أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح كرميان - لا.. لأصوات لا تمثل المصالح الحقيقية لتركمان العراق















المزيد.....

لا.. لأصوات لا تمثل المصالح الحقيقية لتركمان العراق


صلاح كرميان

الحوار المتمدن-العدد: 114 - 2002 / 4 / 27 - 09:14
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    




يتواجد التركمان في بعض مدن كردستان العراق التي تخضع لادارة الاحزاب الكردية منذ عام 1991 اضافة الى بعض المناطق الخاضعة للسلطة العراقية. عانى التركمان كبقية ابناء الشعب في العراق من الاضطهاد والقمع منذ استيلاء النظام العراقي على السلطة في انقلاب 17 تموز/ 1968. فقد تعرض الناشطين التركمان الى الملاحقة والتعذيب كغيرهم من الناشطين العرب والاكراد الذين عارضوا سياسات النظام الشوفيني.
وقد تهيأت للتركمان ظروف مواتية لممارسة حقوقهم الثقافية المشروعة في كردستان بعد الانتفاضة الجماهيرية لشعب كردستان سنة 1991 التي اجبرت السلطات العراقية الى ترك الاقليم وسحب اداراتها منها، حيث سمحت لهم بممارسة النشاطات السياسية واصدار الصحف والمجلات ولهم محطات اذاعية وتلفزيونية تبث بلغتهم المحلية. ولكن رغم هذا فان الاحزاب التركمانية التي تتبنى اتجاهات قومية او مذهبية على الاغلب تتمادى في الاعتراف الصريح باقليم كردستان كموطن للاكراد بل انها تشوه الحقائق بشأنه، وقد دأبت تلك الاحزاب على ممارسة انتهاكات وخروقات تنفيذا لرغبة السلطات التركية التي لاتروق لها رؤية الاكراد في وضع يؤهلهم لادارةشؤونهم ذاتيا.
وفي خضم التوقعات المرتقبة والاحاديث التي تجري بشأن مستقبل العراق في حالة تعرضها الى الهجمة الامريكية التي تبدو وكأن الادارة الامركية تتهيأ لها ضمن حملتها الراهنة ضد ما تسميها بالارهاب بعد احداث 11 سبتمبر، خاصة بعد تدخلها وتثبيت وجودها في افغانستان، برزت اصوات هنا وتحركت اقلام هناك تعبر عن توجهات مشبوهة متزامنة مع التوجهات الرسمية التركية في طرحها لمسألة الاقلية التركمانية على الادارة الامريكية وبالاخص اثناء زيارة رئيس الوزراء التركي بولند أجويد لواشنطن والتي تهدف بشكل اساسي الى عرقلة اية جهود قد تؤدي الى خلق كيان كردي أو اية صيغة سياسية للحكم ضمن عراق ما بعد صدام. مما لا يقبل التأويل ان ظهور تلك التوجهات في هذا الوقت بالذات ليست مصادفة، وانما تأتي ضمن اطار مخطط تركي اعد مسبقا من قبل مجلس الامن القومي التركي والمخابرات القومية التركية " ميت ". فبعد مرور 11 عاما على حرب الخليج الثانية وما تلتها من الظروف القاسية التي عانت خلالها الجماهير العراقية من الحصار الاقتصادي الظالم على الشعب العراقي علاوة على قسوة القمع والاستبداد التي دأب النظام على ممارستها دون الاكتراث بالقوانين والمواثيق الدولية التي تؤكد على وجوب احترام حقوق الانسان وخاصة قرار 688 الصادر من الامم المتحدة، وبدلا من الدعوة الى ضرورة توحيد الجهود التي من شأنها انقاذ الشعب العراقي من محنته والعمل على فضح جرائم النظام العراقي التي طالت ابناء جميع القوميات والاقليات والطوائف، نلاحظ تلك التحركات التي تفوح منها رائحة العنصرية والحقد الاتاتوركي ضد كل ما هو غير تركي تحاول اثارة الاحقاد بين الاخوة التركمان. فالكاتب نصرت مردان يحاول جاهدا في سرده التاريخي عن قلعة كركوك في موقع النهرين افهام القارئ بان مدينة كركوك كانت ولاتزال لها خصوصية تركمانية منذ ان استوطن التركمان فيها في عهد السلاجقة ( الذين جاءوا اصلا كغزاة من اواسط اسيا ) ومستشهدا بأسماء تركية اطلقت على الجوامع وبعض الاماكن العامة متناسيا انها مخلفات عثمانية يمكن ملاحظتها في جميع الدول والامصار التى كانت ترزخ تحت سيطرة العثمانين ودون ان يشير الى سكان الاصليين الاكراد الذين سكنوا كردستان منذ مايقرب 5000 الاف سنة وعانوا من نير الغزاة القادمين من اواسط اسيا من امثال هولاكو وتيمورلنك وجنكيزخان وسلاطين ال عثمان، فيما يطلق بعض اخر تخرصات تنم عن الحقد والكراهية للاكراد والعرب وتبث روح الشوفينية التي تنادي بها عصابات الذئاب الرمادية في حزب الحركة القومية الفاشي في تركيا.
ان مبغاة هذه التحركات المشبوهة هي تقويض الفرص التي تسنح للشعب الكردي التمتع بالحرية والتخلص من الظلم القومي الذي لاقوه على مر السنين على ايدي الانظمة المستبدة، وان ما يدعو للاستغراب هو التخوف من اي تغير قد يكون لصالح الشعب الكردي الذي من المؤكد لن يكون على حساب الحقوق المشروعة للتركمان الذين ليس لديهم شئ يفتقدونه حيث انهم يعانون من الظلم القومي من النظام كما يعاني الشعب الكردي وانهم سوف يكونون اوفر حظا في حالة تمتع الاكراد بحقوقهم كما حصل في اعقاب اتفاقية 11 اذار سنة 1970 وما يحصل الان في كردستان من افساح المجال امام التركمان والاشوريين لممارسة حقوقهم.
يتطرق بعض ضيقي الافق الى اتهام الاكراد كشعب بالعنصرية دون تحديد جهة سياسية معينة ان وجدت مشيريين بذلك الى احداث كركوك الدامية سنة 1959 التي اثارتها الحركات السياسية العنصرية العميلة التي زرعت الاحقاد بين فئات الشعب وراحت ضحيتها عشرات الابرياء من الكرد والتركمان. ان الاكراد والتركمان عاشوا سنوات طوال في كركوك كشعبين تربطهم اواصر المحبة والمصير المشترك فلم تكن القومية واللغة والمعتقد مصدر الخلاف فيما بينهم، فاذا كان التركمان يفخرون بادباءهم وفنانيهم فيجدر القول ان من اشهر هؤلاء كانوا من الاكراد وساهموا في اغناء الثقافة والفن باللغة التركمانية واورد هنا امثلة حية لهؤلاء الذين يدعوون خصوصية كركوك التركمانية وينكرون الوجود الكردي في كركوك او يعتبرونهم مهاجرين دخلاء وهنا لسنا بصدد بيان نسبة الاكراد او التركمان او العرب في كركوك فهناك احصائيات رسمية وادقها احصائية عام 1957 التي يمكن اعتبارها مرجعا لهذا الغرض. فالمعروف لدى التركمان انفسهم ان الشاعرالكبير(هجري ده ده) والفنان (رشيد كولة رضا) والمطرب الشعبي (هابة) والفنان (فتح الله التون ساس) الذين يعتبرون من اشهر الفنانين التركمان كانوا اكرادا ولم يتنكروا لاصولهم وتغنوا قصائدهم والحانهم باللغة التركمانية دون اية نوازع قومية، وهناك مئات من العوائل الكردية اكتسبوا اللغة التركمانية واصبحت عندهم لغة للتخاطب فيما بين افراد العائلة بمرور الزمن* ونتيجة التأثير الذي خلفته السلطة العثمانية.
ان الحرص على مصالح التركمان لا تعبر باثارة وترويج الافكار العنصرية ويجدر بالسادة الذين يتباكون على مصير قلعة كركوك التي افرغها النظام العراقي من الوجود السكاني وخرب المعالم السكانية فيها ومن واجب كل انسان ان يدينها، يجدر بهم بالمثل ادانة جرائم النظام الوحشية في عمليات الانفال وقصف حلبجة وتجفيف الاهوار وكذلك جرائم مذابح الارمن وقتل وتشريد الاكراد ومنعهم من استعمال لغتهم وثقافتهم بل وحتى انكار هويتهم القومية في تركيا التي تدعي الحرص على حقوق التركمان وتحرك عملائها لاثارة الاحقاد والفتن والشقاق. يجدر بكل انسان حر شريف بغض النظر عن قوميته ان يتسم بالمبادئ الانسانية السامية ونشر روح المحبة والوئام ويدعو الى التآلف والتعاضد الانساني بوجه كل اشكال الظلم والاستغلال في اية بقعة يعيش فيها بدل من العزف على اوتار التفرقة والشقاق التي لاتخدم تطلعات الشعوب نحو الحرية والانعتاق.




#صلاح_كرميان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول تشريعات الحكومة الاسترالية الجديدة بخصوص " مكافحة الارها ...
- شؤون وشجون الجاليات الكردية
- ماذا يهدف وفيق السامرائي من تصريحاته حول توطين الفلسطينيين؟
- لولا الخزرجي وأمثاله لما دام صدام


المزيد.....




- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...
- DW تتحقق - هل خفّف بايدن العقوبات المفروضة على إيران؟
- دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين بعد مز ...
- الدفاع الروسية تعلن ضرب 3 مطارات عسكرية أوكرانية والقضاء على ...
- -700 متر قماش-.. العراق يدخل موسوعة -غينيس- بأكبر دشداشة في ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على خطط المراحل القادمة من حرب ...
- زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة
- اكتشاف ظاهرة -ثورية- يمكن أن تحل لغزا عمره 80 عاما
- بري عقب لقائه سيجورنيه: متمسكون بتطبيق القرار 1701 وبانتظار ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح كرميان - لا.. لأصوات لا تمثل المصالح الحقيقية لتركمان العراق