أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تيسير عبدالجبار الآلوسي - الدفاع عن الإنسان وحقوقه يقتضي الحرص على خصوصياته واحترام منطق التنوع والاختلاف عنده















المزيد.....

الدفاع عن الإنسان وحقوقه يقتضي الحرص على خصوصياته واحترام منطق التنوع والاختلاف عنده


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 982 - 2004 / 10 / 10 - 10:13
المحور: حقوق الانسان
    


في عصر الحريات وحقوق الآخر في الوجود المخصوص وفي استقلالية الشخصية والمحافظة على هويتها على الصُعُد والمستويات الإنسانية كافة؛ يجد المرء نفسه ملزما بمقولة, تنتهي حريتك حيث تبدأ حرية الآخر... كما ينبغي لدعاة الحقوق التوقف عند قبول الآخر من حيث هو وليس من حيث يريدون... فضلا عن مسألة مهمة وخطيرة تكمن إطلاق منطق الحوار وتبادل الرؤى من دون تحديدات أو تقعيدات الشروط المسبقة...
من هنا كان الحوار يقبل بالآخر ومنطقه ويلتزم تقديم فرصة الاستماع بل الإصغاء إلى رؤاه وحتى دعم عرض تلك الرؤى على أطراف الحوار وتبادل الرؤى ومناقشتها, طالما التزم الآخر بالمنطق التبادلي والتداولي للأفكار بعيدا عن منطق المصادرة والاستلاب وأبعد منه عن منطق العنف وإكراه الآخرين على منطق لا يقتنعون به..
من هنا لم تجد الديموقراطيات المعاصرة في مختلف تلك الدول المتقدمة في التجربة [الديموقراطية] ما يجعلها تعترض على ممارسة الحريات والحقوق لأبعد القوى تعارضا مع تصوراتها حيثما احترمت القوى المعنية العقد الاجتماعي والقوانين العامة...
أما ونحن هنا في بلادنا نبدأ عهد بناء الدولة الديموقراطية ومؤسسات المجتمع المدني وإنْ كان الأمر لا يخلو من مصاعب جمة؛ فإنَّ ما ينبغي أنْ نتذكره هو التأسيس لقبول الآخر حتى ذلك الآخر الذي يقف على مستوى الدرجة 180 أي على النقيض في رؤيته منّا.. وطبعا لن يتحقق هذا الأمر بسهولة ولا مرة واحدة بل سيأتي عبر عملية تربوية طويلة...
وهذا يعني حاجتنا لاحتواء التقاطعات التي تحصل في ما يسمى حوارا وهو في جلّ ما يقدم به نفسه تقاطع سلبي أدخل في منطق الشتائم وتصفية حسابات شخصية فردانية [رخيصة].. ومع ذلك سيبقى واجبا أنْ نتعلّم التسامح ونمارسه وأنْ نغض الطرف عن الأساليب المتشنجة في تبادل الرؤى [الحوار] ونركز على الجوهري من رؤى الآخر حيث نجيب على المعطى الدلالي الذي يخدم التهدئة وتوفير أجواء الحوار الصحي الصحيح..
إنَّ أرضية كهذه لن يمكنها ضبط الأمور بعصا سحرية ولن تولد أو تحل فينا مرة واحدة؛ ولكنها تأتي مع التمسك الأكيد بالسلوك الذي يتطلبه منطق الحوار بل منطق العيش في مجتمع الحريات وحقوق البشرية, المجتمع المدني ومؤسساته ما يحفظ حق الفرد كما يرى ويؤمن, وليس كما يفرض عليه الآخر ولو كان هذا الآخر هو كل المجتمع مقابل حق ذاك الفرد في اختياره الذي لا يتقاطع مع المجتمع بطريقة عنفية بالتحديد..
الضمانة هي رفض العنف, رفض الإكراه, رفض القسر, رفض الاستلاب والمصادرة.. وفي هذا الموضع يمكن الحديث عن أمثلة واقعية في مجتمعنا من نمط الحديث عن مواقف الفرق والتيارات المختلفة من وسائل التعامل مع القوات الأجنبية في بلادنا ومن نمط أولويات الأحزاب والمجموعات العراقية في معالجة المشكلات الموجودة في راهن واقعنا...
ومن الطبيعي أنْ نتحدث عن العلاقة بين القوميات المتآخية في بلادنا وعن العلاقات الإنسانية وغيرها بين الفرق والمذاهب و[الطوائف]... فإذا كان دهرا من الزمن قد مضى كانت فيه تلك العلاقات قد تعرضت لأزمات خطيرة وشهدت تقاطعات تناحرية ودموية أحيانا بسبب من ظروف معقدة في تاريخ الاجتهادات والسياسات ما يمكن تفسيره بظروفه الخاصة..
ومن الطبيعي اليوم أنَّنا نمتلك ظروفا مختلفة تساعدنا على مغادرة كل مسببات المعالجات الهمجية الدموية والوحشية في حياتنا الإنسانية.. ويمكننا بمنطقنا المعاصر أنْ نجد معالجات ومقاربات موضوعية تمتنع على استدعاء السلبي من ذاك التاريخ ...
ولعلنا لا نعدم حالات ما زالت تعتاش على ثقافة الأمس الوحشية أو السلبية ببعض أوجهها تاركة كل الإيجابيات في تاريخنا بما يخدم مصالح قوى لا يمكنها البقاء في ظلال التعايش السلمي والتسامح واحترام الآخر.. طبعا مع مجابهة جدية مع جهالة بعض المتعالمين من الذين باشروا تهجي أسماءهم للتو وراحوا يملؤون المواقع و"منصات" الإعلام بـِ [شخابيطهم ]! ومجابهة أخطر مع أولئك الذين تركوا منطق العقل الذي تعلموه لأسباب شخصية ليركبوا منطق تصفية الحسابات لأسباب مرضية ليس موضع مناقشتها هنا...
من يدافع عن الإنسان لا يهمه إلا تحقيق الحريات والحقوق بأفضلية ملائمة للعيش الآدمي. والأكاديمي يتعامل مع منطق رياضي بمعنى امتناع الانحياز والأحكام المسبقة والناشط في حقوق الإنسان لا يهمه تهجمات تسائله عن أسباب دفاعه عن المجموعات البشرية المتنوعة الشخصية مختلفتها...
وللنظر ماتصورنا تجاه موقف إنساني يذكر مجموعة إنسانية وحقها في العيش مع اشتراطه عليها نبذ العنف وروح الإقصاء ؟ في الغالب سيكون الرأي الحكيم مع قطع الطريق على التناحر والاصطراع الدموي ووقفه.. لأن ما كان يمكن أنْ يحصل بالأمس لا يمكننا القبول باستمراره اليوم لما لسياسة التصفية الدموية من جريمة بحق البشرية.
ونجد حقنا هذا في العيش بسلام وتسامح ووئام مصادرا من أحكام بعض الأفراد الذين تلتمع لأسمائهم شاشات الأنترنت! وبعض الصحف التي تكيفت سريعا مع الهامش السلبي للدولة الديموقراطية ـ الصحف الصفراء ـ طبعا لا يمكن لهؤلاء استغفال الناس إلا حيث محاولات لوي أعناق الحقيقة وتشويهها باقتطاع بضع عبارات والسكوت عن تمام النص بما يخدم التأويلات التي تحرث الأرض لمصائب الشتيمة والأساليب غير الموضوعية في مشاطرة الآخر وليس في محاورته في فكره..
وكما ترون فإنَّ أولئك الشتامين ليسوا إلا جامعي عبارات من هنا وهناك في سابقة للتصيِّد في المياه العكرة.. ولا يمكننا رسم حدود معلومة لهؤلاء في سياساتهم إلا منطق الأمزجة المريضة و مستوى انحدارهم لمنطق العداء وتصفية الحسابات...
بينما في مسيرة الديموقراطية سنظل مصرين على تعميق وعي التسامح والتهدئة وتوفير أجواء الحوار وعلى الامتناع عن الاستجابة للاستفزازات والانجرار وراء مزالقها, على الرغم من احتدام التهجمات وشدَّتها على الشخصيات الوطنية التي تعمل جاهدة من أجل البناء وإعادة إعمار الذات المخربة..
لقد دفعني لهذا محاولة توضيحية لتعزيز ما يمتلكه شعبنا من رحابة صدر وسعة أفق ورجاحة حكمة ورشاد منطق وعقل وإبرازه بوجه أولئك الذين يمنحون أنفسهم حق النيابة عن الناس باسم الحديث عن هذه الفئة أو تلك [الطائفة] واحتكار الدفاع عن مصالح الفئة المعنية!
ويطفو على السطح اليوم الحديث عن تاريخ الاضطهاد للشيعة, والشيعة وجود إنساني كامل يقوم على الاجتهاد الفكري في قضايا دنيا ودين... وتناول هذه القضية أمر صحيح حيث جرت معالجتها بموضوعية وحكمة ورشاد وحيث لم يجرِ تحميل مجموعات اجتهاد أخرى مظالم هذه المجموعة.. كأن يزعم بعض الأنفار بناء العزل الطائفي بين الشيعي والسني ومن ثم اختلاق وافتعال الاختلاف والاصطراع بينهما بخلاف الحقيقة التي سجلها تاريخ العلاقة بين العراقيين من شيعة وسنّة وهي حقيقة التعايش السلمي وروح التسامح والأخوّة بينهما...
وهذه أرضية مهمة ورائعة مشرقة لبناء حاضرنا ومستقبل أبنائنا من جهة الروح الديموقراطي ودولة المؤسسات والاحترام المتبادل بين مجموع أطراف العيش في وطن متحضر كالعراق... ولن يوقف مسيرة التقدم تلك الأمراض الفردية عند أصوات تعرقل ولكنها لن تمنعنا من التطور والسير إلى الأمام حيثما شددنا على تجاوز تلك الأمراض ومعالجتها بما يتطلبه أمر معالجة الأمراض المقصودة...



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعي سلمان شمسة في ذمة الخلود
- الشيعة والسنّة وجود واحد وإنْ تناحرت بعض قياداتهما أو اشتدت ...
- الشيعة و السنّة بين الوجود الوطني والديني والإنساني الواحد و ...
- الحوار المتمدن ودروس الحريات والإصلاح المؤمَّلة
- رسائل عراقية الرسالة الأولى: تداعيات سريعة من غربات المهجر
- حول الانتخابات وضمانات أنْ تجري آمنة نزيهة حرة
- حول علاقات القوميات المتآخية في العراق وشؤون أخرى؟
- حول سلوك بعض المسؤولين وآليات عمل المؤسسات الحكومية في العهد ...
- لقاء مهم لوزير الدولة لشؤون المجتمع المدني بوفد المنظمة الوط ...
- !!! شخصياتنا الوطنية والثقافية وظاهرة الاستقالات .. الاحتجاج ...
- مقابلة مع رئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة
- احتفالية عالمية لصحيفة اللومانيتييه ومشاركة مجلة رابطة الكتا ...
- الحب والرحيل متابعة لرؤى -الآخر- النقدية في الأدب العراقي ال ...
- المثقف العراقي والعمل الجمعي بين الإحباط, السلبية وروح الانت ...
- حملة التضامن مع الأساتذة العراقيين تضامن مع كل أبناء شعبنا و ...
- لا وقت للانتظار ماذا فعلنا للتأكـّد من مشاركتنا في الإحصاء و ...
- رسالة إلى مثقفينا العراقيين في المهجر
- افتعال الأزمات ومطالب العراقيين ومحاولات المشاغلة بعيدا عن م ...
- إرادة السلام وإرادة التخريب
- موقع ألواح سومرية معاصرة


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تيسير عبدالجبار الآلوسي - الدفاع عن الإنسان وحقوقه يقتضي الحرص على خصوصياته واحترام منطق التنوع والاختلاف عنده