أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - سلمان شمسة وداعا














المزيد.....

سلمان شمسة وداعا


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 980 - 2004 / 10 / 8 - 10:59
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


مجلل بالحزن ، وغصة تعم روحي وأفتقدك يا أبا يوسف أيها المناضل الحقيقي الذي أعطى عمره ، كل عمره للعراق .
مجلل بالحزن أنا ياسيدي ، كيف أودعك وأنت في الضمير .
(( ونحن من منفى الى منفى ومن باب لباب
نذوي كما تذوي الزنابق في التراب ))
من دهاليز الغربة وقناديل دموعنا التي بللت تراب غير ترابنا وسماء غير سمائنا ، من محنة الى محنة ، وشوق يذبحنا فيمرمر ايامنا لكن أجنحة الحمام التي جمعنا ريشها في ليل المنافي بقيت ترنو خفاقة بأتجاه العراق .
وآه يالعراق ، يامن هاجرت نخيلك وسفائنك وملح ترابك في ارواحنا .
وآه يالعراق يامن بذلنا من اجلك كل تواريخنا واولادنا ودمائنا .
وآه ياعراق فقد نذرنا ارواحنا ودموعنا واحلامنا لك وحدك .
وهاهو (( سلمان شمسة )) المناضل الذي لم تكتحل عيونه بلقياك بعد أن تخلصت من اردان الرذائل والطغيان وسلطة الدكتاتور والعائلة المسخ التي اكلت أعمارنا وذبحت نخيلنا وسممت هوائنا واستباحت اعراضنا .
وهاهو (( سلمان شمسة )) يذوي كما تذوي زنابق كردستان المحروقة بفعل الكيمياوي أو المسحوقة تحت سرفات الدبابات العربية المنتصرة ، ويرحل عنا مثل أقمار السماء .
وهاهي نخلة عراقية عملاقة أعطت لك بكل ماتقدر على العطاء تعلن رحيلها .

وألقت عصاها وأستقر بها النوى كما قر عيناً بالأياب المسافر

رحل سلمان شمسة والغصة في قلبه دون أن يتلمس دموع أمه التي حرمها من رؤيته عقد من الزمان البغيض ، لم يتمكن سلمان أن يسافر الى الوطن أو يلثم التراب أو يشم شيلة امه النجفية المعطاء .
ياأبن النجف التي ضمت رفات اهلنا واحبتنا لم أطلت الليل وبعدت عنها وأنت المسكون بها وبأهلها ؟
يا أبن كردستان التي أخذت شقيقك قرباناً للعراق وبقيت أنت تجاهد من اجل خلاص العراق .
وها قد تخلص العراق وبقيت أنت تلوب بروحك المنهكة وجسدك الناحل الممتليء بالطيب والمبتلي بمحبة الناس .
ولم تستعجل هذا الرحيل دون تراب العراق ، من يأتينا بكمشة الدفء ورائحة الطين وحنو الطيور التي تحط على القباب ؟ من يأتينا ياسلمان بحفنة من شط الكوفة أو جلسة ليلية في شارع الرسول أو في ساحة السهلة وقصر الملك ؟ من ينعانا بعدك ياسلمان فقد ابقيت في القلب غصة وفي العين قذى وماعاد في المآقي دموع .
ابا يوسف الممتليء بالمحبة والنخوة والشهامة والأنسانية والصدق بودي أن اسألك لماذا يرحل الطيبون بهذه السرعة ؟
أبا يوسف هل اكملت مشوارك بالعطاء للعراق وأديت ماعليك لحزب الفقراء ؟
هل ابرأت ذمتك مما عليك لهذا العراق الذي ما انفككنا نحلم بترابه أن يوحدنا ويجمع بقايانا ؟
وآه على هذا العراق لو كنت فيه .
سلام لك ايها الحاضر الغائب .
سلام لك من شتلات الشلب وسعفات النخيل وطعم العنب في طريق الكوفة .
سلام لك فوق كل اجنحة الطيور المهاجرة التي تلوذ بدفء الربوات البيض وبحر النجف من دون باقي أرض الله . وسلام لك ممن عرفك وممن لم يتعرف الا على طيبتك وأصالتك وكلماتك العبقة وحبك للعراق .
من منفى الى منفى ، وهكذا كتب علينا أن نموت مظلومين ومطاردين وننفق اعمارنا من اجل سعادة الأنسان في العراق ولكننا واقفين ، ونموت واقفين ياسلمان مثل نخيل العراق .
نلثم روحك الهائمة فوق سماء العراق ونشهد لك بالوفاء للعراق والتمسك بالقيم والمباديء التي ضحينا من اجلها ، ونشهد لك بأن وقفت في صــــف الفقراء والمحرومين والمظلومين ، ونشهد لك بأنك كنت طيباً كماء العراق ، وواسعاً كسماء العراق وأبناً باراً كأي حالم بالوطن الحر والشعب السعيد .
اسمك منقوشاً في مساحة وجعنا العراقي ، وموتك الغريب أشارة الى احلام الآخرين التي ننسج لها من اهداب اعمارنا ، وابتسامتك بعد رحيلك تشكل الفيض الأنساني الذي ننتظر .
سلمان شمسة ستبقى أسماً عراقياً فاعلاً في تعبيد درب الحرية والخلاص ، وطوداً قاتل بالكلمة والسلاح وبالمحبة من اجل رسم أحلام العراق التي بانت تباشيرها في عراق تعددي دينقراطي تكلله الفيدرالية .
سلمان شمسة وداعاً ونحن نراك في كل فجر فأنت تسكن في أعماق ضمائرنا .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقائق مخفية عن علاقة البعث
- حقائق مخفية عن علاقة البعث - الجزء الثاني
- كردستان واسرائيل
- أين صار قانون السلامة الوطنية العراقي ؟
- الدماء الأيزيدية البريئة
- انهم يعودون مرة اخرى !!
- كردية اسمها شادمان
- حرب الأرهاب على فقراء العراق
- مستقبل العلاقات العراقية الكويتية
- حالة انعدام الجنسية
- هل ينتحر صدام ؟؟
- الدكتور كمال مظهر احمد
- هزائمنا وخيباتنا التي نحتفل بها
- محاكمة المتهم صدام وأعوانه - القسم الأول - من يختص بالتحقيق ...
- الفيدرالية واللعبة السياسية
- الجميع مدعو دون أستثناء
- ابو حمزة المصري يقع في المصيدة
- أين سيقف السيد حسن نصر الله ؟
- الأكراد سبب بلاء الدنيا
- ذكريات عبقة من الديوانية


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - سلمان شمسة وداعا