أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد طالب الأديب - ضرورة الحرية...














المزيد.....

ضرورة الحرية...


محمد طالب الأديب

الحوار المتمدن-العدد: 3286 - 2011 / 2 / 23 - 16:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"لا أحد يحب قيوده ولو كانت من ذهب"، فالقيود ثقيلة والحرية حلم الإنسان ومناه، فهي الوجود والحياة والوطن وبها تتجلى إنسانية الإنسان وإبداعاته، والحرية قيمة إنسانية سامقة لا تتجزأ فأما أن تكون أو لا تكون. ولا مساومة على الحرية ولا مداهنة، فإذا ما تحكم الاستبداد سياسياً كان أم دينياً أم اجتماعياً بفرد أو شعب أو أمة، فإنه لن يتمادى عن سفك الدماء، واستباحة الحقوق والحريات والكرامات، فالقلق داهم من تركز السلطة فضلاً عن استبدادها، ولابد من كبح جماح أي سلطة، فـ"السلطة المطلقة تفسد بصورة مطلقة"، والذين يتخلون عن الحرية من أجل الحصول على الأمن لن يكون لهم الأمن ولن يحصلوا على الحياة، وإن الحرية قضية الإنسان منذ أن أن وهبه الله الحياة، فمن طبيعة الإنسان بحثه عن حريته ليضمن بها حياته وكرامته واعتقاده بما يؤمن به لا بما يُكره عليه، والحرية طريق التنمية والنجاح والتقدم والإبداع، فالإنسان المقموع كالمقبور لا يستطيع أن يصنع حياة، وسيظل يشهد – كل يوم – احتفالات سحق إرادته وإنسانيته، وبالرغم من ضرورة الحرية التي لا تختص بشعب أو أمة دون غيرها، فإن الإنسان في بلدان العرب والمسلمين - اليوم - ما بين مستلب بسلطة استبداد أو أسير حكم وراثي أو مقهور ببطش سياسة أو مخدوع بفقه دين ليس من الدين أو ملوثة أدمغتهم بجراثيم التسلط والتكفير أو ضحية دموية فقهاء المال والجاه والسلطان.
إن أحداث تونس ومصر واليمن وليبيا والبحرين وإيران ومن قبلها سقوط الديكتاتور صدام، وتحرر جنوب السودان بعدها ما بعدها، فقد انكسر حاجز الخوف، وأدركت الشعوب أن كل الخوف من بقاء الطغيان والاستبداد، وإن الأنظمة المستبدة قد أكلت نفسها، وإن الواقعية الجديدة التي رسمها شباب وشابات (الفيسبوك وتويتر ويوتيوب) تترسخ يوماً بعد آخر، وأبرز معالم هذه الواقعية الجديدة: أن الحرية لابد منها، وإن أنظمة الاستبداد والفساد ضعيفة وواهية. وإن التفاؤل بتنامي الحرية في بلدان العالم العربي ليس محض أمنيات، وإنما الواقع يتحدث عن غد جديد بدأ يشرق على بلدان الشرق الأوسط لينتشر الى ما حوله، وما هذه الأيام إلا مخاضات الخلاص من حقبة الاستبداد والظلامية والفساد، وحتى إذا كان طريق الديمقراطية طريقاً طويلاً ومكلفاً، يبقى حجم التكاليف متبايناً بحسب عوامل داخلية وخارجية، فلو كان (جميع) العراقيين يفكرون بمنطق الحياة لما حدث كثير مما حدث، ولو كان العراق مجاوراً لدول كالسويد أو هولندا أو ألمانيا أو كندا أو سويسرا لما كان هناك إرهاب قطعان التكفيريين الانتحاريين، ولا كان هناك رعاع "مقاومة المحتل" الذين يجيدون الانصياع الأعمى لعمائم خارجين على القانون، وما كان الهدف من كل هذا الدعم لشبكات الفساد والتخريب وعمليات التقتيل الوحشي في العراق التي بدأت مع تحريره من ديكتاتورية صدام وحتى يومنا هذا إلا لتشويه الديمقراطية وتخويف الشعوب منها.
إن أحداث تونس ومصر أحيت ضرورة الحرية في العالم العربي وعموم الشرق الأوسط، وإن عملية الإحياء لم تنطلق بدوافع مشتركات دينية أو عرقية وإنما بدوافع إنسانية تنشد العدل والحرية والسلام والرفاه، وهي أهداف عظيمة لا يمكن أن ترى النور في ظل أنظمة استبداد وفساد، كما أن من العبث تصنيف حركة الغضب المتدفقة في ربوع الشرق الأوسط بدوافع الجوع بقدر ما هي حركة الحرية التي تدب في وعي الشعوب المنكوبة والمخدوعة والمحرومة، ويبدو – جلياً – أن رياح التغيير لن تتوقف بترحيل الأنظمة السياسية الفاسدة، فالحرية قيمة إنسانية عليا لا يمكن تجزأتها وبالتالي فإن رياحها ستهز الاستبداد بكل أنواعه السياسي والديني والاجتماعي، وفي أي مكان كان، فـ"تهديد الحرية في مكان تهديد للحرية في كل مكان".
23/2/2011







#محمد_طالب_الأديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد راضي والانتخابات الكروية القادمة
- عودة اللاجئين العراقيين.. متى ولماذا
- المواجهة مع الداخل .. أولاً
- يوم الانسحاب.. وجهة نظر أقرب
- التاسع من نيسان .. مراجعة وانطلاقة


المزيد.....




- أزمة جمع الزيتون في تونس: ما أسبابها وما تداعياتها على سوق ز ...
- نيويورك تايمز: إيران بدأت إجلاء قادتها العسكريين وموظفيها من ...
- رئيس كوريا الجنوبية ينحني معتذرا للشعب في خطاب عن إعلان الأح ...
- رئيس إسرائيل يتصل بإيلون ماسك.. ومصدر يكشف لـCNN السبب
- واشنطن تدعو لإطلاق عملية سياسية تفضي إلى الحل في سوريا
- غوتيريش: الكارثة في غزة تمثل انهيارا تاما لإنسانيتنا
- بايدن أخطر الكونغرس بأوامره القاضية بضرب الحرس الثوري الإيرا ...
- وسائل إعلام عراقية: قصف صاروخي يطال قاعدة زيلكان التركية شما ...
- زاخاروفا: الغرب لن يترك أي مواطنين أوكرانيين أحياء إذا تم تخ ...
- واشنطن تدعو مواطنيها إلى مغادرة سوريا عبر الرحلات التجارية ا ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد طالب الأديب - ضرورة الحرية...