أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وهيب أيوب - سقفْ الحرية منذ ما قبل وبعد سقيفة بني ساعِدة















المزيد.....

سقفْ الحرية منذ ما قبل وبعد سقيفة بني ساعِدة


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 3013 - 2010 / 5 / 24 - 16:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإسلام هو الحل!
هذا ما تدّعيه الحركات الإسلامية على مُختلف مشاربها وتوجهاتها، وفيه- أي الإسلام- سيجد الضالون، على حدِّ زعمهم في سيرة الخلفاء الراشدين والسلف الصالح؛ الحرية والشورى والعدل والمساواة، وسيعيش الجميع هانئين في رحاب دولة الخلافة السعيدة على غِرار ما فعله الخلفاء الراشدون و"النبي" محمد من قبلهم. فما هي نماذج الحرية التي أنبأنا التاريخ الإسلامي بها حتى نتّعظ ونسترشد؟
مكثَ محمد بن عبد الله في دعوته للإسلام في مكّة أكثر من عشرة أعوام، لم يلتحق به سوى مئة شخص أو أكثر قليلاً. حاول خلالها استمالة قريش وقبائل الجزيرة العربية بآيات تدعوهم لدينه الجديد، لا تخلو من اللين والإقناع والموعظة الحسنة، وأن "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" "وجادلهم بالتي هي أحسن"، وحاول عبر آياتٍ عديدة التودد للنصارى واليهود ليكسب تأييدهم، لكنه لم يُفلح.
هذا قبل أن يُهاجر إلى المدينة - يثرب ويحظى بتحالف قبيلتي الأوس والخزرج وتشكيل قوته الضاربة وجيشه الجرّار، وستتناسب فيما بعد الآيات القرآنية التي أملاها له جبرائيل مع هذه القوة الجديدة، وسيختلف منهج الدعوة، وستُستبدَل الجزرة بالعصا، والعصا طبعاً، لمن عصى.
أو بالأحرى: الإسلام أو السيف.... أَسلِم تَسلَمْ...!
تم، بعدها، إخضاع قبائل الجزيرة العربية، ويضمنها قُريش، بالإرهاب وبحدِّ السيف لكل من أبى الدخول في الدعوة. وهكذا بدأت الشريعة الجديدة طريقها للتطبيق:
"أُمِرتُ أن أُقاتل الناس حتى يشهدوا...."، "واقتلوهم حيث ثقفتموهم"، " وقاتلوا الذين لا يؤمنون بالله....."، "وقاتلوا في سبيل الله...."، "وقاتلوهم حتى لا تكون فِتنة...."، ثُم "مَن غيّرَ دينه فاقتلوه".....!
بحيث باتت النصوص المُطلقة هي الحكمُ والميزان، وبحسب منطق ومصلحة الناطقين بها.
ما كاد يكتمل التُراب المُهال فوق قبر "الرسول" محمّد، حتى تسابق الصحابة وزعماء القبائل إلى سقيفة بني ساعِدة ليستأثروا بالكعكة-السُلطة أو يتقاسموها، فكيف حسموا أمرهم؟
قام الأنصار بترشيح زعيم الخزرج سعد بن عبادة، لدوره الحاسم في مساندة الدعوة ومحمّد، ولولا عصبية قريش "المهاجرين" لكان سعد الأحق بها، هو أو علي بن أبي طالب الذي سانده خيرة الصحابة. لكن عمر بن الخطاب سارع لترشيح أبي بكر الصديق، داعماً ترشيحه بالتهديد والوعيد، بالحرقِ وبحدّ السيف.
فبعد أن تخلّف عن مبايعة أبي بكرٍ عدد من الصحابة منهم: سلمان الفارسي، أبو ذر الغفاّري عمّار بن ياسر، المقداد بن الأسود، طلحة بن عبيد الله، خالد بن سعيد بن العاص، أُبي بن كعب وسواهم، وكانوا مُجتمعين في دار علي، دعاهم عمر فلم يستجيبوا. فأمر بإحضار الحطب حول الدار وقال: والذي نفسي بيدهِ، لتخرجنّ أو لأحرقتها على من فيها...
ثم أحضروا عليّاً أمام أبي بكر، فقالوا له، بايع، فقال عليّ: إن أنا لم أفعل فما...؟ قالوا: إذن والله الذي لا إله إلا هو نضربُ عنقك. هكذا أرغمَ الجميع على المبايعة أو الصمت والسكوت على منطق القوّة والتهديد والإرهاب.
أرأيتم كيف يكون التوافق والشورى وحرية الاختيار؟!
سنتان وأربعة أشهر قضاها أبو بكرٍ في الخلافة بمحاربة القبائل التي ارتدّت عن الإسلام، لأسباب عديدة ليست مجالنا الآن. فـ "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"!! ليست بحساب رجال السلطة والخلافة والمال، إذن فليكن "من غيّر دينه فاقتلوه" أو على الأقل أخضِعوه.
هذا هو منطق الشورى والعدل والتخيير في الإسلام، فكيف لا يكون الإسلام هو الحل؟!
أما في مجال الاستبداد الفكري والمعرفي، فإن الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطّاب، وفي كتابٍ أرسله لعمرو بن العاص في مِصر، يوصيه بحرق مكتبة الإسكندرية يقول:
(وأما الكتبُ التي ذكرتها، فإن كان ما فيها ما يوافق كتاب الله "القرآن"، ففي كتاب الله عنه غنى، وإن كان ما فيها يُخالف كتاب الله فلا حاجة إليها). فقام عمرو بحرقها. وذات المصير جرى مع مكتبة الفُرس على يد سعد بن أبي وقّاص بأمرٍ من ذات الخليفة الراشدي!
بهذه الطريقة ومنذ البدءِ تم التأسيس للاستبداد والإقصاء وخنق وقتل كل صوت حرّ ارتفع، فلم ينجُ الكتاب والشعراء والأدباء والفلاسفة وحركات التمرّد والتغيير، من طغيان هذا التأسيس واستبساله في إبادة أو إزاحة مناوئيه حتى يومنا هذا.
نموذج آخر من الشورى و"الديمقراطية" يوصي به عمر بن الخطاب (رواية الطبري) عن "الكتاب" لأدونيس:
"أوصى الخليفة عُمر المقداد بن الأسود، قال: أَدْخِل علياً وعُثمانَ والزُبيرَ وسعداً وعبد الرحمن بن عوف وطلحة، واحضِرْ عبد الله بن عُمر ولا شيء له من الأمر. قُمْ على رؤوسِهم:
إن اجتمع خمسةٌ ورضوا رجلاً منهم، وَأَبَى واحِدٌ، فاضرِب رأسه بالسّيف، إن اتفق أربعة ورضوا رجلاً منهم، وَأَبَى اثنان، فاضرِب رأسيهما.
إن رضيَ ثلاثةٌ رجلاً منهم، وثلاثةٌ رجلاً منهم، فإن لم يرضوا بحكم عبد الله بن عُمر، فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف، واقتلوا الباقين إن رغِبوا عَمّا اجتمع عليه النّاس".
هكذا تأسست الخلافة على التهديد والقتل، ولم يسلم من حدّ السيف وطعن الخناجر الخلفاء أنفسهم؛ عُمر وعثمان وعلي، وأما أبو بكر فمات مسموماً. فمن يُخاطب بالسيف، بالسيف يُردّ عليه.
ورفضَ عثمان التخلي عن الخلافة بقوله: "لم أكن لأخلع سربالاً سربلني الله..." حتى قُتِل.
في ولاية الخليفة الرابع علي بن أبي طالب، احتدم الصراع على السلطة بشكلٍ مُريع، فكانت معركة الجمل فسقط فيها 15 ألف قتيل، بعدها معركة صفّين فسقط 70 ألف قتيل، ما عدا حروب الخوارج ومعارك أُخرى. هكذا كانت تُحسَم الأمور بالشورى، وما أدراك ما الشورى؟!
وعندما آلت الخلافة لعبد الملك بن مروان والمُصحفُ في حجره، فأطبقه وقال: (هذا آخر العهد بِكَ.). وخطب بعد قتل عبد الله بن الزبير، قائلاً: "والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا، إلا ضَربتُ عنقه".
وأما الخلفاء العباسيون وأبرزهم أبو جعفر المنصور، خطبَ في الرقة قائلاً: (... لقد ولاّني الله عليكم، أرواحكم وأموالكم في يدي، إن شِئتُ قبضت وإن شِئتُ بسطت...). وهذا طبعاً بعد المعركة الفاصلة "الزّاب" التي ذهب جرّاءها فقط 92 ألف قتيل ليُكمل العباسيون المشوار بذات النهج حتى سقوطهم عام 1258 على يد المغول.
يقول الشاعر المُفكّر أدونيس في كتابه "الثابت والمتحوِّل":
(وإذا شبّهنا التاريخ العربي ببيت، فإن الشرعَ فيه كان يُشكِّلُ جدرانه وأبوابه ونوافذه، ولا تُشكّل الحياة الحرّة، المُتسائلة، الطامحة إلاّ ثقوباً صغيرة لا تكاد تتّسع لكي يدخل منها الضوء).
هذا سقف بني ساعِدة وسقف السلف الصالح وسقف الإسلام والحركات الإسلامية.....فاختاروا.

الجولان المحتل / مجدل شمس



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسلام في خدمة العنصرية والفاشية
- إرضاع الكبير وصحن الحمّص والجلباب...فماذا بعد؟!
- عشتمْ وعاش الجلاء والاستقلال! / حَكي شوارِعْ
- في البدءِ كان الاستبداد
- -سوريا ألله حاميها-
- - ودَقَ العَيْرُ إلى الماء -
- صَدَرَ المرسومْ.. تعالَ واقبَضْ المعلوم!
- شيفرة المتنبي
- -شعراء- و -أدباء- و -كتّاب paste- (copy -
- فلسفة السلطة وعجز المعارضة
- الطائفية...تنوير أم تعصُّّب؟!
- مسافات.....
- الطائفية وضياع الانتماء والأوطان
- اليومُ الأَغَرّ
- إفسادُ الودِّ والقضية
- أصوات تعلو فوق صوت المعركة
- وسام استحقاق وبندقية رستم غزالة
- في ما خصَّ... احتقار النظام للشعب السوري
- بين -رأس المال- ورأس زغلول النجّار
- خازوق في إستِ الدرامة السورية


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وهيب أيوب - سقفْ الحرية منذ ما قبل وبعد سقيفة بني ساعِدة