شيرزاد همزاني
الحوار المتمدن-العدد: 3290 - 2011 / 2 / 27 - 19:43
المحور:
المجتمع المدني
أول أمس قرأت على صفحات بيامنير أن هناك أحتفال جماهيري في هولير العاصمة , وأن السيد نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني حضر وقدم شكره لأستباب ألأمن , ثم كانت هناك رسالة كاك كوسرت الى أهالي السليمانية , وفي أعلام كَوران قرأنا أن أعضاء الحزب الدبمقراطي الكوردستاني أستسلموا للحركة و طبعاً نجم ألأحداث السيد نوشيروان مختفي .
نأتي مجدداً ونلقي نظرة على كوردستان , في السليمانية مظاهرات وهجوم على مقرات الحزب الديمقراطي الكوردستاني وفي أربيل هجوم على مقرات كَوران وأحتفال وفي كركوك أستنفار أمني بأعتبارها مركز التصادم العراقي – العربي – الكوردستاني ودهوك العزيزة نائمة وغافية في كسلها السياسي . تناقضات ظاهرة للعيان , رغم أن السبب وراء الهجوم على مقرات البارتي في السليمانية مقصودة من حركة كَوران أذ أن الحركة بعد أن فشلت في أقصاء ألأتحاد من الساحة الساسية – بسبب دعم البارتي للأتحاد – تحول الهجوم على البارتي .
لكن علينا أن لا ننسى واقع كوردستان وما يعانيه من فساد مالي , أداري , سياسي . هذه المشاكل التي أتفق مواطنوا كوردستان عليها والتي أختلفوا على أتخاذ أي أجراء ضدها أو مجابهتها بأي خطوة جماهيرية من قبيل المظاهرات العامة الشاملة أو ألأعتصامات. فمظاهرات السليمانية وهجومهم ألأول فقط ضد مقرات البارتي قد أوضح وبجلاء من هم وراءه , إذْ أن الكل مشتركين في الفساد وليس البارتي فقط .
وكما أن مظاهرات السليمانية كانت مدبرة ومسيسة وسعي من كَوران (لأشعال الحرب ألأهلية وأنشاء حكومة كَورانية في السليمانية وقد فشلوا في سعييهم ) فكذلك هي أحتفالات أربيل مدبرة ومسيسة . فعندما تحتفل هولير في حين أن هناك مظاهرات وقتلى في السليمانية فأن ألأمر يثير العجب .
ودهوك الغافية الكسولة سياسياً والتي تردد لظل القائد الضرورة والتي ترى أنه إذا لم يَقُدْ حِزْبٌ ما ومن ورائهم قيادة هذا الحزب ألأمة الكوردية فأنه لا بـــــقاء لكـــوردستان بعيدا عن تلك القيادة . دهوك الكسولة سياسياً والتي تمكنت ألأحزاب من شراء آغواتهم ووجهائهم والكثير من مثقفيهم (وأسكات الباقيين) ودكاكينهم وعقاراتهم , دهوك التي تمكنت ألأحزاب من أستعبادهم بالمال ودون أن يتكلفوا بقطرة دم .
وكركوكنا المقدس , قدس كوردستان ومركز التوتر السياسي والنفطي والمالي والقومي ومحطة أنظار الجميع . منهم من ينظر أليها لأجل النفط ومنهم من يعتبرها قضية كسر شوكة المستوطنيين العرب ممثلي تسلط العراق العربي على كوردستان ومنهم من يعتبرها قضية قومية , قدس كوردستان تتلاعب بها أيدي الفاسدين مالياً وأدارياً وسياسياً فلا عجب أن تكوني متوترة دائماً .
في خضم هذا الخبث السياسي و الصوت العاقل الكوردستاني المستقل غير موجود أو مهمش ومنفي أشد ما يكون التهميش والنفي , فألأحزاب تمكنت بقوتها المالية والعسكرية من تجييش وتجيير كل شئ . لا ضير في أن يتحزب الشارع لكن الضير في أن يتحزب الشارع لأحزاب فاسدة ومستعدة لأعادة وأشعال الحرب ألأهلية في سبيل السلطة والمال . في خضم هذا الخبث السياسي نرى المواطن في كوردستان متفقاً على همومه ودائه ومشاكله ونراه مختلفاً على الأتحاد في أتخاذ الخطوة اللازمة .
لماذا , لأن دهاء وخبث ألأحزاب الكوردستانية أكبر من المواطن ولأن المناطقية الكوردستانية لا تزال قوية . فنوشيروان حرك السليمانية – وقبله فعلها مام جلال – بعد أن فشل سياسياً في مواجهة البارتي , وبالمقابل البارتي حرك أربيل . هذه ألأحزاب تسعى لأبقاء المناطقية في كوردستان , كانت الحكومات السابقة تسعى الى أبقاء وزيادة المناطقية قوة بسياستها المتعمدة على سبيل المثال أرسال الجحوش من دهوك الى مناطق السليمانية وأرسال الجحوش من أربيل والسليمانية الى مناطق دهوك , واليوم أحزابنا تسعى وبكل الجهد الى تزكية الروح المناطقية والعشائرية فقط بغية أستمرار السيطرة على كوردستان وأخضاع المواطن الكوردستاني وكأن السليمانية ودهوك وأربيل وكركوك كلٌ يقع في كوكب وليسوا مدناً في كوردستان واحدة .
من المعروف أن البناء في أربيل جارٍ وبشكل كبير - الشركات والمسؤلين الحكوميون هم المستفيد ألأول وليس المواطن – وفي السليمانية على مستوى أدنى وفي دهوك بصورة أقل , إذ أن أهل دهوك معتادون على الشكر والحمد لصاحب الظل , وذلك لأن التخطيط والميزانية تمر عبر ألأحزاب وليس عبر الحكومة . وهذا أحد أسباب توتر كَوران مع البارتي فالمال والدولار يمر عبر ألأتحاد – حسب ألأتفاقية ألأستراتيجية بينهم والتي سمعنا عنها ولم يتمكن ألا أولوا ألأمر من ألأطلاع عليها – فكَوران لا تزال محرومة من رأس المال والبارتي وألأتحاد لن ولن يسلموا لهم كل ما يريدون بدون مفاوضات وقتلى . لنبقى قليلاً مع أكذوبة بناء كوردستان .
نظرة سريعة على عمليات البناء في كوردستان – البناء الذي يعكس سيطرة ألأحزاب على ألأقتصاد – نرى بوضوح أنها عملية تستند على ضخ المال بالطريقة التي يختارها الحزب المسيطر . فبعد تعمير هولير – ويقصد بالتعمير زيادة ألأغنياء غنىً والفقراء فقراً عن طريق منح ألأغنياء الأراضي العقارية لبناء المشاريع السياحية والخدمية وبيعها للفقراء بأضعاف مضاعفة - تحول ألأعمار الى دهوك في حين أن ألأعمار في محافظة السليمانية أبطأ قياساً الى حجم هذه المحافظة, وإذا سألت أي مواطن سيخبرك أن ألأتحاد الوطني الكوردستاني (سابقاً) وألآن هم وكَوران يسرقون حصة السليمانية من الدخل العام . في حين أن البارتي أيضاً يسرق ولكنه يبني أيضاً . وللأسف هذا هو الواقع. فالدخل العام – الجزء المسموح بمعرفته – يوزع بين ألأحزاب وهذا هو الفساد بعيينه وهي سرقة لأموال الشعب في وضح النهار . التفاوت الطبقي في كوردستان أصبح شاسعاً وهذا من نتائج هذه السياسات , لا يوجد تخطيط حكومي لآن حكومتنا هي حكومة أحزاب وليست حكومة مواطنيين , سيقولون أن المواطنيين أنتخبوها , أقول نعم ونعرف كلنا كيف يتم ألأنتخاب وكيف تُدار السياسة في كوردستان .
عندما نرى السادة في حكومة أقليم كوردستان وألأحزاب الكوردستانية يعودون ويكررون أكاذيباً مللنا من سماعها من قبيل , سننظر بعين الجد الى مشاكل المواطن ونحاول حلها , نحاول جاهدين توفير الخدمات والى آخره , نسألكم كم عشرين سنة تريدون لتمتلئ جيوبكم وترحلوا لأن لا أحد يصدقكم – أقصد لا أحد ممن لم تشتروهم بعد ولا أحد من المواطنيين العاديين المحروميين من كل شئ – لا أحد يستطيع أن يصدقكم وهو يشاهد تملككم للعقارات وبناء الدور وتملك مراكز التسوق , لا تطالبونا بالوثائق فأنتم لصوص ذوي خبرة أكثر من لصوص كهف علي بابا وألأربعين حرامي . الحالة ألأجتماعية وألأقتصادية في كوردستان تشاهد لا أستقراراً وتخبطاً جراء سيطرة ألأحزاب الأقتصادية والعسكرية وألأعلامية .
بماذا يمكن أن نصف حال كوردستان مع هذه ألأحزاب الثلاث – هذه الشركات الرأسمالية التي لا تشبع – أنهم فاسدون ولصوص وللأسف أن نجد السيد رئيس أقليم كوردستان مسعود البارزاني مستنداً عليهم في طموحه ورغبته بالسير بالحركة والواقع السياسي الكوردستاني نحو ألأفضل .
شعب كوردستان هو جسد الجركة التحررية الكوردستانية ورأس المال سابقاً أحتاجه قادتنا لشراء السلاح لهذه الحركة واليوم يأخذون رأس المال ليزدادوا غنىً ويجوعوا الشعب ,أما من يهتم فقط بقتل الشعب الكوردستاني وليس بسرقته , فأستناداً الى سياسة هذه ألأحزاب الخبيثة فأن هذا العدو سيأتي في المستقبل القريب .
#شيرزاد_همزاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
