أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائدة زقوت - البلهاء














المزيد.....

البلهاء


رائدة زقوت

الحوار المتمدن-العدد: 3188 - 2010 / 11 / 17 - 12:52
المحور: الادب والفن
    



رأيت طيفاً قادما من بعيد أنها " نهى " تلك الفتاة البلهاء البالغة من العمر ستة عشر عاما ، "نهى " تمتلك جسد أنثوي مسكوب بعناية فائقة ، جسد يدفعك لتقول سبحان الخالق " رغم محاولات والدتها إخفاء معالم هذا الجسد بالملابس الفضفاضة غير المرتبة " أصبحت " نهى" على مقربة مني ، رفعت نظري صوبها وأنا خائفة نوعا ما ، فقد كانت معروفة بالقوة والشراسة في حال لم يعجبها أحد من الذين تجالسهم عنوة ، أقصد بالأحد إناث طبعاً فقد كانت لطيفة المعشر حلوة اللسان عندما يكون الحضور من الذكور ، ربما هي الغريزة الفطرية ..!!
جلست بجانبي ونظرت في عيني بعمق كأنها تأمرني بالتركيز معها والإنصات لها ، نظرت في عينيها ولأول مرة أفعلها رغم جلوسي معها عدة مرات سابقاً ، كانت عيناها تعج برغبات محمومة ، أمسكت يدي بيدها المرتجفة المتعرقة وقالت :
- أريد أن أخبرك عما فعلته وزوجي يوم أمس
- بدأت أتمتم بطلب العقل من الله ....أنت وزوجك ؟؟؟
نظرت إلي نظرة مرعبة كادت أن توقف قلبي عن الخفقان ، فقد كانت معروفة بشراستها في حال لم يصدقها أحد من المستمعين يقال " أن من فقد نعمة العقل تتضاعف عنده القوة البدنية أضعاف مضاعفة" ، وقد كنت أعرف مسبقاً بأن " نهى " قد قطعت شعر إحدى النسوة لأنها ضحكت عليها وعضت أخرى وقطعت لها جزء من جلدة يدها ، أعدت التفكير السريع وقلت لها بصوت يفتعل الرغبة في الاستماع لقصتها .
- ماذا فعلتِ ؟؟ هات ما عندك كلي آذان صاغية
عدلت جلستها وبرزت على وجهها ابتسامة لا أعرف لها تصنيفاً وبدأت في السرد :
- أمس بعد صلاة العصر حضر زوجي من العمل، كنت في غرفة النوم ارتدي قميص نوم قصير لونه أحمر " كنت أركز معها وأدعو الله أن يثبت عليَ عقلي الذي كادت هذه البلهاء الصغيرة أن تضيعه " دخل الغرفة وعندما شاهدني لم يتمالك نفسه ، حضنني ورماني بلطف على السرير ، وأخذ بتقبيلي على وجهي ويدي ..!!
يا رب أنقذني من هذه الورطة المسائية من هذا الذي دفع بنهى لتكون مؤنستي في هذا الوقت ؟؟!! بدأ صوتها يتفاعل مع سردها للأحداث ويزداد غنج رغم أن مخارج الحروف عندها أصلاً مصابة بعلة ، إلا أنها بدأت كما قالب من الثلج وضع على نارٍ حامية ، تذوب رويداً ...رويدا .
وبشكل مفاجئ أطلقت ضحكة هستيرية وكأنها ضحكت فتاة ليل خرجت من ليلها غانمة !! عادت لتنظر لي وتقول بغنج ودلال
– مد يده تحت قميص النوم ...
يا إلهي أنقذني ..
بدأت تتعرق وتهتز وهي تحاول بين الفينة والأخرى أن تعود من عالمها لتكمل سردها .. تقربت مني أكثر ، أصبح صوت خفقان قلبي يسمع من مسافة بعيدة ، جف حلقي ، وبدأت أنا الأخرى أتعرق " وشتان ما بين تعرقي وتعرقها " !! مدت يدها لتضعها على ساقي ... ياللطامة الكبرى توقفت كل شعرة في جسدي مستنفرة ، تبحث عن مخرج ، قالت بصوت بدأ كقطعة زبد على نار – ثم مد يده صوب الجزء الأعلى من جسدي
هنا لم أعد أحتمل ، خشيت من تمد يدها الأخرى على جسدي فأسقط فريسة بلهاء محمومة ، انتفضت أحاول الوقوف ولكنها بقوة لم أعهدها سابقاً في أنثى أعادتني لمكاني .
كانت ترفع يدها صوب الجزء الأعلى من جسدي عندما حضرت والدتها لأخذها للمنزل ، قالت لها الوالدة وهي ترتجف خوفا عليها :
- كيف خرجتِ من المنزل والباب مقفل ؟؟
- أنت غبية ...حمارة ....يلعن أبوك ِ ، هذا كان جوابها لأمها الخائفة
أخذتها أمها تجرها جراً للمنزل وأنا لملمت شتاتا نفسي ، محاولة أن أستعيد توازني وأطرد ما خلفته تلك البلهاء خلفها من رعب وخوف وأسى عليها .



#رائدة_زقوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُعقد ....قصة قصيرة


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائدة زقوت - البلهاء