أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود جلبوط - الحكام العرب لا يحكمون بل ينفذون أوامر الخارج لأنهم حكام متخارجون















المزيد.....

الحكام العرب لا يحكمون بل ينفذون أوامر الخارج لأنهم حكام متخارجون


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 3268 - 2011 / 2 / 5 - 20:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لم يكن مبارك على مدار فترة حكمه سوى خادما أمينا لمصالح الامبريالية الغربية وبشكل خاص الصهيونية منها , تماما كزميله المخلوع بن علي , وهذا ينطبق على جل الحكام العرب مشرقا ومغربا , بعكس ما يدعي المنافحون عنه من رجال الأعمال والعسكريين من أعوانه تبجحا كشريحة ساهمت إلى جانب عائلته في نهب مصر والمصريين , وتحاول جاهدة لخدمة مصالحها الدفاع عن وجوده ولو أصبح خيال مؤاتة , وكونه مشروعا استثماريا أكثر من جيد سيبذلون كل جهودهم لديمومته , لذلك جندوا بلطجيي المجتمع المصري والكثير من الانتهازيين السياسيين الذين وصل بهم الأمر هذه الأيام على سبيل النكتة ومهزلة للتاريخ باتهام انتفاضة الشباب بالعمالة ل"إسرائيل" وأمريكا والدفاع عن النظام كونه حام حمى مصر ومصالحها , لقد هزلت .
إن جميع الحكام العرب ليسوا إلاّ دمى في مسرح عرائس يحرك حبالها الخارج , أصابع الاحتكار الغربي , يحركها وفقا لهوى مصالحه ومن أولى هذه المصالح حماية أمن الكيان الصهيوني ودعم ديمومته لجعله القوة المهيمنة في المنطقة العربية كقاعدة عسكرية استيطانية قوية لهم , وقد التزم النظام المصري بهذه السياسة على مدار فترة حكمه بامتياز ورهن أمن مصر وأمن الشعب المصري بل العربي كله في سبيل ذلك , على عكس ما يدعي المدافعين عنه اليوم باعتباره قائدا فذا ومقاتلا شرسا قد دافع عن أرض مصر وحرر سيناء وحمى المصالح المصرية , ليس هذا وحسب بل ذهبوا بأن بقاءه صمام أمان لأمنها وبقاءه , وفي الحقيقة أن بقاءه صمام أمان لأمن الكيان الصهيوني .
واليوم عندما يتدافع زعماء الغرب للمطالبة السريعة لاستبدال مبارك ليس سوى محاولة حثيثة لتبديل هذه الدمية من مسرح عرائسهم لأنها بالت وأصبحت عاجزة عن أداء مهماتها بعد أن كسرتها وهشمت هيبتها الانتفاضة المصرية الأخيرة هذا من ناحية , ومن ناحية أخرى خشية من تحول الانتفاضة المصرية لو تجذرت إلى ثورة حقيقية من أجل استقلال مصر وإعادة هيبتها الحقيقية إن طورت شعارها الحالي من " الشعب يريد إسقاط النظام " إلى شعار " الشعب يريد إسقاط التبعية وإنهاء الاستعمار" فتكون سابقة يخشى الامبريالي الغربي أن تؤسس لمصر دورا طليعيا إن انتصرت , دورا ثوريا حقيقيا هذه المرة , يسعى لتحرير الأرض العربية المغتصبة وقيادة حركة تحرر عربية في مواجهة الأطماع الاستعمارية الغربية الصهيونية في المنطقة العربية فتصبح قاطرة نهضة عربية جديدة ولكنها مكتملة هذه المرة .
لهذا فإن ما يحاوله الغرب وعلى رأسه أمريكا , صاحب مسرح العرائس , بكل ما أوتي من خداع , لتوظيف كل الأطراف التي تدور في فلكه في مصر بأسرع ما يمكن لفرملة مسيرة الانتفاضة فيها وشد شعارها المتقدم " إسقاط النظام " إلى الخلف ليصبح " إسقاط الرئيس " فتجهض الانتفاضة بمعية عناصر قوى الثورة المضادة .
ومن هنا يمكن تفسير التبدل السريع في الموقف الأمريكي الملحق بالأوربي وموقف الأمين العام "للأمم المتحدة" وطلبهم الملح من العسكر الاستعجال ( الآن!!) للبحث عن دمية أخرى بديلة لمبارك بعد أن هشمتها الانتفاضة وهذا ما يفسر أيضا النشاط المحموم الذي تقوم به السفارة الأمريكية في مصر من إجراء مفاوضات مع البرادعي وسواه من الأشخاص واللجان واتصالاتها المكثفة مع قيادة الجيش المصري لإدارة الأزمة والبحث عن حلول تحافظ على الهيكلية الأساسية للنظام في مصر التي أسستها في عهد السادات ثم بنت عليها بعد ذلك من خلال حرب الخليج الأولى التي شارك النظام المصري إلى جانب أخواته من النظم العربية فيها بتحطيم العراق والقضاء على أي إمكانية لبناء جبهة عربية شرقية تعوض الخلل الذي أحدثه خروج مصر من معادلة الصراع العربي الصهيوني إثر توقيع اتفاقية كامب ديفيد .
إن النظام المصري يمثل بالنسبة لها دعامة أساسية في خطة سيطرتها على المنطقة العربية لما يتمتع موقعه الجغرافي من أهمية استراتيجية بين آسيا وأفريقيا : ملاصقته لابنها المدلل الكيان الاستيطاني الصهيوني في فلسطين الذي كيّف كل سياساته بناء على "سلامه " مع هذا النظام , ولدوره الأساسي في حماية أمنه وضرب المقاومة الفلسطينية وحصارها وقربه من حقول النفط وقربه من السودان وما له من تأثير على عملية تقسيمه ودوره الهام في شبكة نظامها الإمبراطوري ككل بعد أن جربته بنجاح من خلال التزامه الذي لا يفل عبر مشاركتها بتحطيم العراق وتقسيم السودان وحصار المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني لحماية أمن الكيان الصهيوني وقيادة مسيرة التطبيع معه والصهينة لصالحه عربيا .
قايضت أمريكا مساهمة النظام المصري العسكرية إلى جانبها في تحطيم العراق أثناء حرب 1991 بشطب بعض ديونه المترتبة عليه لها وللبنك الدولي من خلال "وصفة طبية" يتعهد النظام بموجبها إتباع سياسة تقشف يتم خلالها رفع دعم "الدولة" المصرية لأسعار السلع الضرورية وخصخصة الاقتصاد وبيع مؤسسات قطاع الدولة وإلغاء برنامج الإصلاح الزراعي والارتهان لاقتصاد السوق مما أدى إلى فوضى عارمة في الاقتصاد المصري , جاع بموجب هذه "الوصفة" الشعب المصري بينما اغتنت ثلة قليلة من المرابين والمقامرين والبلطجية يستميتون اليوم كما نراهم للدفاع عن النظام لدرجة دهس المواطنين المحتجين الذين يتظاهرون في شوارع مصر بسياراتهم . وفي هذا الصدد ينبغي التنويه أن النسبة العظمى من هذه الديون قد ذهبت في الواقع للتسلح العسكري لجيش النظام وأجهزته الأمنية الذين وظفا دائما لحماية مصالح أمريكا في المنطقة وأمن الكيان الصهيوني لا حماية أمن مصر كما يدعي المتباكون على هذا النظام من أزلامه وبعض المضللون من الشعب , في حين كان ما يقارب المليوني مصري يعملون في العراق في مجال الفلاحة وغيرها قبل تحطيمه .
هذه "الوصفة السحرية" للبنك الدولي هي نفس الوصفة التي لعبت الدور الأساسي في إفقار الشعب التونسي ودفعته للانتفاض ضد نظامه وإسقاط رئيسه .
ينبغي الإقرار إن قرار تعيين هؤلاء الطغاة في بلادهم صادر عن واشنطن : من طاغية تشيلي الراحل بينوشيه , وطاغية الأرجنتين فيديلا , وطاغية هاييتي بيبي دوك , إلى طغاتنا العرب , وأن ما يجمع بين أنظمة هؤلاء الطغاة ومصالح رأس المال الاستعماري علاقة بنيوية , ولكي تتحقق الحرية الحقيقية في بلادنا ينبغي الهجوم على هذه العلاقة وكسرها كخطوة تالية لإسقاط الدمى , وفي أثناء ذلك ينبغي على الحركات الاحتجاجية والانتفاضية ألاّ تنسى سيد مسرح الدمى , وأن تكون متنبهة لما يدور من حولها , وأن تحيط بما يجري وما يدور في أروقة السفارة الأمريكية في بلادها والبعثات الأوربية والتبشيرية , ولبرامج البنك الدولي والبنك العالمي , لإنهم أصحاب السلطة الحقيقيين والدكتاتورية الفعلية التي ينبغي إسقاطها إن أرادت الانتفاضة أن تكتمل إلى ثورة .



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذه طبيعة الرأسماليات الحاكمة في الدويلات العربية : - بلطجية ...
- عندما يتشبث الطغاة بالسلطة في بلادنا لسان حالهم يقول : إما أ ...
- الشعب في مصر يريد تغيير النظام وأمريكا تريد الحفاظ عليه بتغي ...
- هل ما يجري الآن في مصر نهاية الزمن العربي الرديء؟
- رأي حول مسلسل -فضح المستور- للوثائق السرية على قناة الجزيرة
- تخشى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية من أن تؤدي الانتفاضة ...
- لقد تحوّل الصديق القديم إلى مشكلة جديدة
- الرهان الحقيقي في التغيير على الشعب في الداخل وليس على العدو ...
- يهودية الدولة بين بؤس الخيار الواحد وآفاق الخيارات المتعددة
- الشبكة العنكبوتية هي ساحة اشتباك أيضا .
- هل أن أمريكا تخوض حروب -إسرائيل- نيابة عنها أم العكس؟
- هل يرفع الكيان الصهيوني حدة التوتر استعدادا للهجوم المرتقب؟
- على مشارف الهجوم الأمريكي-الإسرائيلي على إيران
- الرأسمالية كارثة إنسانية عالمية
- حول الكيان الصهيوني وكيان الدويلة الكولونيالية العربية وما ب ...
- حول الكيان الصهيوني وكيان الدويلة الكولونيالية العربية وما ب ...
- حول الكيان الصهيوني وكيان الدويلة الكولونيالية العربية وما ب ...
- حول الكيان الصهيوني وكيان الدويلة القطرية الكولونيالية العرب ...
- حول الكيان الصهيوني وكيان الدويلة القطرية الكولونيالية العرب ...
- حول الكيان الصهيوني وكيان الدويلة القطرية الكولونيالية العرب ...


المزيد.....




- فيديو يظهر تصرفا غريبا لشرطي أمريكي أمام حانة.. أشعل سيجارًا ...
- كيف كشفت صحفيتان كوريتان عن فضائح جنسية خطرة لنجوم كبار في ع ...
- غالانت يهاجم نتنياهو: هل بدأ تبادل الاتهامات بين الحكومة الإ ...
- حقوق مجتمع الميم في أوروبا.. مالطا تحتفط بالصدارة
- أغذية لا ينصح بها على متن الطائرة
- نتنياهو: منفتح على فكرة تولي فلسطينيين محليين إدارة غزة إلا ...
- سيرسكي: أوكرانيا تتخذ الاستعدادات للدفاع في مقاطعة سومي
- بوتين يصف الخطط الروسية الصينية لاستكشاف القمر بأنها -مثيرة ...
- بوتين يتحدث عن مهام بيلاوسوف وشويغو
- نزوح فلسطيني جديد من رفح


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود جلبوط - الحكام العرب لا يحكمون بل ينفذون أوامر الخارج لأنهم حكام متخارجون