أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد طالب الأديب - التاسع من نيسان .. مراجعة وانطلاقة















المزيد.....



التاسع من نيسان .. مراجعة وانطلاقة


محمد طالب الأديب

الحوار المتمدن-العدد: 2618 - 2009 / 4 / 16 - 03:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قليلة بل نادرة هي الأيام التي تنطلق فيها مشاعر الإنسان بما تحمله من أحزان وأفراح وأسرار وأحلام.. مشاعر قد تتدفق عبر دموع، وقد تتسلل عبر ضحكات، أو تتفجر بعفوية من خلال كلمات وصرخات تتحدث عن قناعات تسمو على التزويق والخوف والنفاق، ويوم (التاسع من نيسان) هو من تلك الأيام الفريدة في وجدان العراقيين وذاكرة قليل من غير العراقيين حيث ذكرى سقوط صنم الطاغية صدام في وسط العاصمة الجميلة بغداد الأبية.
لقد سقط في ذلك اليوم الصنم (المخيف - المقدس) بحبال أميركان ونعال عراقيين، وكانت صورة أبو تحسين وهو يضرب بنعاله صورة صدام في وسط بغداد وهو يصرخ "هذا شسوه بينه.. يا ناس هذا دمرنا.. هذا قتل الملايين"! كان أبو تحسين حينها يتماهى مع مشاعره الإنسانية المتفجرة، فكانت صورته بألف كلمة وكلمة.. لذلك كان من المهم أن يسمح العراقيون لأنفسهم التحدث عما يشعرون به دون قيد ودون تخطيط ليتمكنوا من الحديث بحرية.. بكل حرية، وليتعرفوا على ما يريدون وما لا يريدون، كان من المهم للعراقيين بعد سقوط الصنم أن يتحدثوا عن أشياء مهمة وغير مهمة، وكان مهماً أن يبحثوا بأمور منطقية وغير منطقية وعن أفكار معقولة وغير معقولة، وأن يفكروا بقضايا حقيقية وغير حقيقية.. لأنه بذلك تتحطم جدران الخوف الذي عايشوه منذ عشرات السنين، وتتكسر حواجز القمع الفكري والمجتمعي والمناطقي والثقافي. كان العراقيون بحاجة الى هدم دولة تأسست على أخطاء ودماء حيث لا يمكن بناء دولة حريات ومؤسسات ورفاه على بقايا دولة استبداد وجرائم وإقصاء، والذي يرى أن الحالة السياسية العراقية – الى يومنا هذا – قد تأخرت في استيعاب قيم المواطنة الصالحة والديمقراطيات المتقدمة والالتزام الأخلاقي بآلياتها (وهو رأي مبالغ فيه مقارنة بالدول الديمقراطية المتقدمة كأميركا وفرنسا وبريطانيا) هو أحد المؤشرات الى حجم الأخطاء المتراكمة في بناء العراق (الدولة – المجتمع - الأمة).
واليوم، وقد بدأ غبار حرب تحرير العراق ومكافحة الإرهاب ينقشع عن شوارعنا وحدائقنا وجامعاتنا وعن وجوهنا وذاكرتنا المأزومة بمشاهد الدم وسيوف الذبح والسيارات المفخخة والرؤوس الملثمة فإن من المهم استحضار بعض الوقائع التي تشير الى إن قرار تحرير العراق وإسقاط الطاغية صدام لم يكن ليكون إلا بالذي كان بنتائجه في 9/4/2003 وما بعده، فلم يكن قراراً وليد يومه وعامه بقدر ما هو وليد تجربة سنوات وعقود طويلة، ولم يكن قراراً وحيداًَ قد حقق الانتصارات الكبيرة التي بان فجرها مع أول عام 2008 بل كان قراراً سبقته قرارات وتبعته قرارات، لقد كان قرار الإطاحة بصدام قراراً تاريخياً فريداً بعد أن أدرك العراقيون – تماماً – أن صدام بات بحماية مؤسسات المجتمع الدولي (الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي)، ومدعوماً من قوى وأحزاب ومنظمات إسلامية ويسارية وقومية وإنسانية، ومغطى بوسائل إعلامية ضخمة ومتنوعة يدعمها طابور من الفنانين والمثقفين والإعلاميين المرتزقة بـ (كوبونات النفط)، وكان صدام ونظامه محمياً من قبل أنظمة وحكومات إقليمية ودولية حيث تخندق مع صدام مَنْ أجرم بحق شعبه ومارس القمع ضده، ومَنْ عنده مشكلة سياسية أو اقتصادية أو ثقافية مع أميركا، بل الغريب أن معظم كميات النفط المهربة كانت تمرر بأياد إيرانية وعربية خليجية، في الوقت الذي كانت جامعة الدول العربية ومؤتمر القمة الإسلامية ومنظمة عدم الانحياز تناغم صدام في مخادعاته الدينية والقومية والنضالية للإنفلات من تبعات غزوه الكويت وتهديده السلام الدولي فيما جيّر صدام العقوبات الاقتصادية لحساب الشعب العراقي لتفتك به جوعاً ومرضاً، أما الذي حصده صدام من برنامج (النفط مقابل الغذاء) فقد سخره لبناء قصور فارهة تجاوز عددها الثمانين، وفاقت مساحاتها مساحة العاصمة الأميركية واشنطن، ومع بداية الألفية الثالثة كان صدام قد استعاد بناء قواته القمعية ولملم صفوف حزبه الإجرامي، وكان الشعب العراقي حينها خائر القوى بفعل سلسة طويلة من الاعتقالات والإعدامات وحملات القتل الجماعي كالتي جرت في مدن جنوبية وشمالية على مدى ثلاثة عقود، ولعل أكثرها وحشية الحرب التي استخدمت بها قوات صدامية الأسلحة الكيمياوية ضد آلاف المدنيين في مدينة حلبجة التي لم تحرك صورها الأليمة والمفجعة أحداً لنجدة العراقيين وانقاذهم من وحش ليست لبربريته وهمجيته من حدود، هذا الواقع المأزوم والمرعب دفع بأكثر من ثلاثة ملايين عراقي لترك بلدهم، وكان من تبقى منهم في العراق فريسة بيد أجهزة صدام القمعية وتحت طائلة حصار اقتصادي استنزف مدخرات العراقيين وممتلكاتهم، وأقصى أحلامهم في الحياة والحرية والخلاص فكانوا يساقون الى الموت وهم ينظرون فلم يكن بالإمكان التفكير بحل! ولم يكن في الأفق البعيد من مخلِّص فيما كانت ضربات صدام تشتد ألماً وقسوة على العراقيين بالداخل وقيادات المعارضة في الخارج.
يقول جون بولتون (سفير الولايات المتحدة الأميركية بالأمم المتحدة 2005– 2006) في حديثه عن مايكل سوسان (مؤلف كتاب: فن الغدر للمبتدئين) الذي كان من العاملين في برنامج مساعدات الأمم المتحدة في العراق (برنامج النفط مقابل الغذاء) الذي تم إنشاؤه من أجل السماح لنظام صدام الذي كان يعمل حينها تحت سلطة عقوبات الأمم المتحدة باستعمال مبيعات النفط المحدودة لشراء الغذاء والمواد الضرورية الأخرى التي يحتاجها الشعب العراقي. يقول بولتون "ولكن الواقع كما ذكره سوسان بالتفاصيل الحاسمة يظهر أن البرنامج قد غاص في مستنقع الفساد والإهمال الإداري والدعم الفعلي لنظام صدام الظالم"، كما ويشرح سوسان في كتابه كيف أن المستويات القيادية في الأمم المتحدة وبالأخص الأمين العام السابق كوفي عنان "سمحت لصدام بالاستيلاء على (برنامج النفط مقابل الغذاء) وتشويهه ليلائم حاجاته الديكتاتورية، وبينما لعبت اللامبالاة وانعدام الكفاءة والإدارة السيئة دوراً أساسياً في هذا الفشل الذريع فإن السبب الرئيسي لذلك كان عدم تأييد المسؤولين الكبار ومعظم موظفيهم للعقوبات الاقتصادية التي فرضها مجلس الأمن على العراق، وهو موقف تلقى دعماً سياسياً من خلال المراقبة الكاملة للعقوبات من خلال أعضاء مجلس الأمن مثل روسيا وفرنسا". ويضيف بولتون: "لقد استمر موظفو الأمم المتحدة بالتظاهر مع أنهم علموا جيداً بأنه مهما كانت الصعاب والمظالم الموجودة في العراق فإنها لم تكن بسبب العقوبات بل بسبب سيطرة صدام على توزيع المساعدات الإنسانية"، وعن هذا يقول سوسان في كتابه: "كان من الواضح للكل أن المستشفيات في تكريت (ولا ذنب لأهل تكريت في ذلك)، مسقط رأس صدام، تمتلئ مخازنها بالمؤن بينما بقيت مثيلاتها في الجنوب لا تتمتع بمؤن كافية، ومقابل هذا الدليل الهائل لم تقم كل من الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن بالقيام بأي تصرف إزاء هذا الخرق الكبير".. وهو ما يذكر بعدم قيام مؤسسات ما يعرف بـ "المجتمع الدولي" بأي عمل إيجابي فاعل حيال الجرائم الفظيعة في البوسنة والهرسك (التي حصلت على أمنها واستقلالها نتيجة الحرب التي شنتها أميركا وبريطانيا)، وما حدث بعدها – وما زال - في دارفور والصومال أو ماحدث قبلهما في بورما.
من جهة أخرى، فقد كان هناك صراع مرير في أميركا حول إنطلاق حرب تحرير العراق بين الجيش ووزارة الخارجية والاستخبارات والبيت الأبيض حيث لا يمكن الوصول الى الاتفاق بين تلك الأطراف على الحرب، إضافة الى ذلك كانت هناك ضغوط من دول شتى على القرار الأميركي وعلى دول دائمة العضوية في مجلس الأمن وعلى دول أوربية للعدول عن قرار الحرب أو تأخيره، وكانت معظم تلك الضغوط بدوافع تراوحت بين الطائفية المقيتة والراديكالية المتهورة.
بعد تفجير مرقد سامراء وتفاقم الوضع الأمني في العراق الى أسوأ حالاته، يقول الجنرال جاك كين (نائب قائد أركان الجيش الأميركي 1999 – 2003 عمل مع الخبير فريدريك كاغان على وضع الخطوط الرئيسية لخطة الاندفاع/أواخر 2006 التي أدت الى دحر الإرهاب في العراق) يقول: "إذا ما تذكرنا ما واجهناه من كوارث وأزمات عام 2006 عندما كان مئات العراقيين يقتلون أسبوعياً في شوارع بغداد، وتعطلت كافة الخدمات الأساسية، وأغلقت المدارس، عندها كانت الحكومة العراقية غير فاعلة على مستوى الواقع، إذ كانت قد استلمت للتو زمام الحكم في ربيع 2006 بعد انتخابات 2005، وأن الحقيقة المتمثلة في أن تلك الأحداث ما لبثت أن تغيرت في مدة قصيرة كتلك، إنما تمثل إنجازاً ملفتاً ستتدارسه الأجيال فيما بعد"، وهو ما ذكره رئيس الوزراء نوري المالكي حيث أشار الى ما نصحه به أصدقاء ومقربون بأن العراق قد انتهى الى مصير الحرب الأهلية التي لا مفر منها وليس هناك من حل في الأفق، وأن عليه ترك الأمور حتى تتعب القوى المتصارعة من الاقتتال فيما بينها أو يقضي أحدها على الآخر فيما كان هناك مَنْ يرى أن قيادات القوى المتصارعة (المتنافرة مذهبياً وأيدلوجيـاً) كانت متفقة على استمرار القتال الأهلي والطائفي وتغذية دوامة الانتقام لإبقاء العراق في فوضى دم عارمة وهي الوسيلة التي ستجبر الأميركان على الخروج من العراق بأسرع وقت، لكن قرار رئيس الوزراء المالكي كان أن لا حل إلا بمواجهة الواقع بكل مراراته وأن ترك المواجهة لن يزيد الأمور إلا تعقيداً واضطراباً ولن يؤدي بالعراق إلا الى الحكم الديكتاتوري الساقط أو دولة ظلامية متطرفة فكان قرار المالكي قراراً شجاعاً، وقد أضاف ذلك القرار شيئـاً مهماً لقدرات المالكي في إدارة الأزمات وزاده خبرة قيادية، وتجلت ثمار هذه التراكمات بقرار المالكي (غير المألوف) في الاندفاع باتجاه محاربة ميليشيات الخارجين على القانون فكانت (صولة الفرسان) في البصرة التي رسخت انتصارات سابقة لفرسان (أبناء العراق) في الأنبار، وهو ما دفع بالعملية السياسية والاقتصادية خطوة في غاية الأهمية الى الأمام. تحدث الجنرال جاك كين عما كان يخطط له الجنرال ديفيد بترايوس (صاحب استراتيجية الانتصار في العراق) لمواجهة التهديد الإيراني حيث يقول: "كان الجنرال بترايوس يخطط للأمر جيداً كالبدء بتهيئة الظروف، وإرسال قوات سرية الى هناك (البصرة) لجمع المعلومات، ومن ثم الشروع برسم خطة للتدخل، لكن المالكي قدم لنا مفاجأة على المستوى التكتيكي، وكانت المحصلة نصراً مؤزراً له، ونتيجة لذلك نال المالكي دعماً هائلاً من معتدلي الشيعة والسنة". وعن مقدمات تلك الفترة الحرجة يشير بوب وودورد في كتابه الذي ينتقد فيه الرئيس بوش (الحرب من الداخل: التاريخ السري للبيت الأبيض في الفترة 2006 – 2008) يشير وودورد الى "إن المعارضة الصلبة التي واجهها الرئيس بوش في سعيه من أجل سياسة الاندفاع وإرسال المزيد من القوات الى العراق كانت معارضة قوية من وزيري الدفاع والخارجية، وهيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة، وقائد القوات الأميركية في العراق جورج كيسي، وآمر القيادة المركزية الجنرال جون أبي زيد، ومجموعة دراسة العراق، وربما كافة أعضاء السلك السياسي الداخلي والخارجي". ويقول بيتر وينر (باحث أساسي في مركز الأخلاق والسياسة العامة) حول تلك الساعات الحرجة: "كاد بوش أن يكون وحده في سعيه من أجل استراتيجية الاندفـاع، وهو أمر يدل على على ما يتمتع به من رؤية استراتيجية وشجاعة سياسية". ويضيف قائلاً: "في أواخر عام 2006 انتهى بوش الى اعتماد استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب في العراق تختلف عن سابقتها بشكل جذري، ومع انخفاض شعبيته وبقاء قلة قليلة تدعم موقفه، اتخذ بوش ما أظهرت الوقائع (لاحقاً) أنه القرار الصحيح، وكان قراراً، بكافة المقاييس الموضوعية، قراراً أسقط الاتهامات حيث قبل قرار الرئيس بوش بأشهر (يونيو) قال الجنرال كيسي للرئيس بوش: "لتحقيق الانتصار علينا أن نخفض عدد القوات في العراق"، وفي حديث تلا ذلك الاقتراح وفي السنة نفسها، أخبر الجنرال أبي زيد الرئيس بوش بأنه ضد استراتيجية الاندفاع محاججاً بأن القوات الأميركية ينبغي أن تخرج من العراق، وفي ليلة إعلان الرئيس بوش (استراتيجية الاندفاع) قال أوباما بأنه غير مقتنع من أن إرسال 20 ألف مقاتل إضافي سوف يحل مشكلة العنف الطائفي في العراق.
الذي ينبغي أن يبقى في ذاكرة العراقيين وبعد مرور ست سنوات على سقوط صنم الطاغية وما توضحت به لكثير من العراقيين من قناعات مغايرة لكثير من قناعات ما قبل 9/4/2003 حيث تساقطت بعد ذلك الصنم أصنام كثيرة وتولدت رؤى وأفكار جدية، هو:
1- معظم الذي جرى خلال السنوات الست التي مضت كان لا يمكن منع حدوثه وإنه في الوقت نفسه كان عاملاً مهماً في صياغة وعي وطني وإنساني جديد لكثير من العراقيين، وعي يحاسب تجربة الماضي، ويحاكي نمط تفكير المجتمعات الحرة المتقدمة، وهو ما يعزز الثقة والتفاؤل بقيام عراق جديد (حر وديمقراطي ومزدهر)، وعي جديد هو مخاض تجربة مريرة وقاسية كشفت للعراقين عن الوجوه الحقيقية لأصدقاء وأخوة وأشقاء لم يكونوا إلا قتلة وسفاحين وسراقاً وذباحين بل إنه وعي حر متقدم أعاد خارطة انتماء العراقيين وقراءاتهم الإيمانية والفكرية والثقافية.
2- من السذاجة القول أن الولايات المتحدة الأميركية في حربها بالعراق جاءت للبحث عن أسلحة دمار شامل ولعدم وجودها فإن دوافع الحرب تكون باطلة وغير مبررة!! وذلك لأن انتزاع أسلحة الدمار الشامل من طاغية مجرم ضرورة لكنها لم تكن السبب الأول لقيام أميركا بتلك الحرب الضخمة بقدر ما كان الدافع الرئيس لها هو إسقاط نظام صدام الدموي وهو هدف معظم العراقيين.
3- قرار إدارة بوش بحرب تحرير العراق من ديكتاتورية صدام لم يكن قراراً سهلاً ولم يكن قراراً تقليدياً بل كان قراراً شجاعاً تناغم مع رغبة إنسانية للعراقيين طال أمدها وتفاقمت معاناتها، وهو قرار أميركي للرئيس جورج بوش خرج عن مألوف السياسة الأميركية في معظم محطاتها التاريخية.
4- اتفاق معظم قوى المعارضة العراقية مع المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية لإسقاط حكم الطاغية صدام كان، أيضاً، قراراً تاريخياً تجاوزت فيه قوى المعارضة العراقية عقد الماضي بنمطه القاصر والضيق، كما أزاحت به عن إرادتها الوطنية والإنسانية تراكمات ثقافة تنثر كلاماً غير محدد الآلية والأهداف، ومولعة بإقامة مؤتمرات ونظم بيانات وخطابات، ثقافة لا تقدم حلولاً، ولا تحفظ دماء، ولا تكسر قيـداً، ولا تنقذ مظلومـاً، ولا تستنقذ عرضاً، ولا تنهي أزمات.
5- لم يكن قرار حرب تحرير العراق مستساغاً أميركياً ولا أوروبياً بل أنه قرار قد رفض من قبل فرنسا وروسيا والصين وألمانيا كما أنه حورب من قبل دول عربية كانت تريد أن يبقى صدام ضعيفاً وسجين قصوره لكنها ترفض استبدال حكمه الاستبدادي (الفئـوي) بنظام حـر وديمقراطي يستند الى دستور ومؤسسات.
6- الوسائل الإعلامية التي ترى أن "قوات الاحتلال" هي السبب في كل الأزمات الأمنية والخدمية التي حدثت خلال السنوات الست لم تكن نبيلة في هدفها كما لم تكن موضوعية في طرحها حيث إنها لا تريد تشخيص الأسباب الحقيقية من أجل حلحلة تلك الأزمات بقدر ما تريد – الوسائل الإعلامية – إضعاف قوى العراق الجديد (المنتخبة) ومؤسساته السياسية والأمنية (الفتية) ولغرض التعجيل بإخراج قوات التحالف خدمة لبقايا النظام المباد وقوى إرهابية وظلامية لتمكينها من الاستفراد بأمور البلاد وإرجاعها الى وضع ما قبل 9/4/2003 ولو بأقنعة ومسميات وعناوين جديدة بل أن هناك ما يشير الى أن دولاً لعبت دوراً قذراً في العراق سعياً منها لتقسيم العراق وتحقيق أحلام تاريخية لها في أرض العراق أو حكم العراق أو نهب ثروات العراق.
7- من الموضوعية التأمل الدقيق في الأسباب الحقيقية التي أفرزت الجوانب السلبية بعد 9/4/2003 وخاصة منها التي تتعلق بالجانب الأمني والسياسي والخدمي فضلاً عن ملفات الفساد الإداري والمالي حيث نجد أن الذين عاثوا في العراق قتلاً ودماراً وتفجيراً كان معظمهم عرباً ومسلمين دعمتهم مؤسسات دينية وحكومات وأجهزة مخابرات، حيث قتل هؤلاء أكثر من 90% من عدد القتلى الذين سقطوا بعد 9/4/2003، وإن أكثر الذين أفسدوا وسرقوا وقتلوا كانوا من الذين انتخبهم العراقيون (دون قصد منهم) فأصبحوا نواباً كالإرهابي عبد الناصر الجنابي والمجرم محمد الدايني والمتهمون من أمثالهم، وغيرهم من الذين أصبحوا وزراء كـ(الإرهابي الهارب أسعد الهاشمي وزير الثقافة السابق)، وأعضاء في مجالس المحافظات.. أمثال أولئك هم من عمدوا الى التخريب، وتعطيل نمو البلد، وسرقوا أمانات الشعب!! كما أن من المهم أن لا ننسى تواضع الخبرة لدى بعض السياسيين والوزراء وأعضاء مجالس المحافظات شكل عاملاً مضافاً في تردي واقع الخدمات، وتلكؤ استثمار المخصصات المالية، وتنامي حالات الفساد المالي والإداري.
8- لم تخلو القرارات الأميركية من أخطاء لكن منها ما كانت أخطاء لا يمكن الحؤول دون وقوعها كـ(حل الجيش) حيث من الصعب الإطمئنان الى مؤسسة تضم بين منتسبيها مَنْ تلطخت يديه بدماء العراقيين أو عناصر ترى صدام قائداً وحاكماً شرعياً! وهو ما تبين لاحقاً، حيث إن قيادات من ذلك الجيش انخرطت في منظمات إرهابية كالقاعدة وغيرها، في الوقت الذي نرى ثلة طيبة من قيادات الجيش السابق يتولون - اليوم - أعلى المناصب العسكرية والأمنية، وقد يأتي من تلك الأخطاء الأميركية ما هو في دائرة احتمالات الأخطاء التي قد تقع في دائرة (مَنْ يعمل)، فالذي لا يخطأ هو الذي لا يعمل شيئاً، وهذا الكلام ليس تبريراً لتلك الأخطاء وإنما دفعاً للعراقيين باتجاه العمل الأكثر واقعية والتفكير الإيجابي لتجاوز نتائج تلك الأخطاء خدمة للحاضر الأفضل والأكثر أمناً وانطلاقاً باتجاه صناعة مستقبل المزدهر، لاسيما وقد اعترف مسؤولون أميركان بتلك الأخطاء، وعالجوا ما تمكنوا منه، وقدموا اعتذارهم.. وعوضوا بعض المتضررين مادياً.. وحاسبوا من تعمد الخطأ كالمقصرين فيما حدث بسجن أبو غريب، هذا إذا نظرنا الى الأخطاء من منطلق الأعمال البسيطة الواضحة المعالم والأهداف، لكن كيف بنا إذا كان عملاً ضخماً كـ(تحرير العراق) الدولة التي تأسست - منذ أكثر من ثمانين سنة - على أسس سياسية وإدارية غير عادلة، وتخليص شعب حكمته ديكتاتورية دموية لأكثر من ثلاثة عقود، وخاضت به وعليه سبعة حروب طاحنة (اثنتان داخلية وخمسة خارجية).. فكم يتسنى لمن يقوم بعمل كهذا أن يضبط إيقاع أتباع أديان ومذاهب وأحزاب وأفكار وانتماءات؟! وكيف له أن يتوقع ردود أفعال دول لها هواجسها ومصالحها الخاصة، ودول لها أطماعها، وأخرى لها أزماتها مع الذات ومع الآخر؟!!.
9- إن الأهم لنا – اليوم – هو أن يعايش العراقيون الحاضر بواقعه الجديد ومتغيراته المتنامية ومتطلباته التي تطل بالعراق - إذا أراد العراقيون ذلك - على مستقبل آمن ومتقدم ومزدهر، وأن لا يكونوا أسرى ماض مركب التفاصيل ومعقد التداخلات والمصالح (الداخلية والخارجية).
10- ضرورة الانفلات من أيدولوجيات دينية وقومية وحزبية (قاصرة وغير إنسانية) جعلت العراق في آخر قائمة اهتمامات النظام السياسي العراقي كـ (دولة)، وتدفع بالعراقيين الى أن يضعوا اهتمامهم بـ(مصالحهم الوطنية والشخصية) في هامش قائمة أولوياتهم، وهو الأسلوب الذي انتهزه صدام كسائر الأنظمة الشمولية لتمرير سلوكياته الاستبدادية وتبرير حروبه الطائشة.
11 – مواجهة العراقيين لأنفسهم وقراءة الواقع العراقي والإقليمي والعالمي الجديد كما هو، دون تجميل لبعض تفاصيله الخبيثة والقبيحة، ودون محاباة لهذه الطائفة وتلك القومية على حساب قيم المواطنة الصالحة، ودون انحياز الى هذا الجار أو ذاك بدوافع طائفية أو نفعية على حساب المسؤوليات الأخلاقية والإنسانية، هذه المواجهة ستكشف للعراقيين أهم الأسباب التي وقفت حجر عثرة أمام التقدم المطلوب في الإطار السياسي (الحكومي والتشريعي) والأمني والاقتصادي والخدمي، وبالتالي تتوضح سبل الحل. للأسف نحن - غالباً – ما نحتاج الى التجارب المريرة لندرك الحقائق فلم يكن قرار أحرار الرمادي بمقاتلة القاعدة ومطاردتهم إلا بعد أن تلوعوا بأعمالهم الإجرامية الغادرة، كما أن الكثير من الذين كانوا يساندون ميليشيات الخارجين على القانون في الجنوب وبعد أن عاشوا مراراتهم وطيشهم وعنفهم أدركوا أن الشعوب لن تعيش آمنة وسعيدة إلا بحكم القانون الذي يحكم الجميع، والإيمان بقيم المواطنة التي تحترم حرية الجميع وحق الآخر في الاعتقاد والحياة.
12- اعتراض بعض العراقيين على الاحتفاء بيوم 9/4 بسبب رؤيتهم له على أنه يوم "سقوط بغداد" أو "احتلال العراق" ليس له وجه منطقي حيث إن معظم العراقيين كانوا يتمنون إسقاط نظام صدام الديكتاتوري، وكان ليس من الممكن إسقاط صدام دون مساعدة خارجية، وقد طلبت قوى المعارضة العراقية (المدعومة داخلياً) من المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية تحقيق ذلك الحلم الذي ضحى العراقيون بعشرات الآلاف من شبابهم وشاباتهم ولم ينجحوا بتحقيقه، فكان على قوات التحالف أن تسقط النظام المجرم بالآلة العسكرية فدخلت تلك القوات الى محافظات العراق ومنها بغداد وتمكنت من إسقاطه، وظلت تلك القوات تمد يد المساعدة للعراقيين لمواجهة أرتال الإرهابيين التي تدفقت على مدن العراق من كل حدب وصوب ولتمكين العراق من بناء دولته على أسس العدل والحرية، وبعد أن استعاد العراق بعض عافيته تم توقيع اتفاقية سحب القوات الأميركية من العراق، وقد أقر مجلس النواب العراقي (ممثل الشعب) تلك الاتفاقية، وبموجب تلك الاتفاقية فإن القوات الأميركية هي قوات صديقة (ليست محتلة) وأن وجودها على أرض العراق بموافقة العراق حكومة وشعباً، وهذا ليس رأي .. هذا كلام الدستور العراقي الذي صوت عليه العراقيون فيما كان الإرهابيون يقتلون بهم في الشوارع والأسواق.. إذن أين المشكلة التي تمنع بعض العراقيين من التحسس من هذا اليوم والاحتفاء به وتمجيده؟! وأين المشكلة في هذا اليوم التي تمس سيادة العراق وكرامته وهو يوم سقوط نظام إجرامي مستبد؟! إلا إذا كان بعض العراقيين يصرون على عدم التفكير بإيجابية تعالج المشاكل والأزمات التي يعايشها العراقيون بمرارة، وأن يكونوا ظاهرة صوتية تضر بنفسها، ولا تنفع من يشاركهم الوطن والمواطنة.
13- من التفكير الأكثر إيجابية ينبغي للعراقيين تنمية مواهبهم وامكانياتهم العلمية والمهنية والأكاديمية والثقافية ومواكبة التطورات التي تشهدها الشعوب الحرة المتقدمة، وأيضاً، على العراقيين الاهتمام الكبير في حل مشاكلهم المعيشية والمعنوية والحياتية وذلك من خلال مراقبة المسؤولين ونقد تصرفاتهم الخاطئة، وتفعيل العمل السلمي والحوار البناء وتقديم الأفكار لتحسين الأوضاع، وتوسيع العمل التطوعي الفردي والجماعي، ودعم الإعلام الهادف والملتزم، كما إن من الأولويات هو التنديد بـ (مجلس النواب العراقي) المتقاعس بإقرار أهم القوانين والتشريعات حيوية كقوانين: النفط والغاز، الأحزاب، الوزارات، تحسين قانون الاستثمار، الإعلام وحماية الصحفيين، وغيرها.. مجلس النواب العراقي الذي غاب عن دوره الرقابي بشكل يدعو للأسف والقرف.. مجلس النواب العراقي الذي يغيب أكثر من 30% من أعضائه على مدى سنوات ثلاث (لكنهم يحرصون على استلام رواتبهم) وكأن العراقيين لا يعانون من هموم ومشاكل وأزمات، وفي الوقت نفسه فإن على النواب المخلصين لانتمائهم للعراق كشف زملائهم الذين يسعون الى عرقلة تقدم عمل المجلس تشريعيـاً ورقابيـاً.
14- بعد الانجازات الأمنية المهمة والانفتاح السياسي الدولي ينبغي للحكومة العراقية أن تظهر تماسكها وقوتها أمام تجاوزات دول وتدخلات أخرى، وأن تفرض هيبة العراق أمام من يتعامل مع العراق بفوقية أو من يتجاهل العراق على في الشارع العراقي، وتدعم الإنجاز الأمني، وتنضج العمل السياسي، وتكبح جماح الذين يعملون – وما أكثرهم - لانتماءات خارجية ومصالح حزبية وفئوية على حساب العراق والعراقيين، ومن مؤشرات قوة الحكومة أن تقوم بملاحقة السياسيين والمسؤولين الذين تورطوا – وما زالوا - بالإرهاب والفساد.. حيث إن تقدم الحكومة على هذه المحاور يمنح العراق فرص استثمار حقيقية ويعجل بقدومها وهو أكثر ما نحتاجه.
15- كانت أمنيات العراقيين الذين يحبون بلدهم، ويحرصون على مسؤولية انتمائهم الى شعبهم أكثر من اهتمامهم بانتماءات أخرى أن يكون يوم التاسع من نيسان لهذا العام (2009) يوماً تهتم به مؤسساتنا السياسية بكافة أنواعها لتعبر عن أهمية (قرار تحرير العراق) عراقياً وأخلاقيـاً وإنسانيـاً، كانت التوقعات تترقب قادة وحكوميين وسياسيين وهم يظهرون مع أول صباح التاسع من نيسان على شاشة التلفاز، وينزلون الى الشوارع، ويزورون بيوت الناس ومخيمات المهجرين ليقدموا أجمل آيات الشكر والامتنان للعراقيين الذين رسموا مشهداً مهماً من مشاهد انتصار التاسع من نيسان حيث منهم مَنْ تناغم مع حرب التحرير، ومنهم مَنْ شارك مباشرة بعملية التحرير، وهم يستحقون الشكر أكثر من مرة فإن مشاركاتهم الانتخابية الكبيرة والشجاعة كانت مخجلة لديمقراطيات دول ديمقراطية عريقة كما قال رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير، ولهم الشكر لتحملهم بشجاعة هجمات الإرهابيين المتوحشة، والشكر لهم لصبرهم على تردي الخدمات وأزمات المعيشة والحياة، وشكر رفيع لترفعهم على الانتماءات والمصالح الضيقة حيث سبقوا الكثير من السياسيين الذين ما زالوا رهينة مواقف لا تخدم العراق الجديد، وكان أقل الواجب أن يقدم القادة والسياسيون شكرهم الى عوائل الشهداء وسجناء الرأي والموقف، وكان في غاية الأهمية تقديم الشكر الى عوائل ضحايا الإرهاب، بل كان متوقعاً أن تقدم الحكومة هدية (مالية) بهذا اليوم العظيم لأولئك المحرومين الذين لم يمنعهم الحرمان عن نكران الذات وخدمة للعراق الجديد، وكان أيضاً هناك مَنْ ينتظر السياسيين والحكوميين وهم يقدموا شكرهم للمجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية على ما بذلت من دماء الآلاف من أبنائهم وبناتهم على مذبح حرية العراق فيما أرسل آخرون أبناءهم ليقتلوا العراقيين في كل مكان فضلاً عن أنها لم تقدم واجب الاعتذار لشعب العراق وحكومته عما ارتكبه ابناؤها القتلة، كان من الممكن لقادة العراق أن يقدموا امتنانهم على ما قدمته دول الحرية والتقدم من أموال طائلة وسخية لتحرير العراق وإعماره فيما تلوذ دول عربية ومسلمة بعيداً بعيداً كلما تحدث معها العراقيون حول ديون لها من صنيعة الطاغية صدام وقسم منها ديون وهمية وسرقات!! وكان من الجميل أن يذكر ويتذكر قادتنا في يوم التاسع من نيسان دماء وأموال العراقيين!! وكان من النبل أن يذكر ويتذكر قادتنا في يوم التاسع من نيسان دماء وأموال أصدقاء العراق الحر الديمقراطي التي ساعدوا بها العراقيين على طريق بناء العراق الجديد.. الجديد بوعيه وتفكيره وقناعاته.. والجديد بأمانيه وصداقاته.



#محمد_طالب_الأديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- بلينكن: سنراقب عن كثب التطورات في سوريا ونقيّم أقوال وأفعال ...
- أوليانوف: روسيا لا تخون أصدقاءها في المواقف الصعبة
- فاروق الشرع يعلق على سقوط نظام بشار الأسد
- الخارجية الإيرانية: المعارضة السورية ضمنت أمن سفارتنا في دمش ...
- الصين تعارض نشر الولايات المتحدة لصواريخها في منطقة آسيا وال ...
- مصر.. غرق ميكروباص بداخله 14 شخصا بترعة الإبراهيمية
- بايدن: لقد سقط نظام الأسد أخيرا
- الصليب الأحمر والهلال الأحمر يعتزمان مواصلة العمل في سوريا
- وزير الدفاع الأمريكي يبحث مع نظيره التركي تطورات الأوضاع في ...
- ترودو يعرب عن تفاؤله بمستقبل سوريا بعد سقوط الأسد


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد طالب الأديب - التاسع من نيسان .. مراجعة وانطلاقة