أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - اسماء اغبارية زحالقة - في الذكرى الرابعة لانتفاضة اكتوبر: الاضراب العام يكشف الضعف العام














المزيد.....

في الذكرى الرابعة لانتفاضة اكتوبر: الاضراب العام يكشف الضعف العام


اسماء اغبارية زحالقة

الحوار المتمدن-العدد: 987 - 2004 / 10 / 15 - 09:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


الاضراب العام الذي أُعلن لاحياء الذكرى الرابعة لانتفاضة اكتوبر، والمسيرة القطرية في سخنين التي شارك فيها 5000 فقط، كانا تعبيرا عن ضعف مريع، على المستوى الرسمي والجماهيري ايضا. النتيجة لم تكن مفاجئة. العنوان كان على الحائط.
الجهات السياسية التي قابلتها الصبّار، ومنها الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الجناح الشمالي للحركة الاسلامية، واحمد سعد رئيس تحرير صحيفة "الاتحاد"، تتفق ان احد اسباب فشل الاضراب العام كان عدم الثقة بين القيادات المنضوية تحت لجنة المتابعة. تراشق الاتهامات بين الاحزاب حول المسؤولية عن الفشل، يتجاهل السؤال الاساسي: اذا كان معروفا ان الجماهير غير معبئة وراء لجنة المتابعة، فلماذا اقترح الاضراب اصلا ولماذا تم اقراره بالاجماع؟
اقتراح اعلان الاضراب العام جاء من الجناح الشمالي للحركة الاسلامية. الاعتبارات للاضراب كما اوجزها الشيخ كمال خطيب في لقاء هاتفي مع الصبّار (7/10) هي التالية: "تصريح رئيس لجنة التحقيق الرسمية في احداث اكتوبر، القاضي تيودور اور نفسه، بان عدم تنفيذ الحكومة لتوصياته ينذر بانفجار جديد؛ استمرار قتل المواطنين (16) بعد الانتفاضة، وتواصل سياسة هدم البيوت والاعتداء على المسجد الاقصى؛ الاعتقالات السياسية لقادة الحركة الاسلامية وحركة ابناء البلد والتجمع؛ والمجازر المرتكبة بحق شعبنا الفلسطيني".
لا شك ان السنوات الاربع الاخيرة تحمل اسبابا لا تحصى لاعلان اضراب عام، ولكن السؤال الحاسم بالنسبة لاتخاذ قرار مصيري كاعلان اضراب عام، هو مدى جاهزية القيادات والجماهير للمواجهة مع السلطة، التي يمكن ان تكلف ثمنا غاليا.
تحفظات الجبهة عن الاضراب اوضحها لنا (7/10) النائب السابق احمد سعد، رئيس تحرير صحيفة "الاتحاد" الشيوعية: "خاصة في هذه الظروف من مجازر ضد شعبنا وسياسة التصعيد ضد جماهيرنا العربية، كان موقفنا انه ممنوع القيام باي نشاط سياسي جماهيري معرض للفشل. آخذين في الاعتبار ان الاضراب هو اعلى وسيلة سياسية للتعبير، لمسنا ان الجماهير من تجار وعمال غير جاهزة للاضراب العام. اولا، بسبب الاحباط السياسي العام ازاء صمت العالم على حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني، وثانيا بسبب الوضع الاقتصادي والفقر والبطالة".
امتحان التطبيق بيّن بوضوح ان موقف الجبهة كان الموقف الصحيح. المشكلة ان الجبهة لم تجد القدرة لا لاقناع الاحزاب الاخرى بموقفها، فاضطرت ان توافق على الاضراب، كما يبدو من باب الحرج؛ ولا وجدت القوة لتجنيد جماهيرها للمشاركة في الاضراب والمسيرة.
عندما يحدد سعد بدقة وضع الجماهير واحباطها كسبب لتحفظ الجبهة عن اعلان الاضراب، فانه يهمل مسؤولية هذا الحزب عن هذا التراجع السياسي. ركون الاحزاب العربية للمصالحة الوهمية مع حزب العمل الذي خيّب الآمال العريضة باتفاقات سلامه، كان له كبير الاثر في افقاد الناس ثقتها بقيادتها وبالسياسة عموما، مما جعلها تنتفض في اكتوبر 2000 ضد السلطات وضد القيادات على حد سواء.
اما الجناح الشمالي للحركة الاسلامية الذي اقترح قرار الاضراب، فيبدو مما حدث على ارض الواقع انه لم يرغب في انجاح المسيرة التي تمت بدعوة من لجنة المتابعة التي تشمل كل الاحزاب العربية، ولم تكن احتكارا للحركة. وكان الشيخ كمال خطيب قد اقترح الاضراب العام في نشوة مهرجان الاقصى التاسع الذي شارك فيه 80 الفا في 10/9 في ام الفحم، ليثبت ان تياره هو القيادة الحقيقية للجماهير العربية، وانه صاحب المبادرة لاعلان الاضراب العام.
يقول سعد: "هناك فرق بين الدعوة للاضراب وبين التجنيد لانجاحه. لماذا لم تجند الحركة ربع من كانوا في مهرجان الاقصى للمسيرة في سخنين؟ الحقيقة ان مهرجان الاقصى هو قضية خاصة وفئوية، لها علاقة بابراز قوة الجناح الشمالي للحركة. لذا تمكنوا من تجنيد 80 الفا للمهرجان، في حين لم يبذلوا المجهود المطلوب للتجنيد لقضية وطنية عامة".
من جهته يصر خطيب ان "قرار الاضراب كان سليما وفي محله، وشعبنا مهيئ للمواقف الوطنية المشرفة، ومن يجب ان يخجلوا هم من يتهمون شعبنا بعدم الجاهزية وبالقلق من الخسائر المادية في حالة الاضراب. الاضراب نجح في مواقع مثل كفر كنا، حيث خرجت مسيرة محلية بمشاركة 5000، بينما فشل فعلا في مواقع اخرى بسبب عدم اداء المسؤولين دورهم وحيث كانت التهيئة عكسية". لكن نجاح الاضراب في بلدة خطيب، كفر كنا، وفشله في مواقع اخرى، يؤكد الطابع الفئوي الضيق لنشاطات هذا التيار.
مع ان هناك اجماعا على تراجع التيار الوطني والشيوعي وعجزه السياسي والتنظيمي، الا ان هذا لا يؤكد من جهة اخرى ان التيار الديني اكتسح الساحة لصالحه تماما. لقد شارك عشرات الآلاف في مهرجان الاقصى لان "ثمن" السياسة التي يقترحها الجناح الشمالي رخيص نسبيا: فكل المطلوب هو حضور مهرجان، والايمان بان النصر لنا في الصراع الذي اصبح دينيا بين المسلمين واليهود. من هنا فان هذه المهرجانات اصبحت الاكثر امانا من بين منافذ التعبير السياسي الجماهيري، فهي لا تُدخل الناس في مواجهة مع السلطات، ولا تكلفها ضحايا كما حدث في يوم الارض (ستة شهداء) وانتفاضة اكتوبر (12 شهيدا).
هذه العبرة تعلمتها الناس من اداء الحكومة في انتفاضة اكتوبر. فاذا كانت الجماهير العربية قد كسرت في الاضراب العام في يوم الارض 1976، حاجز الخوف من المواجهة مع السلطات، عاد هذا الخوف ليحكم العلاقة بينها وبين السلطات. وقد قالها لنا احد الشباب الذين لم يشاركوا في المسيرة بسخنين، بينما شارك في مهرجان الاقصى: "كان من الممكن ان تنتهي المسيرة بسخنين بالقتل. من يريد ان يقتَل؟".
الاضراب العام في عام 2004 اثبت عدم مسؤولية الاحزاب العربية، وكشف ضعفها وانقسامها. بين حزب شارك رغم انفه في النداء للاضراب العام، وبين حزب بادر للاضراب لاسباب فئوية لكنه لم يعمل على انجاحه، ضاعت الجماهير العربية، بعد ان سدد لها الاضراب ضربة معنوية اضافية.



#اسماء_اغبارية_زحالقة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمال بناء عرب يبنون مسرحا
- الارهاب يقتل الضمير العربي
- معرض: العيسوية والفن الصامت
- معاداة الصهيونية ليست معاداة للسامية
- شارون في مصيدة الانفصال
- لماذا لم تمنع امريكا هجمات 11 ايلول
- الفضائيات العربية قناة للهروب من الواقع
- العدوان على العراق - امريكا تشكك في بوش
- لماذا لا تحارب امريكا الارهاب؟
- مثقفون عرب في غزل مع الفاشية
- 11 ايلول: مؤامرة امريكية ام عجز عن طرح البديل
- العدوان على العراق عميقا... في الوحل العراقي
- العولمة: مرحلة متطورة في الامبريالية
- علامات انشقاق داخل الحزب الشيوعي الاسرائيلي
- انتخابات 2003 - اسرائيل الاحزاب العربية تعددت القوائم وانعدم ...
- رئيس الاركان الاسرائيلي ينعى السياسة
- الدولة المؤقتة اختراع محكوم بالفشل
- عرفات، الاصلاحات وقلة الخيارات
- المبادرة السعودية تهيئ للانتداب الامريكي
- "رجال في الشمس" لغسان كنفاني على مسرح جامعة حيفا


المزيد.....




- مصر.. أسعار السلع تتراجع للشهر الثاني على التوالي منذ -تعويم ...
- ألعاب نارية مبهرة تزيّن سماء موسكو تكريما للذكرى الـ79 للنصر ...
- -هجوم جوي وإطلاق صواريخ متنوعة-.. -حزب الله- ينشر ملخص عمليا ...
- روسيا تجهز الجيش بدفعة من المدرعات وناقلات الجنود المعدّلة ( ...
- شاهد: لحظة اقتلاع الأشجار واحدة تلو الأخرى بفناء منزل في ميش ...
- شاهد: اشتعال النيران بطائرة بوينغ 737 وانزلاقها عن المدرج في ...
- شاهد: صينيون يوقفون برلمانياً مجرياً بسبب أعلام الاتحاد الأو ...
- اشتعال النيران في طائرة بوينغ 737 وانحرافها عن المدرج في مطا ...
- بمناسبة عيد النصر على النازية.. شريط جاورجيوس بطول 300 متر ي ...
- فوز رئيس المجلس العسكري في تشاد محمد إدريس ديبي إتنو في الان ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - اسماء اغبارية زحالقة - في الذكرى الرابعة لانتفاضة اكتوبر: الاضراب العام يكشف الضعف العام