أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماء اغبارية زحالقة - معرض: العيسوية والفن الصامت














المزيد.....

معرض: العيسوية والفن الصامت


اسماء اغبارية زحالقة

الحوار المتمدن-العدد: 886 - 2004 / 7 / 6 - 04:52
المحور: الادب والفن
    


يحتضن مقهى "فتوش" بحيفا هذه الايام معرضا فنيا للفنان درار بكري (22 عاما). يدرس درار الفنون في كلية "بتسلئيل" بالقدس، وهو يأتيها من مسقط رأسه عكا اسبوعيا. المشوار الذي يقطعه بين البلدين هو موضوع المعرض الرئيسي. يقول درار: "اخرج من عكا التي تعيش جوا معينا لاصل العيسوية على مشارف القدس المحتلة، التي تشهد واقعا آخر تماما. اصعب. اقل حرية. انها حياة الحواجز والجيش الذي يستفز الناس. كان هذا بالنسبة لي صدمة".

العيسوية بريشة درار هي بيوت متراصّة في ثلاث لوحات باهتة الالوان، لدرجة تكتم الانفاس. تتوسط اللوحتين صورة المقبرة الواقعة في مركز البلد وليس في اطرافها. يقول درار: "ان وجود المقبرة في قلب العيسوية اثار استغرابي من اليوم الاول. فالمقبرة تقام عادة في اطراف البلد، لذا يسخر الناس عادة من عكا اذ يقولون ان اولها مقبرة وآخرها بيت مجانين. انه امر مريع ان يكون قلب العيسوية وشريانها الرئيسي مقبرة وليس مركزا تجاريا مثلا. انه ابلغ دلالة على الموت، على عنف مخزون. احد ما يرفض ان يعطي القرية الحياة".

تتعرض العيسوية لعمليات هدم مكثفة لبيوت بنيت بلا رخص وذلك لان السلطات الاسرائيلية تضع عراقيل تعجيزية لمنع البناء على اراضيها التي صودر معظمها، وعلى بعضها اقيمت الجامعة العبرية التي تضم في نطاقها كلية بتسلئيل.

يقول درار: "مع ان وظيفة بتسلئيل المعلنة هي الفن والثقافة، الا انها على ارض الواقع تأتي لسد الطريق امام امكانية توسع القرية من الجهة الجنوبية الغربية، وبذلك تساهم في إحكام الحصار على القرية من جميع الجهات".

طلاب بتسلئيل يمرون بالعيسوية، يرونها ولا يرونها. هكذا يشعر الفنان العكي، وهو بذلك يثير النقاش حول علاقة الفنان بالواقع الذي يعيشه. الى جانب لوحات العيسوية الصارخة رغم هدوء الوانها، تزين الجدران لوحات للطبيعة الصامتة. وهي كما هو معروف في التاريخ، نوع الفن الذي يمارسه من يملك الكثير من الوقت. يقول درار: "ساعات نحتاج للتمرن في رسم هذه اللوحات، نعمل في عزلة تامة، بعيدا عن الواقع الذي يصرخ في الخارج، ويغلي تحت اقدامنا".

لحظة الهدوء التي تبثها الالوان الهادئة للطبيعة الصامتة، الميتة، تكسرها امواج البحر التي تجيش بها اللوحة التالية، وتنذر بقرب انفجارها شرايين قبضة الفنان التي توحي بالعصبية والغليان، وتنقل اجواء ما يحدث خارج الاستوديو.

ولا يكتفي الفنان درار بادخال الواقع الى موضوعه الفني، انما يخرج بفنه من المعارض ويأتي به الى عامة الناس. فكرة العرض في فتوش كما يقول جاءت لانه لم يرد ان يبقى الفن احتكارا للنخبة التي تتردد على المعارض، بل اراده فنا عن الناس وللناس.



#اسماء_اغبارية_زحالقة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معاداة الصهيونية ليست معاداة للسامية
- شارون في مصيدة الانفصال
- لماذا لم تمنع امريكا هجمات 11 ايلول
- الفضائيات العربية قناة للهروب من الواقع
- العدوان على العراق - امريكا تشكك في بوش
- لماذا لا تحارب امريكا الارهاب؟
- مثقفون عرب في غزل مع الفاشية
- 11 ايلول: مؤامرة امريكية ام عجز عن طرح البديل
- العدوان على العراق عميقا... في الوحل العراقي
- العولمة: مرحلة متطورة في الامبريالية
- علامات انشقاق داخل الحزب الشيوعي الاسرائيلي
- انتخابات 2003 - اسرائيل الاحزاب العربية تعددت القوائم وانعدم ...
- رئيس الاركان الاسرائيلي ينعى السياسة
- الدولة المؤقتة اختراع محكوم بالفشل
- عرفات، الاصلاحات وقلة الخيارات
- المبادرة السعودية تهيئ للانتداب الامريكي
- "رجال في الشمس" لغسان كنفاني على مسرح جامعة حيفا
- العراق على هامش القمة العربية
- من يطفئ النار؟
- المبادرة السعودية استفزاز للرأي العام العربي


المزيد.....




- ماكي صال يُحيّي ذكرى بن عيسى -رجل الدولة- و-خادم الثقافة بل ...
- الأمير بندر بن سلطان عن بن عيسى: كان خير العضيد ونعم الرفيق ...
- -للقصة بقية- يحقق أول ترشّح لقناة الجزيرة الإخبارية في جوائز ...
- الكاتبة السورية الكردية مها حسن تعيد -آن فرانك- إلى الحياة
- إصفهان، رائعة الفن والثقافة الزاخرة
- سينمائيون إسبان يوقعون بيانًا لدعم فلسطين ويتظاهرون تنديدا ب ...
- وفاة الفنانة التركية غُللو بعد سقوطها من شرفة منزلها
- ديمة قندلفت تتألق بالقفطان الجزائري في مهرجان عنابة السينمائ ...
- خطيب جمعة طهران: مستوى التمثيل الإيراني العالمي يتحسن
- أعداء الظاهر وشركاء الخفاء.. حكاية تحالفات الشركات العالمية ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماء اغبارية زحالقة - معرض: العيسوية والفن الصامت