أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منعم زيدان صويص - الظلامية والتخلف في العالم العربي تراجعا خطوة إلى الوراء















المزيد.....

الظلامية والتخلف في العالم العربي تراجعا خطوة إلى الوراء


منعم زيدان صويص

الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 17:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سيحكم التاريخ، إن عاجلا أو آجلا، على أن ما حدث في تونس وما يحدث في مصر هو تحول تاريخي بكل المقاييس في تفكير الشعوب العربية. فلأول مرة منذ وقت طويل لا يكون المطالبون بالتغيير خريجو مدارس أصولية من الذين ضربت غشاوة على أدمغتهم بحيث لم يروا ولم يفكروا بأي شيء سوى ما تعلموه منذ الطفولة علي أيدي الجهلة والمتخلفين. إن أبطال الانتفاضتين التونسية والمصرية هم الجيل الجديد، شبان وشابات، الذي ليس له علاقة بالجهل والتجهيل؛ هم جيل الإنترنت المطلع على التقدم العالمي والتطور العقلي والتكنولوجي، الجيل الطموح الذي يمتلك من الثقة بالنفس ما يؤهله أن يصل إلى ما وصل إليه العالم المتقدم: "نحنا عايزين مصر تصير مثل الأمم المتقدمة؛ نحن لسنا أقل منهم،" كما قال احد المحتجين في ميدان التحرير. إنه الجيل الذي لا يغمض عينيه للنور ولا يستطيع النور أن يكشف عوراته لأنه ليست له عورات.

لأول مرة في التاريخ الحديث نرى المتزمتين القديمين يتراجعون ويبرز أناس، من هؤلاء المتزمتين أنفسهم، يتكلمون بطريقة مختلفة. وصل زعيم حزب النهضة من المنفى إلى تونس وإذا به يقول أشياء لم نعهدها منه أو من أمثاله من قبل. لقد قال للصحفيين عند وصوله: "أنا لست خميني." وقال الناطق باسمه أن الغنوشي "يدرك جيدا أنه لن يترشح لأي انتخابات ولن يترشح لأي منصب سياسي". وقال محمد حبشي أحد أعضاء حركته: "نحن لا نريد دولة إسلامية، نريد دولة ديمقراطية."

يخيل الي أن قادة الحركات الدينية الغيبية في العالم العربي قد اكتشفت أنها لا تصلح لحكم أي دولة في العالم في عصر التقدم والتكنولوجيا. في تونس كان موقفهم واضحا كما أسلفنا. أما في مصر فكانوا مترددين ولم يكونوا راغبين أن يتزعموا الانتفاضة المصرية ، كما كان يتوقع الكثيرون، لأن هكذا امتحان سيكشفهم. وكانوا على وشك الاختفاء من الساحة، وأخيرا رأوا انه من المفيد لهم أن يؤيدوا الشباب المستنيرين من دون أن يدٌعوا أنهم قادتهم. والآن لا نراهم يتصدرون الحركات السياسية لا في اليمن ولا في الأردن ولا حتى في العراق، ولو أن يوسف القرضاوي، من خلال قناة الجزيرة، يحاول أن يصبغ الانتفاضة المصرية بلون ديني.

أما النظام الإيراني المتخلف وأتباعه في حزب الله فقد حاولوا أن يظهروا أن الشباب المصريين قد تبنوا آراءهم وأنهم عما قريب سيعلنون تحالفا معهم. غير أنهم لم يبالغوا في تأييدهم لهذه الثورة الشبابية لأنهم مُحرجون من حليفهم النظام السوري الذي يضغط على شباب سوريا الثائرين ويوجه إعلامه ليرفع مستوى تعظيم هذا الإعلام لرأس النظام. فقد بث موقع شام برس الالكتروني قبل أيام تقريرا عن "مسيرة سيارات حاشدة جابت شوارع العاصمة تحمل الأعلام السورية وصور الرئيس بشار الأسد،" واقتبس التقرير ما وصفه برسالة نصية يقول فيها كاتبها: "الشعوب تحرق نفسها لتغيير رئيسها ونحن نحرق العالم وأنفسنا وأولادنا ليبقى قائدنا الأسد .. لا تراجع ولا استسلام، معك يا قائد الوطن، معك يا سيد العزة والكرامة والحرية، وأرجو من كل أحبتي تعميم الرسالة ليرى أعداء الوطن محبة أهل الوطن لسيد الوطن." وذكرني هذا بتصريح أدلى به قبل سنوات وزير الإعلام السوري الذي عبر عن فخره بأن تصريحات الإعلاميين السوريين والمثقفين وكل الطيف الشعبي على أي موضوع، سياسي أو غير سياسي، دائما متطابقة.

وحتى يحرف محور إيران- سوريا- حزب الله انتباه الشعوب العربية عن السبب المباشر للثورتين التونسية والمصرية، وهو إعطاء الشعوب العربية الديمقراطية الشاملة -- وهو شي معدوم تماما في إيران وسوريا والضاحية الجنوبية من بيروت وجنوب لبنان -- فإنهم يحاولون أن يدافعوا بطريقة ملتوية عن حكمهم الشمولي و منع الناس حتى من التفكير بالاعتراض عليهم، وأن يخدعوا الشعب العربي، بالإدعاء أن ما حصل في تونس ومصر هو فقط رد فعل لعلاقة النظامين بإسرائيل وعدم إخلاصهما للقضية الفلسطينية، وليس لتحقيق الحرية والديمقراطية. وهذا الكلام يحول ما حصل إلى انقلابات عسكرية مثل الانقلابات السورية في الخمسينات والستينات. ولا ندري ماذا أفادت إيران وسوريا القضية الفلسطينية أو حتى سوريا نفسها -- هل زحزحوا إسرائيل من الجولان -- وماذا أفادت حروب حزب الله لبنان والشعب الفلسطيني؟ لقد أدت هذه الحروب إلى تدمير لبنان ولم تُفد الشعب الفلسطيني على الإطلاق بل كرست انقسامه وأدت إلى بروز حزب الله كقوة عسكريه تكرس انقسام اللبنانيين. إن الحرية والديمقراطية بين الشعوب العربية حتما ستؤثر على إسرائيل ولكن هذا ليس المكسب الوحيد. إن الحرية والديمقراطية والتنوير هي السبب في أي مكسب قادم، ومن المؤكد أن رعب إسرائيل سيكون مضاعفا لو استطاع الشعب السوري أن يكون حرا وديمقراطيا ويزيل حكامه كما فعل التوانسة والمصريون. أما في إيران فيكتفي النظام الظلامي ببناء مفاعلات نووية ليهدد بها دول الخليج ويؤسس إمبراطورية فارسية جديدة ويعطي إسرائيل الذريعة لتبطش بالشعب الفلسطيني وتقول للغرب أن إيران تهددها، بينما تستشري الأمية والفقر في جميع أنحاء بلاد فارس.

لقد أشبعنا حكامُنا كذبا وهم يوهموننا أنهم يدافعون عن الشعب الفلسطيني وقضيته، متخذين من القضية الفلسطينية مسوغا ليبقوا في على كراسيهم. فقد كان صدام حسين دائما يختم خطاباته الفارغة بعبارة "تعيش فلسطين حرة عربية من البحر إلى النهر." فمند منتصف القرن العشرين ونحن نرى الحاكم بعد الآخر يكذب علينا بالإدعاء انه سيحرر لنا فلسطين، وآخر هؤلاء الحكام هو أحمدي نجاد الذي الحق أكبر الضرر بالفلسطينيين وقضيتهم وخاصة بعدما قال انه سيمحو إسرائيل من الخارطة، وكان هذا التهديد، الذي يذكرنا بالمثل العربي القديم، إياك أعني واسمعي يا جارة، السبب في مضاعفة قوة إسرائيل وتأييد العالم لها بطريقه غير مسبوقة. إن الأسلوب الذي يتبعه الشباب في تونس ومصر قد جعل نيتانياهو وليبرمان يرتعدان من الخوف ولكن بدون أن يقدم هؤلاء الشباب للغرب أي حجة مقنعة لتأييد إسرائيل بشكل عملي لأن الحرية والديمقراطية والتنوير ليست تهما توجه للشعوب.

كنا دائما نتطلع إلى اليوم الذي نجد فيه الأجيال العربية تستفيد من التفكير الحر وتكنولوجيا الغرب المتقدمة وتستخدمها في تنوير الشعوب لكي تتعلم كيف تكتشف زيف حكامها. لقد جاء هذا اليوم، وها هي الأجيال المستنيرة تطرد الجهل من أدمغة الشعوب وتنير الطريق لهم فقد أعلن هؤلاء الثوريون الحقيقيون أن الرجوع إلى الخلف أصبح مستحيلا.



#منعم_زيدان_صويص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قناة الجزيرة وعقدة الحرب الصليبية
- سوريا ولبنان و-قلب العروبة النابض-
- لماذا يصر العرب على تسليم العراق لإيران؟
- ردود الفعل على انفجار الإسكندرية -- المقاربة الخاطئة لمعالجة ...
- فضائية الحوار المتمدن
- دفاعا عن الحكام العرب!
- رأيٌ في الحجاب
- كيف ستؤثر لبرالية الغرب الدينية على المسلمين في عصر الانترنت ...


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منعم زيدان صويص - الظلامية والتخلف في العالم العربي تراجعا خطوة إلى الوراء