أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد طالب الأديب - يوم الانسحاب.. وجهة نظر أقرب















المزيد.....

يوم الانسحاب.. وجهة نظر أقرب


محمد طالب الأديب

الحوار المتمدن-العدد: 2694 - 2009 / 7 / 1 - 08:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احتفل العراقيون (رسمياً) اليوم 30/6/2009 بخروج القوات الأميركية والصديقة من المدن العراقية بيوم سمي بـ (يوم السيادة) ولا أقول (يوم الشموخ) حيث تذكر هذه الكلمة بشعارات نظام الطاغية صدام والأنظمة الشمولية والأحزاب (الثورية) والحشود الدوغمائية.. لكن السؤال هو: هل كانت سيادة العراق منتهكة بسبب وجود الشباب والشابات الأميركان في شوارع مدن العراق وساحاته يحامون عن أطفال ونساء وشباب من إرهاب عرب ومسلمين؟! وهل يسترد العراقيون شموخهم في هذا اليوم - فعلاً - بخروج القوات الأميركية والبريطانية التي دافعت – وما زالت – عن العراقيين وممتلكاتهم من نزعة القتل والذبح والخطف والتهجير والتدمير جاء بها لنا أشقاء وأخوة وجيران دفاعاً عن خلافة إسلامية أو استرداداً لحكم البعث الصدامي؟! لو كانت القوات الأميركية هي سبب المشكلة أو المشاكل التي يعاني منها العراقيون منذ سنوات.. فلماذا (تورطنا) بتوقيع اتفاقية أمنية واتفاقية إطارية مع هؤلاء (المحتلين) الذين انتهكوا سيادة العراق وهمشوا شموخ العراقيين؟! ولماذ دافعت الحكومة عن تلك الاتفاقيتين إذا كان طرفها الآخر الأميركان؟! ولماذا صوت مجلس النواب العراقي عليها بالإجماع (إلا قلة.. أمرهم ليس بيدهم)؟!.
بالتأكيد، إن قراءة أي حدث لن تكون موضوعية إذا كانت تجري باتجاه واحد أو النظر الى الحدث من زاوية واحدة كما أنها لن تكون قراءة صائبة إلا إذا تناغمت مع معطيات الواقع – الزمن وتعقلنت في التعامل مع حيثياته، فلا يمكن العمل وفق منطلقات ماضوية عبر إسقاط الحدث على تاريخ كانت له ظروفه وملابساته الواضحة وغير الواضحة لذلك يجدر بالعراقيين – اليوم – وخاصة قادته وسياسييه قراءة الأحداث للعراقيين بالشكل الذي يزيل ركام ماضوي وآيدولوجي متخلف، قراءة تعلن رفض العراقيين لواقع مأزوم بالانتهازية ونزعة التسلط وهوس تحشيد الجماهير لأهداف غير أخلاقية وغير معلنة، وفي نفس الوقت، ينبغي – اليوم – اعتماد لغة أكثر شجاعة في قراءة الحدث وتحديد الهدف لغرض تأسيس واقعية جديدة تساعد الفرد العراقي لأن يكون أكثر نضجاً في البحث عن مصلحته ومصلحة وطنه لا أن يتسمر أمام فهم منغلق على أفكار في وعيه ولاوعيه وفي غفلة عقل أو لحظة ضعف تأسست على قناعات غير ناضجة يكون فيها الإنسان وحريته ورفاهه في آخر قائمة اهتمامها لذلك فإن من المهم جداً تجنب أي قول وفعل يعرقل صناعة الواقعية الجديدة التي بسواها لن يبنى العراق الجديد.. العراق الحر الديمقراطي، الأمر الذي يفرض – على الأقل – التعامل مع قوات الدولة الأعظم في العالم كما هي، قوات صديقة حررت العراقيين من سلطة طاغية قتل العباد ودمر البلاد.. وإلا بشكل وبآخر فإننا بتلك اللغة التي تكتفي بأقل الشجاعة نعطي مبرراً لأدعياء الجهاد وإرهابيي المقاومة وفقهاء الجاه والمال ومرتزقة الأحزاب والشعارات وحشود الغوغاء ليمارسوا سلوكهم الإجرامي والتدميري، كما إنه وبعد التحسن الأمني الكبير وتقدم العملية السياسية والانفتاح الدولي على العراق فإن الحديث الواضح سيسد على أعداء العراق الجديد ثغرات ينفثون من خلالها سمومهم القاتلة وعبواتهم الغادرة وانتحارييهم القذرين، ويعطي قوة إضافية (سيادية وأخلاقية) للسلطة السياسية العراقية على المستوى الخارجي من الممكن أن تستخدم في إطار الردع وتغيير المواقف العدوانية والمستفزة نحو الأفضل، أما على المستوى الداخلي فإن اعتماد اللغة الشجاعة سيعزز الثقة بين السلطة والحكومة وبين جماهيرها.
إن سيادة العراق لم تسترجع بخروج القوات الأميركية الصديقة التي جاءت الى تحرير العراق في 2003 بموافقة وتنسيق ومشاركة أكثرية المعارضة العراقية آنذاك والتي كانت تمثل الشعب العراقي حيث كانت ثقة الشعب بها بأعلى درجاتها.. وتلك المعارضة هي التي تدير - اليوم - العملية السياسية والتنفيذية.. إن سيادة العراق تسترد بوقف تدخل (غير مأذون به) بعض دول الجوار والإقليم، الذين دأبوا على التدخل بشؤون العراق بأخس الأفعال وأكثرها لؤماً وأقبحها غدراً تحت شعارات مقدسة وأخرى مصطنعة أقنعت سخرت قطعان من مسلحين وسياسيين وإعلاميين ومثقفين وفنانين على أن يكون العراق وشعبه ساحة لتصفية حسابات خاسرة تفتقر لمبادئ الشرعية الدينية والأخلاقية فضلاً عن أنها حسابات لا يمكن إجراؤها إلا من خلال ممارسة عهر سياسي ونفاق ثوري، وإن في زمننا الأحمق هذا ليس من الحكمة أن نصرف الوقت ونبذل الجهد في إقناع حمقى ومطلوبين وقتلة وإنما الذي ينبغي اليوم هو التصريح بجرأة عن الحقيقة التي تعبر عن مصلحتة العراقي كفرد ومصلحة شعبه، فشعب العراق قد عانى الآلام والموت الزؤام أكثر من ثلاثين سنة مع نظام البعث العفلقي ولم ينقذه أحد.. ولم يخلصه أحد.. ولم يحرره أحد.. أميركا هي التي نجحت في عملية تحرير العراقيين من عصابة المجرم صدام.. وهي نفسها التي (عبر الاتفاقية الإطارية) تريد أن يتحول العراق الى دولة حرة ومتقدمة.. فيما لو العراقيون أرادوا ذلك! وإن سيادة العراق في جانبها الآخر تسترجع عبر محاربة ومحاسبة السياسيين العراقيين المتورطين بمساعدة قوى الإرهاب وإثارة الفوضى والتستر على المجرمين والمفسدين، ومحاربة ومحاسبة المسؤولين العرقيين الذين سرقوا المال العام لتمويل أنفسهم ومن أجلسهم في وظائف من أحزاب أو زعامات، ومحاربة ومحاسبة الذين ضيعوا أموال الخدمات والإعمار عن جهل حيث فرضتهم المحاصصة اللعينة كما وضعت جهلة ومفسدين في مناصب مهمة وأنيقة تضم بين ثنايا درجاتها الوظيفية أصحاب شهادات وخبرات عالية ورفيعة. وإن سيادة العراق تسترد بتشريع مجموعة قوانين مهمة كقانون الأحزاب والوزارات وغيرها.. فضلاً عن قانون النفط والغاز الذي من خلاله تتحول ثروة العراق التي نتحدث بها ليل نهار من وعود وأحلام الى إعمار وخير وسلام وتقدم ورفاه لكل العراقيين فضلاً عن أنه سيوفر لخزينة العراق ما يقارب ستين مليون دولار تحترق يومياً منذ زمن صدام (باني العراق).. وهي اليوم تحترق بسبب وآخر.
إن من الممكن تسمية هذا اليوم السعيد 30/6/2009 بيوم الانتصار والكشف حيث سيكون تأكيداً جديداً على انتصار العراق الجديد وهزيمة قوى الإرهاب وتنامي قدرات العراقيين، أما إنه وبعد (معظم) نتائج مجالس المحافظات وما تمخضت عنه تطورات مهمة شهدها الشرق الأوسط في الأسابيع القليلة الماضية – ومازالت - فإن (يوم السيادة) هو في الحقيقة سيكون (يوم الكشف) لإنه سيسقط ورق التوت عن عورات الذين يتاجرون بشعارات الاحتلال وتحرير الأوطان من سيطرة (الأجانب والكفار) ليخلو لهم الوطن ومواطنيه قمعاً ونهباً واضطهاداً واغتصاباً ونفياً وطغياناً وقتلاً.. فيما الشعب لن يجني منهم سوى رفع شعارات جوفاء ولا يسمع منهم إلا دوي تبشير بالجنة والنار للأعداء وحفنة وعود وسرد خطابات! وسيفصح (يوم الكشف) عن قبح أصحاب الأفكار (الإلهية المقدسة) والرؤى الحزبية المقولبة الذين يجيدون لغة الدم والسلاح في حل خلافاتهم مع الآخر.. أي آخر.. وإن كان إبن وطنه الذي لا يريد به شراً.. وإن كان صديقاً يريد - أو من مصلحته - أن ينفعه! هو يوم كشف للمنهزمين أخلاقياً الذين يحترفون خداع الغوغاء وتطويع الفقراء ويمتهنون بيع المبادئ للأغراب بحجج خادعة دينية أو مذهبية أو قومية! يوم الكشف سيكون بداية أكثر وضوحاً تسلط فيه الأضواء على معتقدات مومياء وشعارات للاستهلاك وأفكار عرجاء! وستكشف الأقنعة عن وجوه ليس لها دور في عراق الحرية والبناء والإعمار فهي لم تتعلم في سنينها الماضية إلا حفظ معتقدات وقمع الآخر أو قتله أو انتهاك أعراض (روافض ومرتدين وخونة وكفار)! وستنكشف وجوه لن يكون لها شأن في مجتمع عراقي جديد يتواصل مع دول وشعوب حرة ومتقدمة ويشارك أمماً حية تفكر بتوطيد سعادة الإنسان! وجوه كانت تملك أصواتاً عالية لكنها اليوم عاجزة عن أن تكون إمعة فضلاً عن أن تكون قائدة لجمع من شباب وشابات العراق يلتقون عبر الانترنيت المحرم في زمن صدام - في أي ساعة يشاؤون - مع أقرانهم من دول العلم والرفاه والمحبة والخير والسلام فيتبادلون الأفكار.. ويتقاربون بالرؤى.. ويعيدون لم شمل إنسانيتهم الجميلة التي قطَّعها مستبدو سلطة وطغاة تدين أو يساريو تحزب وأفكار.. وستلتقي مشاعرهم وستتظافر جهودهم لبناء قوة للدفاع عن حرية ورفاه وعقل الإنسان.. أي إنسان.. وربما ستلتقي عواطفهم النبيلة وتتوقد أدوات العشق وتتلاحم أواصر الغرام فليس هناك قديس أو كافر.. وليس هناك سلاح رأي وأفكار.. ليس هنا وليس هناك سوى: إنسـان حـر.. لـم.. ولـن يضر.
30/6/2009






#محمد_طالب_الأديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاسع من نيسان .. مراجعة وانطلاقة


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد طالب الأديب - يوم الانسحاب.. وجهة نظر أقرب