أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وهيب أيوب - سُمُّ الإسلاميين في دَسَمِ الثورات ومخاطِر أُخرى














المزيد.....

سُمُّ الإسلاميين في دَسَمِ الثورات ومخاطِر أُخرى


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 3307 - 2011 / 3 / 16 - 17:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"حدِّد مفاهيمك ومصطلحاتك قبل أن تتحدّث معي"
فولتير
ما زال من المُبكِر الحكم على الثورات التي تجتاح بعض دول العالم العربي، وما هي التغييرات الأساسيّة التي سيتم إرساؤها في بنية المجتمع والدولة، وماهية المواد الدستوريّة التي سيتم تعديلها أو إدخالها في النص الجديد. وعلى أثرِ ذلك يمكن القول، إن كان ما حصل بالفعل يرقى إلى ثورة أم أنّها مجرّد إصلاحات تجميليّة وحسب..؟ فما كان سُمّي بعصر النهضة مطلع القرن التاسع عشر في مصر، لم يكن حقيقة كذلك، إنما اجتهادات لا ترقى إلى مُسمّى "عصر النهضة" ولم تُنجِز نهضة حقيقيّة، وظلّت تراوح في دائرة الدين والموروث والتراث. وحتى لا نقع مُجدّداً في وهم المصطلحات والتسميات، يجب التفحّص بدقّة ما يجري حقيقة على الأرض.
أربع مسائل أساسيّة، ما لم تُنجز يبقى مفهوم الثورة ومعناها ناقصاً ومجتزأ ومشوّه الوجه والملامح.
أولاً: أن تُلغى الفقرة التي تقول، إن دين الدولة هو الإسلام. وإن القوانين تُستمد من الشريعة الإسلاميّة.
ثانياً: ألاّ يُحدّد رئيس الدولة بأن يكون مُسلماً، وأن يتساوى جميع سكان الدولة تحت سقف المواطنة الكاملة لا غير. ففي الانتخابات الرئاسيّة القادمة في مصر، إذا لم يكن هناك مرشّح من الأقباط "المسيحيين" للرئاسة، فهذه لا تُسمى ثورة.
ثالثاً: أن تتساوى المرأة في حقوقها كاملة مع الرجل، بما فيها حقّها في الترشّح لرئاسة الجمهوريّة وغيرها من المناصب والوزارات، وأن يُلغى ما يُسمى بزواج الأربعة، وإلا فلا تُسمى ثورة.
رابعاً: أن يُمنع أي تشكيل حزب على خلفية دينية أو طائفية، ودونها لا ثورة.
في جملة واحدة، إما أن تُنجِز الثورة مفهوم المواطنة الكاملة لجميع سكّانها ومساواتهم جميعاً تحت سقف قوانين الدولة المدنية العلمانيّة، أو ننتظر لها تسميّة أُخرى.
في خطبة لـ يوسف القرضاوي بعد سقوط بن علي، كان أكثر ما هاجم فيه القرضاوي نظام بن علي، كونه نظاما علمانيا، وأنه لم يحكم بشريعة الله والإسلام.
ثم أن أحمد منصور في برنامجه "شاهد على العصر" على قناة "الجزيرة"، الذي كان ضيفه أحد أركان نظام الحبيب بو رقيبة التونسي، كانت أهم إدانة وجّهها منصور للضيف أن بورقيبة قام بتعطيل أحكام الله والشريعة الإسلاميّة، بإلغائه زواج الأربعة في تونس.
وما نراه من أحداث تفجير كنائس واعتداء على الأقباط في مصر وسقوط قتلى منهم بين الحين والآخر من قبل الإسلاميين، نفهم تماماً مدى السُمّ الذي يُراق في دسمِ الثورة المصرية من قِبل هؤلاء، الذين شربوا وتشرّبوا من تعاليم قادة الحركة الإسلاميّة في مصر والعالم.
عدوّان أساسيان لتلك الثورات، الثورة المضادة التي ما زال أركان النظام المتهاوي الفاسد وأعوانه يحاولون استعادة ما ضاع منهم، أو يكاد، بطرقٍ التفافيّة عديدة، دون أن يفقدوا الأمل بالعودة للسلطة، وإن بأساليب مختلفة. والعدو الثاني الذي لا يقل خطراً وشراسة، هو الحركات الإسلامية المعروف تاريخها في بث الفرقة الطائفية والمذهبية ودعواتها العنصرية، وبرنامجها الداعي لاستحضار الخلافة الإسلامية والحكم بالشريعة، وهؤلاء يحاولون إعادة إنتاج أنفسهم بأساليب دهائية جديدة، لكن أهدافهم لا تخفى على أحد، وهم يشكلون خطراً متربّصاً بأسس الثورة ومبادئها ويهدِّدون بإجهاضها في أيّة لحظة سانِحة.
هناك مسألة ثالثة، وهي الأنظمة الاستبدادية التي ما زالت تقبع فوق صدور شعوبها منذ عقود، تلك الأنظمة تحاول جاهدةٍ عبر مساعدات تقدّمها للأنظمة الآيلة للسقوط كنظام القذافي وتمدّه بالعتاد والمرتزقة. وهُم يعلمون أنّه كلّما سقط نظام قرّب موعد سقوطهم هم، لهذا فهم يتكالبون لدرء الخطر القادِم نحوهم، وإن طال الزمن.
من هنا، نرى سلوك النظام الديكتاتوري في سوريا يحاول جاهِداً مساعدة نظام القذافي المجرم في الإجهاز على الثورة الليبيّة، من خلال مدّه بالطيّارين وغيرها من الوسائل التي ستنجلي لاحقاً ويتم تأكيدها، لكن الدور آتٍ عليه مهما استجمع من وسائل الاحتياط، أو رمى للشعب السوري من فتات العطايا من بقايا موائد اللِئام الذين نهبوا البلد وأفقروا شعبه وأذلّوه على مدى العقود الماضية.
ونرى أيضاً محاولات وسلوكيات مماثلة لبعض الأنظمة العربيّة الأخرى، التي استشعرت قدوم الخطر نحوها.
مهما يكن من أمر، فإن الحقيقة القائمة على الأرض وما تم إنجازه بشكل جزئي في الثورتين التونسيّة والمصرية، قد شرّع الأبواب، وما من أحد قادر على صدّها، وإن حاول البعض تأجيلها، لكن الرياح قادمة لا محالة وستجتاحهم جميعاً.
عودة إلى الإسلاميين الطامحين للاستيلاء على السلطة وإقامة الخلافة الإسلاميّة، فإما أن يتحوّل هؤلاء لأحزاب سياسيّة مدنية تحت سقف المواطنة الكاملة للجميع، وأن يتوقّفوا عن بث السموم الطائفية في عروق الثورات، وإما أنّهم يؤسّسون لاستبدادٍ أشد ضراوة، يؤدّي إلى ثورات جديدة، أو تقسيم بلدانهم لدويلات طائفيّة، على النحو الذي جرى في السودان.



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى ال - طوفان في بلادِ البعث -...؟
- كرةُ النار البوعزيزيّة تتدحرج
- لبنان ليسَ وطناً
- احتراقُ البو عزيزي يُنبِتُ الياسمين
- لماذا فصلُ الديِن عن الدولة...؟
- إسلامٌ أحمرُ الظَلفِ والناب
- الديمقراطية المشنوقة
- الشمّاعةُ التي لا تهتَرئ
- - قشورٌ ولُباب -
- أخلاق ما بعدَ الفُراق
- قضاء سوري عابر للحدود والبحار..!
- الحارة وشبّاك -أم محمود-
- وُجُوهٌ مَسلوبة
- حَفنَةُ تنويرٍ وكُثبانُ التكفير
- الموتُ الآخر ل نصر حامد أبو زيد
- الهزيمةُ والعقل المأزوم
- مِحنَة القراءة وفَهم المقروء
- قصّة النظام في سوريا مع الجولان المُحتَلْ
- سقفْ الحرية منذ ما قبل وبعد سقيفة بني ساعِدة
- إسلام في خدمة العنصرية والفاشية


المزيد.....




- إيلون ماسك ينتقد مجددا مشروع قانون الإنفاق الذي اقترحه ترامب ...
- مقتل 20 شخصًا بينهم أطفال في غارة على سوق مزدحم في مدينة غزة ...
- بالصور: المشاهير يتوافدون على البندقية لحضور حفل زفاف جيف بي ...
- عودة 36 ألف لاجئ أفغاني من إيران في يوم واحد
- مظاهرات تطالب بإسقاط الرئيس الصربي بشبهة فساد
- جيش الاحتلال يلقي منشورات في غزة تتضمن آيات قرآنية
- مظاهرات إسرائيلية ترفض صفقة تبادل جزئية
- المجلس الإسلامي السوري يعلن حلّ نفسه
- أنباء عن تقدم بمفاوضات غزة وزيارة نتنياهو لواشنطن مشروطة
- محللون: مستقبل نووي إيران بات غامضا وإسرائيل ستعتمد التعامل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وهيب أيوب - سُمُّ الإسلاميين في دَسَمِ الثورات ومخاطِر أُخرى