك الجالس قبالة ألواح من حب مكتوم، تأخذها الذاكرة صوب احتفائه بها وكأنها جاءته خصيصاً من قلب الغمام لتكون له حورية تمنحه دفئاً وطعما مختلفاً للحياة، يا لحظي، ذلك المقسوم كرغيف خبز، قطعة تتوق لتكون لقمة لذلك الرابض على بعد مسافة سفر وقد أخذ القلب، وتحول لمهاجم شرس، يوزع التهم جزافاً بأنها أنثى لا تصلح للعشق.
" ويحه أو يعلم كيف يكون العشق؟؟.. أيعلم كيف يكون هو القدر ويصمت ؟؟.. أيعلم أن كل هزة من هزات هذه الطريق تصرخ بملء فيها علي أن قد سرت في الطريق الصعب؟ وأن تكبد عناء هذه الطريق بات أمراً مشوقاً لأنه في النهاية سيوصل له " .
وقطعة أخرى بيد جائع وجدها وكأنها استجابة لدعاء عابد في ليلة القدر, يقضم منها الهوينى حتى لا يدركه الجوع، يزيح حصى الحياة من طريق مركبها، يوزع وقته بينها وبين أهوال الحياة، بصمت لا يدرك كهنه غير عاشق وجد في طريقه من يعطيها الحب ويأخذها بكلها عشيقة تتقن فن البقاء صوب عينيه، لا تغادر إلا إن صدر لها الأمر.
كل هزة من هزات الحافلة كانت تجرها من تلك الأفكار صوب الواقع، تفتح عيناها وتراقب الركاب، خلف كل عين من عيون الركاب قصة، قد تفوق قصتها غرابة، تنتقل بين عين وأخرى ووجه وآخر، كم يحمل البشر في دواخلهم من غموض !!
بلا تخطيط ولا نية مبيتة منها يحضر بل يحضران، هؤلاء الشخصان اللذان رسم لها القدر أن تكون بينهم كالرغيف، وقلبها يتوزع مع العقل فك تلك الشيفرة العصية على الفك، لو أن القدر غير مسار الحافلة الأول في الرحلة الأولى، كانت الحياة ستكون أكثر سهولة ويكون وحداً منهم فقط قد طفا ظله على صفحة الحياة والأخر بقي في طي المجهول، ولكن أنىّ لها الآن أن تغير ما رسم منذ الأزل !!..
لم تعد الأمنيات تجدي ووقت التمني قد ولى وهرب، الآن وليس لاحقاً يجب عليها أن تقرر أين سيكون المقر، أي قرار سيكون كصك إعدام ممهور برسم التنفيذ الفوري، صوت بقربها دفعها لتفتح عينيها:
- أنتِ يا سيدة لقد وصلنا، حمداً لله على السلامة.
بدون أن تنهض عن مقعدها في الحافلة ومن غير أن تنظر صوب المتحدث
- سأعود بالحافلة من حيث أتيت .





#رائدة_زقوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللفافة السوداء
- البلهاء
- مُعقد ....قصة قصيرة


المزيد.....




- جيل تيك توك: نهاية الأيديولوجيا أم تحولها؟
- رحيل نجمة ثلاثية «العرّاب»... الممثلة الأميركية ديان كيتون
- السليمانية تحتضن مهرجان السينما الدولي بنسخته الخامسة بمشارك ...
- هيام عباس تحصد -الهرم الذهبي-.. مهرجان القاهرة السينمائي يكش ...
- صورة من غزة.. نزوح بعد إخلاء
- نظرية الفوضى في الشعر العباسي.. مقاربة نصيّة في شعر أبي نواس ...
- من بينهم الفنّان خالد النبوي.. مهرجان -القاهرة السينمائي- ال ...
- شاركت في -العراب- وتألقـت في أفلام وودي آلن .. نجوم هوليوود ...
- -تانيت إكس آر-: منصة غير ربحية توثق التراث التونسي رقميا
- اكتشاف قلعة عسكرية على طريق حورس الحربي في شمال سيناء


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائدة زقوت - مسافة سفر / قصة قصيرة