أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - زهير كاظم عبود - كردستان واسرائيل















المزيد.....

كردستان واسرائيل


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 972 - 2004 / 9 / 30 - 08:55
المحور: القضية الكردية
    


لم يكن دون سبب أن يكتب عراقي عربي في الصحف والأنترنيت أن الأسرائيليين يشترون الاراضي في مدينة الكفل العراقية ( جنوب الحلة ) ، بالنظر لوجود قـبر النبي ( ذي الكفل ( ع ) ) فيها ، وأكد المذكور أن الاسرائيليين يدفعون اسعار خيالية لشراء العقارات والاراضي الزراعية في الناحية المذكورة ، والتملك قائماً على قدم وساق منذ الأشهر الأولى الذي اطيح بعدها بالدكتاتور العراقي .
ولم يكن دون سبب مطلقاً ان يكتب أخر من العرب العراقيين أيضاً أن الأسرائيليين يشترون العقارات في ناحية العزير ( شمال العمارة ) ، والتي يضم ترابها قبر النبي العزير( ع ) ، وان الأسرائيليين يدفعون مبالغ خيالية لقاء تملك الأراضي المحيطة بالقبر .
وليس دون قصد أن يشيع نفس المصدر أن الأسرائيليين يتملكون الأراضي في كردستان العراق ، وانهم ينتشرون بشكل ملفت للنظر ، ويقوم الموساد الاسرائيلي بشراء الاراضي من الكورد في مناطق كوردستان لقاء مبالغ خيالية ومغرية ، وأن الأقبال على عمليات البيع والشراء كبير .
فأذا قلت لهم أن عمليات بيع العقار متوقفة في العراق في تلك الفترة ، قالوا لك أن وعوداً بالبيع الخارجي قد صارت ، وحين قابلت الفضائيات أهالي العزير والكفل وأهل كردستان العراق نفوا ان يكون حتى وعداً بالبيع قد وقع ، ونفوا ان يكون اليهود او الأسرائيليين قد حضروا لشراء الأراضي منهم ، وأن ماطرحه البعض مجرد اوهام وترهات وخيالات ومجرد شقشقة يراد بها الأساءة وحشر أسرائيل كالعادة في كل عملية أتهام يراد بها الأساءة الى الخصم .
الأشاعات المذكورة ساذجة بالنظر لتعارضها مع المنطق ، فالدولة الأسرائيلية ليست بحاجة لأراضي خارج حدودها الأقليمية ، وحلم الاسرائيلي في أن يهاجر الى أرض الميعاد وهي أسرائيل وليست كردستان العراق ، والدولة العبرية بحاجة الى مهاجرين وكتلة بشرية لحمايتها ، ومن غير المعقول أن تفرط بهذه الجماعات البشرية لترسلها الى الحلة أو العمارة أو الى كردستان .
كما أن المتقافزين على هذه الأشاعات لم يتعرفوا قطعاً على نضال الشعب الكوردي ، وماقدمه من تضحيات وشهداء جعلت كل شبر في ارض كردستان العراق غالياً ومقدساً ومصبوغاً بدماء الضحايا ، هذه الأرض التي ناضل الكورد من اجلها وقدموا الغالي والنفيس ، وقامت السلطات الشوفينية الظالمة التي تعاقبت على حكم العراق بقتالهم وتشريدهم وظلمهم وأبادة تجمعاتهم وتهديم مدنهم وقرآهم من اجل أن لاتبقى وطناً جنوبياً لهم ، هذه السلطات التي غبنت حقهم واسكتثرت عليهم حقوقهم فوق اراضيهم ، لايمكن لعاقل أن يصدق أنهم يبيعون هذه الأرض التي تجسد نضالهم وتعبر عن قاعدتهم الأنسانية الجنوبية ، لايمكن لمنصف أن يصدق أن الكوردي يترك ارضه وأهله لمجرد وجود المبالغ المغرية أو الخيالية ، فقد باعوا الأرواح رخيصة من اجل الأرض والأنسان ، ولو أستكانوا ورضخوا وقبلوا بأن يصمتوا دون المطالبة بحقوقهم المشروعة لما حصل الذي حصل لهم .
ولو تمعن الفكر الشوفيني الذي يحاول الصاق تهمة التعامل مع اسرائيل بأية قضية لايجد لها تبريراً منطقياً ومقبولاً في التعارض والمنطق ، فقد كان صدام البائد يتهم كل معارضيه بالصهاينة وأذناب الصهيونية ، وكان الشوفينيين العرب يتهمون كل من يعارضهم بالتعامل مع الموساد الأسرائيلي والعمالة لأسرائيل ، وصار الحاكم العربي الطاغية يتهم من يشاء بالتعامل مع اسرائيل ومخابراتها .
والغريب ان كل الحكام والسلطات العربية تمد جسوراً خفية وخفيفة تحت الأنظار مع اسرائيل وتتهم غيرها بالتعامل مع اسرائيل .
ونغمة بيع كردستان العراق للموساد الأسرائيلي تدخل في هذه الأسطوانة المشروخة ، ونغمة استيلاء اسرائيل على اراضي كوردستان العراق لم تجد لها اساس من المنطق والعقل ، لذا لفظتها الناس ولم يكترث لها القراء والمحللين ، ولاأعارها المهتمين بالشأن السياسي أي اهتمام يذكر ، فقد وجدوها أخبارية سمجة وباهتة .
وأذ يتمعن المنصف في المشهد العراقي فيجد أن اعداداً من العراقيين من كل الأديان والملل قد لحقهم الظلم ، وقسم من هؤلاء من تم تسفيرهم من العراق قسراً دون أملاكهم وحقوقهم ، وأول هؤلاء اليهود من اهل العراق ، وقد انيطت بدائرة عراقية حكومية تدعى ( مديرية الأموال المجمدة ) ، بأدارة اموالهم وحفظ حقوقهم ، وهؤلاء كانوا من اليهود العراقيين وبينهم من الكورد ايضاً أذ أن القومية لاتحتكر دين معين ، ولهؤلاء كل الحق في استعادة حقوقهم وأملاكهم كأي مواطن عراقي تم تغييب حقوقه بقرارات ظالمة وتشريعات لاسند لها من المنطق الأنساني والحق ، ومن بين هؤلاء المسفرين من ابناء الكورد الفيلية الصابرين وكذلك المسفرين من ابناء التبعية الفارسية .
فأذا كان من يعزف على الأسطوانة المشروخة في عدم منح الكورد الفيلية والمسفرين من ابناء التبعية الفارسية حقوقهم المشروعة في العراق ، فانه لايقنع سوى حاله ، فلليهود من اهل العراق حقوقهم المحفوظة سواء في كردستان العراق او في البصرة والعمارة ، وللكورد الفيلية حقوقهم المحفوظة سواء في النجف أو في السليمانية أو ديالى ، وللمسفرين من التبعية الأجنبية حقوقهم المحفوظة ايضاً .
لاالعزير أشتروه ولاالكفل صار صهيونيا ولاكردستان امتلأت بالموساد ولاتحققت خيالاتهم واحلامهم المرسضة ، وحين نستعرض الأتهامات التي تريد النيل من قضية شعبنا الكوردي بأساليب غاية في الخسة والوضاعة ، لن نستغرب أمام العقول التي ابتلي بها أهل العراق بأمراض توجيه الأتهامات والعمالة للصهيونية العالمية لكل من يراد التعارض معه .
وحين تصدر اتهامات غاية في الهزال تتهم الشعب الكوردي بالأعتماد على اسرائيل في تحقيق أهدافه المشروعة وتحقيق الحلم الكردستاني المشروع ، فأن هذا الأتهام تطاول كبير على نضال الشعب الكوردي وتضحياته الجسام والتي لم تقف معه القوى العالمية ولادول الجوار حيث بقي يعتمد على قاعدته الشعبية وأسلوب الكفاح المسلح المشرف الذي كان الشعب الكوردي في العراق صلباً وصامداًرغم شراسة الهجمات وعدم تكافؤ ميزان القوى في قتاله دفاعاً عن نفسه وحقوقه ضد السلطات القمعية والشوفينية العربية .
ومن الطريف أن يتم توجيه الأتهام من أطراف عربية تسعى بكل قوة للتعاون والتواصل مع اسرائيل لنفسها ، حين تتهم وتحرم ذلك على الأمة الكوردية ، انسجاماً مع التفكير الشوفيني المتعصب من ان مايباح لي لايباح للكردي ومايتحقق لي لايمكن ان يتحقق للكردي وما اعلنه من شعارات واهداف لايمكن ان يكون مثله للشعب الكردي .
ويزعم بعض المتعصبين والمنغلقين فكرياً من العرب ويجاريهم في نفس الأتجاه بعض المتعصبين التركمان من أن الأحزاب الكردية باتت مرتبطة بإسرائيل بشكل وثيق دون ان يحكموا ضمائرهم بأنصاف ، ومن المحزن أن يربط كل ذلك بقضية الأنفصال والتباكي على الوطن الذي سيتمزق والأسلام الذي سيتضرر جراء ذلك ، محاولين خلق صورة وهمية للتباكي على الوطن والدين ، وهما دائما السلاح الأول الذي يشهره الشوفيني بوجه معارضية .
كما يتشعب التباكي على هوية المنطقة وحقوق الأقليات التي سيأكلها الشعب الكوردي ، والهوية التي ستغيرها تحقيق حقوق الشعب الكردي في العراق ، ويقترن كل ذلك بقضية الشعب الفلسطيني ، متناسين أن الشعوب المضطهدة لاتتقاطع وتجمعها المحنة والنضال في سبيل حقوقها .
إن الشركاء الحقيقيين الذين يعترفون ببعضهم وجوداً وحقوقاً يمكن أن يشاركوا أيضاً في خيارات الحاضر والمستقبل و الحركة الكردية تواصل الكفاح من أجل تحقيق حالة الشراكة الكردية – العربية على قاعدة الديموقراطية والحوار والمصير الواحد .
يقول الكاتب المبدع عبد المنعم الأعسم في ومضة من ومضاته أن صحفياً فرنسيًا قال لمسؤول كبير في الجامعة العربية : كنت في كردستان العراق فلم اجد اسرائيليين هناك حتى في الفنادق والبلدات التي جاءت في صحف عربية حكومية ، بل وجدت اسرائيليين في عواصم عربية، قال الموظف العربي: ربما لم تفتش جيدا، ان معلوماتنا مؤكدة بان الاسرائيليين يذهبون الى مناطق الاكراد، فلم يجد الصحفي بدا من الاستسلام لمضيفه.
وتبقى مسألة الصور الوهمية الباهتة التي ينسجها بعض في عقولهم ويصدقوا بها أو يحاولوا أيهام السذج من الناس ، غير انهم قطعاً لاالحقيقة أستطاعوا أن يحجبوها ولا أهل العراق صدقوا بها ، ولا ألكورد اعاروها أهتماماً وأكترثوا لها .
وليس أقوى رد من الشعب الكوردي على مثل هذه التخرصات الساذجة والبعيدة عن الواقع سوى أصراره على المضي قدماً في سبيل تحقيق أهدافه وحقوقه التي طالما ناضل من اجلها وبذل الدم الكوردي الغالي وضحى من اجلها بخيرة شبابه ، ولم يكن الكوردي يضحي بطراً او حباً بالقتال والتشرد وعدم الأستقرار وبحياة البيش مركة وحرب العصابات ، ولم تكن الأمة الكوردية تعشق التبعثر والتشرد والضياع ، وليس أكثر فاعلية للرد على مثل هذه التقولات سوى الأصرار في المطالبة بالفيدرالية التي تزيد العراق قوة ومنعة وتوحداً ، وليس أكثر جدوى في الرد على هذه الأشاعات انها تموت بعد ولادتها المشوهة تاركة خلفها أسماء من المشبوهين ومن البعيدين عن معرفة وتحليل الأحداث وحقيقة التاريخ العراقي ، والبعيدة مطلقاً عن التفكير بعقلانية وبأنصاف وبضمائر نقية منفتحة ومخلصة لمستقبل الشعب العراقي بكل قومياته المتعددة .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين صار قانون السلامة الوطنية العراقي ؟
- الدماء الأيزيدية البريئة
- انهم يعودون مرة اخرى !!
- كردية اسمها شادمان
- حرب الأرهاب على فقراء العراق
- مستقبل العلاقات العراقية الكويتية
- حالة انعدام الجنسية
- هل ينتحر صدام ؟؟
- الدكتور كمال مظهر احمد
- هزائمنا وخيباتنا التي نحتفل بها
- محاكمة المتهم صدام وأعوانه - القسم الأول - من يختص بالتحقيق ...
- الفيدرالية واللعبة السياسية
- الجميع مدعو دون أستثناء
- ابو حمزة المصري يقع في المصيدة
- أين سيقف السيد حسن نصر الله ؟
- الأكراد سبب بلاء الدنيا
- ذكريات عبقة من الديوانية
- الكلمة حين تقاتل عبد المنعم الأعسم
- توفير العدالة لضحايا الجريمة
- المشروع السياسي الخيالي العربي


المزيد.....




- الآلاف يتظاهرون في جورجيا من أجل -أوروبا- وضد مشروع قانون -ا ...
- مسؤولون إسرائيليون: نعتقد أن الجنائية الدولية تجهز مذكرات اع ...
- نتنياهو قلق من صدور مذكرة اعتقال بحقه
- إيطاليا .. العشرات يؤدون التحية الفاشية في ذكرى إعدام موسولي ...
- بريطانيا - هل بدأ تفعيل مبادرة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ...
- أونروا تستهجن حصول الفرد من النازحين الفلسطينيين بغزة على لت ...
- اجتياح رفح أم صفقة الأسرى.. خيارات إسرائيل للميدان والتفاوض ...
- احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل واعتقال مئات الطلاب
- الأونروا: وفاة طفلين بسبب الحر في غزة
- لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - زهير كاظم عبود - كردستان واسرائيل