أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صلاح كرميان - العراق بين المطرقة الامريكية وسندان النظام .. والبديل الامثل!















المزيد.....

العراق بين المطرقة الامريكية وسندان النظام .. والبديل الامثل!


صلاح كرميان

الحوار المتمدن-العدد: 217 - 2002 / 8 / 12 - 01:04
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

 سيدني

[email protected]

 

ظهرت علامات الارتباك والهلع على سيماه الطفل العراقي عادل عند دخول اعضاء الوفد التعليمي الامريكي الى احد الصفوف الدراسية في المدرسة الثانوية التي اعمل فيها، اثناء  زيارتهم الى استراليا للاطلاع على طرق التدريس فيها، وبعد مغادرة الوفد سارعت الى الانفراد به للاستفسارعن دواعي هلعه وارتباكه وفاجأني بالقول بعد ان تنهد: استاذ انني تصورت ان الهجوم الامريكي قد بدأ. يجدر الذكر بان عادل قضى حياته بعيدا عن وطنه وينتمي الى احدى العوائل العراقية التي عانت التشرد في ايران وقدموا الى بلاد الكنغرو ضمن موجات لاجئي القوارب وقضوا مدة طويلة في مراكز الاحتجاز في استراليا. ان هذا الحادث قد يبدو شيئا عابرا ومتعلق بفرد ما،  ولكنه ينطوي على مؤشرات كبيرة والى ما افرزه الوضع العراقي من الاثار النفسية السيئة على ابناء العراق وخصوصا الاطفال منهم، لاسيما من جراء النتائج المدمرة لحرب الخليج الثانية واثارالضربات الجوية للطيران الامريكي على المنشاءآت والمرافق الحيوية التي ادت الى تدمير البنى التحتية للاقتصاد العراقي وكذلك الحصار الاقتصادي الذي فرض على الشعب العراقي دون النظام.  مما يدعونا الى الحذروالانتباه في هذه الظروف الخطيرة وفي خضم التهديدات الامريكية المتصاعدة ويحتم علينا صياغة قراءة جديدة للاحداث والوقائع التي مرت على العراق.                                                                                                

لاشك ان بقاء نظام صدام على السلطة الى يومنا هذا رغم استهتاره بالقوانين الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول بشنه الحروب المدمرة وعدم تنفيذه للمقررات الدولية الصادرة بحقه وارتكابه الجرائم الوحشية التي قل نظيرها في التاريخ بما فيه استخدام السلاح الكيمياوي وعمليات الابادة الجماعية في كردستان، لهو مؤشر واضح على خبث السياسة الدولية وعدم مبالاتها بالقيم الانسانية وتوكيد لمشاركة الحكومات التي كانت تتعامل مع صدام في تحمل  جزء كبير من المسؤولية في تنفيذ تلك الجرائم. فالسماح لنظام صدام بالاستمرارعلى السلطة بعدما كان ايلا للسقوط لولا ايقاف الحرب اثر طرده من الكويت عام 1991، واعطاءه الضوء الاخضر لاجهاض الانتفاضة الجماهيرية التي اعقبت ذلك بالسماح للقوات العراقية بقصف المدن والقصبات في كردستان وجنوب العراق بالمدفعية الثقيلة والطائرات المروحية، كان خير دليل على عدم جدية امريكا التي تتحكم بالسياسة الدولية في ازاحة صدام وانقاذ الشعب العراقي واقامة حكومة بديلة منتخبة من قبل الجماهيرالمحرومة.                                                           

لا يخفى على احد ان فرض الحصار الاقتصادي على العراق لم يحقق الاهداف التي تدعيها الادارة الامريكية وحليفاتها بشد الخناق على النظام العراقي لاضعاف قدراته العسكرية والاقتصادية بغية اسقاطه، بل كانت لنتائجها اثار سلبية كبيرة على معنويات الجماهير العريضة واضعاف الروح الثورية والمقاومة لديها وانشغالها بالحصول على القوت اليومي او اضطرارهم الى ترك البلاد تحت طائلة الحصار، اضافة الى المآسي التي تتعرض لها من تفشي الامراض وازدياد عدد الوفيات وخصوصا بين الاطفال وكذلك البطالة والفساد الاداري الذي يتفشى في كل مرافق الدولة ناهيك عن الاثار الاجتماعية المتفاقمة، فيما استغل النظام تلك الظروف لاحكام قبضته وتمرير سياساته الاجرامية اكثر من ذي قبل.                                                       

 

لا احد يستطيع التكهن بنتائج السيناريو الذي تعده الادارة الامريكية بمساندة حليفتها بريطانيا بشأن الهجوم المحتمل على العراق، لكن كل الدلائل تشير الى ان امريكا لو نفذت تهديداتها فلن تكون عواقبها لصالح الشعب العراقي، بل لاتتعدى تغيير الوجوه، فما تسمى بالمعارضة العراقية بما فيها المجلس العسكري المنبثق عن الاجتماع الذي عقد في لندن مؤخرا والتي تبارك النوايا الامريكية لاتتعدى كونها جماعات متفرقة لا تمثل الا نفسها وليست لها قاعدة جماهيرية داخل العراق.                                                                                                            

 

أما بقدرما يتعلق الامربالوضع في كردستان فانه في غاية الحساسية نتيجة تربص القوى الاقليمية واستعداداتهم للتدخل عسكريا في المنطقة وخاصة عساكر تركيا بحجة تخوفهم من اعلان دولة كردية رغم تاكيدات زعماء الاحزاب الكردية بالتمسك بوحدة ارض العراق ومطالبتهم بالفدرالية لكردستان رغم كونها لا تمثل المطاليب الحقيقية للجماهير الكردية في حقها المشروع  في  تقرير مصيرها. هناك مخاوف من افلات الاوضاع الى ما لا يحمد عقباها وقد تؤدي الى وقوع اصطدامات دموية بين الاقليات العرقية التي تتواجد في مناطق معينة من كردستان وخاصة مدينة كركوك التي دأبت السلطة على تنفيذ الاجراءات الشوفينية بتغيير طابعها القومي باستقدام مئات الالوف من ضعاف النفوس من العرب المواليين للسلطة وترحيل سكانها الاصليين من الاكراد. وكذلك فان اطماع تركيا في نفط كركوك قد تؤدي الى تحريك العناصر الموالية لها من التركمان لاثارة النعرات القومية بغية عدم استقرار الاوضاع وتمرير سياساتها التوسعية بضم كردستان العراق التي كانت تشكل ولاية الموصل في العهد العثماني والتي تدعي تركيا تبعيتها لها. ولا يستبعد تطبيق الفكرة القديمة / الجديدة بضم كردستان الى الاراضي التركية واعطاء الاكراد نوعا من الحكم الذاتي ضمن اطار الدولة التركية وقد تأتي الاجراءات التركية الاخيرة بالسماح بتدريس اللغة الكردية والبث الاذاعي والتلفزيوني باللغة الكردية ضمن هذا التوجه. وسوف يؤدي ذلك الى حرمان المناطق الكردية من النسبة المقررة البالغة 13% من حصة النفط المقررة بموجب برنامج النفط مقابل الغذاء التي خصصت لمنطقة كردستان.                                                                 

نقول للسادة الذين يبنون الامال على نتائج الضربة الامريكية المحتملة واللاهثين وراء العدالة الامريكية، لو كانت امريكا صادقة في ادعاءاتها بمعاقبة النظام العراقي، لماذا لم ولا تطالب بعزله عن المجتمع الدولي، اما كان اولى بها فرض حصار سياسي واعلامي على النظام واعتباراركانه خارجيين على القانون وتبنيه العمل على اصدار قرارات دولية بغلق سفاراتها وممثلياتها الدبلوماسية وتحريم كل انواع التعامل معه، بدلا من الحصار الاقتصادي الجائر على الشعب المبتلى بسياسة القتل والارهاب. الا تكفي 13 طن من الوثائق والمستندات التي شحنت من كردستان الى امريكا لادانة النظام وعزله دوليا وتقديم المجرمين من اركانه الى المحاكمة امام المحاكم الدولية بادانتهم بارتكاب جرائم ضد الانسانية بما فيهم رئيس الاركان السابق للجيش نزار الخزرجي ومدير الاستخبارات العسكرية السابق وفيق السامرائي المتواجدين حاليا في اوروبا. ان كثير من دول العالم والامم المتحدة كذلك لاتزال تتعامل مع نظام صدام كحكومة شرعية للعراق رغم تدميره للعراق واقامته المذابح بحق ابناءه وتسببه في تشريد الملايين منهم، وان قرار الامم المتحدة رقم 688 رغم كونه قرارا مهما لصالح الشعب العراقي لم يلزم النظام العراقي بتفيذ بنوده،  بل يدعو الحكومة العراقية الى الدخول في الحوار مع الامم المتحدة بشأن الية تطبيقه، وقد ارضخت الامم المتحدة فعلا للشروط التي فرضها النظام ووقعت مذكرة التفاهم معه حول تنفيذ قرار 966. وفي الاونة الاخيرة  اجتمع السيد كوفي أنان السكرتير العام للامم المتحدة مع وزير خارجية النظام للتفاوض بخصوص السماح لعودة لجان تفتيش الاسلحة الى العراق. ففي هذه المرحلة الحرجة يتوجب على كل الخييرين العمل على الاسراع  في اسقاط النظام الصدامي بكل الوسائل الاخرى بما فيها المطالبة بعزله دوليا ودعم الجماهيرالكادحة التي عانت الامريين على ايدي عصابة الاجرام  للقيام بانتفاضة شاملة والانقاض على مؤسسات القمع والارهاب واقامةالنظام الذي يراعي مصالحها الحقيقية،  قبل ان تتحول العراق الى مختبر جديد لاجراء اختبار القوة التدميرية للاسلحة الحديثة التي تنتجها المصانع الامريكية، ولو دخلت القوات الامريكية العراق سوف لن تخرج منها الى الابد وسوف تقوم ببناء القواعد العسكرية لضمان السيطرة الكاملة على المنطقة بأسرها. وقد يكون من نتائج التدخل الامريكي اسقاط صدام ولكن حتما سوف لن يحقق ما يتمناه الجماهير العريضة من ابناء العراق وكذلك الحال بالنسبة لجماهير كردستان.                                                                                                           

 

                                                                               11/8/2002



#صلاح_كرميان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تموز اسود ... ام حقد اتاتوركي اسود
- تركيا الكمالية ونواياها السياسية في المنطقة
- تركيا الكمالية ونواياها السياسية في المنطقة
- لا.. لأصوات لا تمثل المصالح الحقيقية لتركمان العراق
- حول تشريعات الحكومة الاسترالية الجديدة بخصوص " مكافحة الارها ...
- شؤون وشجون الجاليات الكردية
- ماذا يهدف وفيق السامرائي من تصريحاته حول توطين الفلسطينيين؟
- لولا الخزرجي وأمثاله لما دام صدام


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل فلسطينيين اثنين في جنين بعد مهاجم ...
- رئيسي يندد بالعقوبات الغربية المفروضة
- إزالة 37 مليون طن من الحطام المليء بالقنابل في غزة قد تستغرق ...
- توسع الاتحاد الأوروبي - هل يستطيع التكتل استيعاب دول الكتلة ...
- الحوثيون يعرضون مشاهد من إسقاط طائرة أمريكية من نوع -MQ9-.. ...
- -الغارديان-: أوكرانيا تواجه صعوبات متزايدة في تعبئة جيشها
- هجوم صاروخي من لبنان يستهدف مناطق في الجليل الأعلى شمال إسرا ...
- السيسي يوجه رسالة للعرب حول فلسطين
- الأمن المصري يضبط مغارة -علي بابا- بحوزة مواطن
- نائب نصر الله لوزير الدفاع الإسرائيلي: بالحرب لن تعيدوا سكان ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صلاح كرميان - العراق بين المطرقة الامريكية وسندان النظام .. والبديل الامثل!