|
مذكرات من بيت الاغتراب 2
مهند السماوي
الحوار المتمدن-العدد: 3281 - 2011 / 2 / 18 - 16:04
المحور:
سيرة ذاتية
من المستحيل فصل حياة الاغتراب عن الوطن الام او ما يحيط به من بلاد اخرى!.
الانسان اذا اراد الانفصال بجسده،فمن المستحيل ان تنفصل روحه!...فهي معلقة في سماء العالم الرحب،تسبح بحرية في اي مكان تجد لها متنفسا تقاوم به ضغوطات الحياة الرهيبة.
لم تكن الحياة طبيعية خلال الفترة من يوم 25/1-11/2/2011 فقد انشغل الجميع ليل نهار بالثورة المصرية الخالدة التي انهت الخوف والرعب من ان تتوقف تحت وطئة الارهاب الحكومي والتضليل الاعلامي مع الرغبة الامريكية بترويض الثورة لصالحها!...
شبكات الاذاعة والتلفزيون المحلية بما في ذلك وسائل الاعلام المتعددة اللغات،انشغلت بالحدثين الكبيرين:الكوارث الطبيعية في استراليا والثورة المصرية.
الموقف الرسمي الاسترالي كان واضحا من البداية في ضرورة تنحي النظام المصري الفاسد كي يمنح شعبه الحرية لكي يختار من يرغب،وكانت العبارات القاسية تتكرر في ضرورة انهاء معاناة الشعب المصري الجريح.
اما الموقف الشعبي فهو مثالي ومثير للاعجاب من ناحية تعاطفه الشديد مع الشعب المصري وكافة شعوب المنطقة التي تعيش تحت ظلال الاستبداد والفساد!...الاستغراب الشديد من قبلهم بتمسك الطاغية مبارك وهو بعمر 83 بكرسي السلطة حتى لو ذهبت البلاد الى الجحيم!...وتفسير ذلك التعجب يعود الى ان الغالبية الساحقة لا ترى اي اهمية لكرسي السلطة ولا تعير اهمية لمن يحل فيه،بل تراه عبئا حقيقيا على حرية الفرد في ان يحيا حياة طبيعية خالية من الاضواء ومعاناة المنصب!...فالمنصب لا يمثل اية اهمية مادام محدد ضمن صلاحيات مقيدة بقوانين وانظمة تجعل من الصعب تجاوزها،ولذلك نرى استقالة او تقاعد اغلب السياسيين في مراحل متقدمة من حياتهم،او تركهم السياسة اذا فشلوا في الانتخابات!...
هذا التراث الطويل الاتي من العيش تحت ظلال الحرية والديمقراطية،يوفر للانسان ظروفا مثالية كي يبني حياته العملية بعيدا عن ضغوطات السياسة وما يتعلق بها ولذلك نرى اغلب الناس يجهلون اسماء السياسيين!.
الجاليات المصرية والعربية:
تعيش في خارج مصر جاليات لا يقل عددها عن 5 ملايين مع اضعاف هذا الرقم من الجاليات العربية!...بعضها يعيش في بلاد لا تختلف طبيعتها عن النظام المصري السابق! والاخر في داخل دول ديمقراطية.
بالرغم من التأييد القوي للثورة المصرية،الا ان تلك الجاليات كانت ضعيفة في الاسناد او حتى ترجمة التأييد! وبالطبع المصريون هم الاكثر استحقاقا في اللوم!...فقد كان عليهم ان يديروا الثورة من الخارج وان يقودوا التأييد العربي والغربي النادر في اجماعه، فالمناخ مؤاتيا لهم،الا انهم اكتفوا بالتأييد السلبي والانغماس بمشاغل الحياة!...والمظاهرات التي خرجت في كل مكان من العالم كانت ضعيفة المستوى والتاثير بالرغم من التغطية الاعلامية الموسعة لها!.
الاذاعات العربية كانت على اتصال مباشر مع الجاليات العربية وبخاصة المصريين، وكانت قلة شاذة في اقوالها التي تخالف التأييد الكاسح للثورة،لتظهر بأصواتها القبيحة في محاولة لتشويه صورة الثورة!.
وقد كان الاتصال مباشرا من وسائل الاعلام مع بعض المصريين من حملة الجنسية الاسترالية في داخل مصر وبخاصة الذين اشتركوا في الثورة.
اذكر الاتصال مع مصرية استرالية اشتركت في المظاهرات في الايام الاولى،فقد وصفت بدقة كيف يدخل اتباع النظام المشبوهين في داخل المظاهرة المنظمة ويقومون برفع شعارات اسلامية كي يجلبوا الانتباه ويفرقوا بين الناس وكذلك اثارة الخوف الغربي من صعود التيار الاسلامي...ثم التحول بعد فشل المخطط التخريبي الى ضرب الشرطة او الجيش كي يقوموا برد قوي على المتظاهرين المسالمين!...
والاتصال ايضا مع منسق المظاهرات في امريكا وقد تحدث عن الجالية المصرية هناك وقد قدر العدد بين 700 الف –مليون!ووصف بدقة نشاطاتها وبخاصة في التعريف بالثورة.
الموقف الاخر المثير للاعصاب هو مراسل اذاعة SBS المصري بالطبع في القاهرة محمد الشاذلي الذي كان مؤيدا للنظام في تقاريره الاخبارية الا انه في الايام الاخيرة من النظام الذي وصفه بمركب يغرق وفي موقف انتهازي مقيت،تغيرت النبرة لتنقل الحقيقة التي كان يحاول تشويهها في السابق!...امثال هؤلاء كثيرون بالطبع.
فرحة الشارع بأنتصار الثورة كان فوق الطبيعي! وبالرغم من فارق الوقت الكبير الا ان الانشغال بمجريات الامور كان واضحا وقد تسابق الجميع لنقل خبر الانتصار بفرح لا مثيل له مع الاشادة بأبطال الثورة من الشهداء والثوار.
بالفعل لقد اصبحنا نعيش في قرية كونية صغيرة...فالحدث ينتقل بنفس اللحظة مع الصورة والصوت،وذلك فأن الروابط بين الجاليات والوطن الام قد قويت كثيرا.
مازالت المتابعة للاحداث في مصر مستمرة،والامل كبير في ان تعود مصر الى افضل عهودها وان تكون قدوة لبقية الدول التي مازالت ترزخ تحت الظلم والطغيان!.
ومن يدري فقد تنتصر ثورة اخرى مع نهاية كتابة اسطر المقال! فنحن نعيش في زمن السرعة الكاسحة.
#مهند_السماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عصر الثورات
-
ثورة بلا حدود!
-
مذكرات من بيت الاغتراب
-
قراءة في الثورة المصرية
-
الخيانة الادبية
-
على هامش الثورة المصرية
-
سباق الثورات!
-
من لا يحضره البرهان!
-
الوسائل والغايات في تفجير الثورات-3
-
الوسائل والغايات في تفجير الثورات-2
-
الوسائل والغايات في تفجير الثورات-1
-
المنافسة والتطوير
-
هكذا تكلم المعتوه!
-
تونس الحرة
-
نكبات وأحزان
-
خارج المكان
-
بغية الباحثين
-
الشرارة
-
ثقافة الاستهلاك والادخار-القسم الثالث
-
ثقافة الاستهلاك والادخار-القسم الثاني
المزيد.....
-
Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
-
خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت
...
-
رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد
...
-
مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
-
عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة
...
-
وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب
...
-
مخاطر تقلبات الضغط الجوي
-
-حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف
...
-
محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته
...
-
-شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|