الانتفاضه العراقيه 1991 الثورة المظلومة

وميض خليل القصاب

الحوار المتمدن-العدد: 3294 - 2011 / 3 / 3 - 21:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

الثورة الشعبانيه أو الانتفاضه الشعبانيه أو مايسمى في عهد صدام بالغوغاء , مر عام اخر عليها وذكراها تمر بسرعه خاطفه بلا أن يقف حولها الكثيرين لامن اعدائها ممن وصفوها بأبشع الاوصاف ولامن محبيها ممن جعلوها اقرب لمعركه الطف وكربلاء
الحكايه بدأئت بمشهد جندي عراقي عائد وهو يسحل بندقيته المتكسرة وهي اخر ماتبقى له من حطام الجيش العراقي العظيم الذي حرقته طائرات الامريكان وهو يقف بلا أطلاق رصاصه في منتصف طريق المطار في الكويت بعدما خدع الروس صدام حسين واقنعوه ان يعلن وقف اطلاق النار ويقوم بأنسحاب غير مدروس سبب الجلطه لعباقره الجيش العراقي وهم يشاهدون مؤسستهم تنهار بدون منحها فرصه الدفاع عن النفس
وقف الجندي وهو مجهول الهويه سنيا كان أم شيعيا أو مسيحي أو ربما كردي لان الجيش لم يتوقف عن تجنيد المسيحين والاكراد من سكان مناطق شمال العراق حتى مابعد 1991 بعد اعلان مناطق الاكراد
وقف الجندي وقدماه متقرحه من الركض من الكويت للبصره وقف يحدث في جداريه فنيه للقائد صدام حسين وهو يعمر مدينه الفاو في منتصف مدينه البصره ,وقف الجندي سحب اخر رصاصه واطلقها في الصوره
هذه القصه الحقيقه لبداية أول ثورة ضد دكتاتور عربي في الشرق الاوسط خلال ال25 عام الماضيه , ماحدث بعدها غير واضح الملامح ولا يوجد مؤرخ منصف أرخه بصورة حياديه ,اعلام حزب البعث والفكر البعثي والحكومي العراقي السابق وكثير من العراقيين ليومنا هذا يسموها الغوغاء كما اطلق عليها التلفزيون الحكومي , ولدينا حكايات عن عمليات سلب وتخريب قامت بها مجاميع قادمه من خلف الحدود العراقيه
اما المعارضين فيصفها الاحزاب الاسلاميه بأنهم فجروها وسلحوا الاهالي وقاموا بأعتقال الحزبين المجرمين بحق الشعب وان الجيش العراقي كاد يستسلم لولا ان الحكومه عقدت صفقه مع الامريكان لتخلق مناطق منع الطيران وتستلم للامريكان مقابل ترك الاكراد وشأنهم واطلاق يدها في الشعيعه مستعينه بطيران الهليكوبتر
تلاها مذبحه اباده لاتقل عما نراه اليوم من قعاليات للقذافي في ليبا وصل عدد القتلى فيها الى عشرات الالوف او اكثر بألاضافه للمقابر الجماعيه التي يختلف الراوي فيها حسب الاعلام المعارض الجديد والحكومي الجديد
مااذكره وانا ابن الثانيه عشر ان الراديو وقتها كان وسيله المعلومات الوحيد بصوت شاحب من اذاعه مونتكارلو نقلت لنا صور عن اعمال عنف ومواجهات تشبه مايحدث اليوم في ليبيا بين اهل الجنوب العراقي ,وسرعان ما ملىء بغداد اخبار عن سحل وحرق البعثيين مما أرعب الحزبين وجعلهم على ابهه الموت دفاعا عن الحكومه وتم ارسال الوحدات العسكريه المخلصه للحكومه لتقمع المتظاهرين جنوبا وتم شحنهم بأخبار ان الحرب يقودها فيالق من المعارضين ممن خدموا ضمن فيالق الجيش الايراني خلال حرب ايران التي لم يكن قد مر عليها اكثر من عماين ولاتزال الاحقاد مفتوحه وفكره ان يكون هناك عراقي حارب ضد الجيش العراقي مع اعداء الاعوام التسعه مرعبه للجندي ابن المناطق الغربيه والشماليه العربيه والتي قدمت مئات الشهداء خلال تلك الحرب وخصوصا ان مانسمعه من اعلام الحكومه ان القادمين سيحرقونا ويخربون بلدنا ,المضحك ان ماحدث في 2003 كان تقريبا ماتنبأت به الحكومه ولكن الصوره يوم 9 نيسان وبغداد تحترق لم تستنجد الجنود المنهارين من الحرب والحصار لمده 13 بعد حرب الكويت
ماحدث هو وصمه عار في جبين العراق الاخ قتل اخاه وتم تصفيه وتهجير وتدمير مناطق الجنوب العراقي ,تم تحطيم الاهوار العراقيه وزرعت اول بذور الطائفيه والفرقه بين ابناء البلد بعدما قررت الحكومه ان تشمل تلك الاجزاء بنقمتها لانهم تجرأو ضد الحاكم فشملتهم بأسوء انواع الخدمات ,والمضحك ان اليوم ابناء تلك المناطق يردون الفعل لاهل بغداد بعباره بغداد كانت منتفعه من الحاكم ,فحولهم الحاكم طوال 13 عام الى ارض فقر وبؤس ومرض ورد ابنائهم ممن تلوه في الحكم الصاع بتحويل العاصمه لمزبله
خرج الاكراد من الصراع وهم يملكون اول مكسب في تاريخ صراعهم الطويل مع السلطه وامريكا بأكملها تقف ورأئهم ولكن احتاجوا مايقارب الاعوام الخمسه ليتجاوزا حربا شبه اهليه لان الاحزاب ارادت ان تجير لحسابها المكسب الكردي الذي دفع فاتورته 120 الف قتيل في الانفال ,ومن مهازل القدر ان في عام 2006 عقدوا مؤتمر لشرح معاناه ومأسي الحرب الكيمياويه وكان ابن ضحايا الحرب يجلس ليمسح الاحذيه في باب الفندق الفخم موقع المؤتمر وكأن الله يختار بالنعمه اقوام والنقمه اقوام
لاتوجد قصص تفي ماحدث في انتفاضه شعبان التي جيرت ظلما وكأنها انتفاضه شيعه ,الذي حدث ان العراقين بدأو انتفاضه عامه ضد الحاكم ولكن سرعه قفز القافزين ممن ارادوا تجير المسئله لحسابهم واستعجالهم في تصفيه الحسابات وحرق مايدين سنوات التخابر السري مع حزب البعث من وراء الحدود واستغلال الطغمه من الرعاع الموقف لاطلاق العنان لنفسياتهم المريضه كانت فرصه لتستغل الحكومه السابقه الفرصه وتجير الوضع لصالحها لقمعهم , ايضا امريكا والعرب لعبوا لعبه غير نظيفه ويستحق ان يتم عرضهم للمحاكم الدوليه عليها ,قرروا ان يضعوا مصالحهم فوق الكل وينفخوا الروح في جسد مريض ليبقى صدام يبيعهم النفط ويهرب النفط وهم يكسبون ويبنون قواعد في الخليج ويطمئن الخليج من قص شوارب وانياب القط الكبير الذي ارق احلامهم من يوم صعوده للسلطه
انتفاصه عراقيه خالصه تم تحويلها اليوم لعلاقه لاستعراض بطولات غير موجوده وتم جعلها خرافه مقدسه لمن لم يحترق بنيرانها علما ان كثيرين من ابطالها الحقيقين لم يتم تعويضهم لامعنويا ولاماديا وتبقى مأساة 10000 الاف جندي عراقي قامت المعارضه بأخذهم معها لايران وهي تهرب من امام قوات صدام ,لم يعد اي منهم ولايعرف لهم سجن ولاتعترف اي حكومه عراقيه او ايرانيه بوجودهم والصليب الاحمر يصفر وجهه عندما تسئل عنهم مع وجود اشاعات عن سجن في مكان ما في دوله شقيقه يضم بقاياهم او رفاتهم
اليوم اشاهد ليبا واسئل لو كان هناك موبايل او انترنيت او اعلام مثل اليوم هل كانت الانتفاضه ماتت ؟هل كان تاريخها سيبقى معتم ومحرف لليوم ؟
الرابط التالي للانتفاضه في وكبيديا واي فرق مابين حكايتي وحكايتهم انني انقل لكم ماسمعته من اشخاص كانوا هناك وحكوه لي عبر الاعوام التي تلت اما هم فمصادرهم وثائق وكتاب وكل ينقل على ذمته
العربي
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B6%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9
الانكليزي
http://en.wikipedia.org/wiki/1991_uprisings_in_Iraq

#وميض_خليل_القصاب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل