أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منعم زيدان صويص - رأيٌ في الحجاب















المزيد.....

رأيٌ في الحجاب


منعم زيدان صويص

الحوار المتمدن-العدد: 3208 - 2010 / 12 / 7 - 00:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ينتشر ما يسمى بالحجاب، واقصد بذلك لباس الرأس النسائي الإسلامي المعاصر، بين النساء في العالم الإسلامي، وحتى بين المسلمات في بقية دول العالم، كانتشار النار في الهشيم، إذا جاز لي أن استعمل هذا التعبير، حتى أصبحنا لا نرى امرأة مكشوفة الرأس إلا على شاشة التلفزيون. وإذا استمر هذا اللباس في الانتشار فلن نرى في الشوارع في المجتمعات الإسلامية أي امرأة بدون حجاب حتى لو كانت غير مسلمة أو غير مؤمنة، لأن نظرة المجتمع للنساء مكشوفات الرأس، اللواتي سيشكلن في النهاية أقلية بسيطة، ستكون مختلفة وسيجدن أن الجميع ينظرون إليهن باستهجان وبطريقة غريبة يمتزج فيها الشك بأخلاقهن بالاحتقار وبأنهن دخيلات على المجتمع، ولن يستطعن أن يحمين أنفسهن من النظرات العدائية ومن تدخل الناس في حريتهن وحتى من التحرش، وستضطر كل نساء المجتمع، مسلمات أو غير مسلمات على السواء، لتغطية رؤوسهن.

لقد وصفت اعلاه الحجاب بلباس الرأس النسائي الإسلامي المعاصر لأنه يختلف كليا عن أي لباس وضعته المرأة على رأسها في التاريخ. فهو يكشف الوجه ولكن بطريقة لا تنطوي على أي شيء من الذوق. وهو يختلف عن اللباس الإسلامي الذي تضعه النساء المسلمات في الهند وباكستان وأفغانستان والعراق ودول الخليج والسودان وغيرها من البلدان الإسلامية. ففي كثير من هذه البلدان تلبس النساء الزى الإسلامي المحلي الجميل الذي يناسب المرأة والذي ينم عن شيء من الذوق الإنساني الذي نما عبر قرون طويلة حتى أصبح بهذا الشكل، كاللباس الباكستاني الجميل والسوداني الذي يُلائم المرأة . أما في أفغانستان ودول الخليج فتلبس النساء العباءة أو البرقع، وهو اللباس الذي استعملته المرأة في تلك البلدان لقرون طويلة، وهو رغم كل ما يمكن أن نقول عنه، يخدم هدفا معينا يمكن أن يكون منطقيا، واعني به إخفاء وجه المرأة ومحاسنها بشكل كامل منعا للغواية وفتنة الرجال، وكما يقال منعا لانتشار الفساد. أما المرأة الإيرانية فتستعمل الحجاب ولكنها تسمح بظهور قسم بسيط من الشعر فوق الجبين وهذا في الحقيقة يحدث تأثيرا ايجابيا واضحا.

وهنا يمكن أن نسأل عن الفائدة، إذا كان ثمة إي فائدة على الإطلاق، من لباس الرأس النسائي الإسلامي المعاصر الذي فرضه مسلمون معاصرون من الذكور بهدف منع الأنثى من فتنة الرجال، وتمييز المرأة المسلمة من غير المسلمة كما يقولون. وفعلا نجح هؤلاء في جعل المرأة المسلمة مختلفة في المظهر عن غير المسلمة، ولكن الهدف الأول لم يتحقق تماما. وهنا يجدر بنا أن نقسم النساء إلى قسمين: المرأة الجميلة أو الفاتنة، والمرأة متوسطة الجمال أو العادية. ونقول بدون تردد إن هذا اللباس لا يخفف من جاذبية المرأة الجميلة وفتنتها على الإطلاق لا بل يزيد وجهها جاذبية وفتنة. وهذا ينطبق على ما يسمى بالنساء المحجبات في الشارع أو في العمل أو في الجامعة أو على شاشة التلفزيون. أظن أن القارئ يتفق معي تماما أن المذيعات المحجبات على شاشات التلفزيون في العالم العربي يظهرن أكثر جاذبية بكثير في حجابهن لان هذا الحجاب لا يؤثر على جمالهن. وبعضهن يلبسن الحجاب مثلا لإخفاء الشعر إذا كان من النوع الذي لا يبدو جميلا مهما تغيرت التسريحة، ويعتقدن انه من الأفضل ألا يظهر. ويجب أن نتذكر أن محطات التلفزيون العربية، ومن ضمنها قنوات الأخبار مثل الجزيرة والعربية والمحطات اللبنانية -- ما عدا قناة المنار طبعا -- لا تختار سوى الجميلات لان هذه المحطات تعلم أنها ستفقد 90 بالمائة من جمهورها لو اختارت مذيعات غير جميلات. ومن هذه الناحية تختلف هذه القنالات عن القنالات الإخبارية الغربية المشهورة مثل ال سي ان ان وال ب ب س حيث لا تكاد تجد مذيعات على مستوى فوق العادي من الجمال لأن القائمين على هذه المحطات يؤمنون انه ليس من الضروري أن تكون مذيعة الأخبار ملكة جمال. ويظهر لي أن كثيرات من مذيعات ال ب ب س -- الإنجليزية وليس العربية -- هن من المسلمات البريطانيات اللواتي لسن جميلات مع انك تلمح الذكاء الحاد يبرق في عيونهن وتلمح مهارتهن وقوة شخصيتهن بلباسهن البسيط العملي العادي.

أما القسم الثاني من النساء، وهن النساء العاديات من حيث الجمال، فيخفف الحجاب شيئا بسيطا من أنوثتهن بحيث لا يؤثر هذا على ثقتهن بأنفسهن رغم خلو هذا اللباس من أي ذوق. ولكن بشكل عام الحجاب غير ضروري لأن النساء من هذا النوع لا يفتن الرجال حتى لو خلعن الحجاب.

نستخلص مما سبق أن الحجاب لا يخدم الغرض الذي اخترع من اجله، فالمرأة العادية لا تشكل مصدر فتنة للرجال سواء تحجبت أم لم تتحجب وأما المرأة الفاتنة فيجب عليها أن تغطي وجهها كاملا لكي لا تثير غريزة الرجل المسكين الذي لا يستطيع أن يتحكم في مشاعره وغرائزه، ولكن الإسلاميين المعاصرين لا يميلون إلى ذلك لأن معظمهم لا يعتبر النقاب مناسبا في العالم المعاصر.

إن الإنسان، سواء كان امرأة أو رجل، يحب أن يبدو بمظهر لائق. ويقول علماء النفس أن كل عمل يقوم به أي إنسان يهدف من ورائه أن يظهر مهما. وغريزيا يحب المرء، سواء كان امرأة أم رجل، أن يظهر مقبولا ويجلب انتباه بني جنسه الآدميين، فلماذا نريد أن نقضي على هذا الطموح البسيط وهذا الشعور الجميل؟ دلوني على امرأة لا تحب أن تجلب انتباه الرجل، أو على رجل لا يحب أن يجلب انتباه المرأة. هل هناك أروع من شعور الفتاه عندما ينظر إليها شاب بعيون الإعجاب، وهل هناك أروع من شعور الشاب عندما تنظر إليه فتاة بعيون الإعجاب؟ لقد رأيت في الهند وباكستان نساء يلبسن البرقع يمشين في الشوارع ولا يظهر من أجسامهن أي شيء سوي كعب الرجلين وأخمص القدمين ويلاحظ المرء بوضوح أنهن يُعنين بأقدامهن أيما عناية وينظفنها ويزينها بالحناء لأن هذا هو الجزء الوحيد الذي يظهر من أجسادهن للناس. لماذا يصر بعض الناس أن يطفئوا هذا الإحساس البريء الجميل الذي لا يلحق الضرر بأحد؟

ألم تر كيف بدأت النساء يُدخلن تعديلات على الحجاب وطريقة لفه على الرأس والرقبة؟ بعضهن يضعن قطعتي قماش بلونين مختلفين، واحدة في المقدمة فوق الجبين والأخرى خلفها لإضافة لمسة من الذوق، وبعضهن يضعن فوق الحجاب قطعة أخرى لتخفيف وطأته، مثل الطاقية التي تلبسها بعض المحجبات من الشرطة النسائية والمجندات في بعض البلدان العربية والإسلامية والتي تحسن منظر الرأس بنسبة كبيرة. ولا شك أن بنات حواء لن يتوقفن عن إدخال تعديلات على الحجاب تنم عن الذوق حتى يصبح مقبولا أكثر. انظر إلى لباس الرأس الذي تلبسه الراهبة الكاثوليكية. أنه يغطي كل الرأس ما عدا الوجه ومع ذلك يبدو مقبولا وحتى جميلا، وتستطيع نساء مجتمعاتنا أن يطورن مثل هذا اللباس إذا أردن أن يكن كلهن راهبات.

لقد طورت المجتمعات لباس المرأة والرجل على مدى قرون، وقد استُعمل الذوق الإنساني في ذلك بالتدريج، ولا تخلو حضارة من لباس يناسب المرأة ويبدو جميلا. تجد هذا في الشرق والغرب، في أوروبا وآسيا، في الهند والصين واليابان والدول الإفريقية شمال وجنوب القارة. ونادرا ما كان لباس المرأة في أي من هذه البلدان يعتمد على العُري، فالعُري ليس جميلا ولكن تغطية الجسم بالملابس بطريقة محتشمة تعتمد الذوق هو الذي يجعل الإنسان يبدو جميلا ومتمدنا.

منعم زيدان صويص



#منعم_زيدان_صويص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف ستؤثر لبرالية الغرب الدينية على المسلمين في عصر الانترنت ...


المزيد.....




- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منعم زيدان صويص - رأيٌ في الحجاب