منْ يقود المظاهرة ؟ !!!

عمّار يوسف المطّلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3288 - 2011 / 2 / 25 - 07:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

العراقيّون بين نارين : بين نار بقايا البعث الفاشستي و رمضاء الفساد !
قبل أن تبدأ المظاهرة ، قفز فلول البعثيين ببيانٍ وضيع يدعو المتظاهرين إلى تحرير العراق من الأمريكان و الفرس .. و المقصود بالفرس في قاموسهم العفلقي الشيعة و أهل جنوب العراق !
إن اندسّ البعثيون في المظاهرة ، فسيكون ذلك إيذاناً بإفراغها من هدفها النبيل المتمثّل بإسقاط الفساد .
إنّ البعثيين لن يتورّعوا عن القيام بأيّ عملٍ قذر من أجل تحويل المطالب النبيلة للشعب العراقي إلى أعمال عنف و دم ، فهم لا يتنفسون إلا في تلك الأجواء .
ثمّة مواقع معروفة بعدائها للشعب العراقي تضمّ مجموعةً من صحفيّين مرتزقة مشهورة بعهرها و انعدام الشرف لديها .. تجد بعضاً من أولئكَ كان في طليعة المطبلين لنظام صدام حين احتلّ الكويت ، و حين قمع الشعب العراقي في انتفاضة آذار من عام ١٩٩١ ، و هاهم اليوم قد ركبوا موجة الاحتجاج ضدّ الفساد و المحاصصة !!!
تضمّ تلك المواقع أيضاً أسماء مستعارة تمتاز بأسلوبها الهابط الذي يشوّه القضيّة النبيلة باستخدام لغة مُنفّرة مليئة بالشتائم تأخذ المطلب النبيل إلى متاهات الأزقّة و غبارها !
إنّ العراقيّين يحتاجون إلى قيادة حقيقيّة للمظاهرة لا إلى بيانات لا تعرف شيئاً عن أصحابها ، أو أهدافهم . و العراقيّون في الداخل و الخارج يحتاجون إلى لغةٍ موضوعيّة واضحة الأهداف و منطقيّة ، لا إلى بيانات حماسيّة فارغة !
إنّ الفورة العاطفيّة قصيرة الحياة ، و ما يحتاجه المتظاهرون هو قيادة شبيهة بقيادة الشباب المصري ، معروفة الأسماء و الأهداف..
بصريح الكلام تحتاج المظاهرة إلى قيادة حقيقيّة ، فالأشباح لن تسقط فاسداً مدجّجاً بالخبث و القوّة و الألاعيب الشيطانيّة ، و الضحايا و الفقراء يحتاجون فماً بشريّاً و عينين بشريتين .. يحتاجون وجهاً و وواجهة تفاوض عنهم و تملي مطالبها ، و لا تُفرّط فيها .
هل نحتاج أن نذكّر أصحاب البيانات المختفين وراء الستائر بالفتاة المصريّة أسماء محفوظ أو وائل غنيم و سواهما ؟..
سجّلت الفتاة المصريّة البطلة على اليوتيوب مقطعاً بالصوت و الصورة ، قالت فيه إنّها ذاهبة تتظاهر في ميدان التحرير ، و إن تطلّب الأمر أن تكون وحدها !!!
إنّ مكافحة الفساد لا تحتمل التأجيل ساعة واحدة ، فنحن نتعامل مع بشرٍ يتعذّبون و يتامى يأكلون التراب ، و أرامل تسكن بيوت الصفيح ، و ما أعظم الإمام عليّ حين أشاروا عليه بأن يترك معاوية في الشام ، حتّى تحين الفرصة المناسبة ، فأبى أن يشترك مع معاوية في ظلمه بالتسويف و التأجيل !
إنّ قائمة المطالب تجتمع حول مطلبٍ مركزيّ هو القضاء على الفساد و المفسدين اللصوص ، بوضع آليّة لا تدع مجالاً ليد السارق أن تسرق الوطن و المال العام ، و لنْ يتحقق ذلك إلا بالقضاء على نظام الحصص الذي يبوّأ مَن ليس كفؤاً منصباً لا يستحق !
ثمّ هناك البيئة الظمأى و الجنوب الذي يتصحّر بفضل سياسة تركيا التي حوّلت ميسان مثلاً إلى حقول نفط من دون سكّان من دون أن تحرّك الحكومة ساكناً ، فهي مشغولة بتوزيع المناصب و الغنائم و السرقات! !
القائمة طويلة و الخراب يعمّ وطناً أحببنا .. وطناً نريد له أن يعود معافى ، لننعم براحة بالٍ حلمنا بها طويلاً !

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات